لبنان
الرئيس عون دعا القوى الامنية الى التيقّظ لمكافحة أيّ خللٍ أمني يحصل
هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القوى الامنية بعيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة، منوهاً بالجهود التي تبذلها من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، وخصوصاً في الأيام السبعين الأخيرة التي شهدت تظاهرات وحراكاً شعبياً، ودعاها الى التيقظ لمكافحة اي خلل امني يحصل، وابقاء عيونها ساهرة لمكافحة الفساد ومعالجة الخلل وفق ما يعود اليها من صلاحيات يصونها القانون.
كما دعاها الى البقاء متضامنة لأنها تعي واجباتها الوطنية وهي تقوم بها على أكمل وجه.
ولفت الرئيس عون إلى أن البلاد تمر اليوم بظروف صعبة جداً وأزمة غير مسبوقة في تاريخها، قائلًا:"لكننا نأمل مع الحكومة الجديدة أن يبدأ الوضع بالتحسن تدريجياً ونتخطى الازمة، ويعود لبنان الى ازدهاره". وتابع أن "الأزمة الاقتصادية والمالية التي نعيشها عمرها 30 سنة وليست وليدة الحاضر، وهي بدأت منذ أن تحول الاقتصاد الى اقتصاد سياحة وخدمات، وتراكمت الديون دون أن تعمد الدولة الى تسديدها فوقعت اليوم في عجز كبير، لذا نعيش اليوم في مرحلة تقشف على المستوى الفردي وعلى مستوى الدولة ومؤسساتها، لكن ذلك مطلوب في الوقت الحاضر للمساعدة على تجاوز الازمة الراهنة".
كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله القيادات الأمنية قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، التي قدمت اليه التهاني بعيد الميلاد وحلول السنة الجديدة.
في مستهل اللقاءات، استقبل الرئيس عون وفد قيادة الجيش برئاسة العماد جوزف عون، الذي أكد أن سبعين يوماً والجيش يسعى لضمان سلامة المتظاهرين السلميين، وتوفير حرية التنقل والمحافظة على الاملاك العامة والخاصة، مزوّداً بدعم فخامتكم وتوصياتكم وحرصكم على احترام الدستور والقانون وحرية التعبير.
وتابع: "جيشنا الذي اعتاد قتال الاعداء، يجد نفسه امام واقع أليم، وإن كان تحمّله المسؤولية نابعاً من قناعته وحرصه على السلم الاهلي ومنع الفتن، جيشنا سيستمر في هذه المهمة مهما كانت التضحيات".
الامن العام
ثم استقبل رئيس الجمهورية وفد المديرية العامة للامن العام الذي ضم مديرها العام اللواء عباس ابراهيم وكبار الضباط.
وتوجه اللواء ابراهيم باسم الوفد للرئيس عون قائلًا: "فخامة الرئيس، يرى اللبنانيون فيكم أمل الخلاص للعبور من هذه الازمة الوطنية الاستثنائية التي تتخبط فيها البلاد الى برّ الامان، لأنكم فخامتكم كنتم السبّاقين في الاستماع الى صرخات ابنائكم في الساحات، الذين عبّروا عن آلامهم واوجاعهم في مطالبتهم بدولة حديثة بكل معانيها ومضامينها، لا سيما منها الاقتصادية والاجتماعية".
وأكد اللواء ابراهيم استناداً الى الصلاحيات والمسؤوليات المنوطة بالأمن العام، وكما عهدتمونا، سنبقى سدّاً منيعاً في مواجهة الأخطار والتحديات التي لا تزال تستوطن وطننا وتهدّده، مضيفًا: "سنعمل بكل امكاناتنا، ووفاءً لقسمنا وتحت رعايتكم ورعاية السلطة التنفيذية لحماية لبنان وشعبه وسلمه الاهلي، وصون استقراره الوطني العام".
قوى الامن الداخلي
بعدها، استقبل الرئيس عون وفدًا من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي برئاسة المدير العام اللواء عماد عثمان، الذي هنأ رئيس الجمهورية بالاعياد، وقال: "إن قوى الأمن الداخلي كما عهدتموها ماضيةٌ في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتضعها في أولى أولوياتها، وكما تعلمون أن قوى الأمن وفي السنوات العشر الأخيرة، تمكنت بفضل الجهود المبذولة من المعنيين فيها الى التوصل لكشف الجرائم ومرتكبيها بسرعة ملحوظة، فضلاً عن إمكانياتها في كشف المخططين لهذه الجرائم قبل وقوعها في أحيانٍ كثيرة".
وأضاف: "نحن لا نألو جهداً إلاّ ونبذله في سبيل تطوير عمل مؤسستنا باعتماد الأساليب التقنية الحديثة والخروج من الأساليب التقليدية، ولهذا نحن نسعى جاهدين لتنفيذ خطتنا الإستراتيجة ضمن الإمكانات المادية والبشرية المتاحة ونطمح لتحقيقها مع نهاية العام 2022، بحيث نصبح على المستوى المطلوب بين المؤسسات الأمنية والشرطية العالمية المتطورة".
وقال إن عناصر قوى الأمن الداخلي أمضوا مؤخراً بسبب الأوضاع الراهنة ما لا يقل عن 70 يوماً في الشارع بين المحتجّين ونسبة جهوزيتهم تتراوح بين 80 و 100%، منذ اليوم الأول للتحركات الشعبية، وعناصرها موزعون على كافة المهام المطلوبة من قوى الأمن الداخلي، ذلك ما يشكل ضغطاً كبيراً على جميع الوحدات العملانية والعدلية والإدارية.
وتابع: "قوى الأمن الداخلي باتت تعاني من نقص حاد في عديدها نتيجة عدم التطويع فيها منذ سنوات، لذلك، فنحن نقوم بحل معظم الإشكالات التي تعترض عملنا في هذا المجال بالطرق المناسبة بحيث نحفظ صفتنا الحيادية في العمل وبقاءنا على مسافة واحدة من الجميع ومن جهة أخرى تنفيذ القانون وعدم السماح بتجاوزه مع الحفاظ على حقوق المواطنين".
ثم قدم اللواء عثمان الى رئيس الجمهورية نسخة عن آلية حفظ الامن والنظام التي وضعتها المديرية، ونسخة عن نسبة الجرائم التي وقعت في لبنان في خلال السنة الجارية، والتي انخفضت عما كانت عليه العام الماضي."
امن الدولة
واستقبل الرئيس عون بعدها وفد المديرية العامة لامن الدولة برئاسة اللواء طوني صليبا الذي هنأ رئيس الجمهورية بالاعياد، وتحدث في المناسبة وقال: "نتعهد امامكم بمتابعة مسيرة انجازات المديرية العامة لامن الدولة وجهودها لتصبح نموذجاً يحتذى به في بناء مؤسسات المجتمع وحماية امنه الاجتماعي خاصة وأن الجهود المبذولة في مكافحة الفساد بدأت تثمر وتحصد النتائج المرجوة، معاهدين فخامتكم على تحويلها الى عملية مستدامة يشترك فيها المواطنون مع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، بما يضع حداً لمنطق المحسوبيات وذهنية الحمايات واشكالية الامتيازات والحصانات".
المديرية العامة للجمارك
وتقبّل الرئيس عون كذلك، تهاني وفد المديرية العامة للجمارك برئاسة المدير العام بدري ضاهر، الذي عرض لبعض الانجازات التي حققتها المديرية خلال سنتي 2017-2018 وحتى منتصف العام الحالي، والقى كلمة جاء فيها: "بعد انطلاقة عهد فخامتكم، وما نتج عنه من عودة المؤسسات الدستورية الى عملها الطبيعي، حاولنا النهوض بالجمارك الى المستوى المطلوب الذي يعوّل عليه الجميع، ايماناً منا بالقيم والمبادىء السامية والتطلعات التي ارساها خطاب القسم، منتهجين دوماً خطى هذا العهد الذي نغذّ السير تحت رايته وقيادته".
وتابع: "لقد وضعنا نصب اعيننا ما جاء في خطاب القسم من التعامل مع الارهاب استباقياً وردعياً وتصدياً، واشراك القطاع الخاص مع القطاع العام، واعتماد التخطيط الذي بدونه لا يستقيم بناء الدولة، ومبدأ التأليل، كما وارساء نظام الشفافية عبر اقرار منظومة القوانين التي تساعد على الوقاية من الفساد، واطمئنان اللبنانيين الى دولتهم الحامية لهم، كما اتخذنا ما ورد في البيان الوزاري للحكومة، حجر اساس راسخ ومتين، لنبني عليه خطتنا الاصلاحية التي بدأناها حالياً في الجمارك، من تقديم الخدمات بطريقة مستدامة ومتوازنة بإدارة شفافة ونزيهة، والتنظيم والتطوير والتخطيط للإصلاحات، وتحسين الخدمات نوعاً وكلفة وسرعة، بالإضافة الى اتخاذ اجراءات سريعة وفعالة، ووضع استراتيجية وطنية عامة لمكافحة الفساد وتشكيل لجنة للمباشرة بتنفيذها".
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024