الوضع الصحي في لبنان متدهور.. هل سنتجه إلى تمديد الاقفال؟

يوما بعد يوم، يتأزم الوضع الصحي في لبنان أكثر مع الارتفاع المتواصل لعدد الإصابات والوفيات جراء فيروس "كورونا" ومع تكاثر الأزمات التي تضرب القطاع الصحي والقطاعات الاقتصادية على حد سواء.

وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي أننا "نحتاج لتمديد الإقفال لأسبوع إضافي ومن ثم فتح البلد بطريقة تدريجية ومنظّمة".

وأشار عراجي في حديث تلفزيوني إلى أن "نسبة الفحوصات الإيجابية لا تزال مرتفعة وكذلك الوفيات ودعونا سابقا لمنح مساعدات مادية للناس لتتمكن من التكيّف مع الوضع"، لافتا إلى أن "شركة فايزر لا تزال ملتزمة بتأمين اللقاح في منتصف شباط الجاري".

د. عبد الرحمن البزري: الدفعة الاولى من لقاح "فايزر" ستصل إلى لبنان قبل الموعد المحدد

بدوره، أكد رئيس اللجنة الوطنية للقاح "كورونا" د. عبد الرحمن البزري أن "الدفعة الاولى من لقاح "فايزر" ستصل الى لبنان قبل الموعد المحدد من معامل فايزر في بلجيكا وستعطى اللقاحات وفق النموذج والقواعد الاميركية"، مطمئنا الى أن "الجهوزية كاملة للبدء بعمليات التلقيح".

وأوضح  البزري في حديث إذاعي أنه "بين 13 و17 شباط سيبدأ استخدام اللقاحات"، مضيفا أن "هناك بالحد الادنى 20 براداً (على درجة حرارة -70) وهذه البرادات جرى الكشف عليها وهي بحال جيدة لذا القدرة التخزينية للقاح موجودة".

وأضاف البزري أن "لقاح سبوتنيك الروسي سيجري تقديم ملفه امام اللجنة في لبنان، والتقييم النهائي سيصدر اليوم ونتجه الى المصادقة عليه".

وحول مسألة تمديد الاقفال، كشف البزري عن وجود ضغط باتجاه تمديد الاقفال وضغط آخر معاكس،  داعيا الى اعتماد الفتح المبرمج للتعويض على الناس.

نقيب الأطباء: لا خلاص إلا باللقاح

من جهته، رأى نقيب الأطباء في لبنان البروفسور شرف أبو شرف أن "اللقاحات المتداولة في السوق العالمية ضد فيروس كورونا (فايزر، موديرنا، استرازنيكا، سبوتنيك وغيرها) أظهرت قدرتها بشكل كبير على تخفيف خطر الإصابة بحالات المرض الخطيرة، في اميركا واوروبا، وخلقت مناعة عند الأشخاص الحاصلين عليها بنسبة تزيد عن 90%، كما أن نسبة العناية الاستشفائية والوفيات تدنت كثيرا".

واشار ابو شرف في بيان له إلى أن "القرائن التي يقدمها عندنا المعترضون على ‏أعطاء اللقاح في الاعلام لا تستند إلى معطيات علمية، ولا خيار علاجيا وعلميا، ولا خلاص لنا إلا باللقاح".

وذكر أن "التأخير في إعطاء اللقاح سيؤدي إلى متحولات جديدة للفيروس قد لا تتأثر كليا باللقاح وتودي بنا الى ما لا تحمد عقباه"، مؤكدا "ضرورة إعطاء اللقاح في أقرب وقت ولأكبر عدد ممكن من الناس، حتى نحصل على مناعة مجتمعية تفوق 80%، ونخفض نسبة المرضى والمضاعفات والوفيات، ونعود تدريجيا إلى حياتنا الطبيعية".

وختم ابو شرف قائلا إن "علينا في هذه الأثناء التزام التدابير الوقائية"، متوجها بالشكر إلى "وسائل الإعلام على دور التوعية الذي تقوم به في هذا المضمار"، وتمنى "عليها عدم نشر أي أخبار عن اللقاح إلا عبر الاختصاصيين في نقابة الأطباء، ‏واللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا والمصادر العلمية الموثوقة، تحاشيا للفوضى والبلبلة والتردد التي قد يسببها، وانعكاسها السلبي على المجتمع، فيما نرى تراجعا في نسب الاصابات الخطرة عند المجتمعات التي اصبحت في مراحل متقدمة من التلقيح".

نقابة الممرضين: كل اللقاحات التي اعترفت بها منظمة الصحة العالمية أثبتت فعاليتها

نقابة الممرضات والممرضين أكدت أن "عمليات التلقيح تتزايد في كل أنحاء العالم لكل شرائح المجتمع، وقد تخطى عدد الذين تلقوا اللقاح لتاريخ الأول من شباط 2021 المئة مليون شخص من الأعمار كافة، ولم تسجل لديهم مضاعفات أو تداعيات".

ورأت النقابة في بيان لها أن "اللقاح يبقى العنصر الأساس في الاستراتيجية المتبعة في كل دول العالم لتحصين المجتمع وحمايته وللحد من انتشار العدوى والسيطرة شبه الكاملة على الوباء"، مشيرة إلى أن "كل اللقاحات التي اعترفت بها منظمة الصحة العالمية، أثبتت فعاليتها بشكل كبير وأثبتت أنها تراعي متطلبات السلامة، وتؤمن مناعة أطول من المناعة المكتسبة لدى الأشخاص الذين أصيبوا وتماثلوا الى الشفاء".

وأضافت أن "النقابة وبعد أن أبدت قلقا كبيرا على صحة الناس والمجتمع، وبالاخص حياة العاملين في التمريض بسبب كثرة الإصابات وبسبب العدد المرتفع للوفيات وفقدان بعض الزملاء نتيجة مضاعفات الإصابة، تشجع على تلقي اللقاح من أجل حماية كل المجتمع وبخاصة الممرضات والممرضين، ولهذا السبب كان التشديد على أولوية العاملين في القطاع الصحي لتلقي العلاج، على الرغم  من أن هذا الأمر وفي مطلق الأحوال يبقى اختياريا، ولكن يرفع المسؤولية عن الجهات المعنية التي قامت بكل ما عليها القيام به لتأمين اللقاح مجانا، للعاملين في مهنة التمريض وكل القطاع الصحي وجميع اللبنانيين تباعا".

كما أكدت أن "توعية المجتمع حول أهمية تلقي اللقاح واكتساب مناعة مجتمعية بنسبة 80%، هي مسؤولية مشتركة ومسؤولية وطنية، وهي تدخل في صلب مهام التمريض والدور الذي يلعبه الممرضات والممرضون في الارشاد والتوجيه".

نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة: الأزمة ستنعكس على المستشفيات كما على المواطنين

وفي سياق متصل، لفت نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة  سليمان هارون إلى "وجود فوضى عارمة في سوق المستلزمات الطبية وكواشف المختبر التي يجري استعمالها في المستشفيات ما عدا الادوية يدفع ثمنها على اساس 9000 ليرة"، مؤكدا أنه "في حال لم يُصار الى حل هذه الأزمة فمن الطبيعي ان تنعكس على المستشفيات وعلى المواطنين".

وتابع هارون في حديث إذاعي أن "قسما من التجار يقولون ان مصرف لبنان لا يؤمن لهم الدعم وقسم كبير منهم يقوم بالفوترة بالدولار اما 100% او القسم الاكبر من الفاتورة بالدولار وبسعر السوق. هذا الامر سبق ونبهنا منه مرارا وطلبنا من معالي وزير الصحة التدخل لتبيان حقيقة الموضوع متخوفا من تأثير رفع الدعم عن مستلزمات التعقيم في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة فيه اليها".

وعن كيفية التعامل مع الانذارات التي يرسلها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للمستشفيات، أكد أن المشكلة لن تحل بل ستتفاقم خاصة في ظل الوضع المقلق والدقيق الذي نعيشه مع جائحة كورونا والمطلوب عودة اسعار المستلزمات الطبية الى ما كانت عليه .

واشار هارون إلى ان "السلفات التي يرسلها الضمان الاجتماعي للمستشفيات هي مستحقات وليست هبات لكن على تعرفة الدولار 1500 وبالتالي لا تعالج المشكلة.

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: لبنان