لبنان
الأزمة تعدّل عادات الطرابلسيين في العيد
إطلاق المناطيد الحرارية عادة يدأب عليها الكبار والصغار الذين يتجمعون في الشوارع عشية العيد، ليشعلوا مصابيح تضيء سماء طرابلس إيذانًا بقدوم العيد.
في الصباح يقصد الطرابلسيون المساجد ويتجمّعون في الساحات لأداء الصلاة، لينطلقوا بعدها لإتمام شعيرة الأضحية التي شهدت إقبالًا من الميسورين هذا العام.
محمد العلي، من أبناء مدينة الشمال وأحد قصّابيها، قال لموقع "العهد" الإخباري إن موسم الذبح هذا العام كان جيدًا، فالمغتربون أرسلوا أموالًا لأقاربهم لذبح المواشي وتوزيعها على الفقراء في المناطق التي شهدت إقبالًا لافتًا على الملاحم في ظل الارتفاع الكبير لأسعار المواشي.
كما كان لافتًا أن الطلب على العجول كان كبيرًا، إذ باستطاعة المضحي أن يقسم العجل الى عدة حصص لتوزيعها على شريحة واسعة من المحرومين.
متعة تسوّق لباس العيد اختفت لدى الكبار هذا العام لتبقى الأمنية بمستقبل أفضل يعيد للاحتفالية الدينية بهجتها وتقاليدها، كما قال عمر كعكة لـ"العهد"، مضيفًا إنه على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب الا أننا لا يمكننا أن نحرم الاطفال بهجة العيد، فكان لافتًا حضور عدد كبير من الصبيان على الأراجيح التي امتلأت بأولاد من المبكر أن يعيشوا مرارة حياة البحث عن الدواء والغذاء وتبقى صيحاتهم تملأ قلوب ذويهم بالسرور والفرح.
أمّا في مخيمي البداوي ونهر البارد، فغابت المسيرات الاحتفالية هذا العام، واعتذرت القوى الفلسطينية عن عدم تقبل التبريكات، وركز خطباء العيد على ضرورة أن نشعر بألم إخواننا في فلسطين الذين يرزحون تحت غطرسة الاحتلال منذ ستين عامًا.
خطب العيد
وفي جبل محسن، أحيت الطائفة الإسلامية العلوية عيد الأضحى المبارك في مسجد السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وأمّ الصلاة الشيخ علي سليمان، في حضور معاون الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي علي فضة وعدد من العلماء ورجال الدين والفاعليات.
وركّزت الخطبة على معاني العيد وعلى الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، وأشاد الشيخ سليمان بـ"المؤسسة العسكرية ودورها في حماية المواطنين والوطن في هذه الظروف الصعبة، إضافة الى بثها روح التعايش ومساعدة الناس في مختلف المناطق اللبنانية، في هذه الظروف الصعبة".
وفي المسجد المنصوري الكبير، أمّ قائم مقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام المصلين، ولفت في الخطبة إلى أن مقولة حقوق الطوائف أخطر مقولة على لبنان، فهي تعني تدمير الثقة بين مكونات الوطن وضرب أي إمكانية للعيش المشترك، فحقوق المسيحيين كما حقوق المسلمين مصانة بالدستور والقانون ولا تحتاج إلى بدع الاعراف واختلاق المطالب الى درجة تعطيل الدستور ومن ورائه تعطيل الحكم والحياة والبلد. وقال إنها "الأخطر وتعني أن قائلها لم يعد يمثل الا طائفته ولا يمثل كل اللبنانيين، إنها الأخطر لأنها تعني أن المسيحي لا ثقة له بالمسلم والعكس أيضًا، إنها الأخطر لأنها تعني أن هذا الشعار ينطوي على اتهام بأن الشريك في الوطن يعتدي على حقوق صاحب الشعار، أو يريد سلبه اياها، هذا المنطق برمته لا يبني وطنا يعيش فيه أناس من ديانات ومذاهب شتى، إنه شعار أقرب إلى التطرف المفروض والتعالي البغيض، إنه التقسيم بعينه فعلًا وواقعًا".
وختم إمام: "أيها المسؤولون اتركوا لنا عيدا نفرح به ونفرح فيه، لقد جئتم وجاء معكم الدخان الأسود والسوق السوداء، متى تستيقظ ضمائركم؟ الا تعرف قلوبكم الرحمة؟ الا تملكون شيئًا من الحياء؟ لأن فاقد الحياء لا يأتي الا بشر".
إقرأ المزيد في: لبنان
27/11/2024