لبنان
هل "نورما" هي أقوى عاصفة تضرب لبنان؟
تحفل ذاكرة اللبنانيين بمراحل ارتدت فيها مدينة بيروت الثوب الأبيض، غير أن شباط 1920 كان تاريخًا مفصليًا على صعيد "عدّاد" العواصف التي ضربت لبنان، حتى بات الأهالي حينما يريدون أن يؤرخوا طقسًا جويًا ما يقولون قبل "الثلجة" أو بعدها للدلالة على أيّة عاصفة.
البَرَد الذي "زار" بيروت بين عامي 1920 و1963، منع الناظر آنذاك من أن يميّز بين الجبل وبيروت، ولاسيّما بعدما وصلت سماكته إلى نصف متر، مؤدية إلى عرقلة حركة الطرقات والآليات، إضافة إلى إقفال المحال والمدارس.
الإعلامي يزبك وهبة، الذي بات معروفًا بمعرفته بأحوال الطقس، يستذكر اليوم عاصفتين ضربتا لبنان خلال العامين 1983 و 1992، مخلّفتان العشرات من الضحايا والكثير من الخسائر المادية. في العام 1983 ضربت العاصفة الثلجية لبنان على مدى 3 أسابيع، ترواح وقتها ارتفاع الثلج بين المترين والـعشرة أمتار، ما ادى إلى وفاة 60 شخصا علقوا على طريق ضهر البيدر، إضافة إلى شلّ حركة الطرقات والآليات وإقفال المحال والإدارات الرسمية والمدارس واحتجاب الصحف عن الصدور.
ويروي وهبة لـ موقع "العهد" تفاصيل العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان في شباط 1992، التي يتذكرها اللبنانيون من خلال الحادثة المأساوية في بلدة حزرتا البقاعية، حينها فقد 23 مواطنا من أبناء البلدة ومن مختلف الأعمار حياتهم تحت الثلج، بعد أن طمرت منازلهم بالكامل، ويوضح أن ارتفاع الثلج حينها كان بين المتر والعشرة أمتار في المناطق المرتفعة، ما أدى إلى عزل المناطق الجبلية عن بعضها وحصار السكان فيها.
بحسب وهبة، لا يمكن اعتبار العاصفة "نورما" التي يشهدها لبنان هذه الأيام، الأقوى في تاريخ البلاد، إلا ان ما يميزها عن سابقاتها، هو سرعة الرياح التي وصلت إلى 100 كلم/ساعة بالإضافة إلى غزارة الأمطار التي تساقطت بشكل كثيف لتصل إلى 150 ملم خلال 3 أيام فقط. وهبة يشير إلى أن نسبة تساقط الأمطار كانت كثيفة ولا تتلاءم مع قدرة الأرض على استيعاب المطر، ويضيف أن العاصفة لم تحمل ارتفاعا عاليا للثلوج، إذ وصل إلى 5 سنتيمترات على ارتفاع 1000 متر، ما يعد وضعا طبيعيا يمكن ان تمر به المناطق الجبلية خلال الأيام الأولى من كانون الثاني.