لبنان
المفتي قبلان: جاهزون للحرب وقادرون على الانتصار.. ولن نقبل بأي استعمار جديد
أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنَّ "ما يجري في قطاع غزّة، الأمرُ والنهيُ والترسانةُ والقرار فيه لواشنطن وخرائطِ قياداتها العسكرية، بدءًا من القيادة الأميركية الوسطى وانتهاءً بقائد أركان الجيوش الأميركية العام الذي يكاد يستوطن ما بين "تل أبيب" وشمال فلسطين على الحدود مع لبنان"، ورأى أن لا حربّ مفتوحة في الأفق، جاهزون لها وقادرون على مواجهتها، وذلك لأن "إسرائيل" مهزومة ولا تملك قدرةَ هذه الحرب.
وبمناسبة ولادة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وجه رسالة إلى اللبنانيين من مكتبه في دار الافتاء الجعفري قال فيها، "لله موقف عظيم يوم القيامة، فمن تأمركَ كان حظُّه من إبليس في ذلك اليوم، وما حظُّ إبليس يوم القيامة إلا غضبُ الجبّار ونقمته، وما أخطرَ موقف أكثر العرب والمسلمين يوم القيامة بتركهم لأهل غزّة، فضلًا عن لعبهم دور الناطور لواشنطن التي تقود أكبر أدوار إبليس الدموية في الأرض".
وأضاف أما "على مستوى الجبهات، لا شك أنه لا قيمة للارتزاق السياسي، ولا شرف للجاليات الصهيونية التي تلعب دور الإعلامي والمثقّف السياسي والناشط الرخيص في البلاد العربية والإسلامية ومنها لبنان، فقط لتخدم مشاريع واشنطن و"تل أبيب" الإرهابية في غزّة وغيرها، وهذا لا يزيدنا إلا وثوقًا بالله تعالى وعزيمةً على الجبهات السيادية".
وتابع المفتي قبلان أن "ما يجري على حدودنا الجنوبية هي حرب لا سابق لها على الإطلاق، وقيمتها السيادية تساوي أصل وجود لبنان وتزيد"، مؤكدًا أن "المقاومة قيادةً وإدارةً وتنسيقًا وعدةً وعددًا ومراحل تجيد أكبر أدوار هذه الحرب بكلّ دقة".
كما توجه "لمن يهمه الأمر"، بالقول: "المقاومة حتّى اللحظة لم تستخدم ترسانتها التي أعدّتها للحرب المفتوحة"، مؤكدًا أننا "لم نخف الحرب يومًا ولن نخافها وإمامُنا الحسين (ع)، ونحن أهلها وأبطالها إن شاء الله تعالى".
وتوجّه للبنانيين بالقول: "لا حربّ مفتوحة في الأفق، لكنّنا (بعون الله تعالى) جاهزون لها وقادرون على مواجهتها، وذلك لأن "إسرائيل" مهزومة ولا تملك قدرةَ هذه الحرب، فيما المقاومة تملك قدرةَ تغيير الموازين، بل هي قادرة على تغيير التاريخ إذا أخطأت "إسرائيل" الحسابات".
وشدَّد الشيخ أحمد قبلان على أنَّ "أي حرب كبيرة لن تبقى "تل أبيب" ولا حيفا ولا منصات غاز ولا محطات كهرباء ولا شبكات اتّصالات ولا مطارات ولا موانئ ولا خزانات الأمونيوم ولا منشآت عامة ولا قواعد عسكرية، كلّ ذلك لن يبقى خارج تسونامي الدمار غير المعهود، و"إسرائيل" تعرف هذه الحقيقة وتخشاها".
وأشار إلى أنَّ "غزّة وفلسطين مصلحة سيادية وأخلاقية للبنان، ولا شرف أكبر من شرف إسناد غزّة وتحقيق المصالح السيادية للبنان والمنطقة"، متوجهًا بالشكر "لصنعاء النخوة الأبية، ولحشد العراق، ولإيران التي تُعلِّم العالم معنى الإنسانية ومواثيق الشرف والدين وحقيقة الإسلام وجوهر الأديان".
هذا، وأكَّد المفتي الجعفري الممتاز أنَّ "زمن الهيمنة الأميركية بطريقه للزوال"، وأضاف: "لن نخرج من هذه الحرب إلا بما يليق بقامات الشهداء العظام، والنصر دومًا معقودٌ بنواصي المقاومين الأبرار".
وعن الوضع الداخلي، قال المفتي قبلان: "المحبّة المسيحية توأم الرحمة المحمدية، والحق ميزان الربّ، وعدالة الموقف والخيار محنة الأديان، وإغاثة المحروم والمقهور والمعذّب والمظلوم وإدانة الطغيان والإجرام علامة دين الربّ، ونهج تعاليمه وأيقونة صراطه الذي لا يحيد".
وتابع: "أيها الإخوة المسيحيون، نريد أن نعيش معًا، ولن نقبل إلا أن نعيش معًا، لا على طريقة العدد بل وفق عائلة الرب والوطن التي تتشارك آمالها وآلامها دون تمييز"، مؤكدًا أنَّ "الاستحقاق الرئاسي يمر بميثاقية هذه العائلة الوطنية، وسط بلد تتسابق إليه سواطير واشنطن وأشباحها التي تتربّص به الدوائر، فلن نقبل بخذلان المسيحية ولا بتضييع البلد، كما لا نقبل بالتفرّد الطائفي والأصوات الغارقة بالأحقاد، والحل بتسوية تليق بهذه العائلة الوطنية".
وأكَّد الشيخ قبلان أنَّ "الرئيس نبيه بري ضامن وطني وشخصية قادرة على ابتكار الحلول الجامعة"، موضحًا أنه "فقط المطلوب تبريد الرؤوس الحامية وإخراجها من جحيم الوهم القاتل، وما نريده أن يربح لبنان بكلّ مكوّناته، ولبنان بلد الشراكة والعائلة الوطنية لا بلد القطيعة والتقسيم".
كما شدد على أنَّ "المذكرة العسكرية البريطانية مرفوضة، وحذارِ أن تمر، وحذارِ اللعب بسيادة ومصالح البلد، فزمن الاستعمار انتهى، ولن نقبل بأي استعمار جديد مهما كلف الأمر".
وختم الشيخ قبلان: "قد أوصانا النبيّ محمد صلى الله عليه وآله بالإنسانية خيرًا، وخصّ المسيحية بالعطف واللطف والإيمان تمامًا كما أوصى المسيح أتباعه المؤمنين بالخير للناس وطوّبَ ذلك بروح الإيمان. كلّ عام ولبنان وأهله بخير، ونصر وشراكة تليق بعظمة الربّ والبلد والإنسان".
لبنانجيش الاحتلال الاسرائيليالشيخ أحمد قبلان