لبنان
شح المازوت يفرض حصارًا على خطوط انتاج الرغيف جنوبًا
سامر الحاج علي
أزمة جديدة استفاق المواطنون في الجنوب صباح أمس على وقعها مع فقدان الخبز من رفوف المحال والسوبرماركت بعد أن أعلن الموزعون أن الخبز سيباع حصراً في صالات العرض لدى الأفران العاملة في المنطقة وعددها أربعة تتمركز في مدينة صور، ذلك لأن الكميات التي صدرتها خطوط الإنتاج لا تتجاوز الثلاثين بالمئة من حاجة الاستهلاك المحلي كحد أقصى، والسبب فقدان مادة المازوت التي تشغل بيوت النار من الأسواق، وعدم توفرها إلا في السوق السوداء وبأسعار تجاوزت الثلاثمائة ألف ليرة للصفيحة الواحدة.
أزمة المازوت قابلها أيضًا انخفاض حاد بكميات الطحين الموجودة لدى الأفران، حيث أعلن محمد حجازي صاحب أفران لبنان - التي تزود السوق الجنوبي بكمية كبيرة من الخبز يوميًا في الأحوال العادية - خلال حديث لموقع "العهد" الإخباري أن مخزون الطحين الموجود لديهم لم يعد يكفي للعودة إلى العمل كما في السابق.
كلام حجازي يكاد يتكرر ويتطابق مع المعطيات التي يقدمها أصحاب بقية الأفران في صور، والذين أشاروا أيضاً إلى أن السبب في فقدان الطحين لديهم يعود إلى توقف المطاحن العاملة في لبنان عن العمل بسبب أزمة المازوت، وهو الأمر الذي سيشكل كارثة كبرى إذا لم تسارع الجهات المختصة في الوزارات المعنية بإيجاد الحلول سريعًا، خاصة وأننا بتنا نتحدث عن رغيف الخبز المتعلق بكل مائدة في لبنان.
المعطيات التي حصل عليها موقع "العهد" الإخباري تشير إلى أن ما صنع من خبز الأربعاء في الجنوب لا يتجاوز عدده الثلاثين ألف ربطة من الخبز، بعد توقف أفران الرمل الحديثة عن العمل كلياً منذ مساء الثلاثاء معلنة في بيان مسجّل تناقله المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنها ستقفل أبوابها وخطوط إنتاجها قصراً لعدم توفر المازوت، وكشف صاحبها فضل بحر أن البطاقات التي تمنح لهم كأصحاب أفران للحصول على المازوت من المنشآت والموزعين لم تُصرف إلى اليوم.
وكانت وعودٌ أغدقت على الأفران منذ مساء الثلاثاء بأن كميات من المازوت تكفي لخطوط الإنتاج ستصل إلى خزانات كل منهم ابتداءً من ظهر الأربعاء عبر إحدى الشركات الكبرى، ليتسنى لهم العودة إلى صناعة الخبز وتوزيعه، إلا أن ليتراً واحداً لم يصل.
وأمام هذا الواقع، يؤكد أصحاب الأفران أن العمل سيتواصل لغاية نفاد الكميات الموجودة من المشتقات النفطية لديهم ليتوقف بعدها قصراً ورغماً عنهم، ما يعني أننا دخلنا في مرحلة شح الخبز وانقطاعه من الأسواق، ما قد يفتح الباب أمام سوق سوداء للخبز أسوة بباقي السلع، ذلك أن التوجه نحو الأنواع البديلة من الخبز خاصة تلك التي تصنع في طوابين وأفران القرى لن يكون متاحاً لوقت طويل بسبب محدودية الكميات الموجودة من الطحين لدى الباعة وفي الأسواق في المدى المنظور، طالما أن المطاحن متوقفة بسبب المازوت أيضاً.