لبنان
شينكر يلتقي المسؤولين اللبنانيين .. وجعجع وحده المتبرع لنقل التقييمات التحذيرية
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على جولة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر في بيروت ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، مشيرةً الى انه عرّف مهمته بأنها استطلاعية تعارفية.
شنكر يرمي كرة التفاوض في الملعب اللبناني
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "لم تكن مصادفة ايجابية اطلاقاً بالنسبة الى لبنان الرسمي ان يجد نفسه بين مطرقة المواقف النارية التي أطلقها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء ولا سيما منها اعلانه الولاء التام لمرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية وتقديمه على كل الاولويات، وسندان الجولة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد شنكر على عدد واسع من المسؤولين الرسميين والقيادات السياسية".
واضافت "ذلك ان الساعات الـ 48 الاخيرة التي اخترقها قرار أميركي جديد بانفاذ عقوبات على أربعة كوادر في "حزب الله" اتسمت بواقع متجهم وغامض بدا ان أكثر من لمح اليه بعد لقائه شنكر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي قال إن المسؤول الاميركي اشار الى وضع قلق عند الحدود".
وتابعت "الواقع ان الاشكالية الكبيرة التي واكبت تطورات اليومين الاخيرين تمثلت في تجاهل جميع المسؤولين الكبار الرد أو التعليق على ربط السيد نصرالله في خطاب عاشوراء مجمل الواقع اللبناني تقريباً بالمواجهة الكبرى التي يلتزمها الحزب من خلال انخراطه في المحور الايراني. ومع ان نصرالله ضمن خطابه نقطة ايجابية لجهة تأكيده التزام القرار 1701 إلا في حال تعرض لبنان للاعتداء الاسرائيلي، فان هذا الموقف تلاشى بسرعة أمام إعلان نصرالله الربط الكامل ضمناً لكل شيء بولاء الحزب للامام الخامنئي".
شينكر يبحث عن صواريخ المقاومة ويهوّل بالحرب
من جهتها، اعتبرت صحيفة "الاخبار" أنه "ليس بعيداً عن الضغوط الأميركية على لبنان، واصلَ المبعوث الأميركي ديفيد شينكر لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، التي بدأت ليل الاثنين الماضي. إذ لم تخلُ ملاحظات الموفد الأميركي الجديد في استفساراته حول الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة ورد المقاومة، من التهديد بوقوع الحرب في حال لم تغيّر المقاومة «سلوكها». وجاء كلام شينكر مشابهاً لحملة التهويل التي قادتها السفارات الغربية والأميركيون خلال فترة التوتر الأخيرة قبل ردّ المقاومة، في محاولة لردع لبنان عن الرد على الخروقات الاسرائيلية".
وأكدت مصادر مطلعة على لقاءات الضيف الأميركي أنه «ركّز على الوضع الأمني والتطورات الأخيرة على الحدود والصواريخ التي تملكها المقاومة، وكان هذا الموضوع يشغل باله ويسأل عنه أكثر من الملفات الأخرى»، مشيرة إلى أن شينكر «لم يتوسع في موضوع الترسيم، وأنه وعدَ بالمساعدة»، مؤكدة أن «زيارته كانت للتعرف إلى المسؤولين اللبنانيين، وهو أتى في مهمة استطلاعية من ضمن جولة يقوم بها في المنطقة». كذلك التقى شينكر كلاً من الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط والنائب سامي الجميّل ورئيس حزب القوات سمير جعجع.
وتابعت "كان التقى يومَ الثلاثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكد لزائره أن «لبنان صدّق على قوانين مالية تجعله مطابقاً لأرقى المعايير العالمية بمحاربة تهريب الأموال وتبييضها». ولفت إلى أن «الاقتصاد اللبناني والقطاع المصرفي لا يستطيعان تحمل هذا الحجم من الضغوطات». وشدد على أن «لبنان حريص على الاستقرار وعدم الانجرار للحرب، وملتزم القرارات الدولية، ولا سيما 1701، وأن العدو الإسرائيلي مسؤول عن الخروقات لهذا القرار وضرب الاستقرار القائم منذ 2006»".
شينكر بدّل مهمته من مواصلة التفاوض إلى استماع روتيني... بانتظار العودة لواشنطن
الى ذلك، قالت صحيفة "البناء" إنه "أصاب الارتباك الأميركي الإسرائيلي جولة مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر إلى بيروت، حيث أكدت مصادر متابعة لزيارته، أن ما قاله في اليوم الأول عشية إقالة جون بولتون لم يعد يرد في مضمون لقاءاته بعدما تبلّغ التغيير في الإدارة في واشنطن، وبدا حريصاً على توصيف ما قاله يوم وصوله كاستعادة لمهمة سلفه ديفيد ساترفيلد مؤكداً أن مهمته استطلاعية تعارفية. وبدا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وحده متبرعاً لنقل تقييمات تحذيرية عن لسان شينكر الذي بدا مستعجلاً لإنهاء زيارته والسفر لمتابعة ما يجري في واشنطن وما قد يترتب عليه من رسم سياسات جديدة".
واضافت الصحيفة "الكلام الهام الذي وقع على مسامع شينكر كان كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد مجدداً أن التزام لبنان وحكومته التي يشارك فيها حزب الله بالقرار 1701 الذي ينتهكه جيش الاحتلال باستمرار، لا يتعارض مع معادلة أن أي عدوان على لبنان سيعني سقوط الخطوط الحمراء، وأن أي حرب على إيران ستعني محاولة لإلحاق الهزيمة بمحور المقاومة، وبالتالي فكل قوى المقاومة معنية بها، ولن تكون على الحياد، وفي طليعتها المقاومة في لبنان، وكان لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد سلسلة من المواقف في لقاءاته الحزبية تناول فيها ورقة الحزب لمعالجة الوضعين الاقتصادي والمالي والحاجة لخطة تلحظ الاستثمار في تطوير الثروات السيادية للدولة، مركزاً على أن لبنان نجح في تثبيت معادلات الردع وتطويرها، وأن معادلة الشعب والجيش والمقاومة صارت أشد ثباتاً، وصار الالتفات للوضع الاقتصادي ملحاً ومحصناً بثبات الاستقرار بفضل هذه المعادلة".