لبنان
التعاون مع العراق على السكة..واشنطن تتراجع خطوة إلى الخلف..وكورونا يثير المخاوف مجدداً
تطرقت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم إلى جلسة الحكومة وتحدثت عن الزيارة التي قام بها قائد المنطقة المركزية الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكنزي الى بيروت، فيما بدأت واشنطن تتراجع خطوة إلى الخلف في خضم المواجهة الاقتصادية مع لبنان، حيث بدأت تنفتح على قبول العرض العراقي للبنان بتزويده بالفيول، وذلك خوفاً من أن يذهب لبنان خطوة إلى الأمام في التعاون النفطي مع إيران. هذا ولم يغب القلق والمخاوف المتجدّدة من الارتفاع الكبير في عدد المصابين المحليين والوافدين من الخارج بفيروس كورونا.
"الأخبار": واشنطن لبيروت: العراق «أهون الشرّين»
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار"، "اختار الأميركيون «أهون الشرّين» بالنسبة إليهم: النفط العراقي بدل النفط الإيراني إلى لبنان، ليتراجع الأميركيون خطوة إلى الخلف، في عزّ التصعيد ضدّ حزب الله. ومع أجواء القلق من وقوع الصدام بين المقاومة وإسرائيل وسقوط جنود أميركيين قتلى في ساحات المواجهة، يصرّ الأميركيون على إطباق قبضتهم على الجيش، وحرمان الحكومة اللبنانية من أيّ دعم بكثير من الوضوح، مرّر قائد المنطقة المركزية الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكنزي، أمس، جملةً من الرسائل، بدت في الشكل أكثر دبلوماسية من الفجاجة التي تحدّث بها نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر قبل نحو أسبوعين وتابعتها السفيرة دوروثي شيا، ثم ختمها أول من أمس الوزير مايك بومبيو.
الجنرال الذي تحدّث عن عجز الولايات المتحدة عن تحقيق «السلام» أو «بناء الأمم» في ساحات خبرها عن قرب كالعراق وأفغانستان، لم يخفِ أن «لدى الولايات المتّحدة مصالح في الشرق الأوسط»، خلال تصريحه لقناة «أل. بي. سي.»، التي تتسابق هذه الأيام مع «أم. تي. في.» على نقل تصريحات المسؤولين الأميركيين".
وأضافت الصحيفة "طبعاً لم يتحدّث ماكنزي عن مصالح لبنان، لكنّ الزائر الثقيل زاد الوضوح وضوحاً، بإعطائه غطاءً لخروقات العدو الإسرائيلي وتحركاته في الساحة اللبنانية، مؤكّداً أنه يتطلّع إلى اليوم الذي «تنتهي فيه التهديدات لإسرائيل من جيرانها». وإذا كانت حركة ماكنزي وأترابه في وزارة الخارجية الأميركية، قد تحرّكت على وقع التقدّم الصيني والإيراني والروسي نحو لبنان، والاندفاعة الرسمية اللبنانية نحو خيارات بديلة من الانتحار، بانتظار رضىً أميركي لن يأتي، فإن أهمّ ما على قائمة ماكنزي قوله للمنافسين الجدد إن الجيش اللبناني «شريك استراتيجي» للجيش الأميركي".
وتابعت الصحيفة حول ماكنزي، "وبصريح العبارة، رأى أن «العلاقات بين الجيش الأميركي والجيش اللبناني تتخطى الجيش (البري)، إنما هي علاقة مشتركة وتؤثر على سلاح الجو اللبناني والبحرية اللبنانية، وعلاقة عميقة ستتجاوز أي اضطراب له علاقة بالسياسة». هي في الشكل والعلن، إذاً، زيارة تأكيد على سياسة الولايات المتحدة تجاه لبنان: حصار شامل ومنعٌ للخيارات البديلة، وتحديداً الصينية والإيرانية، إطلاق يد إسرائيل في الساحة اللبنانية، ومحاولة إطباق الخناق على الجيش اللبناني والرّهان عليه للتوازن (والمواجهة لاحقاً) مع حزب الله. وهنا، تردّدت معلومات أمس عن أن الأميركيين أبدوا استعداداً لتعويض النقص الحاصل في غذاء الجيش من ناحية اللحوم، عبر تمويله لشراء اللحوم الناقصة جراء تراجع سعر الصرف العملة اللبنانية وعدم قدرة الميزانية الحالية على تمويل اللحم. إلّا أن الخيار الأميركي ينحو نحو دعم الجيش بشكل مستقل عن الحكومة، تماماً كما تردّدت معلومات عن نيّة الفرنسيين تقديم مساعدات للمدارس الفرنسية، ونيّة السعوديين توزيع مساعدات لجهات حليفة لهم، وليس للدولة اللبنانية، بما يعزّز تفكك مؤسسات الدولة وإضعاف ما تبقى من النظام المركزي، لحساب هياكل رسمية أو شعبية، محسوبة على فئات يمكن استخدامها في الصراع المفتوح مع حزب الله".
وأشارت "الأخبار" إلى أن إعلان ماكينزي أن الصراع مع إيران لا يحمل طابعاً عسكرياً، في كلام دبلوماسي يرسم إطاراً شكليّاً للحرب بعيداً عن العسكرة، لم يأت من فراغ، بل يستهدف أساساً الإشارة إلى ما يمكن اعتباره أميركياً «استباقاً لتصعيد إيران انطلاقاً من لبنان». فالحركة الدبلوماسية الغربية الناشطة في بيروت هذه الأيام، جلّ همها رصد حركة حزب الله ونشاط الحكومة على المستوى السياسي مع الصينيين والإيرانيين. والأهمّ بالنسبة إلى جامعي المعلومات، هو الاستعداد الحربي الذي يبديه الحزب، والردود التي يمكن أن يقوم بها حلفاء إيران على كامل ساحات المواجهة، وفي سلسلة تفاهمات سياسية استراتيجية حصلت في المنطقة خلال الشهر الماضي. فخلال الأسبوعين الأخيرين، استنتجت معظم الاستطلاعات الدبلوماسية الغربية، وقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، أن حزب الله لم ينكفئ أمام التهديدات أو يستسلم أمام حملة الدعاية التي تحاول أن تحملّه مسؤولية الأزمة في الداخل. بل على العكس من ذلك، اندفع نحو فتح خطوط الشرق ولقي تجاوباً و(إن كان لا يزال محدوداً) من الحكومة والقوى السياسية الحليفة نحو البحث عن حلول لكسر الحصار، وفي الداخل نحو تعبئة اللبنانيين على مواجهات من نوعٍ آخر تغيّر في الوجهة الاقتصادية للبلد، والتي يهمّ الأميركيين الحفاظ عليها في لبنان وغيره. وهنا تحضر الاتفاقيات الاستراتيجية التي وقّعتها إيران والصين الشهر الماضي، وما يعنيه الأمر من تعمّق للتحالف بين البلدين، في عزّ صراعهما مع الأميركيين.
وقالت الصحيفة "أما على المستوى العسكري، فيمكن القول إن الدبلوماسيين الغربيين كانوا في الأيام الأخيرة، يرصدون بقلق ما يشعرون بأنه استعداد حربي وسياسي لدى حزب الله لمواجهة عسكرية مع إسرائيل، في أي لحظة تفعّل فيها الأخيرة آلتها الحربية عدواناً أو اعتداءً على لبنان. ولا يمكن إغفال مجموعة الإشارات العسكرية التي حصلت أخيراً، بدءاً من هجوم الحوثيين الجوي على قيادة الاستخبارات العسكرية السعودية ووزارة الدفاع في قلب السعودية، والمناورات العسكرية الصاروخية التي نفذتها فصائل المقاومة في غزّة، واضطرار بنيامين نتنياهو إلى تخفيف اندفاعته نحو ضم غور الأردن خشية اندلاع مواجهات غير محسوبة النتائج.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "ليس خافياً أن القلق الأميركي يتصاعد من توسّع التحركات العسكرية المعادية للقوات الأميركية في العراق وسوريا، ومن الاتفاقات العسكرية الاستراتيجية التي وقّعتها سوريا مع إيران في دمشق قبل يومين. ففي الوقت ذاته، لا يحتاج الرئيس الأميركي دونالد ترامب - فوق فشله في إدارة أزمة «كورونا» واحتواء الاحتجاجات الشعبية التي عصفت بعد قتل الشرطة الأميركية المواطن جورج فلويد - إلى أن يعود جنوده إلى عائلاتهم من الناخبين الأميركيين جثثاً في أكياس، من ساحات وعد بالانسحاب منها في دورته الانتخابية الماضية، قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات المقبلة".
واضافت "مسألة أخرى لم يفت المسؤول الأميركي الإشارة إليها، هي «رغبة واشنطن في تحريك ملف الحدود البحرية الجنوبية»، مؤكّداً أمام من التقاهم أن «واشنطن ستوفد قريباً من يتولّى استئناف التواصل حول الملف». وهذه الرغبة، التي تتزامن مع الإعلان الإسرائيلي عن بدء التنقيب على مقربة من البلوك 9، لا يمكن فهمها إلّا في إطار ضغوط الأمر الواقع على لبنان، لجرّه إلى التفاوض والتنازل عن حقوقه".
وتابعت "كل هذا التصعيد، لا يُفقد الأميركيين عنصر «البراغماتية». فالنتيجة المحسومة هي أن حزب الله لن يركن للتهديدات، وحلّه جاهز للحصار النفطي بشراء النفط الإيراني. وهنا أيضاً، يبدي الأميركيون تخوّفاً كبيراً، فهذا الخيار من جهة يكسر الحصار عن لبنان في أقسى أوجهه بحلّ أزمة المازوت (والبنزين في حال تصاعد حدة الحصار)، وثانياً يسمح لإيران ببيع جزء من نفطها بعملة غير الدولار. ويرى الأميركيون أن خياراً مماثلاً سيسمح لإيران بتمويل حزب الله بغير الدولار.
من هنا، يُفهم التراجع الأميركي عن التشدّد حيال علاقة لبنان بـ«قانون قيصر». وعلى ما ذكرت «الأخبار»، فإن واشنطن وعلى لسان شيا، أبدت استعدادها لبحث إمكان إصدار «استثناءات» تخص لبنان، بما يتعلق بتطبيق «قانون قيصر»، لتسهيل وصول النفط العراقي إلى لبنان، على غرار الاستثناءات التي تقدّمها واشنطن للعراق واليابان وكوريا وتركيا للتعامل مع إيران. وطلبت السفيرة أمام الرئيس نبيه بري، الذي زارته أمس، أن تقوم الحكومة بتزويد السفارة بـ«لائحة المواد أو العناوين التي تحتاج إليها، ما يسمح للجهات المعنية في أميركا بدرسها والإجابة عنها سريعاً». وبحسب المعلومات، اختار الأميركيون بين حصول لبنان على النفط من إيران أو العراق، أن يحصل التعاون مع العراق، في ظلّ علاقة التوازن القائمة حالياً بين الدورين الإيراني والأميركي وتأثيرهما على الحكومة العراقية. وهذا التراجع الأميركي، وإن كان يحمل في طياته انتقاصاً من السيادة اللبنانية في الحاجة إلى أخذ الإذن من الأميركيين لتحقيق مصالح لبنان وعلاقاته مع سوريا والعراق، إنّما يحمل فرصةً جديّة للحكومة اللبنانية، للذهاب سريعاً نحو تفاهمات واتفاقات مع الحكومة العراقية، لوقف الانحدار وقبل تغيّر الظروف، التي تتبدّل على وقع الأحداث المتسارعة في لحظات مصيرية من عمر المنطقة.
من ناحية أخرى قالت الصحيفة إنه "بدت البطريركية المارونية، حائط مبكى خصوم حزب الله، والذين لا يزالون يراهنون على الدور الأميركي لقلب المعادلات في الداخل. وعدا عن الرئيس سعد الحريري، الذي لا يهمّه سوى التسويق الدائم لنفسه بوصفه مرشّحاً محتملاً لرئاسة أي حكومة مقبلة، ودفاعه المستميت عمّا يسمّيه «الاقتصاد الحرّ»، بدا زوّار بكركي (الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، مثالاً) كالباحثين عن راعٍ، بعدما قدّم البطريرك بشارة الراعي نفسه كقائد محتمل لقيادة «الجبهة الأميركية» في لبنان، في تكرارٍ لسيناريواتٍ فاشلة، لم يدفع ثمنها سوى حلفاء أميركا بتخلّيها الدائم عنهم".
"البناء": العراق والكويت وقطر على خطوط مختلفة للتعاون… وصندوق النقد يعود للإيجابيّة!
صحيفة "البناء" لفتت من جهتها، إلى أن مصدر سياسي متابع الأجواء المتعاكسة التي يعيش لبنان تحت تأثيرها، بوضعها بين ما يقول بأن هناك استدارة أميركيّة ستبدأ نتائجها بالظهور خشية أن يؤدي الفراغ لملئه من قبل إيران والصين، بعدما ظهر أن الخطوات التي تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تسير بشكل جدي وتتحول إلى سياسات، وبالمقابل ما يقول إن الضغط الأميركي مستمر وإن مساعي تنظيم وحشد السفراء والزعامات السياسية لم تتوقف لتشكيل مناخ معارض للعهد وساعٍ لإطاحة الحكومة وضاغط على حزب الله. وقال المصدر إن احتمال عدم تبليغ الأميركيين حلفاءهم بنية الاستدارة قائم، والجمع بين الضغط على الحلفاء الإقليميين واللبنانيين لسلوك التصعيد في وقت تفتح فيه واشنطن خطوطاً موازية للتبريد، ليس جديداً على واشنطن، التي تعتمد منهجية استخدام حلفائها كأوراق تفاوضيّة، ولذلك يعتقد المصدر بأن عظة البطريرك المارونيّ الأخيرة وما تضمّنته من دعوات للحياد، رغم ما لقيته من ترحيب من بعض الأوساط المحلية المحسوبة على الأميركيين كالرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، قد تكون طلقة طائشة، وفقاً لما نقل عن مصادر فاتيكانيّة دعت بكركي للتريث، بينما قالت مصادر تابعت اللقاء الذي جمع البطريرك بشارة الراعي بالرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، إن الحريري استوضح من الراعي مضمون موقف الفاتيكان وسمع منه عزمه على الاستئناس عبر زيارة لروما برؤية الفاتيكان، قبل تلبية الدعوات لعقد لقاءات تضمّ معارضين للعهد وحزب الله، وأبرزها دعوة الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان، تحت عنوان حياد لبنان وتطبيق القرارات الدولية، والمقصود القرار 1559، بصفتها نسخة منقحة عن دعوة النأي بالنفس، وتطويراً لبيان بعبدا الذي يعتبره سليمان وصفة لحل أزمات لبنان السياسية والاقتصادية.
واشارت الصحيفة إلى أن الإشارات الإيجابية التي يتحدث عنها المصدر تندرج ضمنها، رسائل وإشارات أضيفت إلى الإيجابية العراقية، مصدرها دولتان خليجيتان هما قطر والكويت، بحيث يمكن ربط مواقف العواصم الثلاث وتحركها الإيجابي نحو لبنان، بتبدل نسبي في خطاب صندوق النقد الدولي وانفتاحه على معاودة التفاوض مع الحكومة، واعتبار ذلك كله تعبيراً عن ضوء أصفر أميركي لتوفير مساعدات أو ودائع وهبات وقروض، تحول دون تسريع التوجّهات التي رسمتها كلمات السيد نصرالله خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصاً فتح الأسواق اللبنانية أمام المشتقات النفطية الإيرانية، والشركات الصينية.
المصدر المتابع قال إن الجواب حول هذه الأسئلة، ومعرفة حجم وجود استعداد أميركي مختلف ومتبدل نحو الإيجابية، سيكشفه مصير التفاوض على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، والذي تم تداوله في لقاء السفيرة الأميركية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما كانت السفيرة قد طلبت من أكثر من جهة حكومية ورئاسية السعي للحلول مكان بري في التفاوض، وقال المصدر إنه إذا كان الأميركيون مدركين خطورة أي عبث لكيان الاحتلال في المياه الإقليمية اللبنانية المتنازع حولها، وبالمقابل يضغط الوقت والحاجة للتلزيم على قيادة الكيان وشرطه الترسيم القانوني من جهة، ومن جهة موازية إذا كان الأميركيون يريدون إغلاق ملفات يظنون أنها تمنح حزب الله فرصة ما يسمّونه باستدراج المنطقة إلى التصعيد، وفي مقدمتها ملف الترسيم البحري، فقد يذهبون لإقناع كيان الاحتلال بقبول الشروط اللبنانية، خصوصاً أن عدداً من السفراء الغربيين يسألون في لقاءاتهم السياسية عن فرضية انسحاب «إسرائيلي» من بلدة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وعما سيكون عليه حال سلاح حزب الله إذا حدث ذلك، ما يشير إلى القلق الأميركي والغربي من انفجار الوضع تحت تأثير صاعق قد يمثله ملف النفط والغاز أو سواه، ومناقشة سيناريوات افتراضية لمحاولة نزع فتائل التفجير.
مؤشرات إيجابيّة
وقالت إنه في خضم تفاقم الضغوط والأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية والحرب الاقتصادية الأميركية على لبنان، طفت على سطح المشهد الداخلي جملة مؤشرات ايجابية شكلت بارقة أمل للحكومة واللبنانيين يمكن استثمارها والبناء عليها لإيجاد حلول جدية لتخفيف حدة الأزمة وتعزيز جبهة الصمود لإبعاد كأس الانهيار عن لبنان. مع ترقب داخلي وخارجي بالغ الأهمية للسياق العملي لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول المقاومة الزراعية والصناعية وتعزيز الانفتاح على الشرق.
وتتلخص هذه المؤشرات بالتالي:
1-زيارة الوفد الصيني الى لبنان وسط معلومات «البناء» عن أن الاجتماعات والمباحثات مستمرة بين الجانبين الصيني واللبناني على مستوى الخبراء حتى التوصل الى اتفاقات اقتصادية وتجارية.
2- المبادرة العراقية تجاه لبنان التي كسرت الحصار الأميركي الخليجي على لبنان مع تأكيدات رسمية على جدية العروض العراقية.
3- معلومات عن مبادرات خليجية لم تكتمل خيوطها بعد لمساعدة لبنان لا سيما دولة الكويت محط رهان عين التينة بعد لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسفير الكويت في لبنان ما يعكس رغبة أميركية بمساعدة جزئية للبنان عبر عنها المسؤولون الأميركيون لا سيما وزير الخارجية مايك بومبيو امس الاول، وذلك لخوف واشنطن من توسع النفوذ الايراني في لبنان بعد إعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن العروض الإيرانية لمساعدة لبنان. وفي هذا السياق تشير مصادر نيابية مطلعة على موقف عين التينة لـ"البناء" الى وجود مناخ إيجابي خارجي تجاه لبنان خلال الايام القليلة الماضية، لكن لا بد من الانتظار لتتظهّر الامور أكثر وكي يتحدد على ضوئها حجم هذه الايجابيات». وتترقب المصادر الدور الفرنسي، كاشفة عن الإعداد لزيارة قريبة لوزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الى لبنان.
4- ورشة الإصلاحات التي اعلنت عنها الحكومة وبصدد إنجازها التي تعد المدخل الاساسي لحصول لبنان على المساعدات الخارجية الى جانب الاتفاق الأخير بين الحكومة وحاكمية مصرف لبنان على دعم السلة الغذائية الثانية المؤلفة من 300 سلعة.
من ناحية أخرى تطرقت الصحيفة إلى إحياء المفاوضات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي والحديث عن إيجابيات حول مقاربة الملف المالي وإمكانية التوصل الى اتفاق على أرقام الخسائر بين ثلاثي الحكومة ومصرف لبنان وجمعية المصارف. وتحدثت معلومات "البناء" عن «مؤشرات ايجابية للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي من المفترض أن تستكمل اليوم في اجتماع بين الجانبين على أن يناقش الملف المالي في جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل في بعبدا ويضع وزير المال غازي وزني المجلس بصورة المستجدات الجديدة».
وجددت أوساط السرايا الحكومية التذكير بكلام رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب في جلسة مجلس الوزراء الماضية، بأن «أزمة الكهرباء سببها قيام بعض الجهات في الداخل والخارج بعرقلة فتح اعتمادات الفيول في المصارف الخارجية، وذلك بهدف تسعير أزمة الكهرباء لإثارة الشارع في وجه الحكومة. وبحسب هذه الأوساط فإن مصارف عالمية من ضمنها jp Morgan كانت قد رفضت التأكيد على اعتمادات مالية لبنانية لشراء المحروقات بحجة أن لبنان يستورد أكثر مما يحتاج إليه وتهرَّب الكميات إلى سورية، وهذا ما تسبب في أزمة الكهرباء الراهنة لجهة زيادة التقنين”.
وعن انتقاد رئيس الحكومة لعدم تسميته الأمور بأسمائها، لفتت الأوساط إلى أن “الرئيس دياب أشار في أكثر من خطاب وتصريحات عن الجهات الدبلوماسية التي تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، أما لجهة الأطراف السياسية الداخلية فلا يريد الدخول باشتباك سياسي مع أحد لكي لا يجر ذلك الى مواجهات أو خلافات البلد بغنى عنها في هذا الظرف العصيب، فهو لا يريد أن يكون زعيماً سياسياً وليس لديه خصوم سياسيون، لكن ذلك لا يمنعه من الدفاع عن نفسه بوجه الحملات الاعلامية والسياسية التي يتعرض لها يومياً”.
مبادرة العراق جدّية
وتؤكد الأوساط بأن “المبادرة العراقية جدية جداً وعلى طريق التنفيذ، وهناك مؤشرات إيجابية على مسارات أخرى تنبئ بانفراجات اقتصادية”.
وفي هذا السياق أشارت معلومات “البناء” الى أن “رئيس الحكومة حسان دياب تبلغ من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي قراراً رسمياً بمساعدة لبنان بتأمين الفيول والنفط وحاجيات أخرى وتفعيل التبادل التجاري والمنفعة بين البلدين على كافة المجالات”. وعلمت “البناء” أن مساعي بعض الجهات السياسية في بيروت وبغداد لإجهاض الاتفاق بين الحكومتين اللبنانية والعراقية باءت بالفشل.
دولار بـ 5000 ل. ل.؟
وشككت مصادر حكومية بإشاعات بعض الداخل والتقارير والدراسات الخارجية التي تسوق لارتفاع سعر الصرف الى 45000 ليرة خلال أسابيع موضحة لـ”البناء” الى أن “تقرير “بنك أوف أميركا” استند في تحليله الى تضاعف ارتفاع سعر الصرف منذ العام 1982 حتى العام 2020 لكن المعايير والظروف في الوقت الراهن مختلفة ولا يمكن المقارنة بينهما”. وأضافت أن سعر صرف الدولار سينخفض في نهاية المطاف الى حدود 5000 ليرة خلال اسابيع قليلة على أن ينخفض أكثر خلال شهور واستناداً الى مجموعة معطيات ومؤشرات سياسية ومالية واقتصادية لا سيما الاتفاق على السلة الغذائية. وكشفت المصادر عن “شبكات مؤلفة من مصرفيين وصرافين وتجار ومستوردين ينسقون مع بعضهم عبر أساليب احتيالية والتفافية على القوانين للتلاعب بسعر الصرف وأسعار المواد الغذائية وتمكنت الأجهزة الأمنية من توقيف الكثير منهم وستعمل على توقيف الآخرين”. وكان سعر الصرف استكمل انخفاضه أمس، الى ما دون الـ 8500 ليرة للدولار الواحد وسط توقعات بانخفاضه اكثر خلال أسبوع.
وفي هذا الإطار نقل عن مرجع سياسي معارض للحكومة تأكيده أن “السعر الحقيقي لصرف الدولار هو 5000 ليرة وما دون أما سعر السوق السوداء فهو وهميّ ويخضع للمضاربات والتدخلات السياسية”.
وعقد امس اجتماع مالي في السرايا الحكومية بحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير وعدد من الوزراء وتم الاتفاق على آلية العمل بالمواضيع المالية والنقدية والاقتصادية.
مجلس الوزراء
وأكد رئيس الحكومة حسان دياب في مستهل جلسة مجلس الوزراء، “أن النقد لا يستند على منطق النقد الموضوعي وإنما ينطلق من قاعدة عنزة ولو طارت”، وأسف لأن “هناك دائماً خلطاً بين الدولة والسلطة، وكلما أخطأت الدولة تتحمل السلطة وزر الأخطاء”. ولفت إلى أن “ليست الدولة هي من أخطأت في السياسات المالية التي أوصلت البلد إلى الانهيار، انما السلطة هي التي استدانت وصرفت وأهدرت مال الدولة”. وشدّد دياب على أننا “توجهنا إلى التدقيق في حسابات مصرف لبنان، والتدقيق الجنائي ضمناً كمحطة اولى، وانا مع توسيع هذا التدقيق ليشمل كل مؤسسات الدولة”. وأشار إلى أن “الحكومة التزمت بما جاء في بيانها الوزاري ولدينا جدول كامل بالملفات التي انتهت وبالملفات الباقية، ونحن جاهزون لنشرح بالتفصيل، لكن من لديه رغبة في معرفة الحقيقة”. وردّ على الرئيس سعد الحريري من دون أن يسمّيه بأن “هذه الحكومة ليست لديها نية لتغيير النظام الاقتصادي الحر لكن المشكلة في فهم مفهوم النظام الاقتصادي الحر، اذ كانت الفوضى الاقتصادية الحرة هي السائدة في البلد او ربما نظام الهدر الحر”.
حل لأزمة الكهرباء!
من ناحية أخرى قالت الصحيفة إنه على صعيد أزمة الكهرباء بشّر وزير الطاقة والمياه ريمون غجر اللبنانيين بأن “وضع الكهرباء في لبنان سيتحسّن خلال 48 ساعة وسينخفض التقنين لأنّ باخرة الفيول وصلت وتُفرغ حمولتها”. وعلمت “البناء” أن باخرة فيول جديدة ستصل خلال أيام الى بيروت ستساهم في تخفيف الأزمة وأن أي اتفاق نفطي مع العراق أو مع أي دولة أخرى لن ينفذ حالياً بل في العام المقبل حينما ينتهي العقد مع الشركات الحالية مع سوناطراك وغيرها”. وعن المحاذير الاميركية حيال استجرار المحروقات من إيران، أوضح غجر “أننا لا نفكّر باستيراد الفيول من إيران ولا تفاوض معها في هذا الموضوع بل مع العراق”.
لقاء بري – شيا
وتابعت "البناء" إنه وفي إطار الهجمة الاميركية على لبنان، زارت السفيرة الاميركية دوروثي شيا الرئيس بري في عين التينة. وجاءت الزيارة عقب خطاب السيد نصرالله الأخير! مع ملاحظة مصادر سياسية تراجعاً أميركياً خطوة الى الوراء لاعتبارات عدة. وبحسب المعلومات فقد تناول اللقاء تحريك ملف الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل”. كذلك، تناول امكان حصول لبنان على استثناءات حول العقوبات الاميركية على إيران مثل الاستثناءات التي حصل عليها العراق على ان تتقدم الحكومة اللبنانية بطلب تدرسه واشنطن لا سيما اذا كانت الإعفاءات تصب لمصلحة لبنان.
"النهار": كورونا يتفلّت مجدّداً فوق التأزّم والعقم الحكومي
أما صحيفة "النهار" فقالت إنه مع ان الساعات الأخيرة شهدت عودة مثيرة للقلق والمخاوف المتجدّدة من ارتفاع كبير في عدد المصابين المحليين والوافدين من الخارج بفيروس كورونا بما حيّد الاهتمامات عن المشهد السياسي والمالي والاقتصادي المأزوم، فإن "الاختراق" الوبائي لم يحجب الدلالات البارزة للحركة التي شهدتها بكركي في ظل ما استقطبته المواقف الاخيرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من ملفات حياد لبنان وتحرير القرار الرسمي للدولة من تأييد سياسي. واذا كانت بكركي استأثرت بحركة سياسية شبه يتيمة في ظل تصاعد الاختناقات المالية والاقتصادية والاجتماعية، فإن المفارقة السلبية اللافتة تمركزت عند امعان رئيس الوزراء حسان دياب في نهج الهجمات المتواصلة على معارضي الحكومة والرد على كل ما يطلقونه من مواقف وانتقادات بما أضحى بمثابة عرف ثابت يواكب جلسات مجلس الوزراء أياً تكن طبيعة التحديات التي تواجهها الحكومة.
واضافت أنه "في حين كان الرئيس سعد الحريري يطلق من بكركي تحذيره من محاولات "تأميم النظام"، تجاهلت الحكومة ورئيسها التحذيرات المماثلة والمثيرة للقلق التي صدرت عن وزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لودريان والتي أعلنها قبل يومين أمام مجلس الشيوخ الفرنسي معرباً عن قلقه وحزنه للوضع في لبنان ومؤكداً أن "فرنسا لا يمكنها القيام بأي شيء إذ لم يتخذ اللبنانيون أنفسهم المبادرة الضرورية للنهوض ببلدهم"، وتوجه الى السلطات اللبنانية التي سيلتقيها في الأيام المقبلة قائلاً: "حقاً، اننا جاهزون لمساعدتكم، ولكن ساعدونا لمساعدتكم".
ونقلت عن أوساط ديبلوماسية فرنسية في الاليزيه وفي الخارجية الفرنسية، إعرابها "عن يأسها" من التعامل مع السلطات اللبنانية والحكومة التي لم تقم حتى الآن بالانجازات التي وعدت المجتمع الدولي بالقيام بها. كما انتقدت تعامل الحكومة مع صندوق النقد الدولي الذي يشكل اليوم المنفذ الوحيد لمدّ لبنان بالأموال اللازمة لدفع المستحقات المالية، واطلاق العجلة الاقتصادية، واعادة بناء البنية التحتية واعادة الثقة بلبنان. ولفتت الى انه لا اشارة ايجابية حقيقية حتى الآن من الحكومة اللبنانية وداعميها إلى استجابة متطلبات حل الأزمة التي تزداد تفاقماً ولم تعد تتحمل أي تأجيل، بل يعمد الداعمون للحكومة إلى تأجيل الاصلاحات التي لا تتوافق مع مصالحهم الحزبية أو الشخصية أو تعطيلها، ويعملون على تثبيت الوضع القائم من دون أي سعي للقيام بهذه الاصلاحات. وهذا ما يعوق تقديم المساعدات.
وقالت إنه بدا لافتاً ان هذه الاوساط انتقدت اداء الحكومة "التي تهتم بالمحاصصة وتعيين قريبين منها في الوظائف العامة من دون أي شفافية، بينما ليس هناك أي اهتمام ملموس بحل الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم الشعب اللبناني".
وفيما اشارت الصحيفة إلى أنه عقد اجتماع مالي مساء أمس في السرايا عقب الجلسة العادية لمجلس الوزراء، في محاولة متجددة للاتفاق على الأرقام المالية، ذكرت ان المفاوضات المجمدة بين لبنان وصندوق النقد الدولي ستعاود على خطين متوازيين، أولهما على صعيد الاصلاحات التي يطالب بها الصندوق ولا سيما في مجال الكهرباء، حيث ستعقد جلسة اليوم بمشاركة وزير الطاقة ريمون غجر ليقدم شرحاً حول خطة الكهرباء المدرجة في الخطة الحكومية والتي سبق لمجلس الوزراء ان أقرها في حكومة الرئيس سعد الحريري. أما الخط الثاني فيتمثل بالعمل الجاري بتكتم شديد داخل الحكومة من اجل اعادة النظر في الارقام المدرجة في الخطة الحكومية من خلال اعتماد مقاربات جديدة تتيح توحيد الموقف اللبناني في هذا الشأن. وتجهد الحكومة في هذا السياق للاستجابة للضغوط الدولية المتنامية ضدها من أجل تنفيذ سلة إصلاحات علها تعطي من خلالها إشارات إيجابية تحرك الدعم الدولي.
الانزلاق الوبائي!
وفيما يتعلق بملف كورونا، قالت الصحيفة إنه وسط هذه الأجواء، جاءت الانتكاسة المقلقة في اعداد الاصابات بفيروس كورونا لتوسع المخاوف من إمكان تفلت الامور نحو انزلاق وبائي واسع النطاق، خصوصاً بعدما تبين ان السبب الاساسي لتصاعد اعداد المصابين يتصل بفتح مطار رفيق الحريري الدولي وعودة ألوف اللبنانيين، فيما برز انتشار المصابين على معظم المناطق اللبنانية وعدم حصرها بمناطق معينة.
وسجل عدّاد كورونا في لبنان رقماً مرتفعاً أمس وصفه وزير الصحة حمد حسن بأنه صادم، ما أثار قلقاً ومخاوف من موجة ثانية لتفشي الفيروس، خصوصاً أن المعطيات تشير إلى عدم قدرة السلطات المعنية على السيطرة على تحركات بعض المغتربين الوافدين واختلاطهم وهم الذين أظهرت فحوصهم أنهم مصابون بالفيروس. ويتبين وفق المعلومات التي تتابعها وزارة الصحة أن عدم التزام الإجراءات الوقائية من وضع الكمامات إلى التباعد الاجتماعي، خصوصاً بعد عودة الحياة الى طبيعتها ومعاودة القطاعات الاقتصادية أعمالها، إلى فتح مطار رفيق الحريري الدولي، قد يؤدي إلى كارثة تتمثل في ارتفاع أعداد الحالات ما يزيد الأزمات يعانيها البلد والناس.
واضافت "ألنهار" إنه بعد استقرار في أعداد الإصابات خلال الأيام الأخيرة، والتي راوحت بين 12 و36 إصابة من مقيمين ووافدين، جرى تداول أرقام كبيرة تتجاوز المئة إلى أن حسمتها وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي بأن العدد المسجل أمس للحالات هو 66. وأوضح التقرير أن الإصابات توزعت بين 44 في صفوف المقيمين (33 من المخالطين) و22 بين الوافدين في المطار. وقال حسن إن مغترباً اختلط مع محيطه وحضر عرسًا وذهب الى المسبح ولم يتخذ الاحتياطات اللازمة او يلتزم الحجر بعد عودته. وأعلن أمس عن إصابة طالبة في كلية الإعلام – الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، ما أثار حالة من الهلع والخوف من احتمال انتقال العدوى إلى عدد من الطلاب، خصوصاً أن الطالبة حضرت الى قاعة امتحانات نهاية السنة في الفرع بوجود طلاب ومراقبين وخالطت بعض الموجودين. الى ذلك، أجرى فريق طبي من وزارة الصحة فحوصاً لـ 230 مواطنا من بلدات جدايل والريحانة والمنصف وشيخان في جبيل بعد اصابة أحد الكهنة في المنطقة ومخالطته العديد من أبناء القرى في المنطقة.
إقرأ المزيد في: لبنان
31/10/2024