لبنان
الرئيس المكلف يعاود زيارة بعبدا اليوم..تأليف الحكومة بين الحسم أو الفشل والاعتذار
لم يحمل الرئيس المكلف مصطفى اديب في زيارته امس الى الرئيس عون ما يمكن ان يضع حداً للخلاف حول تسمية الوزراء، وهو يعاود زيارة قصر بعبدا اليوم، حيث بات تأليف الحكومة أمام ساعات حاسمة تفصله بين الوصول إلى اتفاق لإعلان التشكيلة الحكومية أو قد يكون أمام إعلان الفشل الذي يطرق أبواب الرئيس المكلف ويضعه أما خيار الاعتذار.
"الأخبار": أديب لا يؤلّف... هل يعتذر اليوم؟
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" إن رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب يدور في حلقة مفرغة، فلا عرّابوه، في باريس وبيروت، اقتنعوا بأن فرضهم حكومة أمر واقع لا يمكن أن يمرّ، ولا هو قادر على الاعتذار من دون ضوء أخضر منهم. لقاءات أديب الصباحية والمسائية لم تنتج أمس تقدماً ملموساً. فهل يدفعه ذلك إلى الاعتذار اليوم؟
واضافت "لم ينفع اجتماع رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب الليلي بالمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حسين الخليل، والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، علي حسن خليل، في إحداث تقدّم بارز يُسهم في حلحلة عقدة من عقد تأليف الحكومة. باتت لقاءات أديب لزوم ما لا يلزم، أكان مع «الخليلين» أم قبلهما مع رئيس الجمهورية ميشال عون. يدور الرئيس المكلف في حلقة مفرغة، مفتاحها ليس في حوزته. لا هو قادر على التصرّف كرئيس مستقل والقيام بدوره كاملاً من ناحية مشاورة الكتل النيابية التي سمّته لتأليف حكومة إنقاذ وطنية، ولا باستطاعته إخراج ورقة اعتذاره من دون حصوله على ضوء أخضر فرنسي ومن نادي رؤساء الحكومات السابقين. لذلك خيّمت السلبية على اللقاءات التي أجراها أمس، رغم أنه هو الذي بادر إلى الطلب من «الخليلين» لقاءهما بعد يوم على لقائه السلبي بهما أول من أمس. حينها، اقترح الثنائي تقديم أسماء مرشحين لتولي وزارة المالية إلى أديب، لكن الأخير أصرّ على وضع أي اسم يقترحانه مع لائحة أسماء يقدّمها هو، والتشاور حولها جميعاً. رفض الخليلان اقتراح أديب، مصرَّين على «حق اقتراح أسماء للوزراء الشيعة». وبدا أديب ليل أمس متمسكاً بمقاربته التي تتمثل في اختيار مرشحين مستقلين - على ما يدّعي - لحمل الحقائب الوزارية، ومن ضمنهم وزراء الطائفة الشيعية.
وتابعت هكذا، خلص الاجتماع الى تأكيد أديب أنه «توافقي» وحرصه الشديد على الوحدة الوطنية، من دون أن يأتي على ذكر الاعتذار عن عدم التأليف، أو أن يُسأل عن الأمر. في موازاة ذلك، كثّف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفريقه اتصالاتهم بقادة الأحزاب السياسية علّها تعطي دفعاً لتأليف الحكومة. اعتذار أديب سيمثل ضربة موجعة للفرنسيين ولمبادرتهم. من هذا المنطلق، وبطلب فرنسي، جرى تحديد اجتماع آخر مع رئيس الجمهورية اليوم. فتراجُع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، عرّاب أديب والوصي عليه، عبر التسليم بإبقاء وزارة المالية مع الطائفة الشيعية، اقترن بالشروط الأميركية بعدم تسمية كل من حزب الله وحركة أمل لهذا الوزير. واشارت الصحيفة إلى أنه يخال الحريري أن تحايلاً مماثلاً سيعيد الكرة الى ملعبه عبر الإيحاء بأن العقدة تكمن حصراً في طائفة حامل حقيبة المالية لا في الطرف الذي يسمّيه، ولا سيما بعد العقوبات الأميركية. من هذا المنطلق، سلّم أديب، أمس، رئيس الجمهورية لائحةً بالتوزيع الطائفي للحقائب من دون أسماء. وقد توزعت الحقائب «السيادية» كالتالي: المالية للطائفية الشيعية (لم تخضع للمداورة)، الداخلية لطائفة الروم الأرثوذكس، الدفاع للطائفة السنية، والخارجية للطائفة المارونية، علماً بأن إبقاء الخارجية مع الموارنة يعني أن هذه الحقيبة لم تخضع لمبدأ المداورة هي الأخرى. وسيستقبل عون رئيس الحكومة المكلّف، قبل ظهر اليوم.
ولفتت "الأخبار" إلى أن تكليف مصطفى أديب شارف على أن ينهي شهره الاول. لم يعد الأخير ولا من وراءه، سواء كان الرئيس الفرنسي أم نادي رؤساء الحكومات، يملكون ترف إضاعة الوقت. الانهيار المالي المصحوب بانهيار اقتصادي واجتماعي، ولا سيما مع اقتراب رفع الدعم عن المحروقات والدواء، لا يحتمل الخفة التي يتعامل بها كل المعنيين بهذا الملف. الفرنسيون، من ناحيتهم، لا يقلون خفة عن رئيسهم المكلّف. ثمة في الإليزيه من يظن أن باستطاعته إعادة عقارب الساعة الى الوراء، أو ربما المحاولة. تحت هذا السقف، طلب هؤلاء من رئيس مجلس النواب نبيه بري تسليمهم لائحة الأسماء التي كان يعتزم تسليمها الى أديب، الا أن الأخير رفض، موضحاً أنه لا يعطيها الا للرئيس المكلف.
وقالت "الأخبار" هذا الأداء لا يحرج بري ولا حزب الله، بل يزيدهما اقتناعاً بأن رئيس الحكومة ليس سوى واجهة لمشروع فرنسي - أميركي بأدوات لبنانية على رأسها سعد الحريري. رغم ذلك، لا يميل أديب الى الاعتذار، بخلاف ما حاول هو وعرّابوه تسويقه من باب زيادة الضغط على رئيس الجمهورية وكل من حركة أمل وحزب الله، والتلويح بالعقوبات في حال فشل المبادرة الفرنسية. وفيما أكّدت مصادر رؤساء الحكومات السابقين أمس أن أديب سيعتذر بعد لقائه عون اليوم، نفت مصادر أخرى، مقربة منهم أيضاً، ذلك، مؤكدة أن قرار الاعتذار يصدر من باريس، وهو ما لم يتحقق بعد.
واضافت "في هذا الوقت، يستمر نادي الرؤساء السابقين للحكومة في إنكارهم لدورهم في تسمية أديب وإملاء كل خطواته عليه. فقد صرّح رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بأنه «التقى بأديب مرة واحدة فقط، ويتابع من دون أي تدخّل. لكن إذا احتاج مؤازرة لإنجاح المبادرة الفرنسية والقيام بالخطوات الإصلاحية فلن نتردد».
"البناء": اجتماع حاسم في بعبدا اليوم: الحكومة بين بدء المشاورات الجديّة للتأليف أو الفشل
من جهتها صحيفة "البناء" قالت إن بورصة ليلة أمس الحكومية أقفلت على هبوط حاد في المؤشرات، حتى ساد التشاؤم بإمكانية إحداث اختراق يحول دون اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب، خلال لقائه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، حيث كان الاجتماع المؤجل من صباح أمس إلى بعد الظهر الذي شهده قصر بعبدا بين عون وأديب، بلا تحقيق أي تقدم، بل بلا ما يبرر عقد هذا الاجتماع، كما قالت مصادر متابعة، بحيث لم يشهد الوقت الفاصل بين موعد الصباح المؤجل وموعد الخامسة بعد الظهر خالياً من أي خطوة من جانب الرئيس المكلف، كما جاء الاجتماع مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسيّ للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل تكراراً لاجتماع أول أمس. وقالت المصادر المتابعة إنه من حيث المضمون والنتيجة يمكن القول إن الرئيس المكلف عقد لقاء واحداً مع الخليلين كرّره ثلاث مرات، وعقد اجتماعاً واحداً مع رئيس الجمهورية كرّره خمس مرات.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحديث عن الصيغة الحكومية، من حيث توزيع الحقائب على الطوائف، لا زالت سراً من أسرار مصطفى أديب، واللوائح الاسميّة الموجودة في ملفه الأسود الذي اصطحبه إلى بعبدا وعاد من دون أن يفتحه أمام رئيس الجمهورية، يتضمّن كتاب الاعتذار الذي لم يقدّمه أيضاً، والوقت الذي ينفقه الرئيس المكلف في الاجتماعات لا زال من دون تفسير طالما أنه لا يطرح خلاله أي أفكار ولا يناقش أية مقترحات، ولا يتقدم بأية مبادرات، كأن المطلوب هو تسجيل رقم جديد لاجتماع جديد، يمكن ذكرهما مع نهاية المهمة وإعلان الاعتذار.
واشارت إلى أن حقيبة المالية كما الحكومة عالقتان في منتصف الطريق، كما رئيس الحكومة، ومنتصف الطريق واقع بين باريس والرياض، ومن خلفها واشنطن المهتمة فقط برفع منسوب الحصار والضغط على المقاومة لتسهيل انتزاع التنازلات في ملف ترسيم الحدود من جهة، وتغطية وحماية خطوات التطبيع المتلاحقة والمتسارعة التي ترعاها واشنطن بين الدول العربية وكيان الاحتلال، والتي ستُضاف إليها وفقاً لوسائل الإعلام العبرية، السودان وسلطنة عمان بعد الإمارات والبحرين.
واضافت "البناء"، "الموقف السعوديّ الذي عبّر عنه الملك سلمان بن عبد العزيز بلغة شديدة التصعيد ضد حزب الله بالتزامن مع خطوة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري نحو ثنائي حركة أمل وحزب الله بنصف حلحلة لأزمة حقيبة المال، شكّل بنظر مصادر تتابع الملف الحكوميّ إطلاق نار مباشراً على الحريري، ورفع غطاء عن خطوته، وإعلان تأييد لموقف رؤساء الحكومات السابقين، وما تبع الكلام الملكي من حملة على الحريري عبر وسائل إعلام سعودية جعل الحريري على مفترق طرق، في مستقبل علاقته بالسعوديّة.
وتابعت إن الرئيس المكلف الذي يتلقى تشجيعاً فرنسياً لمواصلة مساعي التوصل لتفاهمات مع الثنائي تتيح ولادة سريعة للحكومة، لم يعد يجد في دعم الحريري المشروط بما لا يقبله الثنائي، ما يكفي أمام الضغط السعودي وضغوط رؤساء الحكومة السابقين، مشيرةً إلى أن اليوم يوم حاسم في رسم المشهد الحكومي، فإما بدء فعلي متأخّر لأكثر من ثلاثة أسابيع، للمشاورات الجدية مع الكتل لتسريع تأليف حكومة يرضى بها الجميع، وفقاً لمضمون المبادرة الفرنسية، وإما اعتذار الرئيس المكلف، بعدما صار تكرار المواعيد المعادة بلا مضمون جديد إخراجاً سيئاً ومملاً لتبديد الوقت الثمين الذي يخسره لبنان واللبنانيون، في مرحلة يقول الرئيس المكلف إن لبنان لا يملك فيها ترف الوقت.
وقالت الصحيفة "يوماً بعد يوم تتكثف الاتصالات بين بيروت وباريس، من أجل خلخلة العقد التي تعتري التأليف الحكومي لا سيما في ما يتصل بلوائح الأسماء، وبحسب المعلومات تدخّل الفرنسيّون للمؤازرة وإنقاذ مبادرتهم بتقريب المسافات بين أديب والقوى السياسيّة من أجل ولادة الحكومة بأسرع وقت ممكن. وفي اللقاء الخامس بين الرئيسين ميشال عون والرئيس المكلّف مصطفى أديب، تم تقييم نتائج الاتصالات الجارية. وفي المعلومات ان الرئيس المكلف لم يقدّم للرئيس عون أي صيغة للحكومة التي يقترحها، كما لم يقدّم أي تصوّر لتركيبتها. وتقرّر استكمال البحث في الموضوع الحكومي خلال لقاء يُعقَد بين الرئيس عون وأديب قبل ظهر اليوم السبت ليُبنى على الشيء مقتضاه حيال التشكيلة الحكومية التي ترجّح مصادر مقرّبة من عين التينة أن تبصر النور في مطلع الأسبوع المقبل".
واشارت "البناء" إلى أنه طالما أن الرئيس العماد عون حدّد موقفه من عملية التأليف ودعا الرئيس المكلف لإشراك الكتل النيابية بتسمية ممثليهم في الحكومة، فإنه يتلاقى بحسب مصادر مطلعة لـ"البناء" هنا مع موقف الثنائي الشيعي، وطالما أن الرئيس سعد الحريري وافق على أن تمنح المالية للطائفة الشيعية فبات منطقياً أن يسمّي الثنائي وزير المالية طالماً الرئيس عون يؤيد تسمية الكتل لممثليها بالاتفاق مع الرئيس المكلف.
وتحدثت معلومات البناء عن توجّه لدى بعبدا للتمسك باختيار الوزراء المسيحيين، فرئيس الجمهورية لا يمكن أن يوافق على وزراء لا يعرفهم سيسمّيهم رئيسُ الحكومة.
من جهتها، لفتت أوساط التيار الوطني الحر لـ"البناء" إلى أنّ التيار مازال على موقفه الذي أبلغه لرئيس الحكومة المكلّف بأنّه سيسهّل عملية التأليف ولا يريد أي شيء، مذكرة بكلام رئيس التيار النائب جبران باسيل الأخير بأنّ التيار ضد تخصيص حقيبة معينة لطائفة، لكن في حال حظي هذا الأمر بتفاهم واتفاق المعنيّين بالخلاف، فلن نقف حجر ثغرة. أما على خط الثنائيّ الشيعيّ فإن اجتماع الرئيس المكلّف و»الخليلين»، أمس، انتهى الى محاولة إيجاد حلّ لعقدة مَن يُسمّي وزير المال والوزراء الشيعة. ورجّحت المعلومات أن يكون التفاهم حصل عبر دمج لائحة «الخليلين» للأسماء مع لائحة أديب وغربلة أسمائهما لاختيار الأسماء المشتركة بينهما.
وأوضحت "البناء" أنه في ما يُحكى عن دخول مصري على خط التشكيل، لتسهيل ولادة الحكومة، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، مع سفير مصر لدى لبنان ياسر علوي، في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وغادر السفير علوي من دون الإدلاء بأي تصريح.
"اللواء": التأليف يدخل ساعات الحسم: مراسيم أو إعتذار!
أما صحيفة "اللواء" فقالت انه "منذ ما بعد الخامسة من عصر امس، والحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، ما يربو على عشر ساعات، وهي الفرصة المتاحة، او ساعات الحسم في ما خص مصير تأليف «حكومة مهمة» يرأسها مصطفى اديب، لاشهر معدودة، تضع لبنان على طريق وقف الانهيار، واعادة بناء مرافق الطاقة، واصلاح النظامي المصرفي والنقدي، والتمهيد لوضع قانون جديد للانتخابات، يراعي متطلبات الشعب اللبناني الى التغيير".
واشارت الصحيفة إلى أن فرنسا دخلت بقوة على خط الاتصالات لتضييق شقة الخلاف وتسهيل ولادة الحكومة وإنقاذ مبادرة سيد الاليزيه. ولهذه الغاية اجرى مدير المخابرات الفرنسية برنار ايمييه اتصالات مباشرة مع الاطراف المعنية لعدم اضاعة الفرصة المتاحة.
ولم يستبعد مصدر مطلع التوصل الى "تطور ايجابي" اليوم، في ما يتعلق بالحكومة، انطلاقاً من ان باريس تعتقد ان اعتذار اديب يؤدي الى تفاقم الازمة نظراً لصعوبة الاتفاق على اسم بديل، وخشية من تعويم حكومة حسان دياب.
واضافت الصحيفة "لعلّ الاجتماع، الذي عقد ليلاً، للتفاهم على المرشح الشيعي لوزارة المال، الذي يمكن ان يعرف اسمه مسبقاً «الثنائي الشيعي» او يقترحه، وعدم السير بتسمية باقي الوزراء من الحصة الشيعية، احتراماً لحق الرئيس المكلف بتسمية الوزراء، والتوقيع على مراسيم اصدار الوزارة بالاتفاق والتوقيع من قِبل رئيس الجمهوية، عملاً بالصلاحية المنصوص عنها في المادة 53/د. لعل هذا الاجتماع سيكون حاسماً، لجهة القرار، الذي يتعين اتخاذه اليوم: مرسيم او اعتذار، او انتظار الى الاثنين، لحد اقصى، لتعزيز الخطوة الاخيرة".
وعليه، تتحدث المعلومات المتاحة بحسب "اللواء" ان الرئيس المكلف مصطفى اديب لم يحمل في زيارته امس الى الرئيس عون ما يمكن ان يضع حداً للخلاف حول تسمية الوزراء، وإن كان البحث يتناول ايضاً توزيع الحقائب، ولم يصل بعد الى اسقاط الاسماء على كل حقيبة. وبعدما اعلن الثنائي الشيعي انه هو من يسمي وزراء طائفته، ما يعني ان مسألة تسمية الوزراء ستنتقل الى باقي القوى السياسية والكتل النيابية.
وحسب المعلومات الرسمية «في اللقاء الخامس بين الرئيسين عون واديب، تم تقييم نتائج الاتصالات الجارية. وفي المعلومات ان الرئيس المكلف لم يقدم للرئيس عون اي صيغة للحكومة التي يقترحها، كما لم يُقدّم اي تصوّر لتركيبتها. وتقرر استكمال البحث في الموضوع الحكومي خلال لقاء يعقد بين الرئيس عون واديب قبل ظهر (اليوم) السبت.
وبعد اللقاء تحدث الرئيس المكلف للصحافيين فقال: وضعت فخامة الرئيس في اجواء المشاورات التي اجريتها من اجل تشكيل الحكومة، واتفقنا على موعد للقاء آخر عند الساعة الحادية عشرة من صباح غد(اليوم)».
وقالت "الواء" لكن ما ظهر خلال الزيارة ان اديب كان يحمل معه ملفاً اسودَ تضمن تصوره لتوزيع الوزارات على الطوائف من غير وضع أسماء، لكن يبدو انه لم يقدمه للرئيس عون، بل وضعه في نتائج اللقاء مع الخليلين امس الاول والذي لم يصل الى نتيجة حول تسمية الوزراء الشيعة، حيث يصر حزب الله وحركة أمل على تسمية وزير شيعي للمالية، إضافة إلى تسمية بقية الوزراء الشيعة في الحكومة.
والملفت للانتباه وهو ما كان موضع شكوى بحسب "اللوءا" ان اديب لم يفتح باب النقاش حول تشكيل الحكومة مع اي طرف نيابي او سياسي باستثناء الثنائي الشيعي ورؤساء الحكومات الاربعة، وهو ما دفع رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني االنائب طلال أرسلان الى القول عبر «تويتر»: اكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة».
وحسب بعض الاجواء فإن اديب لم يصل بعد الى مرحلة الاعتذار، لكن هذا الامر لازال وارداً في حال تعقدت الامور اكثر وبقي الضغط الخارجي قائماً، بحيث يُصار الى تعويم حكومة الرئيس حسان دياب.
وذكرت "اللواء" ان اديب اطلع عون على ما سمعه من النائب علي حسن خليل (حركة امل) والحاج حسين خليل (حزب الله)، لجهة تسمية الوزراء، وهو يوافق اولاً، ورفضه استلام لائحة كانت مع النائب خليل، تمثل تفاهم حزب الله وأمل على 10 مرشحين شيعة لتولي الحقائب التي ستكون من حصة الطائفة (اثنتان الى جانب المالية)، الاتفاق على فسحة توافق ومشاورات، قبل اعلان المواقف الاخيرة. وفي السياق، عاد اديب والتقى «الخليلين» لايجاد حل وسط بين الاصرار على ما يسمونه «ثوابت»، ورفضه هو (أي اديب) المس بقواعد تأليف الوزارة الجديدة.
وقالت الصحيفة انه فيما لاذت اوساط التيار الوطني الحر بالصمت، بانتظار جلاء المشاورات على خط الرئيس المكلف و«الثنائي»، وبانتظار ما سيرشح عن جهد ايراني، سيبذل لتسهيل ولادة الحكومة بعد لقاء موسكو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الايراني محمد جواد ظريف، حرصت معلومات بعبدا الى التأكيد على ان ما من صيغة للحكومة التي يقترحها ولا اي تصور لتركيبة الحكومة قد قدمها لرئيس الجمهورية. وما نقل من أجواء رصد في المعلومات الرسمية ايضا. لكن الاتفاق على موعد اليوم ايضا من دون تحديد اديب السبب وقول مصادر بعبدا انه للافساح في المجال امام البحث دون معرفة تفاصيل عن مشاورات اديب او غير ذلك. لكن ما يجدر التوقف عنده هو تأجيل اللقاء الذي كان مقررا بينهما الحادية عشرة قبل الظهر واتصال اديب بعون لأستمهاله والأتفاق على اجتماع بعد الظهر، اما قصة المغلف الأسود الذي حمله معه اديب فبقيت لغزا اذ لم يعرف ماذا يحتوي هل على تصور مع أسماء او توزيع اولي او غير ذلك.
اما مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة فقالت لـ"اللواء" ان الأجواء غير سلبية ولكنها غير ايجابية ايضا وان هناك تصورا من دون اسماء متوقفة عند اهمية وحدة المعايير في عملية تأليف الحكومة.
ورأت ان الرئيس المكلف الذي يؤلف الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية يذهب ويسعى مع الثنائي الشيعي كي لا يكون هناك تعامل مماثل مع سائر الافرقاء بمعنى انه اذا الثنائي الشيعي سمى وزراءه فأن الباقين سيسمون وعندها نذهب الى مكان اخر والمطلوب ان يعود الرئيس المكلف بأسماء تحظى بالموافقة وطالما ان الثنائي مصر على التسمية فعليه ان بحل هذه المعضلة.
وتركزت اتصالات المساء حول تسمية «الثنائي الشيعي» لوزير المال فقط، على ان يسمي الرئيس اديب باقي الوزراء، فإذا تم الاتفاق على ذلك، يقدم اديب تصوره لتشكيلة مع توزيع الحقائب، وإلا تذهب الامور الى تعقيدات اكثر تؤخر التشكيل.