لبنان
حرائق تُشعل لبنان..اتهامات للدولة بالتقصير والمواطنون فرحون بهطول الأمطار كبديل عن إطفاء النيران
وصل عدد الحرائق في المناطق اللبنانية إلى نحو 104، وفق ما أعلن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، واستخدم الدفاع المدني حوالى 200 آلية من أجل إخمادها. ونتيجة الحرائق توفي المواطن سليم أبو مجاهد اختناقًا خلال مساعدته في إطفاء النيران في بتاتر.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني: "على إثر الحرائق التي اندلعت في خراج عدد من المناطق وأتت على مساحات واسعة من الأشجار الحرجية المتنوعة ولامست المنازل في عدد منها، فقد وضع الصليب الأحمر اللبناني فرقه في حال من الاستنفار كما أقام مستشفى ميدانياً أمام مركزه في الدامور، وتمكنت فرق الصليب الأحمر من تقديم الإسعافات الأولية في المستشفى الميداني وفي عدد من المناطق، ونقل حالات أخرى إلى المستشفيات. ومعظم هذه الحالات الصحية كانت تعاني من ضيق في التنفس واختناق وإغماء وحروق طفيفة. ويتم تلقي النداءات على خط الطوارئ المجاني 140.
وفيما تراوحت التعليلات في أسباب الحرائق التي اندلعت في لبنان في اليومين الفائتين، بين العوامل المناخية أو إقدام البعض على افتعالها، راحت أصابع الاتهام تتجه نحو وجود تقصير وفساد، ساهم في عدم الاستجابة اللازمة لإخماد الحرائق بالشكل المطلوب.
استنفار حكومي
وبعيداً عن الحريق الهائل الذي شبّ في منطقة المشرف وامتد إلى المناطق المجاورة، والذي استدعى تدخل الطوافات القبرصية للمساعدة في احتوائه، كان الرئيس ميشال عون يطلب فتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى توقف طائرات الإنقاذ وإطفاء الحرائق "سيكورسكي" عن العمل منذ سنوات، وتحديد المسؤولية. كما طلب اجراء كشف سريع على الطائرات الثلاث والإسراع بتأمين قطع الغيار اللازمة لها.
من ناحيته أكد رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد اجتماع لجنة إدارة الكوارث في السراي، أنه إذا "كان الحريق مفتعلاً، فهناك من سيدفع الثمن. ولا أضرار جسدية حتى الساعة. والأضرار المادية سنعوضها". ولفت إلى أن "كل الأجهزة تعمل من دون استثناء ولا بد من فتح تحقيق في ملابسات الحرائق وأسبابها". وأضاف "اتصلنا بالأوروبيين ومن المفترض أن تصلنا وسائل للمساعدة خلال أربع ساعات ونشكر كل الأجهزة على جهودها".
إلى ذلك طلبت وزيرة الداخلية ريا الحسن، بعد اجتماع لجنة إدارة الكوارث في السراي، العون من الدول المجاورة. وأجرت اتصالات طلباً للمساعدة. وأكّدت أن اليونان استجابت إلى طلبها وستوفد طائرتين للمساعدة اليوم.
كما دعا وزير البيئة فادي جريصاتي، من المشرف، إلى حالة طوارئ لمواجهة الكارثة التي نجمت عن الحرائق، وقال: "الوقت اليوم ليس للاستنكار بل لتأمين الأموال لشراء تجهيزات للدفاع المدني واطفاء بيروت. وأشكر قائد الجيش على وضعه ثماني طوافات اليوم لإطفاء الحرائق. وهناك وفد من قيادة الجيش مع مدير الدفاع المدني وممثل عن وزارة البيئة سيسافر الى اسبانيا لشراء طائرتين خاصتين، وهما تختلفان عن طائرات السيكورسكي غير الملائمة تقنيا للتدخل".
وطالت النيران مناطق لبنانية عدّة من الجنوب إلى الشمال، كان أخطرها حريق المشرف الذي امتد إلى مناطق ساحلية مجاورة وصعد إلى منطقة كفرمتى، تلاه حريق ضخم في أحراج مزرعة يشوع - قرنة الحمرا وزكريت، في المتن.
نزوح السكان
وفي منطقة المشرف فرت مئات العائلات من المنطقة إلى بيروت، بعدما امتدت شهب النيران التي اندلعت يوم الإثنين إلى المناطق السكنية، حيث وصلت النيران إلى منطقة الدبية جنوباً مروراً بمنطقة الدامور. وأدت النيران التي وصلت إلى منازل المواطنين وبعض محطات الوقود إلى حركة نزوح كبيرة.
وبعد يومين على هذا الحريق الهائل، الذي أتى على أحراش المنطقة ووصل إلى المنازل، تمكن المسعفون من محاصرة النيران، وعملوا على إخمادها في منطقة الدبية والمشرف. ووفق رئيس بلدية المشرف زاهر عون، هناك تخوّف من تجدد الحريق، إذ لم تتمكن فرق الإنقاذ من إخماده بشكل تام.
غرفة عمليات والنجدة من قبرص
وكانت وزيرة الداخلية ريا الحسن قد أعلنت عن إنشاء غرفة عمليات في السراي، وأخرى متنقلة على الأرض في المشرف لمتابعة عملية اخماد الحرائق وطلبت من الجانب القبرصي المساعدة بطوافات خاصة. لكن مشكلة الطوافات القبرصية ورغم فاعليتها الكبيرة، هي حاجتها للتزود بالمياه عبر صهاريج في مطار بيروت، الأمر الذي أدى إلى حصول عملية تأخير في إخماد الحرائق.
إلى ذلك انتقلت الحرائق من المشرف إلى مناطق بعورتة ودقون وكفرمتى، كما أفاد رئيس بلدية كفرمتى نظير خداج. ورغم العمل الدؤوب لفرق الدفاع المدني وطوافات الجيش ما زالت النيران تلتهم أحراش المنطقة كما أكّد.
ولم يتمكن عناصر الدفاع المدني من السيطرة على النيران، بسبب ضعف الإمكانيات التقنية، وبسبب طبيعة الأرض الجبلية والحرجية غير المجهزة بالطرقات.
هطول الأمطار
في سياق آخر، وبعد أن التهمت الحرائق عددا من المناطق أخذت الأمطار تتساقط في الجنوب والشوف وجبل لبنان وبيروت وضواحيها، حيث استبشر المواطنون خيراً بهطول الأمطار، مما قد يساعد في إطفاء النيران والسيطرة عليها.