لبنان
"نورما" تأسر لبنان من أقصاه الى أقصاه..
لليوم الثاني، يقع لبنان تحت تأثير العاصفة "نورما". ففي البقاع الغربي، غطت الثلوج البيضاء قرى وبلدات البقاع الغربي وراشيا، وعلى الرغم من سوء الأحوال الجوية إلا أن الأهالي استبشروا بهذه العاصفة لما تحمل من خير للأرض والزرع والينابيع والآبار.
وتصاعدت وتيرة الثلوج التي تساقطت خلال ساعات الليل على ارتفاع ألف متر مع بداية ساعات الصباح لتلامس المرتفعات على علو 700 متر عن سطح البحر.
وعملت الآليات التابعة لوزارة الأشغال واتحاد بلديات البحيرة وبلديات المنطقة منذ الصباح على فتح الطرق الرئيسة والفرعية. وقد تابعت مديرية العمل البلدي في حزب الله في البقاع الغربي عمليات فتح الطرق وضمان عدم وقوع حوادث سير ومساعدة السيارات العالقة بسبب تراكم الثلوج من خلال متابعتها مع البلديات ووضع خطة طوارئ بالتعاون مع الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية، حيث بقيت آليات الدفاع المدني تسيير دوريات طيلة المساء وتؤمن السيارات والمواطنين العالقين لاسيما على طريق مشغرة جزين.
هذا وتستمر الثلوج بالتساقط حتى الساعة وبكثافة، مكوّنة طبقات من الثلج ما يتيح للأطفال النزول إلى الحقول والشوارع واللعب رغم الطقس البارد وتدني درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر.
البقاع مقطّع الأوصال..
كذلك بقيت طرقات حام معربون الخريبة على السلسلة الشرقية مقطوعة.
كما قطعت طريق رماسا، مصنع الزهرة، بيت مشيك، واليمونة، وعيناتا، على السلسلة الغربية بسبب تراكم الثلوج.
وانقطع التيار الكهربائي عن عشرات القرى على خطوط نقل رياق منذ الساعة الخامسة من مساء أمس، فيما انقلبت سيارة رباعية الدفع في بلدة الخريبة شرقي بعلبك بسبب سوء الأحوال الجوية فيما اقتصرت الاضرار على الماديات، كما تحطمت لوحات اعلانية في الهرمل.
وأوعز محافظ البقاع كمال ابو جودة الى المواطنين التقيد بتعليمات وارشادات قوى الامن الداخلي.
من جهته، دعا محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر المواطنين الى التعاون بين الاجهزة الامنية والدفاع المدني والصليب الاحمر ووزارة الاشغال العامة للتعاون مع البلديات والاتحادات واتخاذ اعلى درجات الحيطة والحذر والبقاء على جهوزية تامة في حال اشتداد العاصفة.
العاصفة جنوبًا..
وفي الجنوب، تحوّلت الامطار التي استمرت في الهطول طوال الليل في بعض الاحيان الى حبات برد، ما تسبب بانزلاقات عدة وشكلت المياه المزيد من السيول والانجرافات في بعض المناطق، فيما تسببت الرياح أيضًا التي وصلت سرعتها لحدود الـ 90 كلم في الساعة الى خسائر في الممتلكات والاشجار والمزروعات والخيم واللوحات الاعلانية واجهزة البث والصوت.
وقد نجت مدينة صيدا ليلا من كارثة حقيقية بعد إنهيار وسقوط برج لتقوية الإرسال التلفزيوني والإذاعات اللبنانية، والذي يستخدم أيضًا لبث الآذان المركزي في المدينة، واقتصرت الأضرار على عدد من السيارات المتوقفة في مكان سقوط البرج.
وأعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني أنه "بسبب العاصفة التي تضرب لبنان حصلت مجموعة من الاعطال على عبد العال - الاولي، وخط مرجعيون، بالاضافة الى حدوث عطل على خطي اولي - جمهور، ما استوجب ربط معملي التوليد بمحطة صيدا لتصريف انتاجهما البالغ ٧٠ ميغاوات، بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان"، فضلًا عن حدوث اعطال على خط مرجعيون - السلطانية، وكذلك على خطوط التوزيع ١٥ ك.ف ( مشغرة - القرعون - راشيا - عيتنيت) والتي يجري التنسيق مع مؤسسة الكهرباء لاعادة تغذيتها لحين اصلاح خط عبد العال - الاولي.
كما اعلنت المصلحة عن انقطاع خط جزين "١٥ ك.ف" وخط اقليم التفاح "١٥ ك.ف" بسبب الأعطال التي حلت بهما.
وأكدت المصلحة أن الفرق الفنية في معامل توليد الطاقة الكهرومائية على جهوزية تامة واستنفار فني لإصلاح اي عطل طارئ والحفاظ على سلامة المنشآت واستمرارية الانتاج.
أما في مدينة صور والساحل الجنوبي، ادت العاصفة الى اقفال ميناء صور التجاري، كما ادت سرعة الرياح وهطول الامطار في سهل رأس العين وصور والقليلة الى اضرار جسيمة بالمزروعات، لاسيما في أشجار الموز والحمضيات والخيم البلاستيكية التي اقتلعتها الرياح.
وشهدت مناطق بنت جبيل ومرجعيون والنبطية واقليم التفاح طقسًا عاصفًا ماطرًا وتساقطا للثلوج على بعض المرتفعات.
أما في منطقة جزين فتسيطر على المنطقة رياح قطبية باردة، بينما سجل سقوط للثلوج بدءا من ارتفاع 900 متر، حيث كانت المدينة والبلدات والقرى الجزينية على موعد لاستقبال الثلج لأول مرة لهذا الموسم مع اشتداد العاصفة لفترة الليل.
واستنفرت فرق اتحاد بلديات جزين والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني لمواجهة تداعيات العاصفة.
كما تساقطت الثلوج على مناطق جبل صافي ومليتا واللويزة وعرمتى ومرتفعات جباع وجرجوع وعربصاليم وتلال قلعة الشقيف ابتداءً من ارتفاع 800 متر، وبقيت الطرقات كافة في إقليم التفاح سالكة بشكل طبيعي.
وتفجرت الينابيع في قرى الجنوب وارتفع منسوب مجرى نهر الزهراني الذي يشهد فيضانًا كبيرًا للمياه للمرة الاولى.
وأدت الامطار إلى ارتفاع منسوب نهر الاولي والليطاني وفيضانه عند الزرارية.
وقد قطعت العاصفة الكهرباء عن العديد من المناطق، وتبذل مؤسسة كهرباء لبنان جهودًا كبيرة لاصلاح الاعطال.
وتعمل الجرافات العائدة لبلدية شبعا ووزارة الأشغال على جرف الثلوج واعادة فتح الطرقات، وكذلك يعمل الدفاع المدني على انقاذ المواطنين الذين احتجزتهم الثلوج في شبعا.
هذا وأدت العاصفة الى تطاير المزيد من اللوحات الاعلانية على جوانب الطرق.
أضرار كبيرة في الشمال..
وأحكمت العاصفة قبضتها على مناطق الشمال، حيث أدت الى وقوع مئات الأضرار في المنازل والمحلات التجارية، والأراضي الزراعية والطرقات غير المؤهلة، ما كشف مدى هشاشة البنى التحتية، وعدم تأهيل الطرقات من قبل الوزارات المعنية، والسلطات البلدية المحلية.
وفي طرابلس، انشغل عمال البلدية بأعمال تصريف المجاري، وفتح الطرقات، ومساعدة المواطنين.
وعلى أوتوستراد بيروت - طرابلس أو ما يعرف "بجسر البالما" سقطت صخرة كبيرة وسط الطريق، جرى رفعها من قبل البلدية، بعد أن شلّت حركة السير.
وفي الميناء، توقفت حركتي الملاحة والصيد البحري في ميناء الصيادين، نتيجة سرعة الرياح وارتفاع الامواج إلى أكثر من سبعة أمتار.
وقد شهد الكورنيش البحري مقابل مبنى الجمارك سقوط شجرة كبيرة جراء شدة الرياح وغزارة الأمطار، الأمر الذي تسبب بقطع طريق الكورنيش أمام السيارات.
وفي المنية، تسببت "نورما" بمزيد من الأضرار في معظم أحياء البلدة، حيث اقتلعت الرياح القوية الكثير من الأشجار، منها شجرة معمرة داخل مقبرة مسجد المنية الكبير، الأمر الذي أدى إلى تصدع عدد من القبور، كما أدت إلى تحطم زجاج بعض المنازل والسيارات.
وأدت العاصفة الى وقوع أضرار كبيرة في البيوت الزراعية البلاستيكية، ما ادى الى اتلاف كامل المزروعات والشتول.
أمّا في عكار، فقد ألحقت "نورما" أضرارًا بالغة بالبيوت الزراعية البلاستيكية في مختلف قرى الساحل العكاري، إذ هشمت العديد من هذه البيوت، وأصابت ما تبقى من موسم الحمضيات، المنكوب بعوامل الطقس هذا الموسم.
وقد اقتعلت الرياح عددًا من البيوت الزراعية، ونزعت عنها أغطيتها، ما سمح للأمطار الغزيرة بالدخول إليها وتخريب المنتجات الزراعية فيها.
وأدت غزارة الأمطار إلى ارتفاع منسوب عدد من الأنهر، منها نهر الاسطوان ونهر عرقة والبارد.
أما منسوب النهر الكبير فقد ارتفع بشكل متسارع، بفعل الامطار الغزيرة، واقتحمت مياهه الاراضي والممتلكات في قرى حكر الضاهري والسماقية والعريضة والمسعودية والكنيسة وتلبيرة.
أما في المناطق الجردية في عكار، فأدّت كثافة الثلوج الى قطع الطرقات، فيما عملت جرافات تابعة لوزارة الأشغال العامة ولاتحادات البلديات، على سحب السيارات التي كانت احتجزتها الثلوج على طريق القموعة - الهرمل.
كما عملت جرافتان تابعتان لمركز الدفاع المدني في القبيات، على اجلاء سيارتين احتجزتهما العاصفة الثلجية على طريق الشنبوق- القموعة.
ووجه رئيس مركز جرف الثلوج في جرد عكار خالد ديب، نداءً إلى السائقين لتجنب سلوك الطرقات الجبلية مع اشتداد العاصفة، لاسيما وان الثلوج تتساقط بغزارة على المرتقعات الجبلية ابتداء من علو 1200 متر.
وشدد ديب على ضرورة الحذر خلال القيادة وتزويد السيارات بالسلاسل المعدنية مع تكون طبقات الجليد ليلا بفعل تدني درجات الحرارة.