طوفان الأقصى

لبنان

نتنياهو يبحث عن أنفاق المقاومة ليخفي فيها ملفات فساده
06/12/2018

نتنياهو يبحث عن أنفاق المقاومة ليخفي فيها ملفات فساده

ركّزت الصّحف اللبنانية الصّادرة صبيحة اليوم من بيروت على عدد من المواضيع الهامّة، حيث رأت أن العملية الاستعراضية التي يقوم بها جيش الاحتلال على الحدود اللبنانية الفلسطينية ما هي إلا استعراض عسكري، الغاية منها صرف النظر عن ملفات الفساد التي تتطار رئيس حكومة الكيان المحتل بنيامين نتنياهو وزوجته.

على صعيد تأليف الحكومة، لا جديد سوى المطالبة بحكومة مؤلفة من 32 وزيرًا وهو ما يرفضه الرئيس المكلف سعد الحريري.

"الأخبار": "الأنفاق" إسرائيلياً: "الحانوكا" لا يُبدّد القلق

بداية مع صحيفة "الأخبار" الت يكتبت تقول: "الحملة العسكريّة التي أعلنها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، عند الحدود مع لبنان، تحوّلت مناسبة لتصفيّة حسابات داخليّة طاولت «فساد» رئيس الوزراء وزوجته. المراسلون العسكريّون نقلوا دعوات لـ«عدم القلق»... إلا أن هذا لم يُبدّد خوف المستوطنين

وأضافت "إثر زعم الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف «أنفاقاً هجوميّة» حفرها حزب الله، تمتد من جنوب لبنان إلى داخل المستوطنات، ثم إعلانه بدء «حملة عسكريّة» لتدميرها، كانت بعض الأنباء تُشير إلى «عمل ما يُحضّر ضد لبنان». في المقابل، كانت نبرة القلق واضحة في ما تنقله وسائل الإعلام العبرية، كالقول إنّ ما يحصل «إنما هو مجرد نشاط داخلي، وأنه لن يحصل ما قد يجرّ إلى تصعيد أمني خطير». بدا ذلك واضحاً أيضاً في الرسائل التي طلبت الخارجية الإسرائيلية، من سفرائها حول العالم، توجيهها إلى رؤساء الدول التي يقيمون فيها".

العملية التي «نُفخت» إعلامياً، انفجرت في اللحظة التي طلب فيها خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إجابات حول ما إذا كانت عملية عسكرية وقائية، أم هي مجرد «درع لنتنياهو» إزاء ملفات الفساد التي تلاحقه وزوجته سارة. مراسلون عسكريّون، على تماس مع الضبّاط الذين يقودون العمليّة الإسرائيليّة، أشاروا إلى عدم رضى أولئك الضبّاط عمّا يجري، مع تجنّبهم تسمية ما يحصل بـ«عمليّة عسكرية» أصلاً. في المقابل، كان أولئك المراسلون حذرين أيضاً لناحية نقلهم أنه «ما من ضامن لعدم تطوّر الأمور وذهابها باتجاه حرب مع حزب الله». ينقل ناحوم برنياع، وهو المراسل العسكري في «يديعوت أحرونوت»، أن هناك محاولة «دراماتيكية لتسويق العملية، لكنها في حقيقة الأمر هي ليست عملية عسكرية مثل السيطرة على سفينة كارين أيه، أو عمليات قام بها الموساد في أراضٍ بعيدة». هي عملية «ضرورية ومبررة» بحسب برنياع، وذلك بغية «حفظ أمن مستوطني الشمال، لكن أحداً، ومن ضمنهم رئيس هيئة الأركان (غادي آيزنكوت) لا يعرف كيف ستنتهي». لم يفت المراسل نفسه التذكير أنّه «عندما اشتكت إسرائيل أمام قوات الطوارئ الموجودة في جنوب لبنان، قبل مدّة، حول مخازن صواريخ ومنصات في بيوت في جنوب لبنان، ردّ هؤلاء (قوات اليونيفيل) أنه ليست هناك أدلّة على كلامكم، ثم إن فحص الادعاءات يتطلب منّا دخول أملاك خاصّة، فيما القانون يحظّر علينا ذلك».حسب الصحيفة.

زميلاه في الصحيفة نفسها، أليكس فيشمان ويوسي يهوشواع، أشارا إلى «وجود شكوك حول توقيت العملية وجدواها». اللافت أن كلامهما هذا منقول عن ضباط في الجيش الإسرائيلي، وتحديداً من الذين يشاركون في «عملية درع شمالي» (بحسب التسميّة التي جاءت في إعلان الجيش الإسرائيلي). كشف يهوشواع أن «بعض الضباط في الجيش نصحوا رئيس هيئة الأركان، أول من أمس، تأجيل العملية عدّة أشهر، ولكن بعد اكتشاف النفق الأول اعتبر هؤلاء أن معجزة الحانوكا (عيد يحتفل به اليهود في هذه الأيام) قد حصلت».
وبدلاً من أن تبدو إسرائيل في موقع الإنجاز والقوة، كشف أداء إسرائيل السياسي والإعلامي عن مستوى من الارتداع متغلغل في وعي المؤسستين السياسية والعسكرية. وهذا تحديداً ما لفت إليه فيشمان (المعلق العسكري في «يديعوت أحرونوت»)، بالقول إن المهندسين الذي يعملون على سد النفق «احتسبوا بدقة كمية المواد اللازمة لذلك، كي لا ينزلق - لا سمح الله - متر مكعب واحد لا لزوم له من الإسمنت إلى الأرض اللبنانية ويُشعل الشرق الأوسط». ووصف الحرص الإسرائيلي على ذلك بالمهزلة، قائلاً: «حزب الله يحفر أنفاقاً إلى داخل الأراضي الإسرائيلية كي يسيطر في يوم الأمر على أراضٍ في الجليل، وعندنا يسيرون على أطراف الأصابع - فقط لعدم إثارة غضبه. هذا حصل أيضاً عندما هدَّد حزب الله بالمهاجمة في حال واصلت إسرائيل إقامة السور والجدار في منطقة رأس الناقورة ومسغاف عام. المسار لم يناسب حزب الله، وإسرائيل علّقت الأشغال».

نشر موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» مقابلة مع وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائل كاتس، حول عملية «درع شمالي». عنون الموقع «كاتس: نصر الله في حالة ذهول». وبصرف النظر عن حديث الوزير، فقد علّق عشرات القرّاء من المستوطنين تحت المقابلة منتقدين، فكتب أحدهم: «نصرالله في حالة ذهول من ملفات الفساد التي تلاحق نتنياهو»، فيما كتب آخر: «نحن في حالة ذهول من عجز وزارة المواصلات وقلة حيلتها». التعليق الأكثر سخرية كان: «هل أنت وزير استخبارات أم وزير زحمة سير؟».

"النهار": قيادة الجيش تشدد على موقف الحكومة المتمسك بسيادة لبنان على أراضيه ومياهه البحرية وثرواته النفطية

أما صحيفة "النهار" التي كتبت تقول: تمادى التوظيف السياسي والدعائي والاعلامي لحادث الجاهلية الى حدود بدأ معها يمس بكل ما كان قائماً قبل الحادث، الامر الذي لم يعد ممكناً معه تجاهل التداعيات المؤذية لهذا التوظيف، خصوصاً بعدما اتسعت في اتجاهات من شأنها ان تشكل تهديداً جدياً للاستقرار. وتبعا لذلك يمكن القول إن احتواء هذه "الفقاعة" بات أمراً ضروريا ولعل مجموعة معطيات برزت في الساعات الاخيرة تؤكد بدء العمل الجدي في هذا الاتجاه.

وأضافت: واذا كانت الجهود السياسية لاعادة اطلاق المسار العالق لتأليف الحكومة تبدو على مشارف التحريك في وقت وشيك، فان ذلك لم يحجب استمرار رصد التطورات الجارية عند الحدود الجنوبية في ظل استمرار اسرائيل في القيام بما سمته "عملية درع الشمال" بحثاً عما تدعيه من انفاق تتهم "حزب الله" بحفرها. لكن المعطيات الميدانية في الساعات الـ24 الاخيرة لم تبدل المشهد من الجانب اللبناني، خصوصاً ان الاجتماع الثلاثي الذي عقدته قيادة "اليونيفيل" في مقرها في الناقورة أمس وضم الى الجانب الدولي الطرفين اللبناني والاسرائيلي، قرر ارسال فريق فني الى اسرائيل اليوم لتقصي الوقائع والتثبت من المزاعم الاسرائلية بما يعني ان الجانب اللبناني لم يتبلغ بعد معطيات دقيقة تؤكد الاتهامات الاسرائيلية.

وأعلنت قيادة الجيش في هذا الصدد "ان الجانب اللبناني شدد على موقف الحكومة اللبنانية المتمسك بسيادة لبنان على أراضيه ومياهه البحرية وثرواته النفطية، والرافض لخروقات العدو الإسرائيلي الجوية والبحرية والبرية والاستفزازات المتكررة وطالب بوقفها. كما جدد مطالبته بالانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر. واعتبر أن مزاعم العدو المتعلقة بوجود أنفاق عند الحدود الجنوبية هي مجرد ادعاءات الى حينه، مطالباً بمعلومات دقيقة وإحداثيات عن الأماكن التي زعم العدو الإسرائيلي أنها تحتوي على أنفاق، وذلك ليبنى على الشيء مقتضاه". حسب الصحيفة.

ورأى رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري "أن التطورات التي تشهدها الحدود الجنوبية يجب ألا تشكل سبباً لأي تصعيد، وهو ما يريده لبنان ويسعى إليه مع كل الجهات الدولية والصديقة المعنية بذلك".

وقال في تعليق له على التطورات: "إن الحكومة اللبنانية تؤكد التزام الموجبات الكاملة للقرار ١٧٠١ وللتعاون والتنسيق القائمين بين السلطات اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية، كما تؤكد أن الجيش اللبناني هو المعني بتأمين سلامة الحدود وبسط السلطة الشرعية على كامل الحدود بما يتوافق مع مقتضيات الشرعية الدولية والقرارات المعلنة في هذا الشأن. وإن الحكومة اللبنانية حريصة كامل الحرص على التزاماتها تجاه سيادتها وسلامة حدودها، وتأكيدها عدم خرق القواعد القائمة وفقاً للقرار ١٧٠١. إن ما يقوم به الجانب الإسرائيلي من خلال خرقه المستمر للأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية، يشكل مخالفة مكشوفة ومرفوضة لتلك القواعد، وهو ما فنده الجانب اللبناني في الاجتماع الذي عقد برئاسة قائد قوات الطوارئ في رأس الناقورة، والذي سيكون محل متابعة من الحكومة اللبنانية مع الأطراف المعنيين في الأمانة العامة للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن".

"البناء": اليمن يسبق بمؤشرات التقدّم كل الحروب المفتوحة

بدورها، صحيفة "البناء" سلطت الضوء على محادثات اليوم في السويد حيث تبدأ جولة التفاوض المنتظرة بين الفريق الذي يمثل السعودية من حكومة منصور هادي عبد ربه والفريق الذي يمثل أنصار الله بعدما تم تبادل إشارات لبناء الثقة تمثلت بالتوقيع على اتفاق لتبادل جميع الأسرى والمعتقلين، فيما يتعرّض التحالف الذي تقوده السعودية لحملة ضغوط تمثلها التهديدات بوقف بيع السلاح من جهة والحملة التي تعم عواصم العالم عموماً والغرب خصوصاً، في وجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على خلفية قتل جمال الخاشقجي، وتضع قضية وقف حرب اليمن في رأس أولوياتها، وهو ما يفسر في ظل العجز العسكري عن تحقيق أي تقدم أو انتصار، موافقة التحالف السعودي الإماراتي والجماعات اليمنية العاملة معه على الشروط التي طالما شكل رفضها سبباً لفشل عقد جلسة تفاوض خلال شهور طويلة، وفي مقدمتها فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة أمام الحركة التجارية والمسافرين، وهي نقاط تقول مصادر متابعة إنها تتصدر جدول أعمال التفاوض الذي يبدأ اليوم.

التطور اليمني ليس معزولاً بالتأكيد عن التوازنات التي تحكم وضع كل من جبهتي المواجهة على الساحتين الدولية والإقليمية في الكثير من الملفات الداخلية والخارجية من جهة، والوضع بينهما في كل ساحات المواجهة من جهة موازية. فالوضع الداخلي الأميركي كالوضع الداخلي لكل من السعودية وكيان الاحتلال إلى المزيد من التأزم وهو عامل حاضر، والتفكك اللاحق بالتحالفات التي كانت تشكل حاضنة الثلاثي الأميركي الإسرائيلي السعودي، خصوصاً تموضع أوروبا وتركيا في الملف النووي الإيراني والحرب على سورية، حاضر بقوة أيضاً، وكذلك الانتصارات التي يحققها أطراف الجبهة المقابلة من صمود شرق أوكرانيا إلى انتصارات سورية وثبات معادلات الردع فيها وفي غزة، وصعود مكانة روسيا ونجاح إيران بامتصاص النتائج السياسية التي بنيت على العقوبات الأميركية، كلها عناصر تنسحب في تأثيراتها على ما هو أبعد من اليمن، ليصير الرضوخ للتفاوض هناك مؤشراً على متغيرات قد تظهر في الملفات الأخرى التي يشهد التفاوض فيها جموداً وتتعثر على مساراتها خيارات التسويات.

في الشأن الداخلي اللبناني أكد تكتل لبنان القوي تأييد مبادرة رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، وبقاءها حية، وتحدثت المصادر المتابعة للوساطات أن البحث يناقش صيغة لحكومة الـ32 وزيراً لا يزال الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري يرفضها، بينما تسود التهدئة بعد أحداث الجاهلية الوسط السياسي خصوصاً بعد زيارة وفد الحزب التقدمي الاشتراكي لحزب الله، وتولي القضاء العسكري التحقيق في تفاصيل ما جرى وكشف ملابسات استشهاد المرافق الشخصي للوزير السابق وئام وهاب محمد أبو ذياب، وقالت مصادر متابعة إن التدقيق في البعد القانوني للتبليغات والإجراءات التي اتبعت في قضية إبلاغ وهاب بالمثول أمام القضاء وكيفية تحويله إلى إحضار، للبتّ باتهام التسييس الذي تقدم به محامي وهاب بحق مدعي عام التمييز سمير حمود يجمّد كل دعوة لمثول وهاب حتى البتّ بالطلب بتنحي حمود، والبتّ بالجهة الصالحة لسماعه.

أما طرح الـ 32 وزيراً أي اضافة وزير علوي وآخر أقليات فإنه يلقى رفض الحريري لأنه سيخسر وزيراً سنياً بكافة الأحوال ويرفض أن ينال بدل المقعد السني علوي وإذا قبل فإن كتلته النيابية لا تضمّ تمثيلاً علوياً، كما استبعدت مصادر نيابية أن تحظى هذه الصيغة بتوافق الجميع، غير أن مصادر مقربة من الرئيس عون تشير لـ»البناء» الى أن رئيس الجمهورية ومعه التيار الوطني الحر يرفض أن يتنازل من حصته في الحكومة ليس بسبب تمسكنا بالثلث المعطل بل لأن حجم تكتل لبنان القوي النيابي يحق له بـ 11 وزيراً في الحكومة». وتؤكد المصادر على أن الرئيس المكلف عليه إيجاد الحل والتنازل واستقبال اللقاء التشاوري والتفاوض معه على صيغة وسطية لأن العقدة سنية سنية وليست مسيحية سنية كي يتنازل عون الذي سهل من خلال تراجعه عن المقايضة مع الحريري، وبالتالي حرره من هذا القيد، وبالتالي الكرة في ملعبه وأن كل تأخير سيكون على حسابه وسيكون هو الخاسر الأول»، في المقابل لم يسجل أي تغيير في موقف الرئيس المكلف حتى الآن، وفق مصادره.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل