لبنان
حدث في مثل هذا اليوم: المقاومة الإسلامية تكمن لوحدة صهيونية في بركة الجبور
بتاريخ 23/2/1999 كانت المقاومة الإسلامية على موعد مع نصر جديد، وهذه المرة على جبهة البقاع الغربي، وذلك في تأكيد واضح على أن زمام المبادرة هو فقط في يد المقاومين مهما حاول الاحتلال السعي لاستعادته، وكان هدف المجاهدين قوة تابعة لوحدة النخبة في جيش الاحتلال التي وجهوا لها ضربة قاسية ومؤلمة.
وفي التفاصيل، أن مجموعة من القوة الخاصة في المقاومة الإسلامية كمنت لقوة كومندوس من لواء المظليين حاولت التسلل باتجاه المناطق المحررة عبر محور البقاع الغربي عند تلال الجبور ـ ميدون، ولدى وصولها إلى نقطة المكمن وعلى بعد أمتار قليلة باغتها المجاهدون وانقضوا عليها بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، ودارت مواجهات عنيفة امتدت لثلاث ساعات وأدت إلى سقوط 15 إصابة في صفوف جنود العدو بين قتيل وجريح وسط حال من الهلع والارتباك الشديدين، ولم تتمكن القوة المعادية من التراجع نتيجة إحكام المجاهدين السيطرة الميدانية التامة على أرض المعركة، واستعانت قوات الاحتلال بطائراتها المروحية في محاولة لفك الحصار عن القوة المستهدفة وسحب الإصابات، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل من جراء قيام وحدة الإسناد الناري في المقاومة الإسلامية باستهداف خطوط الانسحاب ومهبط المروحيات الصهيونية، مما اضطر العدو إلى إقحام المزيد من القوات المدعومة بالمروحيات والآليات في أرض المعركة فتصدى لها المجاهدون ببسالة وحققوا إصابات مباشرة، واستطاع المقاومون غنم أعتدة عسكرية تركها الجنود الصهاينة.
وعرض المقاومون الغنائم في مؤتمر صحافي، وأوضح قائد الهجوم أن قائد القوة الصهيونية قتل من الطلقة الأولى وعرض بندقيته من طراز أم - 18 وهي مجهزة بمنظار ليلي وإلى جانبها جهاز اتصال لاسلكي، فضلاً عن سترة عسكرية مضرجة بالدماء ومثقوبة بعدد من الرصاصات وقناع وجه من الصوف ومخازن بندقية رشاشة، وأشار إلى أن الضابط الصهيوني لم يستطع إطلاق أي رصاصة لأن المخزن في البندقية بقي كما هو.
واعترف العدو بالهزيمة وبمقتل ثلاثة ضباط هم: قائد القوة الرائد إيتان بلهسان (30 عاماً)، والملازم ليزار أرتيتو والملازم دايفيد غرانت، وبجرح 5 من جنوده، وأوضحت مصادر ميليشيا العملاء أن تبادل إطلاق النار استمر بكثافة لمدة ساعة ونصف الساعة وأدى الاشتباك إلى مقتل قائد وحدة الاستطلاع في لواء المظليين وهو برتبة رائد وضابط الهندسة في الوحدة وضابط آخر، وتقدمت في تلك الأثناء وحدات مساندة إسرائيلية فاصطدمت بالقوة المهاجمة وأدى الاشتباك الذي دام أيضاً ساعة ونصف الساعة، إلى إصابة سبعة جنود أحدهم إصابته خطرة وضابط وجنديان جروحهم متوسطة ونقلوا إلى مستشفى رامبام في حيفا.
وعقد قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال غابي أشكينازي مؤتمراً صحافياً قال فيه "إن خلية حزب الله التي نصبت الكمين كانت مؤلفة من حوالى ثلاثة مقاتلين"، وفي محاولة مكشوفة للتقليل من أهمية العملية، ادّعى أشكينازي أن "الكمين لم يكن مخططاً له وإنما كان مجرد قوة استطلاع روتينية"، معترفاً بأن "حزب الله حظي بميزة المباغتة"، وبرّر الإصابات التي لحقت بقواته بوعورة المنطقة وتعقيدات القتال، كما اعترفت الإذاعة الصهيونية بأن المروحيات جوبهت بنيران مضادات أرضية شديدة وصواريخ مضادة للطائرات مما أدى إلى إعاقة عمليات إنقاذ الجنود المصابين.
رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بدا مصدوماً عندما اعترف بأن حزب الله وجه ضربة قاسية وموجعة إلى "إسرائيل"، وقال لإذاعة العدو لدى تفقده الجرحى الذين أصيبوا بجروح في المستشفى: "هناك حظ سيئ أحياناً وهناك أوقات صعبة، ولقد رأينا اليوم إحدى الحالتين..لا يمكن دائماً في هذا النوع من الحرب التي نواجهها في لبنان التخطيط لكل المعطيات، وبفضل الروح القتالية لجنودنا سنتوصل أخيراً إلى ترتيبات تتيح لنا مغادرة لبنان بحذر ومسؤولية واعتزاز...".