معركة أولي البأس

لبنان

ماكرون: المبادرة الفرنسية لم تسحب عن الطاولة وعلى اللبنانيين انتهاز فرصة تأليف حكومة إنقاذ
27/09/2020

ماكرون: المبادرة الفرنسية لم تسحب عن الطاولة وعلى اللبنانيين انتهاز فرصة تأليف حكومة إنقاذ

اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم في قصر الإليزيه تناول فيه الوضع في لبنان، القوى اللبنانية ومن يقودون المؤسسات، بأنهم "رفضوا بوضوح احترام التعهدات التي التزموها أمام فرنسا والمجتمع الدولي"، معتبرًا "أن قوى السلطة والقيادات قررت ان تخون التعهد، ورأت أنه من الافضل تفضيل مصلحتها على مصلحة لبنان، ولم يكن أحد على قدر الالتزمات".

وأكد أن فرنسا لن"تتخلى عن الشعب اللبناني الصديق، وخارطة الطريق ستستمر، وستستمر هذه المبادرة على المستوى الدولي، وتشكيل حكومة مهمة تعود إلى السلطات اللبنانية".

وشدد ماكرون على ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اخطأ باضافة المعيار الطائفي في توزيع الحقائب الوزارية، وأكد انه لم يكن هناك أي شرط طائفي في تشكيل الحكومة في الورقة الإصلاحية، مضيفًا أنني أخجل" مما يقوم به القادة اللبنانيون.

ورأى ماكرون انه يجب علينا ممارسة الضغط السياسي ولا خيار لدينا الآن سوى العمل على جمع الفرقاء في لبنان. ولفت الى اننا لا نخشى من وقوع حرب أهلية والعقوبات لا تبدو لي الخيار المناسب حاليا ولا تستجيب الى الحاجة وما علينا القيام به هو ممارسة الضغط السياسي. وراى أن العقوبات الأميركية وترت الأجواء في لبنان. وأوضح انه لا دليل على أن إيران لعبت دورًا في منع تشكيل الحكومة اللبنانية.

واعتبر ماكرون انه من الآن وحتى 6 اسابيع اذا لم يحصل اي تقدم في لبنان سنكون مضطرين لسلوك خيار آخر لاعادة تشكيل طبقة سياسية جديدة، والشهر المقبل سيكون اساس العمل. واكد انه لا أحد يثق بالنظام المالي الحالي ولن يعرف لبنان أيّ عصر ذهبي في ظل هذا النهج.

وتساءل ماكرون، فيما إذا كان علينا ان نغيّر التوازنات اليوم في لبنان، ورأى أنه قد فات الآوان، فالأزمة الاقتصادية والاجتماعية تعني أنه ليس لدينا ترف للوقت، معتبرًا أنه إذا لم يحصل أي تطور على المستوى الداخلي اللبناني فإنه سندخل في مرحلة أخرى وقد نذهب نحو تغيير الهيكلية السياسية الموجودة في لبنان وهذا امر خطير في ظلّ الاوضاع الاقتصادية.

واشار الى أنه من الآن حتى شهر علينا ان نقوم بمراجعة التقدم وإن لم يحصل هذا التقدم سنكون مرغمين لمقاربة خيار آخر، لافتًا الى أن الجميع استفاد من الفساد والأموال شحّت في لبنان وفي العام 2019 بدأت القيود على حركة الأموال والبعض تمكّن من إخراج أمواله من البلد.

كما رأى أن حكومة المَهمة قد لا تكون علمانية ولكن يجب على الأقل أن لا تكون كل فئة تدافع عن مصالح طائفتها في هذه الحكومة، قائلاً إنه ينبغي نشر نتائج التحقيق عن انفجار بيروت علانية وكشف المسؤولين عنه.

وأضاف، أنني لن اتحمل الفشل شخصيًا واعترف انني لم اتمكن من حل المشكلة بين واشنطن وطهران، مضيفًا أن هناك ضرورة لحكومة مهمّة وآمل أن نتمكن من التقدم على هذا الأساس في الايام والاسابيع المقبلة.

وتساءل، هل يمكن تأليف حكومة من دون الشيعة؟ الخيار ليس واقعيًا، واليوم هناك خوف من حزب الله وخوف من الحرب وهذا الخيار ليس موجودًا.

كما قال إنه لا اظن أن العقوبات تفيد بأي شيء لأنّ من عرقل لا علاقة له بالعقوبات التي تضعها فرنسا.

وتابع: على رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية مؤسساتية خلال الساعات المقبلة لاعادة تكليف رئيس حكومة جديد ونأمل ان نصل خلال الاسابيع المقبلة الى تشكيل حكومة، وأخجل مما يقوم به القادة اللبنانيين، معتبرًا أن الإصلاحات ضرورة وشرط لا بديل عنه كي يتمكن لبنان من الإستفادة من المساعدة الدولية وسننظم مع الأمم المتحدة مؤتمراً جديداً كمتابعة للمؤتمر الأوّل لتلبية الحاجات الصحية والتعليمية والسكنية.

كما أضاف أنه "سأجمع أعضاء المجموعة الدولية لدعم لبنان للحصول على الدعم الدولي ونريد التقدّم في خارطة طريق وندخل اليوم في مرحلة جديدة".

ولفت الى أن الصداقة بين لبنان وفرنسا اتخذت رهينة من قبل الطبقة السياسية، مضيفًا أنه في اول ايلول/سبتمبر تعهد الجميع تشكيل حكومة مهمة خلال 15 يوماً، مضيفًا أن القوى السياسية اللبنانية والقادة اللبنانيين لم يرغبوا بشكل واضح باحترام الالتزام الذي قاموا به أمام فرنسا والمجتمع الدولي وقرروا خيانة هذا الالتزام وهذه القوى فضلت مصالحها الخاصة على المصلحة العامة وقررت ان تسلم لبنان الى لعبة الدول.

وختم الرئيس الفرنسي قائلاً: إن المبادرة الفرنسية لم تسحب عن الطاولة وعلى المسؤولين اللبنانيين انتهاز فرصة تأليف حكومة إنقاذ.

ايمانويل ماكرون

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل