لبنان
الحاكورة الشتوية.. على طريق الجهاد الزراعي
سامر حاج علي
لا يهادن الجنوبيون إن كان الأمر متعلقاً بالأرض، تلك التي نذروا لأجلها رجال جلّهم بعمر الورد الذي يتفتّح عند إطلالة المواسم، سيّما إذا تزامن وقت المواسم مع زمن الحصار الهادف لكسر إرادة شعب قد يقطع من أمعائه بعضاً.. ولا يركع ! فكيف الحال إن كان هذا الشعب قد أدرك أن المواجهة المفروضة هذه المرة تتطلب منه أن "يصفّر" منجله نحو الأرض فيشّقها ويزرعها.
وعلى قافية المواجهة، تنشط جنوباً المشاريع التي تطلق بهدف دعم القطاعات الإنتاجية لا سيما تلك المتعلقة بالأرض من قبل المؤسسات والجهات التي اتخذت من خطاب الأمين العام لحزب الله في السابع من تموز مساراً ومسلكاً ومنها اتحاد بلديات جبل عامل الذي كان على الدوام يطلق الفعاليات التي تهدف لدعم المزارع وتثبيته في أرضه. ففي الوقت الذي كان الإتحاد يواصل حملة التحصين الشامل للمواشي بالتعاون مع جمعية مؤسسة جهاد البناء الإنمائية، أطلق حملة توزيع الشتول الشتوية على الأهالي بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف تحقيق اكتفاء لكل عائلة على صعيد الخضروات والحشائش التي صار بإمكانها أن تزرعها في الحواكير ومحيط المنازل أو حتى على الشرفات والأسطح فتوفر حاجاتها الغذائية المُنتَجة في ظروف صحية وبيئية، بدلاً من شرائها من الأسواق بأسعارها المتقلبة في غمرة الاوضاع المعيشية الصعبة.
وفي هذا الخصوص يشير رئيس الإتحاد علي ياسين لموقع العهد الإخباري إلى أن الإتحاد تلاقى مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذا المشروع من خلال أهداف الاتحاد الرامية لتحقيق الأمن الغذائي والإكتفاء الاستهلاكي ضمن مشروع حاكورة الخضار الشتوية، وأهداف اللجنة التي تعمل هذا العام على تعزيز الأمن الإقتصادي من خلال دعم الزراعة. أمر أكدته ممثلة اللجنة زينب زلزلي التي معلنةً أن المستفيدين من المشروع ـ الذي يستهدف صغار المنتجين ـ يفوق عددهم الألف وخمسمئة عائلة على مستوى لبنان.
وكانت عملية توزيع الشتول قد انطلقت في مركز الإتحاد في بلدة الطيبة صباح الخميس على أن تستكمل حتى وصول الكمية المرصودة للمشروع إلى كل المستفيدين الذين فاق عددهم أربعمئة أسرة في هذه المنطقة، قبل أن يشرع الإتحاد بإطلاق المرحلة الثانية من مشروع الحاكورة الشتوية منفرداً بعد أن أخّره ريثما تصبح الشتول التي تنتج داخل مشاتله في مرحلة لا تحتاج فيها إلى الكثير من العناية فتُوزع على الأهالي. وفي هذا الخصوص يؤكد المهندس الزراعي حسين جابر أن الكميات التي توزع بالعادة كبيرة وتكفي للإستهلاك المنزلي وللإنتاج، إذ يقوم المزارعون ببيع بعض من محصول هذه الشتول في القرى وأسواقها فيحققون بعض الأرباح التي تساعدهم على تطوير زراعاتهم وزيادة انتاجهم وبالتالي رفع حجم مداخيلهم.. وهو ما يسعى الإتحاد للوصول إليه في خططه التي تشتمل على دعم كافة القطاعات الزراعية وتوفير فرص النمو والانتاج في منطقة تملك مقومات رفع مستوى انتاجية الإقتصاد الوطني.
الزراعةجهاد البناءالجهاد الزراعي والصناعياتحاد بلديات جبل عامل