لبنان
تشكيل الحكومة قاب قوسين وميقاتي يحدد "الأمتار الأخيرة"
سيطرت "الأمتار الأخيرة" التي أعلن عنها الرئيس المكلف لتشكيل حكومة نجيب ميقاتي خلال زيارته أمس الثلاثاء إلى قصر بعبدا على الصحف اللبنانية اليوم، إذ خرج ميقاتي أمس بعد لقاءه رئيس الجمهورية مطمئنًا اللبنانيين بإيجابية الحوار، معلنًا أنه "لا يزال أمامنا بعض "الأمتار الأخيرة" من مسابقة تشكيل الحكومة".
هذا وملف المحروقات لا يزال ينشط فالحديث عن أن حاكم مصرف لبنان سيوافق غلى فتح اعتماد لباخرتين والجيش والقوى الأمنية منتشرة لردع المحتكرين على كافة الأراضي اللبنانية كما أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد فس خطابه أمس أن ترتيبات إستيراد المحروقات مستمرة.
الأخبار: الحكومة خلال أيام وإلّا...
رأت صحيفة الأخبار في عددها الصادر اليوم أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي باتت قاب قوسين من أن تُبصِر النور.
ووفقاً لمعطيات الصحيفة، فقد كرّس لقاء أمس الذي جمع الرئيس ميقاتي برئيس الجمهورية العماد ميشال عون حلّ توزيع الحقائب، إلا ما ندر منها. أما الأسماء فلا تزال تحتجِز التشكيلة التي إما أن تُولد في غضون أيام قليلة أو يكون مصيرها الفشل.
أشّر انتقال ملف تأليف الحكومة إلى مرحلة إسقاط الأسماء، إلى منحى جدّي قد يسمَح بولادة التشكيلة العالقة منذ نحو ثلاثة أسابيع في شِباك التعقيدات القديمة ــــ الجديدة ما بينَ التوازنات الطائفية وارتباطها بالانتخابات النيابية، ورئاسية 2022. أمس، أُطلِقت رسائل إيجابية متعدّدة من جانِب رئيسَيِ الجمهورية والحكومة المكلّف حصرت المعوقات الباقية بالمربع التقني للالتفاف على المناخات السلبية التي طغت قبلَ ليلة، مُرجّحة كفّة العرقلة على الحل، ومؤكدة وجود عراقيل في ما خصّ توزيع الحقائب. وهذه الرسائل بالإضافة إلى المعلومات الواردة إلى القوى السياسية عبرَ القنوات المقربة من عون وميقاتي، أتاحت لها الاعتقاد بأن لا شيء يمنع الإعلان عنها خلال الـ 48 ساعة المقبلة في حال لم تكُن هناك محاولات خفية لعرقلتها. غيرَ أن ذلِك لم يُسقِط من حسابات القوى التجارب المتكررة حتى مع الرئيس نجيب ميقاتي، إذ كُلما كانت الأمور توحي بأن اللقمة وصلت إلى الفم، عادت وسقطت في حقل العرقلة من جديد. وعليه انقسمت الانطباعات ما بينَ مُتيقّن ومشكك، ومن ثم تقاطعت عند أن «المداولات وصلت إلى نقطة مفصلية. فإما أن تُبصِر الحكومة النور في غضون أيام قليلة، وإما عودة إلى ما تحتَ الصفر في ما خص التركيبة والتكوين والحصص والأحجام».
ولفتت الصحيفة إلى أن المعطيات كانت تقول إن عملية التأليف كانت لا تزال جارية نحو النهاية بانتظار بعض المعالجات الشكلية المطلوبة لاستكمال وضع التشكيلة الأخيرة. ورغمَ تصاعُد الشكوك إلى حدود التخوف من العودة الى المربع الأول، تُراهِن القوى الأساسية المعنية بملف التشكيل على أن «أياً من عون وميقاتي لا يريدان الظهور بمظهر من يساهم في شد العربة الحكومية إلى الوراء»، بناءً على معطيَين: الأول أن مأزق التشكيل تصيب أضرارُه «العهد» وحلفاءه، والثاني عدم تحمّل ميقاتي وزرَ التأخير، الأمر الذي سيصيبه بشظايا انتخابية وسياسية.
وتابعت الصحيفة أن التصريح الذي أطلقه ميقاتي على أبواب بعبدا بعدَ انتهاء اللقاء الذي جمعه أمس بعون حملَ أكثر من تفسير، وخاصة أنه ختمه بـ«آمل إبصار الحكومة النور قريباً»، مؤكداً أن «المشاورات مع عون تتركز حول أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب».
وكشفت مصادر مطلعة على اللقاء أن «المفاوضات بينَ عون وميقاتي لا تزال في جزء منها متوقفة عندَ بعض الحقائب». صحيح أنه «جرى الاتفاق على أن تكون وزارة الداخلية من حصة الرئيس المكلف ويجري النقاش حول أربعة أسماء هم: محمد الحسن، مروان زين، إبراهيم بصبوص وآخر من آل الحجار، إلا أن حقيبة الاقتصاد لم تُحسم وجهتها بعد، إن كانت ستكون من حصة عون أو الحزب القومي السوري». أما في ما يتعلق بوزارة العدل التي ستكون من نصيب رئيس الجمهورية، فقد علمت «الأخبار» أن «ميقاتي اعترض على الاسم الذي طرحه عون، وهو هيام الملاط». ومن بين الوزارات المحسومة، حقيبة الاتصالات التي وافق عون على أن تذهب الى «المردة» و«التربية» إلى الحزب الاشتراكي، على أن تبقى وزارة الشؤون الاجتماعية من حصته. كما علمت «الأخبار» أن ميقاتي تسلّم من الثنائي الشيعي أسماء الوزراء المحسوم منها حتى الآن: يوسف خليل لوزارة المالية، بسبب تمسّك رئيس مجلس النواب نبيه بري به، علماً بأن الأخير عاد وسلّم ميقاتي، عبر الوزير علي حسن خليل، اسم عبد الله ناصر الدين، الملحق الاقتصادي في سفارة لبنان في واشنطن، كبديل ليوسف خليل في حال تعذّر الاتفاق على الأخير. أما وزارة الزراعة فلم تُحسم بعد إن كانت ستكون من حصة الثنائي الذي حصل حتى الآن إلى جانب المالية على وزارات: الأشغال، العمل ووزارة الثقافة التي سيُسمّي الثنائي اسم الوزير الذي سيتولاها بالتوافق. أما وزارة الصحة فقد تأكد أن من سيتولاها هو المدير العام لمستشفى بيروت الحكومي الدكتور فراس الأبيض.
ماراتون عون وميقاتي
وفي السباق الحكومي، أشار مصدر معني بالتأليف لصحيفة البناء إلى أن «الإتصالات تكثفت خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية بين كل القوى لتذليل العقبات»، لافتة الى أن «الرئيس المكلف يبذل جهداً بحركة اتصالاته وتسريعها لإنهاء كل التعقيدات التي ظهرت لدى البعض بالتفاصيل حيث تكمن شياطين الحصص والمكاسب».
وفي سياق ذلك، لفتت مصادر مطلعة على اللقاء إلى أن «هناك تقدماً في الملف الحكومي والجو ايجابي»، مؤكدة أن التيار الوطني الحر لم يطالب بحقيبة الطاقة، لافتة إلى ان بعض التفاصيل تحتاج إلى التشاور. واضافت المصادر: «من الممكن أن يحصل لقاء بين الرئيس عون وميقاتي اليوم وذلك رهن الاتصالات التي ستجري»، مشددة على أن نسبة الكبيرة من النقاط العالقة تم تذليلها.
وأفادت قناة «OTV» ان «حقيبة الاتصالات حسمت مبدئياً لتيار المردة اما وزارة الطاقة فالاتجاه لأن تكون ضمن حصة رئيس الجمهورية لكن باسم توافقي»، وبيّنت مصادر بعبدا انها «متفائلة بإمكان ولادة الحكومة خلال الساعات المقبلة».
وفيما أشارت مصادر ديبلوماسية لـ«البناء» إلى أن «المجتمع الدولي يشجع المسؤولين على تأليف حكومة بشكل سريع لمواجهة الأخطار المحدقة نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية للبدء بإنجاز الإصلاحات واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي»، ورجحت مصادر سياسية أن يكون هناك قرار خارجي بتسهيل مهمة ميقاتي والسماح ببعض الإنفراجات أو الحد من الانهيار لأسباب عدة وربطت ما بين تبدل الموقف الاميركي تجاه الملف اللبناني وبين إعادة التموضع الاميركي في المنطقة من أفغانستان الى العراق الناتج عن الفشل في تحقيق الاهداف العسكرية والسياسية متوقفة عند زيارة السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا الى كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.
وكشفت معلومات عن زيارة متوقعة لمسؤول اميركي الى بيروت قبل نهاية هذا الشهر، لم يتحدد موعدها بعد. وأوضحت ان المسؤول عضو في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي وهو معني بالملف اللبناني.
وتوقعت مصادر اقتصادية أن ينخفض سعر صرف الدولار الى 15 ألف ليرة فور تأليف الحكومة، أما بعد ذلك فيتوقف على برنامج عمل الحكومة ومدى التزامه به وانجاز الاصلاحات المطلوبة ونجاح التفاوض مع صندوق النقد الدولي، مشيرة لـ«البناء» الى «أن السعر الحقيقي للدولار هو 9000 ليرة وفقاً لحجم الكتلة النقدية مقارنة مع الاحتياط الالزامي، فكلما تقلص الاحتياط كلما ارتفع سعر الصرف والعكس صحيح لذلك يجب ضبط الدعم للحفاظ على الاحتياط».
قوة خفية وراء "الأمتار الأخيرة"
أما صحيفة اللواء فقد أوضحت بحسب مصادرها أن الرئيسين عون وميقاتي استكملا في اجتماعهما أمس بعض النقاط مشيرة إلى وجود تقدم في الملف الحكومي على ان يتجدد اللقاء بينهما في الساعات الثماني والاربعين المقبلة بعد مواصلة التشاور لاسيما أن ثمة تفاصيل تستدعي ذلك. وفهم من المصادر ان نسبة كبيرة من النقاط العالقة ذللت وأخرى يتم العمل على تذليلها إنما في الإجمال ثمة حلحلة.
وكشفت أن توزيع الحقائب بات مكتملا تقريبا وأشارت إلى أن موضوع الأسماء يأخذ حيزا من النقاش. فيما نفت المصادر ما تردد أن التيار الوطني الحر يطالب بحقيبة الطاقة والمياه.
وفي معلومات اللواء أن اسم مديرة قسم الطاقة في بنك عودة كارول عياط عاد إلى التداول كوزيرة للطاقة لكن الاسم لم يحسم بعد، وإن كان الرئيس عون يتمسك بأن يكون المعني الأول بتسمية من يكون وزيراً للطاقة. وعلم أن المعيار الذي تم التوافق عليه هو عدم توزير شخصيات وزرت سابقاً، وكذلك عدم توزير نواب حاليين أو سابقين.
ولفتت الأوساط إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية حسمت من حصة رئيس الجمهورية في حين أن حقيبة التربية حسمت للاشتراكي وشؤون المهجرين للحزب الديمقراطي الذي يترأسه النائب طلال أرسلان. وقالت إن الرئيسين عون وميقاتي يختاران أسما توافقيا لنيابة رئاسة الحكومة. كما فهم أن الرئيسين يسميان وبالتوافق وزراء الحقائب السيادية. إلى ذلك تردد أن حقيبة الاتصالات بدورها لم تحسم لكن معلومات أشارت إلى أنها من حصة المردة. كما أن الصناعة حسمت للمردة وبقيت عقدة الداخلية تنتظر استكمال التواصل بشأنها. ومن بين الأسماء التي حسمت السفير عبدالله بو حبيب للخارجية وهي من حصة رئيس الجمهورية. وافيد أن اسم يوسف خليل عاد إلى التداول.
وعلمت اللواء أن اتصالات جرت تمت قبيل لقاء عون ميقاتي أمس بعدما كانت الأجواء غير مريحة وساهمت في ترتيب الوضع.
وفي السياق أيضاً، اوضحت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، ان لقاء الامس بين عون وميقاتي، حقق تقدما مقبولا، لناحية تذليل بغض العقبات، فيما استمر التباين، بخصوص حقائب حساسة، منها الخارجية والداخلية والطاقة والاتصالات والمهجرين. وقالت ان رئيس الجمهورية طرح اسم السفير السابق عبدالله ابوحبيب للخارجية، ولكن ميقاتي اعتبره بانه يحمل صبغة التيار الوطني الحر وقريب جدا منه، ما يتعارض مع حكومة الأخصائيين، عارضا طرح أسماء أخرى، كي يتم التوافق على أحدها.
واشارت المصادر الى التفاهم على اسم الشخصية التي ستتولى وزارة الداخلية، اصبح بنهايته بعدما تم جوجلة الاسماء المرشحة للتوزير، وبقي اسمان، سيتم التوافق على أحدهما باللقاء المقبل، فيما تشهد حقيبة الطاقة، تنافسا، بين رئيس الجمهورية الذي تخلى عنها ثم عاد وطالب بأن تكون هذه الحقيبة من حصته بينما كان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يطالب فيها. وازاء ذلك، عاد طرح إسناد حقيبة الاتصالات للمردة، والتربية للاشتراكي بدلا من الشؤون الاجتماعية، والمهجرين للحزب الديمقراطي. وتوقعت المصادر ان تتسارع وتيرة الاتصالات الجانبية، لتسريع تذليل العقد المتبقية تمهيدا لولادة الحكومة العتيدة باسرع ما يمكن، لان عامل الوقت مهم جدا، لاستباق مخاطر تدهور الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.
حكومة قبل السبت والا!
أما بحسب معلومات صحيفة الديار فقد تم تجاوز معظم العراقيل والاشكاليات الاخرى بعد الاتفاق على ان تبقى وزارة الطاقة مع الرئيس عون وتسلم الاتصالات لتيار «المردة». وتكشف مصادر مطلعة على الحراك الحكومي ان المهلة الاخيرة للتشكيل هي يوم السبت المقبل، بحيث لوح ميقاتي بالاعتذار حينئذ في حال تبين ان لا امكانية للتشكيل.
وتقول المصادر لـ «الديار»:»في حال تمسك الرئيسان بري والحريري بسقوفهما المرتفعة سيفهم حينذاك ان الخارج وبالتحديد الولايات المتحدة الاميركية غير متحمسة لحكومة برئاسة ميقاتي بعكس ما تعلن، وعندئذ لن يقبل رئيس تيار «العزم» أن يعيد تجربة الحريري الذي بقي الفيتو السعودي يكبل يديه، وسيقدم ورقة اعتذاره من دون تأخر».
وقالت مصادر قريبة من الرئيس عون للديار ان جو اللقاء يوم امس الثلاثاء كان افضل من لقاء الاثنين وانه تم التفاهم على القسم الاكبر من الاسماء على الحقائب. واضافت: «التعاون واضح بين الرئيسين .التيار الوطني لم يطالب باي حقيبة ، لا الطاقة ولا غيرها لانه اساسا غير مشارك في الحكومة كما ان الرئيس عون لم يطالب بالطاقة وهي لا تزال محور بحث وتشاور». واوضحت المصادر انه «بقيت تفاصيل قليلة سوف يتم بتها خلال الساعات القليلة المقبلة والاتجاه الى الاسراع في التشكيل».
وتقاطعت المعلومات أمس حول الوصول الى مرحلة غربلة الاسماء بعد حسم حقيبة «الطاقة». ولرئيس الجمهورية والاتصالات لتيار «المردة» الى جانب حقيبة اخرى فقط. ا
ما لجهة الحقائب التي لا تزال محور نقاش لناحية الاسماء فهي العدل والداخلية، ويفترض ان ينكشف التوجه النهائي خلال ساعات بعد اجتماعات واتصالات مكثفة اجراها ميقاتي مساء امس الثلاثاء.
وكان المكتب الاعلامي لميقاتي رد على معلومات تحدثت عن خلاف مع الحريري فقال ان «الرئيس المكلف يقدّر للاعلام دوره البناء في مواكبة القضايا الوطنية ومنها، في هذه المرحلة، موضوع تشكيل الحكومة، ويتمنى على وسائل الاعلام التركيز على الايجابيات المطلوبة لانجاح تشكيل الحكومة والانطلاق الى المعالجات المطلوبة، لان بعض ما ينشر ويقال يندرج في اطار التحليلات التي تفتقد الدقة، او التسريبات المعروفة الاهداف.
إقرأ المزيد في: لبنان
01/11/2024