معركة أولي البأس

 

لبنان

جمود حكومي بإنتظار المبادرة الفرنسية ودعوة الفاتيكان
07/04/2021

جمود حكومي بإنتظار المبادرة الفرنسية ودعوة الفاتيكان

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على المراهنة على المبادرة الفرنسية الجديدة فيما إذا كانت ستجمع طرفي الأزمة الرئيسيَّين سعد الحريري وجبران باسيل وربما طرح إمكانيّة توسيع اللقاء في باريس ليشمل كلّ القوى السياسيّة، وانتظار ما سيرشَح عنها، وعلى ضوء التطورات سيظهر ما إذا كانت هناك إمكانية للإفراج عن الحكومة المعلّقة منذ ٨ أشهر "بحبل الشروط والشروط المُضادة".

"الأخبار": لمبادرة الفرنسيّة الجديدة تتعثّر: برّي والحريري يفضّلان لقاءً موسّعاً

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي اعتبرت أنه بعدَ أيام على الأجواء التفاؤلية التي سادت في عطلة الأعياد، يُشكّك المُطّلعون على أزمة تأليف الحكومة بشأن ما يُمكِن أن ينتُج من المبادرة الفرنسية الجديدة. وهي إن كانَت «جدّية»، لكنها تتوقّف على تعامُل القوى السياسية معها، وخاصّة طرفَيِ الأزمة الرئيسيَّين: سعد الحريري وجبران باسيل. وعشيّة الحديث عن زيارة مفترضة للأخير إلى باريس، تتقاطع المواقِف السياسية حول «انتظار ما سيرشَح عنها، وعلى ضوء التطورات سيظهر ما إذا كانت هناك إمكانية للإفراج عن الحكومة المعلّقة منذ ٨ أشهر بحبل الشروط والشروط المُضادة».

فهذه المبادرة، على الرغم من الضغوط الفرنسية على القوى السياسية، تواجه عراقيل ليست ببسيطة. أبرزها، أن في الداخل من رفض الكلام على لقاء ثنائي بين الحريري وباسيل في حضور ماكرون، وطرح فكرة توسيع اللقاء ليشمل باقي القوى، على أن يكون شبيهاً بلقاءات قصر الصنوبر التي ضمّت ممثلين عن الأحزاب والتيارات، حينَ زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت بعد تفجير مرفأ بيروت في آب الماضي. وقالت أوساط على بيّنة من الاتصالات التي تتمّ بينَ مسؤولين لبنانيين وفرنسيين أن الرئيس المكلف سعد الحريري ليسَ متحمّساً لهذا اللقاء، وهو كما رئيس مجلس النواب نبيه برّي من مؤيدي فكرة اللقاء الموسع، أو فليُستكمَل التفاوض مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. بينما سمِع الفرنسيون من شخصيات لبنانية نصائِح بعدم تلبية هذه الرغبة، لأن المشكلة الأساسية محصورة بين باسيل والحريري، وأن المطلوب هو ردم الهوّة بينهما، فيما لن ينفَع وجود الآخرين في شيء.

طرح إمكانيّة توسيع اللقاء في باريس ليشمل كلّ القوى السياسيّة

غيرَ أنّ الأهم من ذلك، أن رئيس تكتّل «لبنان القوي» لم تُحسَم زيارته لفرنسا بعد، فلا مواعيد في الإليزيه وفقَ ما تقول مصادر مطّلعة، وهو لم يذهَب من دون تحديد جدول أعمال، مع التنبّه إلى الجوّ الفرنسي ــــ اللبناني الذي يُحاول تحميله والرئيس عون مسؤوليّة التعطيل.
وبانتظار ما ستحمله الأيام المُقبلة، طرأ أمس عامل جديد تمثّل في تبلّغ الرئيس الحريري أمس من سفير الكرسي الرسولي في لبنان المونسينيور جوزيف سبيتيري أن البابا فرنسيس سيستقبله في الفاتيكان في 22 نيسان الجاري. وكان الحريري قد تقدّم بطلب اللقاء قبل نحو أسبوعين، وسيشمل برنامج زيارته لقاءً أيضاً مع وزير الدولة (رئيس الوزراء) في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. وفيما تأتي هذه الدعوة تزامناً مع الحراك الفرنسي، قال مطّلعون إنها «لا شكّ ستتناول الأزمة الحكومية، ولا سيّما أن الفاتيكان يولي اهتماماً كبيراً بلبنان».
حصيلة الساعات الماضية تصبّ عند أن «الملفّ الحكومي محكوم بالجمود، فلا شيء يوحي بأيّ تقدّم، وكلّ الأمور متوقّفة على نتائج الزيارات التي يُحكى عنها». أما في بعبدا، فلا يزال الموقف ثابتاً بأن «تأليف الحكومة يجِب أن يتّبع الآليّات الدستوريّة».

"البناء": حزب الله يؤكد أنه شريك مبادرة بري… والطريق سالك ولو ببطء… وحراك عربيّ

أما صحيفة "البناء" رأت أنه لا جديد على المسار الحكومي، الذي كشف النائب حسن فضل الله موقع حزب الله كشريك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مبادرته، مشيراً الى أن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت، ولكن المساعي لا تزال مستمرّة والاتجاه الإيجابيّ هو السائد ولو كان بطيئاً، بينما حل التحرك العربي مكان الحراك الفرنسي، حيث يصل وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت بعد زيارة خاطفة الى باريس التقى خلالها وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، ويليه معاون الأمين العام للجامعة العربية حسام زكي، في محاولة عربيّة لملء الفراغ الناتج عن تراجع وهج الحراك الدولي، الذي يسجل زيارة للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الى الفاتيكان في 22 من الشهر الحالي، بعدما وصل أمس إلى بيروت، ويمكن أن تسبق الزيارة لقاءات باريس، التي تنتظر تفاصيل تطال اللقاءات ومواعيدها، وما إذا كان بينها اللقاء المرتقب للرئيس الحريري مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي لا يزال هدفاً فرنسياً، يشتغل لتحقيقه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

فيما عاد الرئيس المكلف سعد الحريريّ مساء أمس الأول الى بيروت من دون أن يُسجّل أي تطوّر على الصعيد الحكومي، تترقب الأوساط المحلية نتائج الحراك الفرنسي الجديد وما سيحمله في جعبته وزير خارجية مصر سامح شكري الذي زار باريس والتقى نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان قبل وصوله اليوم الى بيروت، على أن يزور لبنان أيضاً الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي يوم غدٍ.

وعلمت «البناء» أن الرئيس الحريري أسرّ لمقرّبين منه أن إذا لم يحصل على الضوء الأخضر من السعودية لتأليف الحكومة فلن تؤلف، لأن تأليف حكومة غير مغطاة سياسياً ومالياً من المملكة لن يكتب لها النجاح وستكون خياراً انتحاريّاً للحريري لن يُقدِم عليه. وأضافت المعلومات أن «الحريري وخلال زيارته الأخيرة الى الإمارات تمنى على الشيخ محمد بن زايد ترتيب لقاء مع الأمير محمد بن سلمان، لكن اللقاء لم يتمّ».

وفي سياق ذلك، يترقب مطّلعون على الوضع السياسي الداخلي تأثير الأحداث الأخيرة في الأردن على الموقف السعودي حيال الملف اللبناني تشدداً أو تسهيلاً، مشيرين لـ»البناء» الى أن «الحكم على الحراك الحكومي الحالي ستظهر نتائجه خلال 48 ساعة وربما تأتي رياح اقليمية – دولية مؤاتية للتأليف أو معاكسة فتعود الأمور الى نقطة الصفر». كما أشارت الى أن «الحريري وصل الى خيارات صعبة وضيقة، فهو يرفض خيار الاعتذار لأن ذلك سينهي حياته السياسية، خصوصاً إذا نجحت شخصيات سياسية سنية بتأليف حكومة تحظى بالدعم الدولي، لذلك يتشدد الحريري ويحتفظ بورقة التكليف للضغط على رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل من جهة ولقطع الطريق على منافسيه في نادي رؤساء الحكومات أو من الشخصيات السياسية المعارضة له أو من بيته الداخلي لا سيما شقيقه رجل الأعمال بهاء الحريري».

وعلمت «البناء» أيضاً أن الحديث عن لقاء بين الحريري وباسيل مجرد أفكار لا صدى لها في فرنسا إذ إن الفكرة ليست واردة في قصر الإليزيه.

وأشارت مصادر التيار الوطني الحر الى أن باسيل لم يطلب موعداً من باريس وفي الوقت نفسه لا يحتاج الى وساطة او وسيط لزيارة فرنسا.

في المقابل لفتت مصادر مقرّبة من الحريري لقناة «أو تي في» ان «العمل في الوقت الراهن ينصبّ في خارج لبنان لأن كل الوساطات التي طرحت في الداخل فشلت»، موضحة أن «الحريري لا يريد التداول إعلامياً بموضوع زيارته الى الفاتيكان واللقاء المرتقب مع البابا فرنيسس، وأوعز بهذه التعليمات الى كل النواب والقيادات في «تيار المستقبل». وشدّدت المصادر على أن «الضغط الدولي الذي يمارس حالياً من قبل فرنسا وألمانيا ومصر يؤشر الى أن هناك أمراً يُطبخ خارجياً، والحريري مقتنع بضرورة الجلوس مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ولكن هذا الأمر سيحصل بعد تشكيل الحكومة».

وتبلغ الحريري من سفير الكرسي الرسولي في لبنان المونسينيور جوزيف سبيتيري أن قداسة البابا فرنسيس سيستقبل الرئيس الحريري في الفاتيكان في ٢٢ نيسان الحالي، وذلك بعدما تقدم الحريري بطلب اللقاء قبل حوالي أسبوعين.

وكرر حزب الله موقفه الداعي لتأليف حكومة بأسرع وقت ممكن، وجاء ذلك على لسان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الذي اعتبر أن «المدخل للمعالجات هو تشكيل حكومة، ونحن أول حكومة كنا ضد استقالتها وكذلك حكومة حسان دياب، والمفتاح هو الحكومة لكن هذه الحكومة أمامها مسار، والإيجابية اليوم أن النقاش مفتوح بين الجميع الذين يقدمون الأفكار والاقتراحات وتجاوزنا بعض العقد والحواجز الكبيرة وقطعنا جزءاً أساسياً منها»، مشيراً الى «الدور الوطني والمحوري والأساسي لحزب الله وحركة امل في هذا الامر، وهناك بارقة أمل في ملف تشكيل الحكومة، ولكن الأمور تحتاج بعض الوقت، وعندما تحل الأمور داخلياً لا يستطيع الخارج أن يعرقل».

"النهار": رسالة مصرية حاسمة اليوم.. الطائف ودعم الحريري
 
كتبت صحيفة "النهار" تقول: ‎قد تكون مؤشرات "التبرؤ" لدى "التيار الوطني الحر" من الضجة المفتعلة حول زيارة "افتراضية" لرئيسه ‏النائب جبران باسيل لباريس، واثارة سيناريوات حولها لم تصمد سوى ساعات، الدليل القاطع على ان دوامة ‏تعطيل تأليف الحكومة بدأت تفجر عواقب وتداعيات غير محسوبة في طريق الفريق المعاند والممعن في نهج ‏التعطيل. ولذا لم يكن غريبا ان يحمل انحسار السيناريو الافتراضي حول زيارة محتملة لباسيل ولسواه لباريس ‏ليحل مكانه ترقب دلالات ومضمون زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم لبيروت التي يبدو انها ‏ستنطوي على ابعاد ورسائل ديبلوماسية مصرية بارزة للغاية في ظل تدافع الضغوط الدولية على لبنان لحمل ‏طبقته السياسية على تأليف حكومة انقاذية وإصلاحية تتمتع بمعايير من شأنها فتح الباب امام الدعم الدولي للبنان. ‏كما ان التخبط في سيناريوات حكومية من طرف واحد ربما تكون وراء فتح العهد ملف التفاوض مع النظام ‏السوري، اذ كشف وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبة امس ان رئيس الجمهورية ميشال ‏عون إتصل بالرئيس السوري بشار الاسد للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية الشمالية مع سوريا، مؤكدا ان ‏لبنان لن يقبل الانتقاص من سيادته بالمياه‎.‎
‎ ‎
وفي الملف الحكومي تشير معلومات "النهار" إلى أنّ اللقاءات المزمع عقدها في فرنسا مسألة غير مؤكّدة ولا شيء ‏نهائيا في شأنها بعد، كما ان لا معطى أو أرضيّة حقيقيّة تشير إلى تحضير لحصول أي لقاء محتمل بين الرئيس ‏المكلف سعد الحريري وباسيل. وقد علمت "النهار" ان الرئيس سعد الحريري ابلغ المسؤولين الفرنسيين فور ‏تبلغه بالتفكير الفرنسي مجددا بدعوته الى زيارة باريس وتأمين عقد لقاء بينه وبين النائب باسيل وفقا لمسعى الموفد ‏باتريك دوريل الذي لم تغادره هذه الفكرة منذ زيارته للبنان قبل ما يقارب الخمسة اشهر، ان الحكومة اللبنانية لا ‏تتألف في فرنسا بل في القصر الجمهوري في لبنان، كما ان تاليفها يتم بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون ‏ليس الا. وتبلغ الحريري امس من السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري ان البابا فرنسيس ‏سيستقبله في الفاتيكان في 22 نيسان الحالي علما ان برنامج الزيارة سيشمل أيضا لقاء مع وزير الدولة (رئيس ‏الوزراء) في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين‎.‎

وأكدت امس أوساط مسؤولة في تيار "المستقبل" لـ"النهار" أنّ "الكلام الذي يسوّقه البعض داخلياً في لبنان حول ‏لقاء مزعوم بين الحريري وباسيل هو لذرّ الرماد في العيون وهدفه إظهار باسيل في موقع الاهتمام، في وقت لا ‏مصلحة أو تأكيد أن لقاء كهذا سيساهم في تشكيل حكومة، بل ما يمكن أن يحمله أي لقاء مع باسيل هو الانعكاس ‏السلبي على الحريري في شارعه، مع الاشارة إلى أن أيّ لقاء في إطار طبيعي بين رئيس حكومة ورئيس كتلة ‏لبنانية ممكن بعد تشكيل الحكومة". وتبقي أوساط "المستقبل" الرهان على ايجابيات حكومية قائماً لناحية "إمكان ‏حصول جديد في الأيام المقبلة على صعيد الملف الحكوميّ في ظلّ الحراك الدولي باتجاه لبنان وزيارة الموفد ‏المصري المرتقبة الى بيروت، كما زيارة الحريري الى الفاتيكان، فيما يبدو أنّ ثمّة شيئاً ما يطبخ في الكواليس ولم ‏تظهر معالمه حتى اللحظة‎".‎
‎ ‎
وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم لبيروت التي يصلها مباشرة بعد محطته امس في ‏باريس في خضم حراك عربي وخارجي ضاغط من اجل ولادة الحكومة. وهي تسبق زيارة مقررة للامين العام ‏المساعد للجامعة العربية حسام زكي الذي اعلن قبل أسابيع استعداد الجامعة "للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب ‏الصدع الحالي وصولا الى معادلة متوافق عليها تمكن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل وفق ‏المبادرة الفرنسية‎".‎

"اللواء": لم تشهد الساحة الداخلية اي حركة علنية على الأقل حول تشكيل الحكومة

أما صحيفة "اللواء" رأت أنه لا معطيات جديدة حكوميًا والاتصالات حتى الآن غائبة بأنتظار الأيام المقبلة وامكانية حصول أي خرق بعد متابعة فرنسا لهذا الملف ولاحظت مصادر مطلعة عبر اللواء أن الابتعاد عن أي مواقف متشنجة من شأنه أن يساهم في خلق مناخ يتيح الأخذ والرد في هذا الملف من أجل أي إشارة إيجابية.

ونقل عن الرئيس المكلف قوله أنه ليس بوارد لقاء النائب باسيل، واللقاء معه لا يوصل إلى أية نتيجة، بل الحل في إعلان رئيس التيار الوطني الحر وفريقه التخلي عن الثلث المعطل، وهو الأمر الوحيد الذي يؤدي إلى تسهيل تأليف الحكومة.

ولم تشهد الساحة الداخلية اي حركة علنية على الاقل حول تشكيل الحكومة برغم عودة الرئيس المكلف سعد الحريري  مساء أمس الاول الى بيروت، بإنتظار ما ستحمله الاتصالات مع فرنسا من لقاءات جرى الحديث عنها لكن لم يتأكد شيء رسمي منها، فيما معلومات «اللواء» اشارت الى تحضير في الكواليس لما يشبه مؤتمر سان كلو للحوار بين اقطاب السياسة اللبنانية من اجل تقريب وجهات النظر حول تشكيل الحكومة والمواضيع المتعلقة بها. إلّا ان شيئاً لم يتضح بعد في هذا الخصوص.

إقرأ المزيد في: لبنان