لبنان
لضيق المساحة..استثنى مصرف لبنان إعلاميين من المؤتمر!!
فاطمة سلامة
لم تعد الانتقادات لمصرف لبنان تنحصر في الشق المتعلّق بالأداء المالي والمصرفي. توسّعت تلك الدائرة لتطرح الكثير من علامات الاستفهام عن الأسباب التي دفعت الى استثناء وسائل إعلامية من حضور المؤتمر الصحفي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. بيان المصرف المركزي كان واضحاً في هذا الصدد. توجيه دعوات خاصة للصحفيين المسموح لهم بالحضور. كل "صحفي" يحمل بطاقة خاصة باستطاعته العبور الى داخل المصرف، وبالتالي بإمكانه توجيه الأسئلة لسلامة. أسئلة ربما تهمه كمواطن لبناني قبل أن يكون صحفياً. أسئلة بعضها "محرجاً" للحاكمية تبعاً للنهج الذي اتّبعته على مدى عقود. ما حدا بالكثير من الاعلاميين الى التوقف عند هذه الخطوة، واصفين إياها بـ"اللامسؤولة". فكيف تصف جهات إعلامية خطوة مصرف لبنان؟ وكيف يرد البنك المركزي على الانتقادات التي طالته في هذا الصدد؟.
نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي يستغرب في حديث لموقع "العهد" الإخباري الازدواجية التي تعاطى بها مصرف لبنان. برأيه، يبدو أن من تولى توجيه الدعوات ونصح بها في مصرف لبنان لا يتقن الا زيادة الهوة بين رجال الاعلام و"الحاكمية". يؤكّد القصيفي أنّ من واجب مصرف لبنان أن يدعو جميع الصحفيين والاعلاميين في المحطات المرئية والمسموعة، الصحف، وكالات الأنباء، والمواقع الالكترونية. يُشدّد المتحدّث على أنّ من حقنا أن نحتج ونعترض على هذا التصرف، والتذرع بضيق المساحة لاستثناء صحفيين هو أمر غير مقبول، وغير منطقي.
ويتمنى القصيفي أن لا يتكرر هذا الخطأ حيال الصحفيين مرة ثانية، سواء كان من قبل مصرف لبنان أو من قبل أي مؤسسة عامة. "عندها سيكون لنا موقف"، فمن حق المؤسسات الاعلامية التي تؤدي عملاً اعلاميا دائما أن تواكب أي حدث. وفق قناعاته، لا أحد يستطيع أن يحجب عنها هذا الحق.
ويضيف القصيفي "نحن نقول إنّ حاكم مصرف لبنان يتولى مسؤولية عامة، وبما أنه يعقد مؤتمراً صحفياً للحديث عن قضايا مالية واقتصادية تهم الجسم الاعلامي بأكمله والمواطنين القلقين على ليرتهم ومدخراتهم، عليه أن يدعو الجميع دون استثناء".
يحاول القصيفي تقريب وجهة نظره باجراء نوع من المقارنة بين الاجتماع المالي الذي عقد في قصر بعبدا، والذي تولّت تغطيته كافة المؤسسات الاعلامية كحدث عام يهم كافة المواطنين، والمؤتمر الذي عقده سلامة والذي كان من المفترض أن يفتح الأبواب أمام الصحفيين دون استثناء انطلاقاً من القضايا الاقتصادية والمالية التي يتحدّث عنها والتي بطبيعة الحال تهم الجميع.
ويوضح القصيفي أنّه "في البداية كان هناك ارتباك في توجيه الدعوة اذ أعلن عن مؤتمر صحفي، ليصدر بعد ذلك بيان يحصر الحضور بدعوات خاصة، وهذا الأمر مرفوض"، يكرّر القصيفي الذي يشير الى أّنّ المعلومات تحدّثت في البداية عن اقتصار الدعوة على تلفزيونين أو ثلاثة قبل أن يتدارك المصرف الموقف بعد الحملة التي طالته ويوسّع الدعوات، لكنّ هذا الأمر -برأي القصيفي- غير كاف، إذ كان يقتضي دعوة الجميع بمن فيهم الاذاعات والمواقع الالكترونية الجدية.
يختم القصيفي حديثه بالقول "رفعنا الصوت اعتراضاً، وسنبذل جهدنا لكي يكون هذا النفس من التعامل يتيماً".
برتي: المساحة "ضيقة"
بدوره، مدير المكتب الاعلامي في مصرف لبنان حليم برتي يعزو الأسباب التي دفعت المصرف الى استثناء صحفيين بالاشارة الى أن القضية لوجستية بحت وتعود الى ضيق المساحة، لافتاً الى أن لا تمييز أبداً بين الوسائل الاعلامية.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، ورداً على سؤال حول المعايير التي تم على أساسها توجيه الدعوات الخاصة، يقول برتي "وجهنا الدعوات لكافة "التلفزيونات" الموجودة في الجمهورية اللبنانية، ووكالات الأنباء العالمية والعربية، والصحف، ولم ندعُ الاذاعات والمواقع والمجلات، بسبب ضيق المساحة". برأيه، "لا يمكن أن تكون الدعوات مفتوحة، طالما لدينا حوالى مليوني لبناني يقولون إنهم صحفيون، لمجرّد امتلاكهم "فيسبوك"أو "تويتر"، كما أنّ هناك 10 الاف شخص يدّعون أنهم اقتصاديون".
ويختم برتي حديثه بالاشارة الى أنّ المؤتمر الصحفي هدفة طمأنة المواطنين لا "المشاكسة".
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024