لبنان
النائب فضل الله: نسعى لتقريب وجهات النظر لأجل حكومة متفاهم عليها
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن هناك منظومة سلطة داخل الدولة العميقة في لبنان بنيت على المحاصصة، وتفشَّت فيها المحسوبيات، وتبادل المنافع غير المشروعة، وتغلغل فيها الفساد، وجهازها القضائي في خدمة المتسلطين على قرار تلك الدولة، ولذلك نحتاج إلى اصلاح جاد للقضاء واخراجه من المحاصصة.
وقال فضل الله "عندما حاولنا اصلاح ما يمكن اصلاحه اصطدمنا بالمتسلحين بالطائفية والمذهبية مع العلم أن هؤلاء سرقوا لحسابهم وأسهموا في تجويع من ينتمون إليهم، وقد تحرك حزب الله بين حدين في الاصلاح: مكافحة الفساد والحفاظ على السلم الأهلي، ولكن الفاسدين في السلطة لحماية فسادهم كانوا يهددون السلم الأهلي بعناوين طائفية ومذهبية".
ولفت في اللقاء السياسي الذي نظمه حزب الله في مجمع السيدة زينب(ع) في بئر العبد بحضور حشد من فاعليات المنطقة الى ان لبنان يمر بأزمة تطال جميع أبنائه وقد تساوى فيها الفقراء والأغنياء بعد حجز أموال المودعين التي هي موجودة كأمانة. وما قام به أصحاب المصارف هو خيانة لهذه الأمانة، معتبراً ان المدخل الأساسي لمعالجة هذا الوضع المالي والحال الاقتصادية يبدأ من الاجراءات التي تقوم بها الحكومة، ولذلك هي بحاجة إلى ان تتشكل.
واكد فضل الله ان حزب الله دعا إلى إيجاد أرضية مشتركة ليكون لدينا رئيس مكلف وحكومة متفاهم على برنامجها تكون فاعلة وقادرة ومنتجة تواكبها تشريعات تصب في اطار الاصلاح، "وسعينا إلى هذا التفاهم، ولم نطرح أسماء للتكليف أو للتأليف، وإنما كانت دعوتنا لجميع المعنيين الجادين أن يتحملوا مسؤولياتهم، لأن الوقت ليس للترف ولا للتهرب ولا لفرض الشروط"، مشددا على ان حزب الله لن يقبل أن تفرض أي جهة خارجية وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية املاءاتها على شكل الحكومة ولونها ونوعها وعلى من يشارك فيها وعلى برنامجها وبالأخص في موضوع النفط والغاز، فمصير الحكومة هو بيد اللبنانيين وليس بيد أي جهة اخرى.
وأشار فضل الله إلى أن ما يهمنا هو قدرة أي حكومة رئيسا وأعضاء على تحقيق الهدف وهو استنقاذ الوضع المالي والاقتصادي وحماية سيادة البلد وثرواته النفطية والغازية التي يستغل العدو "الاسرائيلي" الظرف الحالي لسرقتها، تمامًا كما يستغل أصحاب الاطماع وجع الناس لسرقة لقمة عيشهم.
وأضاف: "بالنسبة إلينا لا يتعلق موضوع الحكومة بالاشخاص والأوصاف والتسميات التي تطلق عليها ما يهمنا هو الجوهر ومعالجة مشكلة الناس والتخفيف من آلامهم، فحينما دخلنا الحكومة أول مرَّة في العام 2005 كان من أجل حماية المقاومة لأنها مستهدفة، ولكن العنوان الأبرز أصبح أيضًا لأجل هؤلاء الناس الطيبين كي لا يتركوا في قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية لسياسات أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، فنحن لم نكن في يوم من الأيام شركاء في صنع سياسات السلطة المالية والنقدية".
واوضح فضل الله ان "السطة بمعناها المتداول في لبنان لا تعنينا، لا الجاه ولا المنافع ولا المكاسب ولو أردناها لحصلنا عليها وقد عرضت علينا مغريات بعد التحرير في العام 2000 بأن نحصل على مساعدات مالية وبأن يكون لنا أي موقع نريد في هذه السلطة مقابل أن نغير التزاماتنا في موضوع المقاومة لكن رفضنا".
وحيا فضل الله الموقف القومي المشرف لمطران القدس عطالله حنا المدافع عن المقاومة ودورها، وهو يعبر من القدس بمقدساتها الاسلامية ورمزيتها المسيحية عن الموقف الوطني المسيحي لشرفاء هذه الأمة.
واكد ان حزب الله تصدى للمسؤولية لأجل معالجة الوضع الناشئ عن التدهور الاقتصادي والمالي، وليس لأي مصلحة خاصة لا به ولا بالمقاومة ولا لأجل منفعة شخصية إنما لأجل الناس ومصالحهم وحرصًا على الفئات الشعبية الفقيرة وعلى ذوي الدخل المحدود والمستضعفين والمهمشين، "وللدفاع عن لقمة عيشهم كما دافعنا عن دمائهم وأعراضهم ولولا هذه المسؤولية، لكان لنا موقف آخر اتجاه هذه السلطة".
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024