معركة أولي البأس

لبنان

عون ينتظر لقاءه بـ
15/04/2021

عون ينتظر لقاءه بـ"هيل".. قرار أميركي بعدم ترسيم الحدود البحرية

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على المحادثات التي بدأها أمس في بيروت وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، والتي تركزت على الملف الحكومي، كما على موضوع مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، المعلّق منذ نحو خمسة أشهر.

 وفيما تنعدِم المؤشرات الداخلية بشأن إمكانية تأليف حكومة جديدة في المدى المنظور، يبدو أن هيل أوصل رسالته بأن القرار الأميركي يقتضي بعدم ترسيم الحدود البحرية.

"الأخبار": هيل: تعديل الحدود ممنوع:: استبق لقاءه بعون بجلسة مع فريق الرئيس

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أن مشروع تعديل مرسوم الحدود البحرية يخضع للحسابات الداخلية والخارجية. مصيره سيتضح أكثر بعد اللقاء الذي سيجمع وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، برئيس الجمهورية ميشال عون. الأخير ينتظر ما سيقوله الزائر الأميركي، من ضمن الخطوات التي سيبني عليها قراره بشأن كيفية التعامل مع مرسوم الحدود. أما هيل، فقال بوضوح لبعض الذين التقاهم إن بلاده ترفض قطعاً تعديل المرسوم!

فيما تنعدِم المؤشرات الداخلية بشأن إمكانية تأليف حكومة جديدة في المدى المنظور، توجّهت الأنظار يومَ أمس إلى المحادثات التي بدأها في بيروت وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، والتي تركزت على الملف الحكومي، كما على موضوع مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، المعلّق منذ نحو خمسة أشهر. صحيح أن هيل لم يتحدّث علناً عن ملف الحدود في تصريحاته، إلا أن مصادِر بارزة أكدت أنه أثار الملف مع كل الذين التقاهم، وكان «حاسماً في موقفه الذي أكد فيه أنه لا يُمكن للبنان توقيع تعديل المرسوم وإيداعه لدى الأمم المتحدة، وهذا الأمر سيدفع بإسرائيل إلى مغادرة طاولة المفاوضات، ولن يستطيع لبنان أن يفعل شيئاً»!

التقى هيل كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. كما لبّى دعوة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي إلى مأدبة إفطار. وقد ناقش هيل مع الذين التقاهم «أزمة الحكومة والأزمة المالية - الاقتصادية»، مُصرّحاً بعد ذلِك بأن «أميركا وشركاءها الدوليين قلقون جداً إزاء الفشل في المضي بأجندة إصلاحات ضرورية». وأكد أن «الوقت قد حان لمطالبة القادة اللبنانيين بإظهار مرونة كافية لتشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاح جدي وجوهري»، مشيراً إلى أن «هذا هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة». واعتبر هيل أن «الأزمة الحالية - التي فقدت خلالها الليرة اللبنانية أكثر من 85% من قيمتها أمام الدولار وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر - هي نتاج عقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد أولوية».
لكن ما لم يُحكَ في العلن، هو أن هيل فاتَح القوى السياسية بأمر تعديل المرسوم 6433 (تحديد الحدود البحرية للمنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان)، لكن الجميع أكد أن «الملف في عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والسلطة التنفيذية». لذا اعتبرت أوساط مطلعة أن «زبدة جولة هيل ستكون في اللقاءات التي سيعقدها اليوم مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، إضافة إلى اجتماعه مع قائد الجيش جوزف عون».

زيارة هيل أتت بالتزامن مع اشتباك سياسي حول توقيع المرسوم الذي وقّعه دياب والوزراء المعنيون، فيما كانت المفاجأة بتراجع رئيس الجمهورية عن توقيعه. خصوم الأخير ربطوا هذا التعليق بزيارة الموفد الأميركي، متهمين إياه بأنه «يريد استخدام الملف في السياسة ومساومة الأميركيين عليه». وقد نقلَ البعض أن عون «تحدث أمس عن أنه سيسمع أولاً ما يحمله هيل. فإذا كانَ متشدداً فسنوقّع المرسوم، وإذا كان متساهلاً فسنترك الباب مفتوحاً، لأننا لا نريد استفزاز الإدارة الأميركية ولا إعطاء ذريعة للعدو الإسرائيلي لوقف المفاوضات».
في المقابل، لا يزال فريق رئيس الجمهورية يؤكد تمسّك عون «بالأصول الدستورية كي لا يطعَن في المرسوم أحد بعد ذلك». وهو يعتبر أن لدى لبنان «أوراقاً كثيرة يستخدمها قبل التوقيع»، ومن بينها أن «وزير الخارجية اللبناني سيقدم رسالة احتجاج خلال الزيارة التي سيقوم بها غداً الى اليونان، الأمر الذي قد يدفع شركة (انرجين) اليونانية إلى وقف العمل في المنطقة التي تدخل ضمن المساحة المتنازع عليها (١٤٣٠ كيلومتراً)»، إضافة إلى «انتظار ما سيقوله هيل في اللقاء، بصفته يمثل الجهة الوسيطة في المفاوضات». وأكّدت مصادر عون أنه «لن يفرّط في أي شبر من حقوق لبنان، وسيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب».
الممتعضون من أداء رئيس الجمهورية يقولون إنه «يريد أن يستعمل الملف لتثبيت نفسه مرجعية في التفاوض. كما انه سيستثمر به داخلياً من خلال الدفع في اتجاه عقد جلسة للحكومة من أجل تعويمها في وجه الرئيس الحريري».

وعلمت «الأخبار» من مصادر بارزة أن هيل استبق لقاءه بعون، بجلسة عقدها فور وصوله أول من أمس ليلاً، بعيداً عن الإعلام، مع الوزيرين السابقين الياس بو صعب وسليم جريصاتي والنائب ألان عون. وقالت المصادر إن «الجلسة هي استكشافية لجس نبض الضيف الأميركي من موضوع المرسوم، قبل أن يقرر عون مصيره».
في السياق، تطرق وزير الخارجية شربل وهبة، خلال جلسة مع الصحافيين أمس، إلى زيارة هيل، فقال إنه «بحسب المقاربة التي عرضها هيل، لبنان لا يزال من ضمن اهتمامات الولايات المتحدة»، لافتاً إلى أنه شدد على أن «بلاده تعتبر الجيش اللبناني صديقاً، وأكد أهمية الحفاظ على الاستقرار في الجنوب واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل وتنفيذ القرار 1701». ورداً على سؤال عمّا إذا كان تم التطرق إلى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع "إسرائيل"، أشار إلى أن «مناقشة هذا الملف ستكون مع الرئيسين عون ودياب بشكل أساسي»، موضحاً أن وزارة الخارجية والمغتربين لا تشارك في هذه المفاوضات بسبب عدم وجود أي مقاربة سياسية أو دبلوماسية. ولفت وهبة إلى أن «هيل، الذي يريد أن يستطلع آراء المسؤولين السياسيين لمعرفة ما يمكن القيام به على هذا الصعيد»، أشار إلى أن الزائر الأميركي «يعتبر أن من الأفضل العودة إلى الوضع الذي كانت عليه المفاوضات في شهر كانون الأول».

"البناء": الحريري في موسكو… وهيل في بيروت: آن أوان المرونة لتشكيل الحكومة 

بدورها صحيفة "البناء" اعتبرت أن سفر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى موسكو تزامن مع بدء جولات معاون وزير الخارجية الأميركية المنتهية ولايته ديفيد هيل، بعدما التقى الحريري وهيل أمس، والكلام الذي حمله هيل للقيادات اللبنانية هو الدعوة لإبداء المرونة من أجل تشكيل الحكومة، بينما تناقلت اوساط سياسية كلاماً منسوباً لهيل حول الحدود الجنوبية البحرية، تأكيد الاستعداد الأميركي لرعاية التفاوض مع كيان الاحتلال، وهو ما سيناقشه بالتفصيل في لقائه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بعدما أكد رئيس مجلس النواب مراراً أن مهمته انتهت مع إقرار اتفاق الإطار، من دون الدخول في مساحة المنطقة الاقتصادية اللبنانية، رغم وجود مرسوم يحددها آنذاك، ولذلك لا دخول في هذا الجدل اليوم مع الحديث عن مرسوم جديد، بينما يبدأ الرئيس الحريري لقاءاته في موسكو، ويعامل كرئيس حكومة، فيتضمّن جدول مواعيده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وقالت مصادر سياسية إن الاهتمام المتبادل بين موسكو والحريري عائد لرهان الحريري على دور يستطيع الروس لعبه في تقريب المسافات بينه وبين ولي العهد السعودي، بعد ما وصلته معلومات عن دور روسي في تموضع تركيّ تصالحيّ مع السعودية ترجمته تركيا بإقفال القنوات التلفزيونيّة التابعة لتنظيم الأخوان المسلمين، وعن دفاع روسي تركي عن ابن سلمان بوجه الحملة الأميركيّة لملاحقته في جريمة قتل جمال الخاشقجي، استشعاراً لنيات أميركية بملاحقات مشابهة بحق الرئيس بوتين والرئيس التركي رجب أردوغان، ووفقاً للمصادر يأمل الحريري أن تنجح روسيا بما عجزت عنه فرنسا في تحقيق مصالحته مع ابن سلمان، بينما تتطلع موسكو إلى الدخول على خط مشاريع كبرى من نوع إعادة تأهيل مرفأ بيروت، وبناء محطات كهرباء، وتعتقد أن الحريري يستطيع المساعدة، بعدما تراجعت أهمية دور الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون في السعي لهذه المصالحة.

على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي أبلغ مصرف لبنان حكومة تصريف الأعمال صعوبة استمرار الدعم بطريقته السابقة مع بلوغ الاحتياط النقدي الخط الأحمر، بينما أدى غياب وشح السلع المدعومة مزيداً من الأزمات والمواجهات بين المواطنين داخل المجمعات الاستهلاكية وعلى أبوابها، وقد أسفرت هذه الأحداث الى سقوط شاب في طرابلس، بينما أدت مواجهات منطقة جونية وصربا إلى سقوط عدد من الجرحى.

وفي ما بقي مرسوم ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة طاغياً على الساحة الداخلية لا سيما بعد موقف رئيس الجمهورية ميشال عون برد المرسوم إلى رئاسة مجلس الوزراء، انشغل الوسط الرسمي بزيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية دايفيد هيل الى بيروت الذي جال على المسؤولين وأطلق سلسلة مواقف لم تخرج عن إطار المألوف على أن يستكمل جولته اليوم بزيارة بعبدا والسراي الحكومي.

ولفتت مصادر نيابيّة مطلعة لـ»البناء» إلى أن «زيارة هيل وداعيّة وأغلبية مباحثاته مع المسؤولين أمس، والتي سيجريها اليوم، تتمحور حول ضرورة تأليف حكومة جديدة أكثر من موضوع الحدود البحرية». وأكدت أوساط عين التينة لـ»البناء» أن «الدبلوماسي الأميركي لم يحمل مبادرة أو طرحاً ما لحل الأزمة الحكومية، بل حثّ القيادات اللبنانية المعنية بموضوع التأليف على ضرورة الإسراع لتشكيل الحكومة للحصول على مساعدة الآخرين».

وشدّدت مصادر أخرى متابعة لجولة هيل على أن «أهمية زيارة هيل الذي يغادر منصبه قريباً لمصلحة خليفته فيكتوريا نولاند، تكمن، إضافة الى الرسائل التي يحملها للمسؤولين على أهميتها، في التقرير الذي سيرفعه الى إداراته، وهو تقرير تقييم للأضرار الذي سترتكز اليه نولاند لمقاربة المواضيع في لبنان حينما تتسلم منصبها الجديد».

وبحسب المعلومات فقد شدّد هيل أمام المسؤولين على أولوية الإسراع في تشكيل حكومة تنفّذ إصلاحات، وبحث أيضاً في ملف الترسيم البحري، على أن يتوسّع فيه أكثر اليوم خلال زيارته قصر بعبدا. وعبّر هيل عن موقف إدارته ومفاده أنه إذا لم يشكل اللبنانيون الحكومة لا أحد سيشكّلها عنهم، وكلما تأخر التشكيل ضاعت فرص الإنقاذ لا سيما أن لبنان على أبواب الانهيار. ونقل هيل للمسؤولين أن واشنطن تعتبر أن لدى لبنان فرصة لتحسين وضعه المالي من خلال استخراج النفط والغاز، وإذا أضاع الفرصة، لا أحد يعرف ما هي الفرصة البديلة. كما أبلغ هيل المسؤولين، بأن كل المساعدات الأميركية للبنان ستستمر ولا تغيير أو تعديل فيها لا سيما المساعدات للجيش اللبناني وهي أساسية، وتلك المتعلقة بالشؤون الإنسانية، وأن الإدارة تتمسك بالمساعدات حتى في حال واجهتها ضغوط في الكونغرس».

وأكد هيل بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أنه «حان الوقت كي ندعو القادة اللبنانيين إلى إبداء المرونة الكافية لتشكيل حكومة راغبة وقادرة على الإصلاح الحقيقي والأساسي، هذا هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة. كما أنها ليست سوى خطوة أولى وستكون هناك حاجة الى تحقيق تعاون مستدام إذا كنا سنرى اعتماد وتنفيذ إصلاحات شفافة».

"النهار: رسالة هيل: "المرونة"… والدعم رهن الإصلاح
 
أما صحيفة "النهار" أخذت تقول: قد يكون الفارق واحداً بين الزيارة الاخيرة التي قام بها وكيل وزارة الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل لبيروت عقب الانفجار المزلزل في مرفأ بيروت في آب الماضي، والزيارة التي بدأها امس لبيروت، هو ان هيل جاء في المرة السابقة تحت إدارة دونالد ترامب ومن ثم عاد امس تحت إدارة جو بايدن. والواقع ان الامر لا يقتصر هنا على الشكليات، اذ ان الخلاصات المهمة والبارزة التي يمكن تسليط الضوء عليها في استقصاء البيان الأولي الذي اعلنه هيل، كما في المعلومات والمعطيات المتوافرة عن يومه الأول في بيروت، تعكس ثباتا في الموقف الأميركي الى حدود بعيدة حيال الواقع اللبناني اقله من جهة الموقف المتصل بالازمة الحكومية والأوضاع المهترئة والانهيارية التي يرزح تحتها لبنان واللبنانيون في ظل الطبقة السياسية التي لم تشرع بعد في الإصلاحات ولم تستجب للانتفاضة الشعبية. وهو الموقف البارز الأول الذي اطلقه هيل من ضرورة تحلي الجميع بالمرونة لتشكيل الحكومة مسلطاً الضوء على مآسي اللبنانيين الامر الذي ذكر تماماً بمواقفه في زيارته السابقة بما يعني ان "اللغة العالمية" المتبعة من المجتمع الدولي تجاه لبنان والاولويات المعروفة حول الإصلاح وحكومة إصلاحية تتولى اطلاق المسيرة، ليست قابلة للتبدل لا مع إدارة أميركية جديدة ولا مع أي دولة منخرطة في الاهتمام بانقاذ لبنان وفق سلم الأولويات الذي تعبر عنه تماماً المبادرة الفرنسية. كما ان الجديد الذي لاحظه من التقوا هيل في جولة اليوم الأول انه حرص على اطلاعهم على الخطوط الأساسية لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه المنطقة ولبنان وهي تتضمن الكثير من "الثوابت" اذا صح التعبير لجهة مضي إدارة بايدن في دعم المؤسسة العسكرية والنظام المصرفي والتنقية الإصلاحية الشاملة، مع التشديد على أولوية الانطلاق عمليا في الخطوات الإصلاحية والاستجابة لمطالب المجتمع المدني والحركة الاحتجاجية. اما في ما يتصل بمسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وفي ظل الخطوة اللبنانية لتعديل الحدود وتوسيعها، فان هيل بدا مقلاً في التبحر بهذا الملف في انتظار محادثاته اليوم مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، ولكنه اطلق إشارات واضحة لجهة تحذير لبنان من تعريض المفاوضات لخطر التوقف وتبديل المسار الذي على أساسه عقدت الجولات السابقة.

ولم يكن غريباً ان تبرز مع اليوم الأول من زيارة هيل معالم اشتداد الخناق المالي من خلال توجيه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كتاباً إلى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني نبه فيه الى "ضرورة أن تقوم الحكومة سريعاً، بوضع تصوّر واضح لسياسة الدعم تضع حداً للهدر الحاصل" خاتماً كتابه بانه "نظراً إلى خطورة الوضع وللتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية التي قد تنتج عن التأخر في البتّ بما تقدّم، نتمنى عليكم إعطاءنا أجوبة واضحة وصريحة، وذلك بالسرعة الممكنة".

"حان الوقت "
وفي وقت افيد ان الديبلوماسي الاميركي لن يلتقي رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وهو امر غير مستغرب ما دامت بلاده تفرض عليه عقوبات، استهلّ لقاءاته اليوم من الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية شربل وهبي الذي قال ان هيل "أوضح مقاربة الادارة الاميركية الجديدة لملفات الشرق الاوسط ولبنان والتي هي اقرب لمفهومنا".

وفي عين التينة حيث التقى هيل رئيس مجلس النواب نبيه بري تلا هيل بيانه الأول موضحا انه "في لبنان اليوم بناء على طلبِ الوزير بلينكن لمناقشة الأزمة السياسية والاقتصادية المؤلمة التي تواجه لبنان ولإعادة التأكيد على التزام أميركا الشعب اللبناني". واكد "ان أميركا وشركاءها الدوليين قلقون للغاية ازاء الفشل الحاصل هنا في إطلاق برنامج الإصلاح الحاسم الذي طالما طالب به الشعب اللبناني". وذكر انه سمع في زيارتيه السابقتين "إجماعا واسع النطاق بين القادة اللبنانيين حول الحاجة، التي طال انتظارها، إلى تنفيذ إصلاحات مالية واقتصادية وحوكمة رشيدة، انما حتى اليوم لم يحرز سوى تقدم ضئيل جداً. وفي الوقت نفسه، يعاني ملايين اللبنانيين بالإضافة الى الجائحة، من مصاعب اقتصادية واجتماعية. إنه تتويج لعقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد في المقام الأول" . واوجز رسالته "بإن أميركا والمجتمع الدولي مستعدان للمساعدة، ولكن لا يمكننا أن نفعل شيئا ذا مغزى دون الشريك اللبناني". واعلن: "حان الوقت لكي ندعو القادة اللبنانيين إلى إبداء المرونة الكافية لتشكيل حكومة راغبة وقادرة على الإصلاح الحقيقي والأساسي، هذا هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة".

ثم زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وبعده الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط قبيل مغادرة الأخير الى موسكو التي وصلها ليلا في بداية زيارته التي سيلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، كما التقى هيل قائد الجيش العماد جوزف عون. ومن المتوقع ان يستكمل هيل لقاءاته اليوم مع عون ودياب والبطريرك الماروني ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

رسالة حازمة
ونقل عن مصادر ديبلوماسية غربية أن هيل نقل الى المسؤولين اللبنانيين رسالة حازمة وحاسمة من الإدارة الأميركية أنه آن الأوان لتشكيل حكومة وأنه من واجب هؤلاء المسؤولين البحث معاً لتشكيل الحكومة. كما نقل موقف الإدارة من أنه اذا كان المسؤولون لا يستطيعون في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة الإتفاق حول تشكيل حكومة، فكيف سيمكنهم أن يتفقوا حول المرحلة المقبلة حيث ينتظر أن يشهد لبنان قرارات كبيرة لإنقاذ البلد على المستويين الإقتصادي و المالي. وقالت هذه المصادر أن هيل جاء خصيصاً الى لبنان من أجل الضغط لتشكيل الحكومة لأن هذا الأمر أولوية أميركية بالنسبة الى ملف لبنان وانه سيزور فقط لبنان ولن يزور أي دولة في المنطقة. وانه في مسألة الحدود، فان الأجواء الأميركية تشير الى ان تعديل المرسوم 6433 ليس خطوة إيجابية. وتسأل الولايات المتحدة لماذا جرى تغيير في موقف لبنان أثناء التفاوض اذ أنه ليس جيداً أن تتغير الخرائط والمواقف كل يوم. وتعتبر واشنطن أن لدى لبنان فرصة لتحسين وضعه المالي من خلال استخراج النفط و الغاز، وإذا أضاع الفرصة، لا أحد يعرف ما هي الفرصة البديلة. وهذا الموقف أُبلغ الى لبنان. وأبلغ هيل المسؤولين، بأن كل المساعدات الأميركية للبنان ستستمر ولا تغيير أو تعديل فيها لا سيما المساعدات للجيش اللبناني وهي أساسية، وتلك المتعلقة بالشؤون الإنسانية، وأن الإدارة تتمسك بالمساعدات حتى في حال واجهتها ضغوط في الكونغرس.

مرسوم الحدود
في أي حال بدا واضحا ان رئيس الجمهورية ينتظر أجواء لقائه اليوم مع هيل في شأن موضوع تعديل الحدود البحرية مع إسرائيل بعدما جمد اصدار مرسوم التعديل في اللحظة الأخيرة . وقالت مصادر بعبدا في هذا السياق أن "رئيس الجمهورية يتواصل مع الأمم المتحدة ومع الجانب الاميركي في ملفّ ترسيم الحدود ولا يُزايدنَّ أحدٌ عليه في موضوع السيادة والحقوق اللبنانية فهو لا يزال على موقفه ولكنه يُريد فقط موافقة مجلس الوزراء ليتحمّل الجميع مسؤوليته". وشددت على ان "أحدا لن يدفع عون إلى ارتكاب خطأ قانوني ودستوري. في المقابل اشارت مصادر السرايا الى ان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ليس في وارد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء من أجل النظر في ملف ترسيم الحدود.

ديفيد هيلالحدود البحرية اللبنانية

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل