لبنان
الفيروس المتحوّر يبطش باللبنانيين.. وبدء وصول اللقاحات هذا الأسبوع
بقي الشان الصحي غالبا على اهتمامات الصحف الصادرة اليوم في بيروت، لا سيما النسب المرتفعة للاصابات بفيروس كورونا، والتي احتلت فيه النسخة المتحورة من الفيروس الصدارة في الإصابات خلال الأيام الأخيرة الماضية، على أن الأمل يبقى بقرب وصول اللقاحات بعد إطلاق المنصة الالكترونية الخاصة بها، لتبدأ طلائعها بالوصول هذا الأسبوع.
في المستنقع الحكومي، بقي الركود مسيطرا، وعكره تناول الملف اللبناني في اتصال بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن على الأرض بقيت الأمور كما هي.
"الأخبار": 70 % من الحالات مصابة بـ«متحوّر» للفيروس
70 % من الإصابات بفيروس «كورونا» التي سجّلت خلال عشرة أيام ثبت أنها أصيبت بنسخة متحوّرة من الفيروس. هذا ما أظهرته متابعة لنتائج الدراسة التي يقوم بها الباحثان في الجامعة اللبنانية، أستاذ العلوم البيولوجية الدكتور فادي عبد الساتر وأستاذ العلوم الجرثومية الدكتور قاسم حمزة. وأوضح عبد الساتر أنه بين 13 الشهر الحالي و23 منه، أُجري نحو 6000 فحص في مختبرات مستشفيي «الرسول الأعظم» و«بهمن»، وراوحت نسبة الإصابات المؤكدة بالفيروس فيها بين 22% و28%، ونسبة الإصابة بالمتحوّر الجديد يومياً بين 60% و70% من الحالات الإيجابية، علماً بأن هذه النسبة كانت في الأول من الشهر الحالي 16 في المئة! وأشار الى أنه جرى التواصل مع دائرة الترصد الوبائي في وزارة الصحة لإبلاغها بهذه المعطيات، وكذلك مع مختبرات في إسبانيا وبريطانيا لإرسال عينات من الفحوصات لدرسها وتحديد مختلف التحوّرات الموجودة، وتبيان المسيطرة منها. كما تتواصل الجامعة مع مختبر في كوريا الجنوبية للغاية نفسها، و«الأيام المقبلة ستحمل وضوحاً أكبر حول نوع التحوّر المتفشي من كورونا، بعد عودة نتائج هذه الاختبارات من الخارج».
هذه النتائج بات ممكناً تعميمها على النتائج في بقية المختبرات، بعد إعلان طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، عيد عازار، نتائج مشابهة في «حالات الإصابة بالمتحوّر البريطاني وصلت الى 60 في المئة من 66 عينة تم إرسالها الى فرنسا للدراسة».
عيد أوضح لـ«الأخبار» أن التغيرات الجينية في فيروس كورونا «أمر طبيعي وتمت ملاحظته عالمياً منذ انتشاره. لكن السؤال الأساسي يتمحور حول ثلاثة أمور: هل لهذه التحورات تأثير على النمط الوبائي؟ وهل عوارضها أكبر؟ وهل تؤثر على اللقاحات؟». للإجابة عن تلك الأسئلة، اختار عازار، بمشاركة الطبيبة الباحثة أماندا شاميّة، عينات من 66 حالة إصابة مؤكدة في مختبر مستشفى القديس جاورجيوس (جُمعت بين 30 كانون الأول الماضي و8 الشهر الحالي)، وأُرسلت الى مختبر البروفسور راوول ديدييه في مرسيليا (فرنسا).
وأتت النتائج كالآتي: 4 عيّنات تبيّن أنها من «المتحور الدنمركي» من كورونا والمرتبط بحيوان المنك (Mink)، وهو نوع من سلالة ابن عرس (أعدمت الدنمارك 17 مليون منها حرقاً العام الماضي بسبب نشرها للنسخة المتحورة)، و38 عيّنة تم وسمها أنها تابعة لـ«المتحوّر البريطاني»، فيما لا يزال البحث جارياً لتحديد التحورات في العيّنات الـ24 المتبقية. ولفت عازار الى أن 66 عينة «عدد قليل، ويجب أن يشمل فحص العينات كل الأراضي اللبنانية»، لكنه نبّه الى أن «هذه النتائج تؤكد، مبدئياً، سيطرة المتحوّر البريطاني على إصابات كورونا في لبنان». وبالتالي، «يجب قراءة الأرض لتقدير الإجراءات التي يجب اتباعها. بمعنى، ينبغي التأكد أولاً أي من المتحوّرات موجود فعلاً بين المصابين، خصوصاً أن في العالم اليوم العديد من التحوّرات، والعمل انطلاقاً من ذلك، لأنه يمكن أن تكون الإجراءات في اتجاه معين، في حين أن الواقع مختلف تماماً».
النتائج تؤكد مبدئياً سيطرة المتحوّر البريطاني على إصابات كورونا في لبنان
وكان مسؤولو الصحة في بريطانيا حذّروا، الجمعة الماضي، من أن التحوّر في الفيروس في المملكة المتحدة قد يتسبّب في «نسبة وفيات أعلى» من نسخات الفيروس الأخرى. كما أظهرت دراسة لـ«المعهد الوطني للأمراض المعدية» في جنوب أفريقيا، نشر جزءاً منها موقع «بلومبرغ» الإخباري، أن نصف عينات الدم المأخوذة من مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين تعافوا من «كوفيد-19» في جنوب أفريقيا، لم تتكوّن لديهم الأجسام المضادة اللازمة للحماية من تحوّر (501Y.V2) الذي حُدّد الشهر الماضي. كما انخفضت مستويات الأجسام المضادة لدى النصف الآخر من المجموعة بحيث لا يمكن تحديد مستوى خطر إعادة الإصابة بالعدوى من جديد. وقال العلماء إن السلالة التي تم تحديدها مؤخراً في البرازيل «لها أيضاً تغيرات في المواقع الرئيسية للفيروس، ما يجعل كلتا النسختين مصدر قلق كبير». وأضاف الباحثون أن هذه النتائج قد «تنبئ بانخفاض فعالية اللقاحات الحالية المرتكزة على نتوءات فيروس كورونا».
"اللواء": أسبوع اللقاحات يبدأ اليوم
وفي سياق متصل، إذا صحت المعلومات، فإن الاثنين المقبل، 1 شباط، ستصل طلائع لقاحات فايروس كورونا، سواء في النسخة الأصلية أو المتحورة، لتأخذ طريقها بالآلاف، بدءاً من الفترة الممتدة من 7 شباط حتى المنتصف منه، بالتزامن مع إطلاق المنصة الرسمية اليوم، والتي يبدأ العمل فيها غداً الثلاثاء، وستعقد سلسلة اجتماعات بين أطراف الجسم الطبي، لإجراء تدريبات للمعنيين بها، من أطباء وممرضين وصيدليات، وشركات استيراد.
وهذا الموضوع، سيكون البند الأول على جدول أعمال يعقده وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن مع نقابتي الأطباء والممرضين.
وأكّد رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري ان لقاحات كورونا ستصل على الأكيد من 7 شباط إلى 15 شباط، على ان يعطى كل ملقح جرعتين.
وقال ان المنصة التي يرأسها سيصل إليها من 40 أو 50 ألف جرعة، على ان يتحدد هذا الأسبوع، عدد اللقاحات التي ستصل.
وتتحرك الدولة، كهيئة ناظمة للقاحات، عبر المنصة الرسمية، التي من شأنها ان تتوسع، لجهة وصول 50 ألف تلقيح خلال شهر شباط، على ان يرتفع العدد تباعاً.
ولن يقتصر الأمر على لقاح الفايزر، على ان يرتفع العدد خلال سنة إلى ستة ملايين، على أمل ان يصل العدد إلى 9 ملايين لقاح، على حدّ ما كشف الدكتور البزري.
"البناء": مساعٍ لهدنة إعلاميّة بين بعبدا وبيت الوسط لفتح طريق الحلحلة
من جانب آخر، وفي أول اتصال بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي امانويل ماكرون، حضر لبنان في تصريح للرئيس الفرنسي بعد الاتصال قال فيه إن تنسيقاً فرنسياً أميركياً سيطال الملف النووي الإيراني والوضع في لبنان، ووفقاً لمصادر متابعة للسياسات الأميركية والفرنسية وأولوياتها فإن الملف النووي الإيراني يشكل أولوية أميركية، بينما الوضع اللبناني يشكل أولوية فرنسية، فواشنطن تتصرّف على قاعدة تحقيق إنجاز في الملف النووي الإيراني في الأيام المئة الأولى من ولاية الرئيس بايدن، وتضع العلاقة مع أوروبا في قلب هذا الاهتمام، بينما لم يبق لفرنسا من أولويات في مناطق النفوذ في العالم سوى تفويض أميركي تسعى للحصول عليه من واشنطن لإعادة ترتيب الوضع اللبناني تحت سقف تفاهمات واضحة مع واشنطن، لا غنى من الحصول على دعم طهران لها، ما يعني أن الأولوية اللبنانية ستبقى قبل تعليق الآمال على التعاون الأميركي الفرنسي هي انتظار نتائج ما سيتحقق على مسار الملف النووي الإيراني، وحتى ذلك على لبنان أن يعتمد على ما ينجز محلياً، خصوصاً أن رحيل الرئيس السابق دونالد ترامب، وعدم نية الرئيس الجديد جو بايدن المضي بسياسات الضغط المالي، عاملان كافيان لتنصبّ الجهود اللبنانية على الإفادة منهما لتسريع تشكيل الحكومة الجديدة، خصوصاً أن الملف الصحيّ وتداعياته الاجتماعية يضغطان بقوة على صدور اللبنانيين، ويحتاج الأمر إلى حكومة جديدة، فالإقفال العام قد بدأ يثمر انخفاضاً في عدد الإصابات إلى نصف الحد الأعلى الذي بلغه قبل أسبوعين، بينما عدد الوفيات الذي يترجم إصابات ما قبل ثلاثة أسابيع سيظهر الانخفاض عليه بعد أسبوع، والتشدد في تطبيق الإقفال مطلب عام، لكن تنظيم حال الاستشفاء في القطاعين العام والخاص وما يستدعيه من ترتيبات قانونية ومالية، ومثله تقديم الإعانات للطبقات الفقيرة، أمور تتطلّب حكومة كاملة الصلاحيات.
في الشأن الداخلي تواصلت تداعيات المراسلة القضائية السويسرية الى القضاء اللبناني في ملف تحويلات منسوبة لحاكم مصرف لبنان، وبرز في التداعيات السجال الإعلاميّ الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي، وتموضع وسائل الإعلام على ضفاف هذا السجال، في ظل وضوح وقوف جماعات فاعلة في المجتمع المدنيّ وقنوات تلفزيونية كانت في طليعة مساندي انتفاضة 17 تشرين، الى جانب حاكم المصرف، بينما قالت جماعات أخرى في الحراك إن القضية بمعزل عن نتائج المساءلة تستحق لجهة مطلب التدقيق في التحويلات التي جرت الى خارج لبنان، أو لجهة التدقيق بمصادر أموال المسؤولين في الدولة، أن تكون من أولويات الجماعات الداعية للتغيير، لأن التدقيق هو الذي يوضح الجاني من البريء وهو الذي يضمن عودة ما يمكن إعادته.
في الملف الحكومي مساعٍ لهدنة إعلامية بين مؤيدي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، على قاعدة أن التوتر السياسي والإعلامي لا يترك مجالاً للتراجع الى منطقة وسط بين الرئيسين، علماً ان هذا التراجع شرط لحلحلة الأزمة الحكومية. وتوقعت مصادر تواكب المسار الحكومي أن يشهد هذا الأسبوع انخفاضاً في الخطاب التصعيدي ما يفتح طريق مساعي التواصل بين الرئاستين، التي لا يزال رباعي الحلول الوسط يعمل عليها، سواء بكركي او عين التينة أو حزب الله أو المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
فيما يتقدّم ملف كورونا في لبنان، غاب الملف الحكومي في عطلة الأسبوع بعد حرب بيانات بين قصر بعبدا وبيت الوسط أثبتت أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري متمسك بمواقفهما من مسار التأليف الحكومي. وفي هذا الإطار وبينما تردّدت معلومات أن محاولات فرنسيّة جرت لجمع الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب جبران باسيل في فرنسا، أشارت مصادر متابعة لـ«البناء» إلى ان المبادرة الفرنسية تكاد تكون في حكم الغائب خاصة بعد بيان الرئاسة الأولى الذي حمل رسائل في مختلف الاتجاهات طالت حتى الفرنسيين الذين طرحوا تساؤلات كثيرة عبر موفديهم على الرئيس عون عن تمسكه بمطلب الثلث الضامن وتدخّل النائب باسيل في عملية التشكيل. ولفتت المصادر إلى أن المبادرة الفرنسيّة لا تزال موجودة رغم أنها جمّدت حتى إشعار آخر، بانتظار ان تتضح رؤية الادارة الأميركية الجديدة للبنان ومن سيكلف متابعة الملف اللبناني من الرئيس جو بايدن.
وكشفت مصادر تيار المستقبل لـ«البناء» ان الأولوية يُفترض أن تكون عند رئيس الجمهورية لتسهيل عملية تأليف الحكومة بدل مواصلة وضع العراقيل، مستغربة كيف ان الرئيس ميشال عون لا يبدي أي حسن نية للتجاوب مع المحاولات التي تبذل سواء من بكركي او من غيرها لتسهيل التأليف خاصة أن من شان ولادة الحكومة الدفع نحو إنقاذ البلد من المشكلات التي يعاني منها لا سيما الاقتصادية والصحية والمالية لكن للأسف الامور في بعبدا لا تسير في هذا الاتجاه، فهي تقاس وفق مصلحة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وأشارت مصادر مقرّبة من الثنائي الشيعي لـ«البناء» الى ان محاولات حزب الله من جهة واللواء عباس إبراهيم من جهة أخرى التوسط بين بعبدا وبيت الوسط لحلحلة الأمور باءت بالفشل، مشيرة الى ان الواقع الراهن يشي أن لا حكومة في المدى المنظور، مع تأكيد المصادر ان حزب الله الذي يتمسك بطريقة غير مباشرة بالحريري لرئاسة الحكومة رغم أنه لم يسمِّه، يؤكد ضرورة العمل على إعادة بناء الثقة بين الرئيس عون والرئيس الحريري لا سيما ان انعدام الثقة بين الطرفين سيُبقى الأبواب موصَدة أمام التأليف.
في المقابل كان المجلس السياسي للتيار الوطني الحر دعا الرئيس المكلّف الى ادراك خطورة المراوحة والانعكاسات السلبية لعدم الإقدام على تشكيل الحكومة التي تحتاج أكثر من أي وقت مضى الى اعلى درجات الدعم والتضامن الوطني، وهذا يعني التزام الجميع بقواعد الميثاق والدستور والإقلاع عن محاولات وضع اليد على الحقوق السياسية لأي مكوّن لبناني.
وذكّر بأنّ زمن الوصاية الخارجية قد انتهى ومن الوهم أن يحاول البعض استبداله بهيمنة داخلية.
وفيما يوجه البابا فرنسيس اليوم الرسالة السنويّة التي يلقيها أمام السلك الدبلوماسي، حيث سيأتي على الشأن اللبناني أسوة بمواضيع دولية وإقليميّة، سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «لماذا لا تؤلفون حكومة والشعب يصرخ من الوجع، ويجوع من الفقر ويموت من المرض؟ هل من عاقل يصدّق أن الخلاف هو في تفسير مادة من الدستور واضحة وضوح الشمس؟».
ولفت الراعي الى ان الدستور وضع للتطبيق لا للسجال، وليكون مصدر اتفاق لا مصدر خلاف، وأمام التحديات المصيرية، ترخص التضحيات الشكلية، ويكفي أن تكون النية سليمة.
"الجمهورية": لا تحريك للملف الحكومي
ولم تظهر في اجواء قصر بعبدا و«بيت الوسط» اي مؤشرات الى تحريك ملف تشكيل الحكومة، في موازاة غياب واضح على مستوى الوساطات الخارجية والداخلية على حدّ سواء.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، أنّ الوساطات التي حصلت خلال الأسبوع الماضي وفي ما قبله، بقيت من دون اي نتيجة، طالما انّها لم تنجح على الأقل في تجديد اللقاءات التقليدية والمطلوبة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وتحديد موعد اللقاء الخامس عشر الذي لم يُعقد بعد.
وعليه، تضيف المصادر نفسها، لم يبقَ في الميدان سوى مبادرة البطريرك الماروني، الذي عبّر بكل خطواته عن انّه ماض الى النهاية في طرحه، ويضيء على كل العقبات التي تواجه عملية التأليف، وصولاً الى إشارته امس الى التفسيرات المتبادلة للصلاحيات الدستورية.
وقد سأل البطريرك الراعي في عظة الاحد امس، «كيف يمكن الإمعان في المواقف السياسية المتحجّرة الهدّامة للدولة كياناً ومؤسسات دستورية؟ بأي ضمير وطني، وبأي مبرّر، وبأي نوع من سلطان وحق، وبتكليف مِن مَن؟»، وعرض الراعي بصيغة تساؤلات، للأسباب التي تفرض تأليف الحكومة، وسأل: «هل من عاقل يصدّق أنّ الخلاف هو في تفسير مادة من الدستور واضحة وضوح الشمس؟»، وقال: «أيها المسؤولون، الدستور وضع للتطبيق لا للسجال، وليكون مصدر إتفاق لا مصدر خلاف. أمام التحدّيات المصيرية، ترخص التضحيات الشكلية، ويكفي أن تكون النية سليمة. وفي كل حال، المبادرة في هذا الإتجاه ترفع من شأن صاحبها في نظر الناس والعامة، وتدل الى روح المسؤولية». واعتبر انّه «لو كان الحياد قائماً في لبنان ما كنا لنشهد أي أزمة دستورية، بما فيها أزمة تأليف الحكومة حالياً. فعلاوة على المصالح الفئوية التي تفرز الأزمات والحروب في لبنان، يبقى السبب الرئيسي هو الإنحياز وتعدّد الولاءات». وقال: «إنّ خلاص لبنان يقتضي أن تنظر الأسرة الدولية إلى قضيته بمعزل عن أي ارتباط بقضية أي بلد آخر قريب أو بعيد». وأمل من الرئيس الأميركي الجديد «أن ينظر مع إدارته إلى قضية لبنان بهذه النظرة، من دون ربطه بأي بلد آخر، وأن يساهم في إبعاده عن النزاعات الإقليمية، ودعم مشروع حياده كمدخل لإستعادة استقراره وازدهاره».
قراءة ديبلوماسية سلبية
والى هذه الأجواء السلبية التي لم تحمل ما يوحي بإمكان تجدّد الإتصالات الى افق غير محدّد الى الآن، قالت مصادر ديبلوماسية غربية في قراءتها للتطورات المحيطة بالملف اللبناني لـ«الجمهورية»، انّ ما يجري هو «عملية انتحار وقتل متبادلة وجريمة يرتكبها الجميع عن قصد او غير قصد، ولا يعتقدن أحد أنّه سيكون في منأى عن تردّداتها وما هو متوقع من سلبيات. فالجميع سيدفع الثمن ومن كل الأطراف المتنازعة، هذا عدا عن استدراج اللبنانيين الى مكان ما لا يتمناه احد، وسيصلون الى مرحلة يفتقدون فيها الحق في الندم تجاه ما هو متوقع من تطورات وعلى اكثر من مستوى.
فالمنطقة دخلت في مدار جديد مع بداية عهد جديد في الإدارة الأميركية، وانّ لبنان سيبقى الى أمد غير منظور خارج دائرة الاهتمامات، وما لم تكتمل مؤسساته الدستورية سيكون خارج دائرة التفاهمات من دون معرفة الجهة التي يمكن ان تتبنى رعاية مصالحه. عدا عن القطيعة الشاملة التي تنامت مع العرب والغرب، الى درجة اوحت بغياب الحراك الديبلوماسي، ودخلت البلاد مرحلة غياب هذا التمثيل عن لبنان بالفاعلية التي يتمناها اي مسؤول».
الحريري
في غضون ذلك، كشفت مصادر «بيت الوسط»، انّ الحريري ما زال في بيروت خلافاً لما يُشاع، وانّ سفره المرتقب سيُعلن عنه في حينه، لأن ليس في الأمر سراً، فهو من كشف انّه يحضّر لزيارات عدة سواء الى فرنسا او أي دول أُخرى..
وفي هذه الاثناء، تطرّقت رئيسة كتلة «المستقبل» النيابية بهية الحريري امام زوارها امس، الى أزمة تشكيل الحكومة، فقالت، «إنّ الرئيس الحريري لا يدخر جهداً من أجل تحقيق ما يريده اللبنانيون، وهو كان أول من تجاوب مع مطالب الناس ولا يزال وسيبقى الى جانب الناس، وهو رغم كل العراقيل والصعوبات مستمر في العمل، على أن يكون للبنان عاجلاً أم آجلاً حكومة مهمة من إختصاصيين تكون كما يدل عليها إسمها، لتوقف انهيار اقتصاد البلد وتضعه مجدداً على سكة النهوض».
لبنان وسويسرا والتحويلات
على صعيد آخر، سيحضر اليوم ملف التحويلات المالية التي تخص حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان حويك والتي يدقق فيها القضاء السويسري، في مكتب وزير الخارجية شربل وهبه، الذي تلقّى طلباً عاجلاً من السفيرة السويسرية مونيكا شموتز كيرغوتس لزيارته اليوم، للبحث في ما آلت اليه هذه القضية، بعد المساندة القضائية التي قدّمها لبنان للقضاء السويسري والمراحل اللاحقة المحتملة التي فرضها استعداد سلامة للمثول امام القضاء السويسري، من دون المعونة او الوساطة اللبنانية المطلوبة، وفي الوقت الذي يحدّده هذا القضاء، ومع اي كان من المعنيين بالملف.
وهبه لـ «الجمهورية»
وعشية لقاء مع السفيرة السويسرية، كشف وهبه لـ «الجمهورية»، انّه حدّد لها موعداً اليوم، من دون ان يسألها مبتغاها، لمجرد انّها طلبت لقاء عاجلًا ام تفصح مسبقاً عمّا تريده. وقال: «الملف القضائي المطروح بات موضوع مراسلات مباشرة بين القضاءين السويسري واللبناني، ونحن على ثقة بالطرفين، ولو لم يكن الملف دقيقاً لما جرت المراسلات مباشرة بين القضاء السويسري ووزارة العدل اللبنانية معبراً الى القضاء اللبناني».
وعندما قيل له انّ هذه المراسلات لم تمرّ عبر وزارة الخارجية وفق الاصول الديبلوماسية، قال وهبه: «المهم ان تكون النتائج التي يسعى اليها القضاء متوافرة وممكنة. فالملف المطروح له ظروفه الطارئة لربما، وهذا ما سأستوضحه غداً (اليوم) من السفيرة السويسرية مباشرة، بالإضافة الى المعطيات التي يجب ان نكون على اطلاع في شأنها. ولا استبعد انّ لدى القضاء السويسري معطيات دقيقة استوجبت التعاطي بهذه الطريقة، ولا بدّ من الانتباه اليها وتقديرها بدقة».
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024