لبنان
دعموش: لحسم اسم رئيس الحكومة في الاستشارات بعيداً عن المكائد السياسية والتلاعب بمصير البلد
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش، أن تصريحات وزير الخارجية الامريكي الاخيرة، والتي اعتبر فيها الحراك الشعبي في لبنان فرصة للضغط على حزب الله وإضعافه وإخراجه من المعادلة، تؤكد ان الإدارة الامريكية وبمساعدة أدواتها في الداخل ركبت موجة الحراك الشعبي، واستغلت الشارع وأوجاع الناس، واستخدمت كل أشكال الضغط المالي والاقتصادي والسياسي والإعلامي في محاولة منها لتمرير مشروعها في لبنان، وتحقيق مجموعة أهداف سياسية، أهمها كسر المعادلة السياسية التي أنتجتها الانتخابات النيابية، وإخراج حزب الله وحلفائه من الحكومة، وفرض تركيبة حكومية يهيمن عليها الأمريكي، تأخذ على عاتقها إقرار وتنفيذ عناوين وأولويات سياسية تصب في مصلحة أميركا وإسرائيل، ولا تخدم مصلحة لبنان كترسيم الحدود وفق الشروط الأمريكية والإسرائيلية واستخراج النفط لمصلحة الشركات الأمريكية، وتوطين الفلسطينيين، وصولا الى عزل المقاومة وتجريد لبنان من أحد أهم عناصر قوته لمصلحة الكيان الصهيوني.
كلام الشيخ دعموش جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي أقامه حزب الله والحوزات العلمية لسماحة آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى لمناسبة ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيله، وذلك في حسينية بلدة عيتا الجبل الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
ولفت الشيخ دعموش الى أن المحاولات الامريكية لفرض أهدافها في لبنان لم تنجح، لأنها اصطدمت بصلابة وثبات فخامة رئيس الجمهورية، وتجاوز حزب الله للأفخاخ والمطبات التي نصبت له والتي كان يراد له أن يقع فيها، ورفضنا الحاسم للمطالب السياسية الامريكية، وتحلي أهلنا وجمهورنا بالوعي والحكمة والصبر والثبات وعدم انجرارهم نحو الفوضى وتمسكهم بالسلم الأهلي.
وأشار الشيخ دعموش إلى أن خطورة الوضع اللبناني والخوف من الانهيار الشامل الذي ليس في مصلحة الغرب، جعل الاطراف الداخلية والخارجية التي ركبت موجة الحراك عاجزة عن تحقيق أهدافها وفرض شروطها، لذلك عادت وأبدت مرونة في الموضوع الحكومي.
ونبه الشيخ دعموش إلى أن عجز الأمريكي عن تحقيق أهدافه لا يعني ان المشروع الأمريكي قد انتهى، فسواء تشكلت حكومة أو لم تتشكل، فإن المشروع الامريكي لم ينته، فنحن بفعل الوعي والصبر والحكمة والحرص على البلد، منعناهم من الوصول إلى أهدافهم التي كانوا ينوون تحقيقها، ولكنهم سيستمرون بالضغط علينا سياسيًا واقتصاديًا وماليًا وإعلاميا، وسيحاولون كلما سنحت لهم الفرصة استدراجنا الى الفتنة والفوضى لإسقاطنا وإضعافنا وتشويه صورتنا، ولذلك يجب أن نبقى متيقظين ومتنبهين وحاضرين، لأننا معنيون بإحباط هذا المشروع وإفشاله ومواجهته سياسيًا وإعلاميا وشعبيا من خلال التحلي بالوعي والبصيرة والصبر والثبات، ومن خلال التمسك بوحدتنا الداخلية وبالسلم الأهلي وعدم الانجرار الى الفوضى والفتنة، فنحن حريصون على بلدنا وامن واستقرار بلدنا، وأي فتنة داخلية او حرب أهلية هي في مصلحة اميركا وإسرائيل.
وشدد الشيخ دعموش على أنه وبالرغم من تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في البلد، إلاّ أنه لا تزال هناك فرص لتدارك هذا الوضع، من خلال تشكيل حكومة فاعلة توحي بالثقة وتبادر الى اتخاذ قرارات واجراءات ملائمة وحاسمة توقف الانحدار وتمنع من الانهيار، ولذلك لا بد من حسم اسم رئيس الحكومة في الاستشارات النيابية التي دعا إليها فخامة الرئيس غدا وفق ما تم التفاهم عليه بين الاطراف السياسية الأساسية، بعيداً عن المكائد السياسية والتلاعب بمصير البلد، فالبلد لم يعد يحتمل إضاعة المزيد من الوقت ولا حرق أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة ولا مناورات سياسية، وعليه، يجب ان يرتقي اللبنانيون الى مستوى المسؤولية الوطنية في هذه الظروف العصيبة والحساسة التي نمر فيها، من أجل إنقاذ البلد ومنع الانهيار الشامل.
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024