معركة أولي البأس

لبنان

سفينة المقاومة النفطية انطلقت من إيران.. والحكومة أمام أيام حاسمة
21/08/2021

سفينة المقاومة النفطية انطلقت من إيران.. والحكومة أمام أيام حاسمة

بقيت الأزمة الحكومية تراوح مكانها دون تصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا بعد عدة لقاءات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، في وقت تستمر فيه الأوضاع المعيشية والاقتصادية انحدارًا وتتوسع فجوة الأزمات لا سيما أزمة المحروقات التي تهدد البلاد بالدخول في شلل تام.
إلا أن بصيص الأمل الوحيد الذي خرق النفق المظلم جاء من السواحل الإيرانية، مع إعلان الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عن انطلاق أول سفينة تحمل المحروقات وفي مقدمتها المازوت متجهة إلى لبنان، عسى أن يشكل وصولها بعد أيام المسمار الذي سيدقّ نعش الحصار الأمريكي المفروض على البلاد ويرفع الظلم عن اللبنانيين.


"الأخبار": تأليف الحكومة: بين إيجابيّات الثلاثاء وسلبيّات الخميس... مرّت السفيرة الأميركية

يقارب رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تأليف الحكومة على طريقة قصبة الصيّاد. كي تعلق السمكة في الصنارة، يرمي الصيّاد قصبته بعيداً. على نحو مماثل يدور ترتيب الحقائب والأسماء، تفاهماً واختلافاً، إلى أن يعلق في صنارة الصيّاديْن ما يريده كل منهما

ما بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في اجتماعاتهما لتأليف الحكومة، يشبه ما كان بين عون والرئيس المكلّف السلف سعد الحريري، ويتناقض معه في الوقت نفسه. ما يختلف عليه الرئيسان الآن هو أسماء في حقائب، بعضها متطابق مع ما شاب علاقة عون بالحريري وخصوصاً حيال حقيبة الداخلية. إلا أن الجوهري في ما يميّز تجربة ميقاتي مع رئيس الجمهورية، أن أياً منهما لم يقل جهاراً أو سرّاً بأنّه لا يريد التعاون مع الآخر، أو لا يسلّم به شريكاً له في التأليف كما في المرحلة المقبلة، على طرف نقيض من الأشهر الثمانية في تجربة الرئيس المكلّف السلف. منذ اليوم الأول لتكليف 2020، كلّ من عون والحريري يريد أن ينتزع من الآخر ما يعرف أن ليس في وسعه إرغامه على التنازل عنه. منذ اليوم الأول لم يُرِد عون الحريري رئيساً مكلّفاً، مقدار ما تصرّف الرئيس المكلف السلف على أنه يريد أن يكون بمفرده على رأس الحكم بالحكومة التي يختارها هو، ويفرضها على رئيس للجمهورية تصوّر أنه في السنة السادسة من ولايته سيكون ضعيفاً متلاشياً.

مع أنها المرة الأولى يختبر كل من عون وميقاتي الطرف الآخر من الموقع الذي هو عليه الآن، إلا أنها ليست المرة الأولى يكونان فيها وجهاً لوجه في حكومة واحدة، في ضوء تجربة حكومة 2011 - 2013. يستعيد الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية يقينهما بأنهما شريكان في تأليف الحكومة، وبأن الحكومة ستُؤلف حتماً. تالياً أكثر من سلفه، يقدّر ميقاتي قوة التوقيع الدستوري الذي يحمله رئيس الجمهورية كي تصدر مراسيم الحكومة التي يريد هو بالذات أن يترأسها. من ذلك مرونة التعامل في ما بينهما وتواصلهما الدوري، غير المشوب بأي قطيعة. ما أعاره الرئيس المكلف الحالي أهمية بالغة لا قِبَلَ له على تجاهلها هو أن التوقيع الدستوري للرئيس ملْكُ الرئيس، فيما طارت الأوهام بالرئيس المكلف السلف إلى حدّ الاعتقاد بأن حزب الله قادر - إذا كان يريد - على أن يفرض على عون توقيع ما لا يُرضيه تماماً.

حتى الاجتماع الحادي عشر بين عون وميقاتي، الثلاثاء الفائت، بدا الرئيسان على وشك إعلان تأليف الحكومة، بعدما وصلا إلى مرحلة إسقاط الأسماء في الحقائب المتفق عليها بتفاهمهما، وبلا عقبات مهمة. قبل موعد الاجتماع التالي، الثاني عشر الخميس، تبدّد كل ذلك التفاؤل. قيل إن الرئيسين عادا إلى الوراء، وتبادلا شروطاً جديدة، قبل أن يسارعا - واستباقاً للقائهما - إلى إشاعة مناخ إيجابي بتأكيدهما، كل منهما على حدة كأنه يتوجه إلى الآخر، أن تعاونهما مستمر وكذلك توصلهما إلى تأليف الحكومة. بعدما التقيا الخميس، لم يُفصَح عن سبب التبدّل الأول، ولا عن تبدّل المتبدَّل، وظل الغموض يقفز ما بينهما. في هذا اليوم، الفاصل ما بين إيجابيات الثلاثاء وسلبيات الخميس، طرأ أكثر من تطور. بعضه معلن والبعض الآخر مكتوم، قيل إنه وراء تغيّر الأمزجة.

هل أصبحت حقيبة الطاقة عند السنّة لإرضائهم؟

عُزي أحد أسبابها إلى الزيارة المفاجئة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا لقصر بعبدا، مع أنها تحدّثت عن استعجالها تأليف الحكومة. قيل أيضاً إن الحريري وضع تحفظات عن أسماء مقترحة في الحكومة. قيل أيضاً وأيضاً إن رئيس مجلس النواب نبيه برّي غير راضٍ عن مسار التفاوض، مع أن البعض أشاع اعتقاداً بأنه عرّاب تكليف ميقاتي، مثلما كان عرّاب تكليف الحريري. وهو - كما الرئيس المكلف السلف - لم يسعه أن يرى الظروف التي أملت على الحريري الاعتذار إلا «عدواناً» عليه وعلى حليفه الرئيس السابق للحكومة. ليس سجال برّي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مجلس النواب البارحة بإزاء الاستقالة من البرلمان ومن الموقف من تأييد رفع الدعم أو الإبقاء عليه، إلا واحداً من الأعراض النموذجية للاشتباك الأصل بين عون وبرّي، كما العلاقة المتنافرة بين رئاستَي الجمهورية والبرلمان، المعبَّر عنها في الرسائل الدورية الموجهة إلى المجلس، كما في طريقة مقاربة هذا لها.
حتى اجتماع الخميس 19 آب، بقيت ثلاث نقاط عالقة بين الرئيسين تحتاج إلى مزيد من التفاهم عليها:
1 - نيابة رئاسة الحكومة التي طُرح لها اسمان هما النائب السابق مروان أبوفاضل والرئيس السابق لجمعية الصناعيين اللبنانيين جاك صراف الذي اصطدم بتحفّظ الرئيس المكلف عنه. كان متوقعاً أن يتسلم المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير جواب ميقاتي عن أيّ من الاسمين المقترَحين.
2 - وزارة الداخلية المستقرّة عند السنّة، بيد أنها اصطدمت بالأسماء المرشحة لها، وهي لأربعة ضباط في قوى الأمن الداخلي، ثلاثة منهم متقاعدون هم العمداء محمد الحسن ومروان زين وإبراهيم بصبوص، فيما رابعهم لا يزال في الخدمة العميد أحمد الحجار. لم يتحمس ميقاتي للحسن، ملاقياً موقف الحريري السلبي منه. كان عون ينتظر بدوره أحد الأسماء الثلاثة المتبقية للحقيبة.
3 - وزارة المال المحسومة لبرّي، إلا أنها كانت لا تزال عالقة عند موافقة عون على أحد اسمين. كلاهما لم يُرضه ولديه أكثر من علامة استفهام عليه: يُعتبر يوسف خليل مرشح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أكثر منه مرشح حركة أمل، ناهيك بأنه ساعده الأيمن الذي يضع - أو قد يضع - الحقيبة تحت تأثيره. أما الآخر فهو المستشار الاقتصادي في سفارة لبنان في واشنطن عبدالله نصرالدين القليل الخبرة، ناهيك بأنه موظف في الفئة الرابعة في سلم إدارته، ما يضعه في حقيبة حساسة. كلاهما يحظى بتأييد برّي.

باستثناء النقاط الثلاث العالقة هذه، بدا تأليف الحكومة على وشك إبصار النور قبل تبخّر الآمال تلك. سرعان ما تحدثت أوساط محيطة بالرئاسة عن موقف فاجأ عون عندما تبلّغ أنّ ميقاتي عدّل أسماء عشرة وزراء مسيحيين وأبدلهم بآخرين، لم يكونوا - تبعاً لما تناولته الأوساط هذه - في لائحة الأسماء التي ناقشها الرئيسان. من ثمّ رداً على كلام رئيس الجمهورية، قيل إنه طالب بالثلث+1. قبل أن تتسبب عاصفة التسريبات بتعطيل اجتماعهما الثاني عشر الخميس، تبادلا رسائل إيجابية في التمسك بكل ما اتفقا عليه.
في الاجتماع الثاني عشر اتفقا على وضع وزارة الطاقة في الحصة السنّية، بعدما قال التيار الوطني الحر إنه غير متحمّس للبقاء فيها، أضف أن الحقيبة هذه أضحت المشنقة التي يُعلق التيار ورئيسه على حبلها يومياً.

 

"البناء": سفينة المقاومة انطلقت من إيران نحو لبنان
رغم السجال الحادّ المتعدّد الأطراف الذي شهدته الجلسة النيابية، في ظلّ المقاربات الخلافية حول مضمون رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمجلس النيابي على خلفية الموقف من قرار حاكم مصرف لبنان التوقف عن تمويل الإستيراد بدولار مدعوم على سعر 3900 ليرة للدولار، لم يخطف هذا السجال الضوء عن قرار حزب الله الذي أعلنه أمينه العام السيد حسن نصرالله ببدء مسار سفن المحروقات من إيران إلى لبنان وما رافقه من تداعيات ومواقف، فالسجال الذي انتهى بمواقف قواتية عبّر عنها النائب جورج عدوان بلغة تهكمية على مقاربة التيار الوطني الحر للملف الحكومي، وبتلويح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بإستقالة نوابه، وردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري عليه بالقول، لا أحد يهدّد المجلس النيابي ومن يريد الاستقالة فليستقل، لم يتحوّل الى الحدث السياسي الأول الذي بقي محجوزاً مكانه لمسار التسابق الذي أطلقته واشنطن عبر سفيرتها في بيروت مع سفن المقاومة بإعلانها عن خطوات أميركية لرفع العقوبات من طريق خطوات كان لبنان يطلبها منذ زمن لتسهيل استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية، وكانت واشنطن تعطلها بعقوباتها المفروضة على سورية، رغم تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي والملك الأردني عبدالله الثاني.

خطوة حزب الله التي أعلنها السيد نصرالله في كلمته في ذكرى عاشوراء، أرفقت بكلام واضح لنصرالله موجه للأميركيين و”الإسرائيليين” يرفع مستوى حماية السفن الى حدّ الاستعداد للدفاع عنها بالقوة، وفق معادلة نصرالله “السفن أرض لبنانية”، وكانت كلمة السيد نصرالله قد شدّدت على الدعوة لتسريع تشكيل الحكومة، بينما ركزت إقليمياً على تثبيت معادلة الدفاع عن القدس يساوي حرباً إقليمية، وعلى تأكيد الهزيمة الأميركية في أفغانستان واعتبار العراق ساحة المواجهة المقبلة حتى إخراج القوات الأميركية منه، وجاء ردّ الفعل الأميركي السريع بما حملته السفيرة الأميركية دوروتي شيا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إتصال هاتفي حول تلبية الطلب اللبناني بإستثناء استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية من عقوبات قانون قيصر المفروض على سورية، ليؤكد ان حزب الله أقام حساباته بدقة، وأنّ واشنطن قرّرت الهروب من المواجهة الى التسابق لخلق واقع لبناني يقيّد حزب الله ويحول دون تحوّل خط البواخر الى مسار ثابت.

مصادر اقتصادية قالت انّ بقاء الأزمات المفتوحة في قطاع المحروقات مع رفع الدعم وغياب الحكومة سيجعل حزب الله معنياً بتثبيت مسار السفن بما يلبّي الحاجات الأساسية للسوق اللبنانية، خصوصاً المستشفيات والأفران والمولدات، ورأت انّ لهذا المسار نتائج كبرى على السوق، فهو سيسقط منظومة الإحتكار والتهريب بدخول لاعب كبير غير قابل للإغراء بتقاسم الأرباح الى السوق، وسيسحب من طريق الطلب على الدولار كتلة ضخمة هي تلك المطلوبة لتمويل استيراد المحروقات، والتي تمثل اليوم 60% من الطلب على الدولار، ما سينعكس تثبيتاً لسعر الصرف بعد تحسّن سعر الليرة، وهذه النتائج كافية للقول بأنّ سياسة واشنطن لإسقاط لبنان على رأس حزب الله قد انقلبت على أصحابها فسقط لبنان في حضنه، كما حذر “الإسرائيليون” وصرخوا  مناشدين أصدقاءهم وحلفاءهم العرب والغربيين وفي طليعتهم أميركا ودول الخليج لعدم ترك لبنان لخطة حزب الله، كما قالت صحيفة “معاريف” قبل أسبوعين على لسان كبار ضباط المخابرات “الإسرائيلية” الحاليين والسابقين، واذا قرأت حركة التفاعل الأميركي السريعة باتجاه تجاوز العقوبات كتعبير عن مكانة الملف على طاولة الاهتمام الأميركي، على أعلى المستويات التي يستدعيها قرار بحجم رفع العقوبات، فإنّ السؤال المطروح هو هل ستصل واشنطن الى الضغط لتسريع ولادة الحكومة وتزيل التحفظات التي كانت تضعها وتشكل مناخاً لتعقيد المشهد الحكومي، فتصير معادلة حكومة سريعة لإرباك مسار السفن بدلاً من لا حكومة لإرباك المقاومة بالفراغ والفوضى؟

ولا تزال مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تلقي بثقلها على المشهدين الداخلي والإقليمي – الدولي، لا سيما إعلانه عن انطلاق باخرة النفط المحملة بالنفط الإيراني إلى لبنان، لما لذلك من تداعيات على مستويات عدة وسط ترقب داخلي لوصول الباخرة التي ستقطع مسافات طويلة وممرّات عدة ولكيفية تعامل الأميركيين و»الإسرائيليين» مع هذا الحدث الفريد من نوعه والذي يشكل الخطوة الجدية الأولى على طريق كسر الحصار الأميركي الأوروبي الخليجي المفروض على لبنان منذ أكثر من عامين.

وحركت المفاجأة التي كشفها السيد نصرالله الإدارة الأميركية وديبلوماسيتها في لبنان التي سارعت إلى الاتصال برئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإبلاغه استعداد بلادها لتأمين حاجة لبنان من النفط والغاز والكهرباء من مصر عبر الأردن مروراً بسورية فلبنان، وذلك بهدف قطع الطريق على وصول باخرة النفط الإيرانية إلى لبنان، ما يؤكد بحسب مصادر سياسية لـ»البناء» أنّ إعلان السيد نصرالله عن بدء مرحلة استيراد بواخر النفط من إيران إلى لبنان هو العامل الذي حرّك الأميركيين وليس حرصهم على لبنان وشعبه وإلا أين كانوا خلال العامين الماضيين؟ ولماذا لم يحركوا ساكناً لفك حصارهم على لبنان وحلّ أزمة الكهرباء والمازوت ودفع المعاناة والمأساة عن الشعب اللبناني؟

 

"الجمهورية": بري لمدّعي العفة: إستقيلوا..
لا شك ان رفع الدعم عن المحروقات وغيرها هو اجراء ظالم لكل اللبنانيين، ولكن على من يضحك جبران باسيل وغيره، حينما يُنصّب نفسه رأس حربة ضد رفع الدعم، ويتوعد بالثبور وعظائم الأمور ضد هذا الاجراء، ويحاضر بالعفة السياسية وكأنه بريء من دم الازمة التي ضربت كل اللبنانيين، وأفقرتهم وأفلست خزينة الدولة وسلبت اموال المودعين. فأين كانت هذه الحميّة المصطنعة في وزارة العتم التي هدرت برعايتهم وتوجيهاتهم المباشرة ما يقارب على الخمسين مليار دولار؟ واين كانت هذه الحمية في زمن التسويات الثنائية وتقاسم جبنة الدولة أيام التسوية الرئاسية والمحاصصات المكتوبة فيها وغير المكتوبة؟

الناس ليست غبية، لا تُخفى عليها مزايداتكم الانتخابية، وتضحيتكم بالبلد لقاء مقعد نيابي او حقيبة وزارية. لذلك، ليس المطلوب ان تقدموا حلولا للناس وانتم أصلاً عاجزون على تقديمها، بل المطلوب منكم ان تحترموا انفسكم أولاً، وتوقفوا هذا البكاء الناشف على الناس. قد تكون ذاكرتكم مثقوبة، لكن ذاكرة الناس تسجّل لكم مآثركم فاحترموا عقول اللبنانيين، كذّبوا على أنفسكم ما شئتم، ولكن لا تعتدواعلى اللبنانيين بكذبكم ودجلكم فتلك السياسة وحدها التي أثبتّم انكم خبراء محترفين فيها. هكذا انتم، وبفضل سياساتكم أخذتم البلد الى نقطة اللاعودة.

جلسة الرسالة

محاضرات العفة تلك، حاول هؤلاء تكرارها أمس في الجلسة التي عقدها المجلس النيابي في الاونيسكو لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية حول الوضع في البلد، في ظل القرار الاخير لحاكم مصرف لبنان برفع الدعم عن المحروقات.

ولم تخرج الجلسة عن سياق ما كان متوقعاً منها، بما أكد انّ الرسالة الرئاسية لم تكن لا في زمانها ولا في مكانها، خصوصاً ان الحل الذي تطلبه الرسالة الرئاسية موجود في متناول رئيس الجمهورية، وهو الذهاب فوراً الى تشكيل حكومة وإزالة الموانع الرئاسية وغير الرئاسية من طريق تشكيلها.

وكان لافتاً ان باسيل قد حضر الى الجلسة بنية صدامية، في محاولة الى أخذ المجلس النيابي في الاتجاه الذي يخدم توجهه، وملوّحاً بالاستقالة من المجلس النيابي ان لم يؤخَذ بما يريده، وهو الامر الذي استشعره رئيس المجلس من البداية، فسارَع الى قطع الطريق على المهولين برفض تحويل المجلس مطية في يدهم، وقال صراحة لمدّعي العفة: إن كنتم تريدون الاستقالة فاستقيلوا، وحاجي تهددونا.

باسيل

في مداخلته، صَب باسيل جام غضبه على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث اعتبر ان قراره في شأن رفع الدعم قرار مشبوه واستكمال للحصار على لبنان، وبالتالي أتى بدفع من بعض القوى السياسية.

وأشار إلى أنّه لا يمكن التعاطي مع قرار الحاكم ولا حلّ إلّا بإلغائه. وقال: «الهدف من قرار سلامة إسقاط الرئيس ميشال عون وضرب «التيار الوطني الحرّ»، وبعدها الانتقال إلى ضرب المقاومة. وكل ما يجري هو نتيجة الكيدية السياسية وخصوصاً في ما يتعلق بملف الكهرباء وهناك حرب اقتصادية ينفّذها سلامة علينا، وقراره كان بشكل أحادي وقد جاء بطلب من احدى الكتل النيابية».

ولفت إلى أنه إذا لم يخرج مجلس النواب بقرار أو إجراء يكون فقد دوره، ما يجعلنا نعيد حساباتنا بالبقاء فيه. وعندها نسأل كأقليّة اذا كان بقاؤنا فيه لا زال مجدياً؟ او اذا صار لازماً تقصير ولايته واجراء انتخابات مبكرة؟

بري يرد

هنا تدخّل بري غاضبا، فقال: «ما حدا يهدّد ومجلس النواب لا يُهدّد». وأضاف بري في رده على باسيل: «ما حدا يهددنا. يلي بدو يستقيل يستقيل، وما في تهديدات للمجلس النيابي على الاطلاق».

وفي مداخلة، رداً على النائب جورج عدوان حول الموضوع الحكومي، قال بري: «أحد الاسباب التي يمكن ان يسهّل عمل الحكومة هو ان تشتركوا فيها، لأنّ احد أهم العراقيل الاساسية هي منها».

ودعا بري الى إعلان حالة طوارئ صحية يسمح من خلالها للمستشفيات استيراد احتياجاتها الطبية والدوائية، وان يتم وضع حد لكارتيلات الدواء.

عدوان

وقال نائب رئيس حزب القوات اللبنانية، وعضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان، خلال الجلسة: «ما فينا وقت نكون قابرين شيخ زنكي سَوا بيكون الحاكم ما في منّو، ووقت نختلف معو نصير بدنا نحاسبو». وأضاف عدوان: «مين بيقول إنو الحكومة المستقيلة رح تعمل البطاقة التمويلية؟ وأيمتى رح تعملها؟ في وقت حكومة مش قادرين تشكّلوا، وعم يتخانقوا مين بدو ياخد الشؤون الاجتماعية لأن فيها بطاقة تمويلية لحسابات انتخابية».

بري يرد

ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري على عدوان قائلاً: «أحد الاسباب التي يمكن ان يسهّل عمل الحكومة الآن هو ان تشتركوا فيها».

فرد عدوان: «المشكلة هي المحاصصة التي يُعيّن عبرها المستشار الأول والمستشار الثاني، وبعد في اللي بتِعمُل قهوة ما عملوها وزيرة».

الاشتراكي

بدوره، قال أمين سرّ «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي ابو الحسن: «نرفض إصدار اي قانون يمنح الغطاء لصرف ما تبقّى من اموال المودعين فهذه خطيئة كبرى ستوصِلنا الى رفع الدعم قسراً بعد حين عند نفاد الاحتياطي المركزي، وبالتالي يتبخّر ما تبقى من أموال المودعين». وتابع: «فلتُباشر الحكومة بالخطوات العملية للبطاقة التمويلية بالتعاون مع البنك الدولي وبإشرافه كي لا تتحول الى بطاقة انتخابية، على ان يبدأ العمل بها خلال 45 يوماً».

من جانبه، طلبَ عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر من مجلس النواب: «إقرار البطاقة التمويلية وتحرير السوق وتشكيل حكومة سريعاً».

واعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي من مجلس النواب «انّ «حزب الله» يرفض قرار رياض سلامة ويطالب بتشكيل حكومة سريعاً».

خلاصة الجلسة

في نهاية الجلسة النيابية قال الرئيس بري: لقد بَيّنَت غالبية المواقف بأن الموقف هو التالي : الحل هو في تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت، وكذلك الاسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار. وذكر تلفزيون «أو تي في» انّ تكتل لبنان القوي انفردَ بالتصويت ضد موقف المجلس لأنه اعتبره غير كاف، فهو مع تأليف حكومة والاسراع بالبطاقة، لكنّ الامرين غير كافيين. في القريب العاجل.

72 ساعة

وقالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات ان الساعات الـ72 المقبلة حاسمة بالفعل على صعيد التأليف، وبالتالي إن سارت الأمور بالشكل الذي تفاهَم عليه عون وميقاتي في لقائهما الاخير، يمكن أن نشهد حكومة قبل مطلع الاسبوع. الا اذا عادت الشياطين وتدخلت واحبطت كل الايجابيات. وكشفت المصادر عن حضور فرنسي واوروبي متجدد على خط تسريع التأليف، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة سواء إعلان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله عن إبرار سفينة المازوت من ايران، او إطلاق الصواريخ الإسرائيلية في اتجاه سوريا عبورا من الاجواء اللبنانية وتحديدا من فوق العاصمة بيروت.

 

"اللواء": سفن إيران وكهرباء الأردن

وأعلن السيد نصر الله في خطبة العاشرمن محرم، «أن سفيتنا الأولى التي ستنطلق من إيران محملة ‏بالمواد التي يجب أن تحضر في هذه السفينة قد أنجزت كل الترتيبات، وحملت بالأطنان المطلوبة وأنجزت ‏كل الأعمال الإدارية، وستبحر خلال ساعات ببركة الحسين سيد الشهداء في هذا اليوم إلى لبنان. ما ‏يفصلنا عنها هو مسافة الطريق فقط عندما تصل السفينة الأولى، وستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى إن ‏شاء الله. عندما تصل إلى مياه البحر الأبيض المتوسط نتحدث لاحقا عن ‏التفاصيل، إلى أين وكيف ومتى؟ والآليات العملية وما شاكل».

وقال: طبعا أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت، البنزين هو حاجة السيارات والنقل، لكن يتوقف ‏على المازوت اليوم المستشفيات، والمراكز الصحية، ومصانع الأدوية والأمصال، ومصانع المواد ‏الغذائية، وأفران الخبز، ومولدات الكهرباء، ولذلك بتشخيص الكل أن المازوت هو أولوية وأهمية قصوى ‏لأنها ترتبط بحياة الناس في عمق حياة الناس. وإن شاء الله ستصل هذه السفينة والسفن الأخرى بخير وسلامة.

اضاف:أعرف أننا أمام تحد كبير وأمام ما يشاع وما يثار من مخاوف وتهديدات مبطنة حتى الآن لا يوجد ‏شيء رسمي، نحن لم يصلنا حتى الآن تهديد رسمي أنه والله مثلا الأمريكان ماذا سيفعلون، أو ‏الإسرائيليين بماذا يقومون. هناك كلام وسائل إعلام يكتب في بعض وسائل الإعلام. أنا أود أن أقول أن السفينة منذ اللحظة التي ستبحر فيها بعد ساعات، وستصبح في المياه سوف تصبح ‏أرضا لبنانية. السفينة الآتية من إيران والتي ستبحر بعد ساعات أقول للأميركيين وللإسرائيليين هي أرض ‏لبنانية. نحن أصرينا على هذا الخيار لأننا قلنا لا نستطيع أن نتحمل مشاهد الإذلال لشعبنا، لا على طوابير ‏الأفران، ولا على طوابير المستشفيات، ولا على طوابير محطات البنزين، ولا في ظلام الليل وحرارة الصيف.

أضاف: نحن لا نريد أن ندخل في تحد مع أحد، لو أنهم رفعوا عقوباتهم عن لبنان، وسمحوا للبنانيين بأن يعيشوا ‏حياتهم الطبيعية، نحن لسنا بحاجة لأن نذهب لهذا الخيار. فالذين فرضوا على لبنان هذه الظروف الصعبة، ‏هم الذين جعلونا نلجأ إلى هذا الخيار، لأننا نحن نريد أن نساعد شعبنا. لا نريد أن ندخل في مشكلة مع ‏أحد، ولا في تحد مع أحد. ولكن بصراحة نقول لا يخطئ أحد ويدخل معنا في تحد بات يرتبط بعزة ‏شعبنا، وإذلال شعبنا.

وبعد ساعات قليلة من خطاب نصر الله، اعلن القصر الجمهوري ان الرئيس عون تلقى اتصالا من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا أبلغته أنه، «تعقيبا على المداولات التي أجرتها معه خلال زيارتها الأخيرة الى قصر بعبدا، تبلغت قرارا من الإدارة الأميركية بمتابعة مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري الى الأردن، تمكنه من انتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا. كذلك سيتم تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا الى شمال لبنان».

ولفتت السفيرة شيا الى أن «الجانب الأميركي يبذل جهدا كبيرا لانجاز هذه الإجراءات، وان المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز».

وعلمت «اللواء» ان الرئيس ميشال عون سيتداول مع وزير الطاقة ريمون غجر في استئناف المفاوضات مع الأردن وسوريا من اجل استجرار الكهرباء من الاردن عبر سوريا ونقل كمية من الغاز إلى معمل دير عمار في الشمال من اجل تشغيله مجددا على الغاز خاصة ان استجرار الكهرباء من سوريا والاردن بحاجة الى مفاوضات رسمية بين حكومتي البلدين لتجديد بعض الاتفاقات القديمة وعقد اتفاقات جديدة. علما ان خط نقل التوتر العالي بين الاردن وسوريا متضرر في درعا وبحاجة للصيانة، وربما يحتاج الامر الى مفاوضات تقنية مع مصر حول استجرار الغاز.

وقالت مصادر رسمية لـ«اللواء» ان المفاوضات الأميركية مع الاردن كانت قد بدأت منذ اشهر بهدف تزويد لبنان بالكهرباء والغاز لكن جاءت العقوبات على سوريا بموحب قانون قيصر وغيره لتفرض توقفها، لكن الادارة الاميركية الجديدة قررت رفع الحظر عن استجرار الطاقة بهدف ترييح الوضع اللبناني بعد المرحلة الخطرة التي وصل اليها.         

  وأشارت المصادر الى ان قرار رفع الحظر جاء «بالصدفة» مع قرار حزب الله استقدام النفط من ايران وان المسعى الاميركي ليس ردا على قرار الحزب بل سابق له!  

وتحدثت «نورنيوز الإيرانية» إن «شحنات الوقود الإيرانية إلى لبنان تم شراؤها كلها من قبل مجموعة من رجال الأعمال الشيعة اللبنانيين». وقالت: «شحنات الوقود من إيران تعتبر ممتلكات لرجال أعمال لبنانيين شيعة منذ لحظة التحميل». واكدت هذه المعلومة قناة الحدث موضحة ان رجال الاعمال يعملون في الصين.

ورأت مجموعة الدعم الدولية ان التفاقم المتسارع للأزمة يبرز الضرورة الملحة لتشكيل حكومة قادرة على وضع الأمور في نصابها، وتلبية الاحتياجات العاجلة والشروع بالاصلاحات.

تسعيرة جديدة للمحروقات

نفطياً، تجري اتصالات للتوصل إلى موافقة استثنائية على تسعير المحروقات بما يسمح بإدخال البواخر العالقة في البحر والمحملة بمادتي البنزين والمازوت، مما يؤدي إلى احداث انفراج أكيد في السوق، وذلك على أساس جمع السعر الذي اقترحه مصرف لبنان على أساس 12000ل.ل. للدولار الواحد، مع السعر الذي تطالب به وزارة الطاقة أي 3900 ل.ل. للدولار الواحد، بحيث يقسم المجموع للنصف، وتفتح الاعتمادات على أساس 8000ل.ل. للدولار الواحد.

وتوقع مصدر نفطي ان تحمل الساعات المقبلة، بشرى سارة في هذا الاتجاه، بحيث يعود البنزين إلى المحطات التي رفعت خراطيمها الاثنين المقبل.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل