لبنان
السيد صفي الدين من كونين: قضية الشهداء في خلدة لا يمكن أن تنسى أو أن تُهمل
أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين أن قضية الشهداء في خلدة لا يمكن أن تنسى أو أن تُهمل، بل سنبقى نتابعها إلى آخر الطريق الذي يكمُن في إنزال القصاص العادل بحق هؤلاء المجرمين القتلة، وهذا الذي وعدنا به أهلنا عوائل الشهداء ومجتمعنا ومقاومتنا، ونحن نعرف كيف نصبر وكيف نحدد الموقف، ونعرف كيف نصل إلى حقنا، ولأن هذه المقاومة فيها هذه الحكمة والشجاعة والقدرة والعظمة والتشخيص الدقيق في المواقع الصعبة، كانت صامدة في وجه هؤلاء الأعداء، الذين لم يتمكنوا من أن ينالوا منها ومن قوتها وعظمتها.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيدين المظلومين الحاج علي عصام شبلي والدكتور محمد علي أيوب لمناسبة مرور اسبوع على استشهادهما، وذلك في حسينية بلدة كونين، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعوائل الشهداء، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وجمع من الأهالي.
وأشار السيد صفي الدين إلى أن الهدف من الضغط المعيشي والمالي والاقتصادي على لبنان، هو أن يصل مجتمعنا إلى أن يصرخ، ويقول لا نريد بعد اليوم أي قتال وأي مقاومة، وهذا أبداً لن يحصل في مجتمعنا الحسيني المقاوم الأبي، ونحن نثق تماماً بشعبنا وأهلنا ومجتمعنا، ونثق تماماً أن الذي أعطى دماءه وصبر وتحمّل على مدى كل العقود الماضية، لا يمكن أن يقف خاضعاً وذليلاً أمام هؤلاء الأعداء الذين يستهدفون مجتمعنا وبيئتنا ومقاومتنا وبلدنا المنتصر والعزيز.
ولفت السيد صفي الدين إلى أن أعداءنا كُثر وهذه حقيقة يجب أن يعرفها الجميع، وأعداؤنا حاقدون ينتمون إلى مدرسة اللؤم والكفر والشرك وكل التاريخ الظالم والطغيان الذي يمثلونه في أفعالهم، ولأن أعداءنا هم هؤلاء، فلا يمكن أن نواجههم إلاّ بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، والركون إلى ولاية الله عز وجل، والتمسك بنهج رسول الله وأهل البيت (ع)، والتمسك بقوله تعالى "ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون"، وبالتالي، فليأتوا بحصارهم وأحقادهم كما جاؤوا بأسلحتهم، ولياتوا بأفخاخهم وبفتنهم وبكل ضغوطاتهم، ولكنهم سيجدوننا جبالاً شامخة بوجه كل هذه المحاولات والمؤامرات، ولن يصلوا إلى ما يطمحون إليه، ولن يحققوا مآربهم، لأن الشاب فينا هو مقاوم، والإمرأة عندنا هي صابرة ومحتسبة ومقاومة، والشيخ والعجوز والكهلة كما الطفل والفتى والفتاة ينتمون إلى ثقافة المقاومة، وعليه، فإن مجتمعنا سيبقى المجتمع الأقوى والأبي في وجه كل هذه المحاولات والطغيان والظلم.
وقال السيد صفي الدين خلال الأيام الماضية واجهت مقاومتنا الكثير من التجني منها حادثة خلدة، ثم حادثة المرفأ، والتي سمعنا كلاماً طويلاً كثيراً وعريضاً، ولم يتركوا شيئاً إلاّ وقالوه بحق هذه المقاومة، وهم يعلمون أن هذه المقاومة ليس لها دخلاً بكل ما حصل، ولكن مع كل ما فعله هؤلاء ويفعلونه، فإننا نقول لهم، سوف تتهمون كثيراً كما اتهمتم في الماضي، وستقولون ما لا يجوز بحق هذه المقاومة، وسترمون بكل قبحكم وأحقادكم على هذه المقاومة، ولكن النتيجة المحسومة التي لا نقاش فيها، أن هذا كله سوف يرتد عليكم، والمقاومة لن تتأثر أبداً.
وأضاف السيد صفي الدين هؤلاء الذين دائماً يخفون فشلهم وضعفهم بأن يتحدثوا عن المقاومة بأمور غير صحيحة هم ضعفاء وفاشلون، ونبدأ من أميركا والسعودية والدول التي تدعم هذه المجموعات القبيحة والسيئة في لبنان، فهؤلاء فشلوا على مدى كل السنوات الماضية في لبنان، حيث أن السعودية أنفقت 20 مليار دولار في لبنان بحسب قولها لبعض اللبنانيين ولم تصل إلى أي نتيجة، وهذا لأنهم أغبياء وحمقى ولا يعرفون كيف يحددون خياراتهم وطريقهم، ولأن القضية التي يعملون من أجلها هي قضية باطلة في زمن للحق راية، وبالتالي، حينما يكون للحق راية، فإن الباطل لن يجد له مكاناً، ولأن في لبنان راية حق وراية مقاومة، فإن باطل هؤلاء سوف يفتضح ويكشف وينتهي أمره.
وأوضح السيد صفي الدين أن المنظومة السياسية التي خربت البلد هي التي دعمت من أميركا والسعودية، وهذه المنظومة السياسية الفاسدة التي أنتجت منظومة اقتصادية فاسدة وأنتجت منظومة البنوك الناهبة لمقدرات اللبنانيين وأموالهم،، وعليه، فإن هذه المنظومة هي التي خربت لبنان اقتصادياً وسياسياً، بينما المقاومة هي التي حمت لبنان وتحمي بثقافتها وسلاحها وشهدائها وتضحياتها كل ما قدمته وتقدمه للبنان.
وأكد السيد صفي الدين أننا اليوم في أوج قوتنا ولله الحمد، وأن رد المقاومة على الاعتداء الإسرائيلي قبل أيام، كان دليلاً واضحاً على أن المقاومة لم تتأثر ولن تتأثر بكل هذه الضغوطات، متسائلاً هل يمكن لعاقل فينا بعد اليوم أن يفكر أو أن يتخيل أن نبقى بلا سلاح وبلا قوة.
وأضاف السيد صفي الدين إن الحقيقة التي يجب أن تقال منذ اليوم وصاعداً، بأننا لسنا أمام مجموعة من اللبنانيين قد أخذوا خياراً سياسياً خاطئاً فحسب، وإنما نحن أمام مجموعة من العملاء، فهؤلاء هم عملاء أميركا الذين يأتون إلى الساحة اللبنانية ليستفزوا الطائفية والتحريض والفتن من أجل أن يحققوا مآرب أميركا وإسرائيل في لبنان وفي هذه المنطقة، وكفى ضحكاً على الناس، فهؤلاء يثيرون الفتن وسيبقون في موقع إثارة الفتن من منطقة إلى أخرى، ومن مكان إلى آخر، وهم لم يشبعوا من دماء اللبنانيين وإراقة الدم ومن افتتان اللبنانيين، وكذلك جوعوا اللبنانيين لأن أميركا هي التي تحاصر لبنان، وتآمروا عليه، لأن أميركا هي التي تمنع من وصول العملة الصعبة إليه، وعليه، فإن على اللبنانيين أن يعرفوا أن عدوهم الحقيقي اليوم هو الولايات المتحدة الأميركية التي تقف خلف إسرائيل والحصار على لبنان، وخلف دعاة الفتنة فيه، وهذه الحقيقة يجب أن تشهر وتعلن في لبنان، مؤكداً أننا نواجه هذا العدو الأميركي الخبيث الذي يريد أن يقضي على هذه المقاومة وعلى هذا البلد وقوته وحريته وعلى كل موقع عز وصل إليه البلد بفضل هذه المقاومة.
وختم السيد صفي الدين بالقول إذا كان هدف هؤلاء هو أن نخلي لهم الساحة فهم خائبون، فلن نخلي الساحة أبداً، ونحن وشبابنا ومجاهدونا ورجالنا ونساؤنا وأبناؤنا وكل مقاومتنا سنبقى في هذه الساحة والميدان نواجه العدو الإسرائيلي والغطرسة الأميركية وعملاء إسرائيل وأميركا في لبنان، وإننا بإذن الله تعالى منتصرون كما انتصرنا في كل المواجهات الماضية، وهذا الذي لم نشك فيه يوماً من الأيام.
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024