معركة أولي البأس

لبنان

مشاورات رئاسية للوصول إلى حلّ حكومي
11/12/2018

مشاورات رئاسية للوصول إلى حلّ حكومي

اهتمت الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم بالمشاورات التي بدأها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس مجلس النواب والرئيس المكلف أمس، في خطوة تشير إلى عزم بعبدا الوصول إلى تسوية للأزمة الحكومية.. جاء ذلك بعد تلويح عون بإحالة المسألة الحكومية إلى أروقة مجلس النواب، في وقت مضى على تكليف سعد الحريري 200 يوم دون أن تبصر التشكيلة النور.


"الأخبار":  عون: عون: حكومة قريبة... أو الخروج عن الصمت

قالت صحيفة "الأخبار" ان الرئيس ميشال عون سحب مُبادرة إيجاد حلّ للأزمة الحكومية من أيدي كلّ «سعاة الخير»، مُطلقاً مشاوراته مع القوى الأساسية لإيجاد مخرج، بعد سبعة أشهر من الانتظار، اشتدت خلالها الأخطار الاقتصادية والمالية، واهتزت معها صورة العهد الرئاسي. المعنيون في بعبدا يأملون خيراً في الأيام المقبلة، وإلا.. فإن رئيس الجمهورية سيخرج عن صمته

لم يعد أحد مُكلّفا بمعالجة الأزمة الحكومية، سوى رئيس الجمهورية نفسه. فالرئيس ميشال عون أنهى أمس التعامل «بالواسطة» مع هذا الملّف، من خلال مُبادرته التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، والموعد المُحدّد اليوم لوفد من حزب الله. الوضع، بالنسبة إلى الرئيس، لم يعد يحتمل تأخيراً أكثر، إن كان في ما خصّ المخاطر المالية والاقتصادية التي تُهدّد الدولة، أو صورة «العهد» الذي يتعرّض لتحديات جمّة. يأتي حراك عون، بعد أن باءت كلّ المحاولات والاقتراحات السابقة بالفشل، أمام إصرار كلّ من الحريري أو أعضاء «كتلة اللقاء التشاوري» على موقفهما بعدم التنازل عن شروطهما. استشعر عون أنّه إذا بقي الوضع على ما هو عليه، فإنّ الأمور ستجنح نحو منحى أكثر خطورة، «لذلك قرّر القيام بمبادرة تكسر الجمود يطلب فيها من الجميع تحمّل مسؤولياته. اتصل ببرّي والحريري، وسمع كلاماً إيجابياً ومُشجعاً بأنّ الجميع يُريد حلّ الأزمة، وقال برّي والحريري إنّهما حاضران للبحث عن حلّ»، على ما تقول مصادر القصر الجمهوري لـ«الأخبار».

القصة لا تزال في إطار التشاور، «وتبادل عددٍ من الأفكار مع الجهات المعنية سعيا إلى إيجاد صيغة نهائية والخروج من الأزمة، من دون أن يكون الرئيس مُتمسكاً بأي فكرة مسبقة، سواء لجهة عدد اعضاء مجلس الوزراء المقبل، أو لجهة أحجام القوى فيه». تؤكد مصادر بعبدا أنّ الحصيلة الأولى للتشاور يوم أمس «جيّدة جدّاً، ومن الممكن إذا استمر الوضع بهذه الإيجابية، أن تؤدّي المبادرة إلى مخرج ما نهاية الأسبوع»، بعد عودة الحريري من لندن، حيث يُشارك في منتدى اقتصادي لبناني - بريطاني. أما في حال فشلت هذه المبادرة أيضاً، فإنّ عون «لن يبقى ساكتاً، وسيتخذ موقفا علنيا من الموضوع». وتقول المصادر إنّ عون «طرح بدائل عدّة في ما خصّ موضوع تمثيل نواب اللقاء التشاوري»، رافضةً الكشف عن مضمونها، قبل لقاء الرئيس مع وفدٍ من حزب الله. ولكن هل من الممكن أن يتنازل عون عن المقعد المُخصص للطائفة السنية من حصته؟ تردّ المصادر بأنّ «كلمة تنازل ليست في محلّها. همّ الرئيس أن تتشكّل الحكومة، وهو أوصل غايته للمعنيين». أما في ما خصّ الرسالة التي قيل إنّ عون سيوجهها إلى مجلس النواب، فتقول مصادر قصر بعبدا إنّ «الحديث عنها ساهم في تليين المواقف، ولكنّها أُعطيت أكثر ممّا تستحق. لم تكن قراراً مُتخذاً، ولم تُكتب حتّى، بل كانت الخيارات التي كانت مُتاحة للرئيس دستورياً».

 

"الجمهورية": مشاورات رئاسية لكسر الجمود.. وأفكار بالجملة قيد الدرس
من جهتها، رأت "الجمهورية" أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما هو واضح، قرّر ان يُمسك بطرف هذه السنّارة، معوّلا على مشاورات أطلقها في الساعات الماضية، لعلّه يجد من يشاركه من المعنيين بعقدة تمثيل سنّة 8 آذار، في محاولة صياغة تفاهم وبلورة مخرج يؤدي الى بلوغ الصيد الحكومي الثمين في اقرب وقت ممكن، فيكون بمثابة عيدية تُقدّم الى اللبنانيين في فترة الاعياد. فعقد لهذه الغاية لقاءين وصفا بالايجابيين مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلّف سعد الحريري، على ان يستكمل مشاوراته اليوم بلقاء وفد من «حزب الله».

وفي معلومات لـ«الجمهورية» أن مبادرة رئيس الجمهورية التي بدأها مع كل من بري والحريري هي مبادرة جدية ومسؤولة وأنه سيواصلها اليوم.

وذكرت المعلومات ان عون سيلتقي قيادات من «حزب الله» ومختلف الكتل والقوى السياسية ساعياً الى تقريب وجهات النظر وبلورة الحلّ ما يسهم في توليد تشكيلة حكومية مقبولة يلتفّ حولها الجميع. ويظهر حتى الان، وفق المعلومات، أن لا مؤشرات لصيغة محدّدة بل مجموعة طروحات يفترض أن تأخذ طريقها الى النقاش بين المعنيين.

وفيما لم تستبعد مصادر معنية بالملف الحكومي إمكان ان تشمل مشاورات رئيس الجمهورية نواب «اللقاء التشاوري» وشخصيات اخرى، لوحظ انه حتى يوم امس ، لم يكن ملحوظاً في هذه المشاورات اي لقاء لرئيس الجمهورية مع النواب الستة ، الذين اكّدت اوساطهم لـ«الجمهورية»: «انّ زيارة اي منهم الى عين التينة واردة في اي وقت بعد زيارة بري الى بعبدا».

وعلى ما يبدو، انّ تفاهماً رئاسياً واضحاً قد تمّ حول إبقاء الافكار المطروحة على مائدة المشاورات الرئاسية طي الكتمان. وكان لافتاً في هذا السياق مغادرة بري اللقاء مع رئيس الجمهورية من دون الإدلاء بتصريح، مكتفياً برفع يديه الى الاعلى بالدعاء.

فيما ردّ الحريري على اسئلة الصحافيين، وقال: «لندع فخامة الرئيس يقوم بمشاوراته وعند عودتي من السفر سنكمل ما بدأناه».

 

"البناء": توسيع التشكيل... أو وكيل بدل الأصيل... أو تشارك رئاسي في التمثيل
وقالت صحيفة "البناء" انه من دون سابق إنذار وفي زيارات لم يعلن عنها مسبقاً حطّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري كل على حدة في قصر بعبدا في إطار الاجتماعات التي قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عقدها مع الرئاسة الثانية والثالثة وعدد من المكونات السياسية الأساسية المعنية بالتأليف أبرزها حزب الله ونواب اللقاء التشاوري، بهدف إخراج الحكومة من عنق التعطيل وإيجاد المخرج المناسب الذي يجنّب البلد التوتر السياسي الذي خرج إلى العلن بشكل واضح وتحوّل حرباً على الصلاحيات الدستورية على خط الرئاسة الأولى والثالثة.

وبينما أشارت معلومات «البناء» إلى أن لقاء الرئيس عون والرئيس بري كان ايجابياً وطرح الرئيس بري خلاله أفكاراً لحل عقدة تمثيل النواب السنة، شدّدت مصادر مطلعة على أجواء اجتماعَي الرئيس عون مع بري والحريري لـ»البناء» إلى أن تلويح الرئيس عون بإرسال رسالة إلى المجلس النيابي لم يعُد وارداً وسحب من التداول، فالرئيس عون تحدّث مباشرة أمس إلى المعني الأول بالتشكيل الذي خرج مرتاحاً من اللقاء ومتفائلاً.

وأعلن الحريري أنّه «تشاور مع رئيس الجمهورية بطروحات عدة في الموضوع الحكومي، ولنتركه يقوم بمشاوراته». وأشار إلى أنّه سيتابع التواصل مع الرئيس عون، مؤكدًا أنّ «الامور التي أقبل او لا أقبل بها واضحة».

وتشير اوساط بعبدا لـ»البناء» الى ان الرئيس عون يرى ان هناك حلولاً قد يتم السير بها وتبصر النور اذا استجاب المعنيون لمساعيه، مشددة على ان الرئيس عون سيلتقي وفد حزب الله بعد ظهر اليوم في الإطار نفسه، مع تلميح المصادر إلى أن رئيس الجمهورية قد يطلب من حزب الله التمني على اللقاء التشاوري اختيار شخصية من خارج النواب الستة السنة تمثلهم داخل مجلس الوزراء، لا سيما أن الرئيس الحريري قد يقبل بطرح كهذا. وتشدد الاوساط على ان الرئيس عون يجهد من أجل الوصول إلى حكومة في أسرع وقت ممكن لا سيما ان الوضع الراهن لم يعد يحتمل، والوضع الاقتصادي يستدعي تعاون المكونات كافة وتحمل مسؤولياتها بهدف التعجيل في التأليف.


"اللواء": لقاءات رئاسية في بعبدا: طي الرسالة والبحث عن مخارج

وبحسب "اللواء"، فقد أنعشت مبادرة الرئيس ميشال عون، والتي تمثلت بزيارتين منفصلتين لكل من الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري إلى بعبدا الآمال، بإمكان احداث خرق، في بحر أسبوع، يفصل بين سفر الرئيس الحريري إلى لندن، للمشاركة في مؤتمر للاستثمار ينعقد هناك، وعودته نهاية الأسبوع الجاري..
وفقاً لمصادر واسعة الاطلاع، فإن الموضوع الرئيسي كان الرسالة التي يزمع الرئيس عون توجيهها إلى المجلس النيابي..

وكشفت ان الرئيسين عون وبري ناقشا الرسالة، من زاوية انها حق للرئيس، ولكن لا جدوى منها، وهي قد تفاقم الأمور من دون جدوى، في وقت ان المهم الآن الخروج من المأزق، لا الدخول في مأزق إضافي.
وكشفت ان رئيس المجلس، بدا غير متحمس للرسالة في هذا التوقيت، متمنياً على الرئيسين البحث في مخارج ما تزال ممكنة، لإنهاء عقدة التأليف، وإصدار المراسيم.

وأشادت المصادر بدور رئيس المجلس، ووصفته «بالايجابي» وتابعت ان التطور الأبرز كان صرف النظر عن الرسالة الرئاسية إلى مجلس النواب..
ووصفت المصادر أجواء اللقاء بين الرئيسين عون والحريري بأنه أدى إلى كسر الجمود، وإعادة قطار التأليف إلى سكة الحوار..

وأشارت هذه المصادر إلى ان صيغاً عدّة طرحت للخروج من المأزق..
ومن بينها العودة إلى خيار سبق واقترحه الرئيس برّي ويقضي بأن يكون الوزير السني الممثل للنواب السنة من 8 آذار، مكان الوزير الذي يبادله الرئيس عون مع الرئيس الحريري..

طي الرسالة الرئاسية
وفي تقدير مصادر سياسية معنية، ان النتيجة العملية للمبادرة الرئاسية التي بدأها الرئيس ميشال عون، أمس، عبر مشاورات مع الرئيسين برّي والحريري، كلاً على حدة، بهدف تحريك الجمود في الملف الحكومي، كانت بإقفال الباب امام الرسالة التي كان الرئيس عون يفكر بارسالها إلى مجلس النواب، لطرح الموضوع الحكومي امامه، بعدما تبين له ان لا أهمية لهذه الرسالة دستورياً أو قانونياً، وان توقيت توجيهها في هذه الظروف الحسّاسة من أجل حث الرئيس المكلف على التعجيل بتشكيل الحكومة لن يفيد أحداً، بل ربما ستشعل ساحة المزايدات السياسية أكثر مما هي الآن، ولن تسفر عن أي نتيجة، بل ستزيد الانقسامات في البلد.

إقرأ المزيد في: لبنان