معركة أولي البأس

لبنان

قرار أميركي بعدم تأمين مشاركة وازنة في قمة بيروت
17/01/2019

قرار أميركي بعدم تأمين مشاركة وازنة في قمة بيروت

ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على موضعي القمة العربية الإقتصادية التي ستعقد في بيروت، وعلى لقاء بكركي، حيث كبر عدد رؤساء الدول المعتذرين عن عدم حضور القمة، وتضع مصادر معنية ما يجري  في سياق قرار أميركي بعدم تأمين مشاركة وازنة لزيادة الضغط الإقتصادي على لبنان.

أما لقاء بكركي، الذي عُقد لحلحلة العقد المسيحية من أجل تأليف الحكومة، أكد على رفض المسّ بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها ورفض جميع الأساليب التي تهدّد بالانقلاب على الدولة او السطو على قرارها، وحمل النائب السابق سليمان فرنجية سبب عدم تشكيل الحكومة تمسك التيار الوطني الحر بالثلث الضامن.

"الأخبار": الاعتذارات تتوالى.. مساعٍ أميركية لإفشال قمة بيروت؟

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنه و"بعد إعلان ليبيا مقاطعة القمة الاقتصادية، كرّت سبحة رؤساء الدول المعتذرين عن عدم الحضور، آخرهم الرئيس الفلسطيني وأمير قطر. ما يجري تضعه مصادر معنية في سياق قرار أميركي بعدم تأمين مشاركة وازنة في قمة بيروت!".

وأضافت الصحيفة: "بمعزل عن الاجتماعات التي تبدأ اليوم تمهيداً لانعقاد القمّة الاقتصادية في بيروت يومَي 19 و20 الجاري، أصيبت هذه القمة بالكثير من الضرر. فحتى ليل أمس، تبلّغ لبنان أن عدد رؤساء الدول الذين سيحضرون لن يتجاوز الأربعة. وهذا الرقم مرشّح للتناقص! اعتذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأعلنت مصر إيفاد رئيس الوزراء لتمثيلها. ثمّ انضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قائمة المُعتذرين، إذ بحسب بيان للرئاسة اللبنانية يومَ أمس «تسلّم الرئيس ميشال عون، رسالة من نظيره الفلسطيني تضمنت اعتذاره عن عدم تمكنه من الحضور نظراً لوجوده في نيويورك لرئاسة مجموعة الـ77 + الصين، وقد كلّف رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور رامي الحمدالله رئاسة الوفد المُشارك». كذلك فعل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس، بحسب ما علمت «الأخبار». وقد ربطت مصادر سياسية معنية بالقمة اعتذاره بـ«أزمة مشاركة ليبيا في القمة، وجولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المنطقة، وسعي أميركي لعدم تأمين مشاركة وازنة في القمة الاقتصادية، في إطار قرار واشنطن تكثيف الضغوط على لبنان. وهو القرار الذي ظهر جلياً في مواقف وكيل وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل في زيارته الأخيرة لبيروت». وفيما تداولت معلومات عن مغادرة الوفد القطري الذي أتى لحضور القمة، تبيّن أن المغادرين هم «حاشية الأمير»، وحلّ مكانهم وفد آخر من 4 أشخاص يترأسه مسؤول في وزارة المالية لتمثيل قطر في القمة. وبذلك يكون رؤساء الدول العربية المؤكّد حضورهم حتى الآن هم: أمير الكويت صباح الجابر الصباح، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والرئيس العراقي برهم صالح. وتقول مصادر مُتابعة للتحضير للقمّة إنّ موضوع مشاركة ليبيا في القمّة، والأزمة الداخلية التي نتجت من ذلك، ولا سيّما حرق العلم، أثّرت كثيراً في مشاركة الرؤساء العرب فيها. وعلمت «الأخبار» أن بروتوكول وزارة الخارجية اللبنانية، أرسل إلى السفير السوري علي عبد الكريم علي دعوة إلى حضور افتتاح القمّة، من ضمن الدعوات للسفراء المعتمدين في لبنان وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية. ومن المرجّح أن يعتذر السفير السوري عن عدم الحضور في الساعات المقبلة".

وتابعت الصحيفة تقول: "هذا في الشأن «الخارجي» المتصل بالقمة. أما داخلياً، فقد فتَحت الأحداث التي سبقت انعقاد القمة باب أزمة جديدة بين الرؤساء الثلاثة. إذ لم يؤُثر دفع طرابلس الغرب لمقاطعة القمّة سلباً وحسب في العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري الذي رسم خطاً أحمر أمام حضور وفد ليبيا على خلفية عدم تعاون سلطاتها مع التحقيقات في ملف إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه. فيوم أمس، اشتعل الخلاف بين برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري، بعدَ أن أعرب الأخير في كلمة ألقاها في منتدى القطاع الخاص العربي عن «الأسف الشديد لغياب الوفد الليبي»، معتبراً أن «العلاقة مع الأشقاء لا بد أن تعلو فوق أي إساءة». فردّ برّي عليه في لقاء الأربعاء قائلاً: «الأسف كل الأسف ليس لغياب الوفد الليبي، بل لغياب الوفد اللبناني عن الإساءة الأم منذ أكثر من أربعة عقود إلى لبنان كل لبنان».

ورأت أن "تجتمع قبل ظهر اليوم اللجنة المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة العربية الاقتصادية على مستوى كبار المسؤولين. أما بعد الظهر، فيُعقد الاجتماع المُشترك للمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، التحضيري للقمة. خلال هذا الاجتماع، يُناقش جدول أعمال القمة الاقتصادية، قبل أن يُقدم إلى وزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة. وتقول مصادر دبلوماسية إنّ المواضيع المطروحة على جدول الأعمال هي نفسها «مواضيع المجلس الاقتصادي - الاجتماعي العربي، وأُقرّت في الاجتماع الأخير في القاهرة الشهر الماضي، وتقرّر اعتمادها كجدول أعمال القمة الاقتصادية». ما سيجري اليوم، «هو إلقاء نظرة عامة على الجدول، وتحديد إن كان من نقاط يُراد إضافتها، أو إذا استجد طارئ ما يستدعي إجراء تعديل». وحتى الساعة، لم يجرِ التوافق على إدراج مقترح إنشاء صندوق لتمويل الدول العربية المنكوبة، يكون مقره بيروت.
على جدول الأعمال قرابة ٢٥ بنداً، ولكل بند هناك شرح ومشروع قرار مرتبط به، «مشاريع القرار أُقرّت أيضاً خلال اجتماع المجلس الاقتصادي - الاجتماعي العربي».
لذلك، تقول المصادر إنّ البنود «لا تتعلق بالبلد المضيف وبحاجاته. ٩٠٪ منها استكمال لمواضيع جرت مناقشتها مسبقاً. ولا يوجد بنود خلافية في الجوهر، سوى التباين بين لبنان والدول العربية في كيفية معالجة أزمة النزوح السوري اقتصادياً واجتماعياً». وتضيف المصادر أنه لا توجد معلومات «إن كانت أي دولة تريد طرح بنود لمناقشتها من خارج جدول الأعمال"".


"البناء": بري يُبلغ هيل ربط الترسيم البري بالبحري... و4 رؤساء يحضرون القمة

أما صحيفة "البناء" فقد رأت أن مقتل خمسة من الجنود الأميركيين في منبج بعملية إنتحارية لتنظيم داعش فتح باب التحقق من طبيعة القرار الأميركي بالانسحاب من سورية، بعدما منح البيت الأبيض أمام ردود الفعل التي تناولت قراره بالانسحاب ليتراجع عنه، في ظل القول بأن المعركة مع داعش تستدعي المزيد من البقاء في سورية، لكن ما صدر عن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بالوكالة عن الرئيس دونالد ترامب، بتأكيد قرار الانسحاب، وضع التقييمات الدولية والإقليمية للوضع في سورية تحت عنوان ما بعد الانسحاب الأميركي، رغم محاولات التغطية على موعد الانسحاب. وفي ظل الحملة التركية المنظمة تحت عنوان منطقة آمنة، والرد السوري الحازم باعتبار المشروع التركي عدواناً على السيادة السورية سيلقى التعامل معه على هذا الأساس، برز موقف روسي صدر عن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف استبق زيارة سيقوم بها الرئيس التركي إلى موسكو للبحث بما بعد الانسحاب الأميركي والمنطقة الآمنة، حيث أكد لافروف أن الجيش السوري هو الجهة الوحيدة التي يحقّ لها التمركز في المناطق التي سينسحب منها الأميركيون.

لبنانياً، تواصلت الاستعدادات للقمة العربية الاقتصادية التي بدأت فعالياتها المرافقة اليوم بانعقاد منتدى لرجال الأعمال، برعاية وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، وتستمرّ الفعاليات التي تتضمّن اجتماعاً لوزراء الخارجية ووزراء الشؤون المتصلة بأعمال القمة الاقتصادية والتنموية يوم غد الجمعة، وصولاً لانعقاد القمة يوم الأحد المقبل، ويكون يوم السبت مخصصاً لاستقبال القادة المشاركين الذين تقلّص عددهم إلى أربعة هم أمير الكويت ورؤساء تونس وموريتانيا والعراق. حسب الصحيفة.

واضافت الصحيفة أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري جدد تمنياته بألا تكون القمة هزيلة، بعدما حذّر من عقدها بغياب سورية، كاشفاً عن مضمون محادثاته مع معاون نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل، حيث قال خلال لقاء الأربعاء النيابي، إنه أبلغ هيل رفض لبنان أي بحث بترسيم الحدود البرية بمعزل عن ترسيم الحدود البحرية التي تسطو «إسرائيل» على مربعات تضم بعضاً من ثروة لبنان في النفط والغاز، في وقت تواصل انتهاك الحدود البرية بإقامة الجدار الإسمنتي في نقاط لبنانية داخل الخط الأزرق.

الشأن الداخلي اللبناني كان حاضراً أمس، في لقاء الأربعاء التشاوري الذي دعا إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، وفيما كانت كلمة الراعي سيراً بين النقاط في تقديم الدعم لموقع رئاسة الجمهورية من جهة، وعدم تغطية أعراف من نوع المطالبة بحصة لرئيس الجمهورية في الحكومة أو بالحصول على الثلث الضامن، انفجر السجال حول الثلث الضامن بين رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية والنائب زياد أسود، وجاءت النتائج تعبيراً عن فشل اللقاء في بلورة موقف مسيحي موحّد من الأزمة الحكومية، مع ظهور مطالبة علنية من فرنجية للتيار الوطني الحر بالتخلي عن الوزير الحادي عشر، وتأييده من نواب الكتائب والقوات، فجاء البيان الختامي أشدّ تحفظاً من خطاب الراعي، وتبعه تشكيل لجنة متابعة للتخفيف من الصورة السلبية التي رسمها، لكن تشكيل اللجنة تحت عنوان أنها لجنة متابعة لم ينجح بإخفاء أنها لجنة أزمة تبدو مديدة، ولا يبدو حلها بيد اللجنة.

وإذ يقع لبنان منذ الأسبوعين الماضيين تحت ضغط العواصف المناخية والسياسية المتتالية التي تضربه من الداخل والخارج، خطفت بكركي الأضواء أمس، باستضافتها اجتماعاً ضمّ رؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، خرج ببيان ختامي لم يخلُ من رسائل في أكثر من اتجاه، لا سيما الفقرة التي تحدثت عن «رفض المسّ بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها وفي مقدّمتها رئاسة الجمهورية ورفض تحويل أي استباحة له الى عرف جديد واعتبار المؤسسات الدستورية الإطار الوحيد لمناقشة الأزمات السياسية وحلِّها ورفض جميع الأساليب التي تهدّد بالانقلاب على الدولة او السطو على قرارها».

وإذ قال المسيحيون كلمتهم ومشوا قبل أن يعودوا الى خنادقهم السياسية ومواقعهم الحكومية، تبقى العبرة بتنفيذ بنود البيان الصادر عن الخلوة المسيحية، التي رمت «الحمل الكنسي» على لجنة متابعة تضم ممثلين عن الكتل المشاركة لاستكمال البحث في النقاط التي طرحت، رغم أن اللجان «مقبرة الحلول».

"الجمهورية": بكركي تنجح في امتحان "الأبوّة" وتنتزع تواقيع الموارنة

بدورها صحيفة "الجمهورية" رأت أن المشهد في بكركي اختلف هذه السنة في الشكل والمضمون، وكان ينقصه حضور رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وجلوسه قرب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لتكتمل الصورة المعاكسة للمشهد القديم، فيصح القول إنّ لا شيء ثابتاً في السياسة، فلا نزاعات سياسية دائمة بل مصالح دائمة.

واضافت أن المشهد في «الجَمعة المارونية» كان مثيراً للإهتمام هذه السنة. فالرئيس ميشال عون يحرس قصر بعبدا وترك للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لعب دور «الأبوة المارونية» ورعايتها، بالتنسيق مع وريثه في «التيّار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل.

وتابعت أن «الجلسة المارونية» الموسّعة افتقدت أيضاً حضوراً وازناً للرئيس السابق أمين الجميّل، الذي اختار طوعاً وباكراً الخروج من المعادلة الرئاسية والحزبية، فيما اقتحم وريثه الشيخ سامي الجميّل رئاسة «حزب الكتائب» ولعب دور أبيه «العنيد».

وامّا الثابتان في اللقاءات الماضية، الحالية، والمستقبلية فهما جعجع - فرنجية، اللذان شكّلت عداوتهما وتلاقيهما المفاجأة الأكبر والأمثولة السياسية الأنسب داخل المجتمع المسيحي، هما الزعيمان المارونيان «المتفقان اليوم في التنسيق»، حسب قول النائب طوني فرنجية، «والمختلفان في السياسة»، حتى اليوم، «بعكس العلاقة بين باسيل- فرنجية» المتفقان حتى الساعة ظاهريّاً في السياسة والمتصارعان في التنسيق بسبب تنافسهما على موقع الرئاسة وليس فقط على أحقيّة الثلث المعطّل. حسب الصحيفة.

وأردفت: نجح الراعي في جمع بعض الأقطاب الذين يتنافسون على كرسي الرئاسة، تحت قبة بكركي، للضرورة الوطنية. ولكن «السلام الفاتر» بين المرشَحين الأبرَزين في مستهل الإجتماع كان نافراً، وأكّد التباعد بين الرجلين، فيما غاب «الحكيم» بداعي السفر، لكن ملائكته حضرت بقوة في الصف الأمامي، وكان لافتاً مقعد مُستجدّ لرئيس «حركة الإستقلال» النائب ميشال معوّض.

آخر الواصلين وأوِّل المغادرين كان الوزير باسيل، لكن أعضاء كتلته كانوا قد سبقوه وبدأوا بالعمل، فعقد النائب ابراهيم كنعان خلوة مع ممثل قائد «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان قبل بدء الجلسة لتفادي التطرّق الى الامور الخلافية داخل الجلسة والتنسيق في طرح الأفكار المشتركة للبناء عليها مع مختلف الفرقاء.

وصول زعيم «المردة» كان له وقعه الخاص، في وقت ردّد البعض ممن واكب التغطية للنهار التاريخي، بأنّ حضور فرنجية خفّف من وطأة هيمنة حضور باسيل الذي اتٌهم بتدبير الإجتماع، وبأنّه المتحمّس الأكبر له، الّا انّ قرار فرنجية الحضور قبل يوم واحد من الإجتماع فاجأ المتابعين وفاجأ حتى البعض من الأقطاب الذين توقعوا عدم حضوره، في وقت يبدو أنّ أسباب المشاركة برأي زعيم المردة ونوابه ومناصريه متعددة، تطلّبت التعالي على الخلافات وتلبية دعوة بكركي.

هذه الدعوة المستعجلة والطارئة التي لا يمكن لفرنجية تحديداً تحمّل تداعيات عدم تلبيتها برأي البعض، الذي عزا أيضاً قرار فرنجية الحضور، للقول بكل بساطة «نحن هنا» وليس لدعم مطالب التيّار، بعد رواج معلومات عن مسودّة مطالب لـ«التيار الوطني الحر» تمّ التحضير لطرحها وبحثها مع الحاضرين. لكن هذا لا يعني انّ كلّا من باسيل او فرنجية لم يستشعر الخطر الوجودي للمسيحيين وضرورة تحصين مواقعهم في الدولة وحقوقهم المكتسبة الموثقة في الدستور، بعد استشعار الخطر الذي يدق أبواب أسوارهم المسيحية!

إقرأ المزيد في: لبنان