لبنان
فنيش: للإسراع في تشكيل حكومة دون ارتهان لضغوطات خارجية
شدد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش على أن المطلوب اليوم هو الإسراع في تشكيل حكومة دون إملاءات خارجية وارتهان لضغوطات خارجية، ودون تمكين المستغلين والموظفين لحاجتنا إلى مساعدات، لتكن هذه المساعدات سبيلا لتهديد حريتنا أو سيادتنا أو الإطاحة بالانجازات التي تحققت بفعل المقاومة.
وأضاف فنيش أن سبب مواجهة لبنان للأوضاع الداخلية المعقدة، هو أداء وسياسات خاطئة متراكمة على مدى أكثر من عشرين سنة، وأننا من موقعنا السياسي والتمثيلي أو المقاوم، منحازون بالضرورة إلى كل دعوة إصلاح أو تغيير لمواجهة فساد أو لمعالجة المشاكل الحياتية التي يئن منها المواطن، مع تقديرنا ومعرفتنا بخلفيات بعض القوى التي تريد أن تتلطى وتستغل هذا الحراك الشعبي الذي بدأ عفوياً".
كلام الوزير فنيش جاء خلال المراسم التكريمية التي أقامها حزب الله في ذكرى يوم الشهيد والذكرى السنوية 37 لعملية فاتح عهد الاستشهاديين أحمد قصير في مكان العملية عند مدخل مدينة صور، بحضور ممثلين الأحزاب لبنانية والفصائل الفلسطينية وعدد من العلماء والفاعليات وعوائل الشهداء.
وقال فنيش إن "هناك صرخة محقة ولا يمكن إغفالها أو تجاهلها، ولكن لا يكفي أن نعبر عن ألمنا ووجعنا، بل نحن بحاجة إلى مشروع ورؤية وبرنامج والتعامل مع قوى تغييرية بعيدة كل البعد عن ارتهان وعلاقات مع قوى خارجية".
وتابع "نحن نفرّق ونميّز بين دعوة ومطالب محقة ووجع الناس وقوى صادقة ومخلصة تريد حقاً أن تصل إلى معالجة ما يشكو منه الناس، وبين من يطل برأسه بمشاريع سياسية لا يمكن أن تتحقق بين عشية وضحاها، وهي أشبه بدعوة إلى الفوضى والفراغ، وعليه، فإن أي إصلاح أو تغيير لا يمكن أن يتم بمعزل عن الآليات الدستورية".
وأكد فنيش "أننا في بلد نعلم جيداً مدى دقة وضعه وتعقيد تركيبته، ولذلك بقدر ما نحن منفتحون على إصلاح بنية النظام، وعلى المضي في تطبيق ما نص عليه اتفاق الطائف لجهة إصلاح هذا النظام الطائفي، لا يمكن أن نقبل المساواة بين من كان أداؤه واضحاً وصادقاً ونزيهاً وشريفاً، وبين من كان مقصراً ومرتكباً، وبالتالي ينبغي أن نفرق، وأي شعار يعمم هذا الاتهام، هو غطاء لمن كان فاسداً، وظلماً بحق من كان في أدائه نقياً ونظيفاً وكفؤاً".
ولفت "إلى أننا أمام أزمة سياسية تمثلت باستقالة الحكومة وبحكومة تصريف الأعمال"، متسائلًا "هل يكفي أن نكون فقط في الشارع لنمارس الصراخ، أم ينبغي أن يتحول هذا الاحتجاج إلى حركة مطلبية هادفة تعكس نفسها في إعادة تكوين السلطة وبناء الدولة، ليكون هناك للبنانيين حكومة على مستوى تطلعاتهم، نتعامل معها بواقعية، دون أن يكون هناك إطلالة لمشاريع سياسية خارجية تهدف من خلال وسائل الاحتجاج إلى تغيير المعادلة السياسية أو إلى التفريط مما حققناه من تعزيز لسيادتنا، أو من مناعة واستقرار داخلي، أو من قوة ردع لمواجهة المحتل الإسرائيلي".
وختم فنيش بالقول "نحن بقدر ما نكون منفتحين على كل حركة إصلاح أو تغيير في البلد، نحن متمسكون بإصرار على عدم تجاوز معادلة الردع، وعلى عدم تجاوز أي شرط من شروط تعزيز السيادة وتحصين الاستقرار والسلم الداخلي".
بعد ذلك، توجه الحضور إلى مكان تنفيذ عملية الاستشهادي حسن قصير في بلدة برج الشمالي، فوضعوا إكليلاً أمام النصب التذكاري له، ثم توجه الجميع إلى مكان تنفيذ عملية مدرسة الشجرة الاستشهادية، حيث وضع إكليل أمام اللوحة التذكارية، لتختتم الجولة في جبانة مدينة صور، حيث وضع إكليل زهر عند ضريح الاستشهادي هيثم دبوق.