لبنان
أراضٍ للمزارع اللبناني دون بدل.. مبادرة تخترق التدهور الغذائي
في وقت يتلهّى فيه بعض المخربين بقطع الطرقات على الناس ليعيقوا تنقلهم، ويمنعون وصول المواد الغذائية للأسواق الاستهلاكية، تخرج المبادرات التي تضمد جراح المواطنين وتشكل عكازًا للمزارعين من أجل ضمان معيشتهم في وقت الشدة. وفي ظل إهمال الدولة للأزمة التي يمرّ بها القطاع الزراعي في لبنان، ارتأت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني تقديم مبادرة لمساعدة المزارعين عبر إعطائهم تراخيص زراعة الأراضي التي تملكها دون بدل.
"مستعدون لتقديم أراضٍ لأيّ مزارع يحتاجها والتعاون معه لتأمين حاجة المجتمع اللبناني"، هكذا يختصر مدير المصلحة الوطنية لنهر الليطاني الدكتور سامي علوية المبادرة التي أطلقها يوم أمس، موضحًا آلية الاستفادة منها، فيقول لموقع "العهد الإخباري": "يتقدم المزارع إلى المصلحة بإفادة موقعة من البلدية أو مختار المحلة تثبت أنه يتعاطى الشأن الزراعي ولا يملك أراضيَ، بالإضافة إلى توقيعه تعهدا بعدم استعمال الأسمدة والمبيدات الزراعية بصورة عشوائية، ويمكنه نيل الترخيص بزرع أنواع الحبوب كافة حصرًا طول المدة الممنوحة".
وتشمل المبادرة بحسب علوية معظم مناطق البقاع الأوسط من بر الياس إلى كفرزبد وسد القرعون، حيث ستخصص المصلحة 150 هكتارًا ستعمل على زرعها بالقمح الطري، نظرًا لأهمية هذا النوع حيث يعد الأكثر طلباً في الأسواق اللبنانية".
علوية يعزو سبب المبادرة إلى الأزمة التي يمر بها لبنان وتأثيرها على القطاع الزراعي وصعوبة الوصول إلى المواد الاستهلاكية ما يسبّب غلاء المنتجات الزراعية، وعدم دفع مستحقات الطحين بسبب تعذّر تحويل الأموال للشركات المصدّرة.
ويوضح علوية أن المبادرة أتت لأهداف عدة تندرج تحت عنوان "الأمن الغذائي"، وأنها تستهدف المواطنين والمزارعين أولاً والتجار وصانعي القرار ثانياً، ويلفت الى أن المبادرة من شأنها حثّ صانعي القرار على الاهتمام بالقطاع الزراعي، وبالتالي إزالة العقبات التي تتمثل بتأمين المياه الصالحة للري وتحرير الأملاك النهرية، والسعي لمحاربة التلوث، بالإضافة إلى إخراج المتعدين على بعض الأراضي وهو ما بدأ يتحقق".
ووفق علوية، آلية تنفيذ مبادرته لا تزال تحتاج الى بعض الأمور اللوجستية، ومن المتوقع أن تتم في اليومين المقبلين.
وفي ختام حديثه لـ"العهد"، شدد علوية على أهمية التعاون بين المصلحة ووزارة الزراعة، وتعزيز القطاع وتأمين المستلزمات كافة لتشكيل بنية زراعية متينة في لبنان.