قصر الأنيسكو يحتضن فيلم التشريع.. كلّ شيء استثنائي!

لطيفة الحسيني

"كورونا" في الأرجاء. الاستنفار الصحي في مجلس النواب على أشدّه. عُلّقت جلسات اللجان المتفرقة الى اليوم. استعاد البرلمان عافيته التشريعية، لكنه نقل مقرّه الى مكان آخر: قصر الأونيسكو.

تماشيًا مع الاجراءات الاحترازية المتخذة من أجل مكافحة فيروس "كورونا"، التأم جمع النواب في قصر الأونيسكو الذي دشّنه "أصحاب السعادة" اليوم بعد ورشة ترميمه في الفترة السابقة. المرحلة الاستثنائية فرضت نفسها. الطرقات مقفلة في محيط المكان، وعناصر القوى الأمنية ينتشرون في كل مكان.

عند مدخل القصر، اجراءات تعقيم دقيقة. نوابٌ، صحافيون، أمنيون وعاملون، الكلّ خضع للتعقيم، أمّا الكمامات فلا تفارق الأوجه.

مع انطلاق الجلسة، دخل المندوبون الى المكان المُخصّص لهم لمواكبة المداولات التشريعية، فلمسوا سريعًا صعوبة في التركيز على مجريات الهيئة العامة. النواب بعيدون جدًا عن أعينهم، وبعضهم لا يمكن رؤيته بسبب علوّ طابق الإعلاميين. البعض وجد في النظارات سبيلًا لتسهيل المهمّة وتقريب المسافة، البعض الآخر تذمّر من الكمامة الصحية، آخرون رضخوا للأمر الواقع، وتابعوا ما يحصل وكأنهم يُشاهدون فيلمًا سينمائيًا أو مسرحية تُعرض مباشرة أمامهم.

في الطابق السفلي، حيث تمركز النواب حكاية ثانية. هناك من التزم بالتباعد والبقاء في كرسيّه نائيًا بنفسه عن مخالطة زملائه، وهناك من استغلّ الظرف الاستثنائي لالتقاط الصور والاحتفاظ بذكريات من جلسة اليوم. أما الحكومة فحضرت بـ13 وزيرًا الى جانب رئيسها، وهؤلاء توزّعوا على مقاعد منفردة ومنفصلة لكلّ منهم، تمامًا كطلاب في صفّ مدرسيّ.

الصعوبة الحقيقية هذه المرة كانت في اضطرار النواب الى تقليل كلامهم، لأن ذلك يحتاج الى طلب الإذن المسبق وحجز الميكرفون الخاصّ بهم، خلافًا لما اعتادوه في مبنى البرلمان في ساحة النجمة، حيث تتيح الميكرفونات المنتشرة الكلام بالنظام وبسهولة.

هنا، كان لافتًا اعتراض النائب بهية الحريري بحدّة على تأخّر وصول الميكروفون اليها لتسجيل مداخلة عند نقاش جدول الأعمال. عدم تفهمها للوضع الذي فرضه  كورونا على البرلمان، استدعى ردًا من النائب آلان عون بصفته عضو هيئة مكتب المجلس يُسجّل أسماء من يريد الكلام لدى البحث في القوانين المُدرجة، إذ قال "كلنا متساوون هنا وليس هناك من يمنع أحدًا من الكلام".

 

 

 

إقرأ المزيد في: لبنان