لبنان
الرئيس بري يدعو الحكومة للانطلاق بعمل ميداني بعيدًا عن الخطط
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "لا يعقل في وطن امتلك ولا يزال يمتلك شجاعة إلحاق الهزيمة بأعتى قوة عنصرية في المنطقة ان لا يمتلك الجراة والشجاعة لاتخاذ القرار الوطني والتاريخي في اعادة انتاج الحياة السياسية"، لافتا إلى أن المطلوب من الحكومة ومن كافة الوزراء الانطلاق بعمل محسوس يلمسه المواطن في كل ما يتصل بحياته بعيدًا عن الخطط والبرامج الورقية.
وفي كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير ويوم القدس العالمي، وجه تحية اعتزاز وتقدير لكل اللبنانيين لعظيم ما صنعوا من مجد وافتخار لبنان وللانسانية جمعاء، وقال إن "القدس هي الصراط المستقيم في الدين والدنيا وهي المعيار ومقياس الانتماء الحقيقي للوطن والأمة والإنسانية".
وأضاف الرئيس بري أن "وجه القدس اليوم هو وجه فلسطين لا بل وجه كل العرب، يصفع مجددا بـ"صفقه القرن" التي هي نسخه طبق الأصل لمشروع يهودية الكيان ووصفة للأخذ بالمنطقة نحو مزيد من التشظي وإعادة إحياء مشاريع التقسيم والفدرلة انطلاقا من بوابه فلسطين"، وقال إننا "كلبنانيين نؤكد نصرتنا ودعمنا للشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة لهذه الصفقة المذلة وفي نضاله لتحقيق امانيه بالعودة الى ارضه ورفضه للتوطين واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وتابع أن "ترسيخ وحدة لبنان وسوريا والاردن ومصر هي رهن النتائج المتوقفة على مقاومة فلسطين ولبنان وكل العرب لمشروع "صفقة القرن""، محذرا من "الاصوات النشاز التي بدأت تعلو في لبنان منادية بالفدرالية كحل للأزمات التي يئن تحت وطأتها لبنان واللبنانيون، فلا الجوع ولا اي عنوان آخر يمكن ان يجعلنا نستسلم لمشيئة المشاريع الصهيونية الهدامة ...وحدتنا قدرنا وسر قوتنا".
وقال الرئيس بري إن "الوطن يمر في واحدةٍ من اخطر وادق الحقبات في تاريخه المعاصر وبات للاسف في عين عاصفةٍ تهدد وجوده"، مضيفا أن "الحرمان والظلم والاهمال والتقصير وتخلي الدولة عن القيام بواجباتها في الرعاية والحماية قد اوصل العدو الى قلب العاصمة فالنصر العظيم الذي تحقق يمكن ان تذهب به لقمة العيش.. الكلام في هذا السياق هو للتذكير والتحذير لعل الذكرى تنفع للموالاة وللمعارضة".
ودعا الرئيس بري "الجميع موالاة ومعارضة حكومة ومجلسا نيابياً، حراكاً شعبياً صادقاً وكل القوى السياسية الى استحضار كل العناوين والقيم التي صنعت النصر والتحرير لا سيما قيمة التضحية والشجاعة والصدق والثبات والوحدة والانتماء الوطني الاصيل من اجل انجاز الجهاد الاكبر واستكمال تحرير لبنان من احتلالات توازي بخطرها خطر احتلال العدو للارض والإنسان".
وتابع "آن الاوان للبنانيين وللسياسيين جميعًا صنع القرار السياسي ووقف المضاربات السياسية فهي لا تؤدي إلّا الى نتيجة واحدة هي إرباك النظام العام، وآن الاوان لوقف حفلات إلقاء التهم يمينًا وشمالًا وتحميل المسؤوليات في زمن يحتاج فيه الوطن الى تحمل المسؤوليات"، وقال إنه "آن الآوان للسياسيين امتلاك الشجاعة وجرأة اتخاذ القرار من اجل تحرير لبنان ونظامه السياسي والقضائي والاداري من سطوة الاحتلال الطائفي والمذهبي".
وشدد الرئيس بري على ضرورة إعادة انتاج الحياة السياسية انطلاقًا من إقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي يؤمن الشراكة للجميع على قدم المساواة وذلك ارتكازا على قاعدة النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة وانشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه كل الطوائف بعدلٍ ومساواة إنفاذاً لما نص عليه اتفاق الطائف تمهيداً لدولة مدنية، مؤكدا أنه يجب "تحرير القضاء وانجاز استقلاليته من اي تبعية سياسية او طائفية واطلاق سراح القوانين المنجزة والنائمة في ادراج الوزارات والتي لا تحتاج سوى الى اصدار المراسيم التطبيقية لها وهي بالعشرات والتي لو طبقت لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم".
الرئيس بري لفت إلى "ضرورة تحرير قطاع الكهرباء من عقلية المحاصصة المذهبية والطائفية والمناطقية، والاسراع في تعيين مجلس ادارة جديد وهيئة ناظمة للقطاع ارتكازاً الى قواعد الكفاءة والاختصاص ونظافة الكف".
وقال : "لا يعقل ولا يجوز ان يبقى الامن الغذائي والصحي ومصير جنى عمر اللبنانيين وتعبهم في الوطن وبلاد الاغتراب رهينةً او ضحية لسياسات مالية ومصرفية خاطئة او رهينة لجشع كبار التجار وبضع شركاتٍ احتكارية وفساد عشش في كل زاوية".
كما شدد الرئيس بري على أن "ودائع اللبنانيين في المصارف هي من الاقداس وسنتصدى لاي محاولة ترمي للتصرف بها تحت اي عنوان من العناوين وهي حقٌّ لاصحابها ونقطة على السطر".
أما في موضوع العلاقة مع سوريا، فقد أكد الرئيس بري أن "سوريا قيادةً وجيشاً وشعباً كانوا السباقين في دعم المقاومة كما الجمهورية الإسلامية في ايران ودول عربية عديدة ورفدها بكل وسائل التمكين والصمود وان العلاقة الاخوية مع هذه البلدان والانفتاح عليها تمثل حاجة ضرورية".
وطالب الحكومة وكافة الوزراء بمغادرة محطة انتظار ما ستؤول اليه المفاوضات مع صندوق النقد والجهات الدولية المانحة، والانطلاق بعمل محسوس يلمسه المواطن القلق على عيشه ومصيره في كل ما يتصل بحياته وحياة الوطن، وقال: "آن الأوان للحكومة أن تنطلق بعمل ميداني بعيدا عن الخطط والبرامج الورقية المطلوب أعمال أكثر من الأقوال".
إقرأ المزيد في: لبنان
31/10/2024