لبنان
لا جديد على مسار عقد تأليف الحكومة
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على تشكيل الحكومة اللبنانية، مشيرةً الى انه من الصعوبة الجزم بالاتجاه الذي ستسلكه ازمة تأليف الحكومة بعد ايام قليلة في ظل التحركات واللقاءات التي يتولاها الرئيس المكلف سعد الحريري.
فرنسا تحذّر: الانسداد السياسي يهدّد التزاماتنا
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "بدا من الصعوبة الجزم بالاتجاه الذي ستسلكه ازمة تأليف الحكومة بعد ايام قليلة في ظل التحركات واللقاءات التي يتولاها الرئيس المكلف سعد الحريري قبل ترجمة تعهده حسم الامر الاسبوع المقبل. واذا كانت الاوساط السياسية المواكبة لهذه التحركات تحدثت عن عدم تراجع الحريري عن اتخاذ قرار حاسم بعد عودته من باريس، فان غياب المعطيات عن طبيعة بعض اللقاءات التي تردد انه عقدها هناك مع وزير الخارجية جبران باسيل الذي عرج على العاصمة الفرنسية من دافوس ومع رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع الموجود في باريس منذ اسبوعين، زاد غموض الترقب السائد في انتظار عودة الحريري الى بيروت".
واضافت "اذ لفتت الاوساط نفسها الى ان الرئيس المكلف يحرص على احاطة تحركه والمعطيات التي تتجمع لديه بسرية كبيرة تجنباً لاحراق مسعاه المتقدم نحو توفير توافق نهائي على التشكيلة الحكومية وانجاحه في المهلة التي حددها لنفسه، أوضحت ان ذلك لا يعني امكان الجزم بان الازمة في طريقها الى نهاية سعيدة مطلع الاسبوع المقبل أو منتصفه (تردد ان الحريري سيعود منتصف الاسبوع) لان شياطين التفاصيل غالباً ما تكمن للجهود الايجابية وتنجح في اجهاضها ما لم تتوافر لها الارادة السياسية الحاسمة بتسهيل الحل والافراج عن الحكومة التي طال انتظارها".
وتابعت "في ظل هذا المناخ الغامض تتجه الانظار الى المواقف التي سيعبّر عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلة تلفزيونية مساء اليوم بعد طول احتجاب عن الاطلالات، علماً انه يتوقع ان يغلب الجانب الاقليمي على المقابلة ولكن من دون اغفال الجانب الداخلي المتصل خصوصاً بالملف الحكومي وتداعيات أزمة التأليف. واسترعى الانتباه في هذا السياق ما نسب الى مصادر الحزب من أن "جرعات التفاؤل التي يحاول الرئيس الحريري والوزير باسيل ضخها غير مبنية على أي أسس واقعية، بل مجرد محاولات كي لا يقال إن الامور جامدة في المطلق، لكن في الحقيقة لا يوجد أي تطور، وكل ما يشاع لا ترجمة له على الارض، ما دام باسيل لم يبدل موقفه من الثلث المعطل، والحريري كذلك من اللقاء التشاوري"، مشددة على أن "الحل محصور بين الرئيس المكلف ووزير الخارجية وعندما يتنازل أحدهما يفكّ أسر الحكومة". وبعدما نفت المصادر أن "يكون للتطورات الاقليمية أي تأثير على التشكيل"، لاحظت انه "عندما يتنازل الحريري أو باسيل، فان أحدا لن يتدخل من الخارج لعرقلة ولادة الحكومة". وشددت على أن "الثلث المعطل لا يهمنا، كل ما نريده هو ترجمة نتائج الانتخابات النيابية في الحكومة، ففريقنا حاز الغالبية النيابية، لكن الطرف الآخر لا يريد الاعتراف بهذا الفوز ويحاول تزوير إرادة الناخبين"، مضيفة أن "اللقاء التشاوري قدم أقصى ما يمكنه، وتنازل كثيرا، ولكن هناك خط أحمر وهو أن يكون الوزير من حصتنا، وليس من حصة غيرنا".
وقائع اجتماع المجلس الأعلى للدفاع حول الجنوب: خلافات على الترسيم وعلى ردّ الجيش
بدورها، رأت صحيفة "الاخبار" أنه "عكست مداولات الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع ارتباكاً في قرار لبنان الرسمي بشأن التطورات الأخيرة في الجنوب. وظهر واضحاً الخلاف حول مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية من جهة، وحول كيفية تعامل الجيش مع خروقات العدو. حجم التأثير الأميركي على الحاضرين انعكس تردداً في القرار، فيما تستمر إسرائيل في بناء الجدار الاسمنتي والتعدي على الحدود اللبنانية من دون رادع".
واضافت "لم تكُن المُواجهة العسكرية المحدودة بينَ الجيش اللبناني وجيش العدو الإسرائيلي في العديسة عام 2010 مُجرّد حادثة عرضية. هي واقعة «الشجرة» التي لم يُخطَّط لها أن تبدأ وتستمرّ، وفق «السيناريو» الذي شاهده العالم وقتَذاك، حين لم يتأخر الجيش في الردّ على خرق إسرائيلي. قرّر التصدّي لوحدة معادية اجتازت الحدود، مظهراً للعالم استعداده العملاني للمواجهة متى تجرّأ العدو. اليوم، وبعدَ 9 أعوام، تعود تلك المنطقة إلى الواجهة، في ظل استمرار العدو في بناء الجدار الاسمنتي عند نقاط متنازع عليها".
وتابعت "ارتفاع منسوب الأسئلة حول موقف «لبنان الرسمي» مما يحصل على الحدود الجنوبية، سببه طبيعة النقاش الذي دار في الجلسة الأخيرة للمجلس الأعلى للدفاع اللبناني (في العاشر من الشهر الجاري)، حيث ظهر التباين بين رأيين في ما خصّ قرار تصدّي الجيش من جهة، والتفاوض عبر الأمم المتحدة على النقاط المتنازع عليها براً وبحراً في آن واحد من جهة أخرى. برز حجم التأثير الأميركي على الحاضرين بعد الرسائل التي نقلها مساعد وزير الخارجية الأميركية، ديفيد هيل، وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، الجنرال جوزف فوتيل، خلال زيارتيهما لبنان".
الحكومة المتعثرة... مكانك راوح... وعودة إلى «لا تقول فول ليصير بالمكيول»
الى ذلك، ذكرت صحيفة "البناء" أنه "عاد التعثر الحكومي مكشوفاً من دون مساحيق التجميل التي جملتها تصريحات الأيام الماضية، وأكدت المصادر المعنية بالملف الحكومي أن لا شيء جديداً على مسار العقد التي تعيق تأليف الحكومة، فلا الحقائب عرفت توزيعاً نهائياً يمكن اعتباره جاهزاً فور الانتهاء من عقدة تمثيل اللقاء التشاوري، ولا عقدة التمثيل تقدّمت خطوة، فكل ما يجري كان حملة علاقات عامة وتبادل أفكار، لم تسفر عن أي حلحلة للعقد، وكأن المطلوب كان امتصاص الغضب الشعبي من المماطلة والإيحاء بأن شيئاً يجري للخروج من التعثر قريباً، ما دفع بالمصادر ذاتها للقول، لقد عادت معادلة «لا تقول فول تيصير بالمكيول» إلى الواجهة، وما عاد ممكناً تصديق المؤشرات الظاهرة إلا إذا حملت حلولاً واضحة للعقد".
واضافت "ختمت المصادر بالقول، تبدو عقدة العقد أن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري غير مستعجل لولادة الحكومة، وما يعنيه فقط هو عدم تحميله مسؤولية التأخير وما يترتب عليه، وليس همّه تحمّل مسؤولية التأليف إطلاقاً".
وتابعت "لم يُسجل الملف الحكومي أي جديد يذكر سوى انتقال التفاوض الى باريس لبضعة أيام أو أقل، حيث قصدها الرئيس سعد الحريري في زيارة عائلية كما قِيل، لكن توقيت الزيارة مع وجود الوزير جبران باسيل ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع في العاصمة الفرنسية ليس محض صدفة ويُثير التساؤل! وقد تحدّثت المعلومات عن لقاء مرتقب بين الحريري وباسيل للبحث في عقدتي الحقائب وتمثيل اللقاء التشاوري وذلك للاستفادة من الوقت والإسراع في الاتفاق على مخرج للأزمة الحكومية".
إلا أن أوساط الرئيس المكلف أشارت لـ»البناء» الى أن «سفر الحريري لا يعني تراجع مناخ التفاؤل والأجواء الإيجابية، بل هي زيارة عائلية لبضعة أيام ويعود الى بيروت لاستئناف المشاورات»، موضحة أن «الحريري يقوم بواجباته على أكمل وجه ويتحاور مع الجميع لتذليل العقد من أمام الحكومة والعقدة، ليست عنده والعرقلة ليست منه بل من أطراف أخرى».