لبنان
تفاهم مار مخايل بعد أربعة عشر عاماً .. قوة منيعة في مواجهة التحديات
عاماً بعد عام يحتفل حزب الله و"التيار الوطني الحر" بذكرى التفاهم الذي عُقد بينهما في كنيسة مار مخايل في 6 شباط 2006. التفاهم المتين الذي شكّل الحاجز الصلب في وجه التحديات مهما بغلت شدتها، يشهد عاماً بعد عام نصوع صفحة الذكرى، والتي تجدّد بنفسها بأسس أرستها ورقة التفاهم وحمت لبنان بمناعتها وقوتها من براثن الحاقدين.
الاتفاق الذي هو بمثابة دستور يؤسّس لبناء الدولة، نستذكره اليوم في ظل الأزمة التي تعصف بالبلد وكأن التاريخ يعيد نفسه في عام 2020 في ظل الحاجة الماسة إلى التكاتف والتلاقي والوحدة بين كل الأطياف لمواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
اليوم بعد أربعة عشر عاماً، نستذكر الاتفاق أكثر من أي وقت مضى، وهو القائم على الصدق والوفاء بالعهد. وفي هذا السياق عُقد لقاء في ذكرى توقيع الاتفاقية في كنيسة مار مخايل بدعوة من وحدة المهن الحرة في حزب الله وقطاع المهن الحرة في التيار الوطني الحر.
اللقاء حضره عدد من الشخصيات والفعاليات السياسية والنقابية، ومنها الوزير السابق محمود قماطي، النائب الان عون، مسؤول وحدة المهن الحرة في حزب الله حسن حجازي، ومسؤول المهن الحرة في التيار الوطني مروان الزغبي.
قماطي وفي كلمته يستذكر كواليس كتابة وثيقة التفاهم حيث كان يلتقي وعضو المكتب السياسي في حزب الله غالب أبو زينب والوزير السابق جبران باسيل بشكل أسبوعي في أحد المقاهي بيروت، لافتاً إلى ما وصفه أحد الناس حينها بلقاء الجبلين (الجنرال والسيد) ما يترجم الحماس وشوق الناس.
ويؤكد قماطي أن الأجواء الإيجابية ما قبل التفاهم كانت قائمة بين الطرفين، ولم تجمعهما النصوص بل النفوس، ولذلك نجح التفاهم، حيث تجلّى التقارب والانسجام، وكانت لديهما أهداف مشتركة، ويشدد على أن التفاهم لم يكن محاصصة أو تفاهم مصالح، بل كان همه الوحيد هو الوطن وإنقاذه.
وعن أسباب استمرار التحالف، يعيد قماطي السبب إلى روح التفاهم التي تمنح القوة والاستمرارية والتي كرسها القائدان الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والقائمة على الصدق والوفاء.
ويشير قماطي إلى أن التفاهم أنجز الوحدة الوطنية والاستقرار ومحاربة الإرهاب والتكفير، ويوضح أن المطلوب منه الآن تثبيت مصداقيته على الأقل في مكافحة الفساد، إذ يحتاج لبنان اليوم إلى الإنقاذ، وهذه الوثيقة جديرة في تبنيه.
بدوره، يقول حجازي "إن ما نحييه اليوم ليس ذكرى بل هو واقع نعيشه بشكل يومي في كل الساحات النقابية والعملية والطلابية وفي كل مفصل من مفاصل الوطن، وإن هذا التفاهم الذي تجلّى بتوافق قيادتين مميزتين لم يكن فقط مرتبطاً بالقيادتين بل نتيجة توق جمهور الفريقين ونتيجة مسار عمل طويل إلى اللقاء والتواصل بشكل دائم".
ويضيف حجازي "إن المشاعر المشتركة لبناء لبنان الحر السيد المستقل عن الاملاءات الخارجية كانت موجودة لدى الطرفين منذ البداية، مشيراً إلى أن ساحات المهن الحرة كانت وما زالت إحدى الساحات المهمة والمؤثرة في المجتمع التي ينعكس التعاون فيها".
من جهته، يشيد النائب الان عون بالتفاهم، قائلاً إن "الفرق بينه وبين التحالفات الأخرى انها لم تستمر ولم تعش مثله، ولأنه لم يُبن على تحالف سلطة بل انطلق من معتقدات وآراء مختلفة وصولاً إلى القواسم المشتركة".
ويتابع "إن الأهم هو اختبار التحالف من 2006 وصولاً إلى معركة الشراكة حيث وقفنا إلى جانب بعضنا البعض، ونجحت التجربة في السراء والضراء باستقرار البلد وبناء توازن سياسي، مشدداً على أن "أهمية أي تحالف سياسي هي بالصمود عندما تمر بالتباينات والمشاكل والصعوبات لتعرف مدى صلابته".
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024
عمليات المقاومة ليوم الاثنين 25-11-2024
25/11/2024