لبنان
السيد نصرالله يحسم النقاش: لمحاسبة العملاء .. والحريري ينقل رسائل سعودية الى فرنسا
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يوم امس، وان العملاء ليسوا مُبعدين وحسابهم يجب أن يكون قاسياً. كما اهتمت الصحف بالرسالة التي حملها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى باريس من الرياض لتفعيل مساعي الوساطة بهدف التهدئة.
ماكرون لحماية الاستقرار وتشويش مزدوج في بيروت!
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "مرة جديدة تتدافع التساؤلات والشكوك بل المخاوف حيال الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء سعد الحريري مع الدول الصديقة والمانحة والمنخرطة في دعم لبنان، وقت تعود معالم توظيف الصراعات الاقليمية في الداخل اللبناني من خلال الاتجاهات والمواقف التي يتخذها "حزب الله" من جهة، وافتعال تطورات خطيرة كاستهداف الحريات الصحافية والاعلامية من جهة أخرى".
وتابعت "هذه الصورة ارتسمت تكراراً أمس في تزامن اطلاق الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "زخة" مواقف تصعيدية حادة ضد المملكة العربية السعودية خصوصاً، في حين كان الرئيس الحريري زار المملكة عشية زيارة العمل التي قام بها أمس لباريس في مساعيه الرامية الى تأمين دعم سعودي اضافي للبنان كما الى اطلاق تنفيذ آليات مشاريع مؤتمر"سيدر". ومع تصعيد نصرالله نبرته التهديدية للرياض اسوة بالمسؤولين الايرانيين، لفتت الأوساط المراقبة لمضمون خطابه أمس انه تجاهل تجاهلاً تاماً القرار الاتهامي الأخير للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان الذي وجه الاتهام في جرائم اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي ومحاولتي اغتيال الوزيرين السابقين مروان حماده والياس المر الى مسؤولين امنيين وعسكريين وعناصر في "حزب الله"، فيما ركز المضمون الداخلي للخطاب على مسألة الملاحقات القانونية للمتعاملين مع اسرائيل والفارين اليها".
في غضون ذلك، نقل مراسل "النهار" في باريس سميرتويني عن مصادر فرنسية ولبنانية ان الخلوة التي جمعت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء سعد الحريري صباح أمس في قصر الاليزيه "كانت ناجحة بامتياز" اذ استمرت قرابة ساعة ونصف ساعة وعرض خلالها الطرفان الواقع السياسي والأمني اللبناني وسادت المحادثات أجواء ود وتوافق بين الجانبين على التنسيق من أجل ان يظهر جميع اللاعبين ضبط نفس كاملاً حتى لا تتحول الصراعات الاقليمية الى لبنان. واكد الرئيس ماكرون أمام ضيفه التزام فرنسا الكامل وحرصها على الأمن والاستقرار في لبنان بعد المخاوف من تمدد الوضع الاقليمي الهش الى ربوعه.
نصر الله: لا فتح للحدود أمام العملاء
بدورها، قالت صحيفة "الاخبار" إنه "حسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله النقاش حول ملفّ الفارّين إلى فلسطين المحتلة: ليسوا مُبعدين، وهناك آليات قانونية للعودة، أما العملاء فحسابهم يجب أن يكون «قاسياً». هذا جزء من الحرب مع العدو، والجزء الثاني تمثّل بتأكيده «حقنا بالتصدي للطائرات المُسيّرة فوق أجوائنا... رامية الجنوبية كانت بداية المسار». إقليمياً، كان لافتاً في خطاب الأمين العام لحزب الله أنه نسب القصف على منشآت «أرامكو» في السعودية إلى محور المقاومة مجتمعاً".
واضافت "أعاد توقيف القائد العسكري السابق لمعتقل الخيام، العميل عامر الفاخوري، فتح النقاش حول ملف العمالة في البلد. محاولة البعض «تبييض سجلات» العملاء، واستغلال عامل «مرور الزمن» للتخفيف من وطأة جرائمهم، جوبه بمواقف رافضة لأي استسهال في التعامل مع هذه القضايا. «حساب العملاء يجب أن يكون شديداً وقاسياً. سقوط الأحكام بتقادم الزمن يحتاج إلى نقاش قانوني بحق المجرمين والقتلة»، أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، الذي ألقى أمس كلمةً شدّد فيها على أنّ «محاكمتهم هي من الثوابت ولا أحد يساوم عليها، ومن تعامل مع العدّو يجب معاقبته على قدر جريمته». وأعاد الأمور إلى نصابها، في ما يتعلق بالفارين إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فـ«مصطلح المبعدين إلى كيان الاحتلال خا
طئ.
وثيقة أمنية تحذّر من عودة الفاخوري .. قبل سنتين!
الى ذلك، ذكرت صحيفة "الاخبار" أنه "منذ توقيفه يوم 12 أيلول 2019، تبرأ «الجميع» من جزار معتقل الخيام، العميل عامر الفاخوري. لم يمنحه أحد ضمانات للعودة. لم يقل له مسؤول رسمي: «لا تقلق، ثمة مسؤول يتابع قضيتك. أنا أضمن لك ألّا يوقفك أحد». لم يتدخّل نافذون لتغطيته. لم يطلب أحد شطب اسمه عن البرقية 303. سقط اسمه «روتينياً». وصل الأمر ببعض المسؤولين إلى حد تأكيد أن الاسم سقط «سهواً»، وأن الأجهزة الأمنية، جميع الأجهزة الأمنية، لم تكن تعلم عنه شيئاً ذا قيمة. ما تقدّم يناقض تماماً سيرة الفاخوري، الذي كان واحداً من «مشاهير» العملاء، مثله مثل رياض العبد الله ونبيه أبو رافع وحسين عبد اللطيف العبد الله وجان الحمصي وعلم الدين بدوي وسلام الفاخوري وأحمد عبد الجليل شيت وأحمد حسين العبد الله (أحمد طنّوس) وفارس ورياض الحمرا وعيد مسلّم عيد وأحمد شبلي صالح والجلبوط وأبو برهان".
الحريري يحمل رسالة سعودية إلى باريس... وينقل عن ماكرون مشروع تهدئة والتزاماً بـ«سيدر
من جهتها، كتبت صحيفة "البناء" أنه "مع الاصطفاف الأميركي على خط الابتعاد عن اللغة الحربية تموضعت السعودية على ضفاف السعي للوساطات، في طلب التقدم بمشروع لتحقيق دولي تتبنّاه الصين، كما نقلت مصادر مطلعة عن الاتصال بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وكذلك في الرسالة التي حملها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى باريس من الرياض لتفعيل مساعي الوساطة بهدف التهدئة، بعد الزيارة السريعة للحريري إلى السعودية قبيل سفره إلى باريس، والتي أجاب عنها الحريري بالنيابة عن ماكرون بالإيجاب ناقلاً عنه مع التعهّد بالسير بالتزامات مؤتمر سيدر لدعم الاقتصاد اللبناني، قيادة مساعٍ للتهدئة في المنطقة. وكان لافتاً أن يتناول الحريري عملية أرامكو بلغة هادئة وصفية بعيدة عن الاتهامات واللغة العالية السقوف، بينما كانت صنعاء تمدّ يدها للرياض بمبادرة لوقف الاستهداف المتبادل، فأعلن رئيس المجلس السياسي اليمني مهدي الشماط وقف عمليات الطائرات المسيّرة وإطلاق الصواريخ نحو المملكة من طرف واحد، آملاً برد التحية بمثلها بخروج السعودية من خيار الحرب والعدوان على اليمن، معتبراً أن الإشارة الأهم ستكون فتح مطار صنعاء، وهو ما كشف المشاط أنه محور اتصالات يجريها المبعوث الأممي مارتن غريفيث".
وتابعت "النصيحة للسعودية بالخروج من الحرب على اليمن كانت عنواناً رئيسياً في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي أكد أن الضربة الثانية ستكون أشد قسوة، ناصحاً مَن بيوتهم من زجاج ومدنهم من زجاج موجهاً كلامه للإمارات أيضاً، فليخرج من هذه الحرب الظالمة على اليمن، وإلا تخبزوا بالفراح ، بينما تناول السيد نصرالله بلسان محور المقاومة القوي والشجاع تعميم هذه المعادلة على كل حروب المنطقة، نافياً أن تكون المقاومة معنية بالتنافسات الانتخابية بين أطراف كيان الاحتلال، فكلهم مجرمون وقتلة وعنصريون ويمثلون العدو نفسه ، ليمنح وقتاً لقضية العملاء التي فتح ملفها مع العودة الغامضة والملتبسة والمشبوهة للعميل عامر الياس الفاخوري، واضعاً مفردة المبعدين قيد التمحيص والتدقيق وصولاً لنفي صحتها، واعتبار أصل الملف هو ملف العملاء مهما تفاوتت مستويات التعامل، ويجب ضبط التعامل معه وفقاً للقانون، فالعميل يُحاكم وفقاً لأفعاله، ولا تسقط الأحكام بحقه بمرور الزمن، ولا يقبل في محاكمته أحكاماً هزيلة".