لبنان
المازوت الإيراني كسر للحصار الأمريكي وطاقة فرج للبنانيين..الحكومة تقر بيانها الوزاري
أقرت الحكومة بالإجماع بيانها الوزاري بانتظار جلسة الثقة التي سيدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يمكن الحكومة من الانطلاق بالعمل جدياً من أجل إنقاذ لبنان من الأزمات وخاصةً الكهرباء والمحروقات، وفي سياق أزمة المحروقات دخلت ظهر أمس أولى طلائع قوافل كسر الحصار الأميركي محملة بالمازوت الإيراني إلى الأراضي اللبنانية من جهة البقاع الشمالي، قادمة من سورية، ونُقل المازوت إلى داخل لبنان عبر قوافل من الصهاريج بلغت 4 قوافل أمس، ضمت عشرات الصهاريج يحمل كل منها 50 ألف ليتر من مادة المازوت.
"الأخبار": حزب الله يكسر المحرّمات: النفط الإيراني في لبنان عبر سوري
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" إن القافلة الأولى للمازوت الإيراني دخلت مكرّسة واقعاً كان حتى وقت قريب مجرد احتمال غير قابل للتنفيذ. فالخوف الرسمي من غضب أميركا جعل الدولة تفضّل خنق الناس على الترحيب بدعم إيراني يمكن أن يخفّف بعضاً من المعاناة. لكن مع ذلك، تولّى حزب الله المهمة، مكرّساً معادلات لم يعد بالإمكان التغاضي عنها لا محلياً ولا إقليمياً. وفيما كانت الحكومة تتعامل مع الحدث كأنه لم يحصل، لم تتردّد بتدشين رحلتها بقرار رفع الدعم، من دون انتظار البطاقة التمويلية التي تواجهها مشكلات جمّة. وبالرغم من تعمّد تمويه قرار إلغاء الدعم بإشارة إلى درس المعطيات المتوفرة قبل إصدار القرار أو الإعلان عن رفع جزئي للدعم، إلا أن الواقع أثبت أن الدعم انتهى وأن ما يُخفّف من هول وقعه، جزئياً، هو انخفاض سعر الدولار، رغم أن من غير المضمون ألّا يرتفع مجدداً.
واضافت الصحيفة أن الحدث الأبرز في لبنان أمس هو تحوّل الوعد الذي قطعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعدم ترك الناس فريسة النقص في المحروقات إلى حقيقة، بعد كثير من التشكيك في إمكان وصول الفيول الإيراني إلى لبنان. فقد وصلت، أمس، القافلة الأولى من المازوت. واستُقبلت استقبالاً شعبياً لافتاً، أكد الاحتضان الشعبي لخيار كسر الحصار، بعدما تحوّل الناس في الفترة الماضية إلى أسرى للعتَمة وفقدان المحروقات، في ظل خوف مؤسسات الدولة من عقوبات أميركية لا يمكن أن تؤدي إلى أكثر مما يعيشه اللبنانيون من مآسٍ بالجملة فرضتها منظومة الفساد المدعومة أميركياً.
وتابعت "لكن هذه الخطوة لا يمكن أن تحسب على أساس نتائجها الاجتماعية والاقتصادية فحسب، فإن إنجاز حزب الله الذي تحدى الإرادة الأميركية ومنظومة الاحتكار في كسر اللبنانيين، ما كان ليتحقق لولا تكريس الحزب، ومحور المقاومة، معادلات جديدة في الإقليم، وخاصة في لبنان وسوريا والعراق. وهذه المعادلات التي سمحت بكسر حزب الله للحصار على لبنان، هي التي أجبرت الولايات المتحدة الأميركية على الانقلاب على خططها السابقة، والمسارعة إلى فتح أبواب الحلول، إن كان سياسياً بتأليف الحكومة، أو طاقوياً من خلال استثناء الغاز والكهرباء من مفاعيل قانون قيصر".
ولفتت الصحيفة إلى أن ما قام به الحزب يثبت الآتي:
ــــ أولاً، إثبات تعزيز معادلة الردع في وجه العدو الإسرائيلي الذي لم يجرؤ على منع وصول البواخر الإيرانية إلى الشواطئ السورية، كما لم يجرؤ على محاولة منع وصول الصهاريج المحملة بالوقود الإيراني من سوريا إلى لبنان. وتزداد مفاعيل معادلة الردع مع استذكار تصريح وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، في حزيران 2020 (كان لا يزال في منصبه)، عندما قال: «سنفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن إيران لا يمكنها الاستمرار في بيع النفط الخام، في أي مكان، بما في ذلك إلى حزب الله». عندما قال بومبيو ذلك، لم يكن يتحدّث في الفراغ، بل إنه عبّر عن سعي واشنطن لمنع أيّ تخفيف لنتائج الانهيار في لبنان، إلا بواسطة إجراءات أميركية تكون مقابل تنازلات سياسية في بيروت.
ــــ ثانياً، خطوة حزب الله، ورغم أنها محصورة في الجانب الاقتصادي بتخفيف أثر شح المحروقات على اللبنانيين ومؤسساتهم ومصانعهم، إلا أنها تفتح الباب واسعاً أمام إمكان التعاون مع سوريا وإيران ودول أخرى، كان لبنان ممنوعاً من التعامل معها حتى الأمس القريب. كما أنها تضع على طاولة صنّاع القرار في لبنان وفي الدول المعنية بالشأن اللبناني، عاملاً جديداً لم يكن في الحسبان: ثمة خيارات بديلة للبنانيين من انتظار المعونات الغربية والخليجية. وكلما اشتد الخناق على لبنان، سيضطرّ، ولو عبر جزء من قواه، إلى كسر محظورات في المقابل.
ــــ ثالثاً، بعد إعلان السيد حسن نصر الله بدء استيراد المحروقات قبل شهر من اليوم، خرجت السفيرة الأميركية لتعلن السماح للبنان باستيراد الغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سوريا. وبعد ذلك، منحت السفيرة الإذن لوفد وزاري لبناني ليزور دمشق لبحث استجرار الطاقة. وما لم يتم التركيز عليه حينذاك هو قولها إن البواخر المحملة بالمحروقات موجودة في البحر قبالة الشواطئ اللبنانية، موحية بأن البلاد لا تعاني من أزمة حقيقية. لكن الأزمة استمرت، وازدادت حدّة. وهي مرشحة للتفاقم بعد رفع الدعم. وأظهرت وقائع الأيام الماضية أن السوق اللبنانية متعطشة للمحروقات بصورة كبيرة جداً. فبعد ساعات على إعلان السيد نصر الله، يوم الاثنين الماضي، آلية توزيع وبيع المازوت المستورد من إيران، انهالت على أرقام الهواتف المخصصة لتلقي طلبات شراء المحروقات مئات الاتصالات (في البقاع وحده، تلقت شركة «الأمانة» أكثر من 300 طلب لشراء المازوت، في غضون أقل من 24 ساعة). وبعض هذه الاتصالات وردت من مؤسسات وشركات لا يكنّ أصحابها الكثير من الود السياسي لحزب الله، لكن عملهم غير قابل للاستمرار من دون تأمين إمدادات موثوقة من المحروقات.
ــــ رابعاً، من المتوقع أن يلجأ خصوم المقاومة وأعداؤها إلى إجراءات مقابِلة، سواء عبر خطوات تؤدي إلى التخفيف من حدة الأزمة في لبنان لمنعه من الاندفاع أكثر نحو خيارات اقتصادية وسياسية وميدانية بديلة، أو عبر خطوات سلبية لتخريب ما قام به حزب الله، أو الحؤول دون تثبيته مستقبلاً. وهذا الجانب من أداء «الفريق الآخر» سيكون موضع رصد في الأيام والأسابيع المقبلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الخطوة التالية بعد استيراد المازوت من إيران ستكون استيراد البنزين. لكن حزب الله لم يحدّد بعد آلية توزيع البنزين الإيراني وبيعه، وبأي سعر سيُباع للمستهلكين، وكيفية ضمان عدم تحوّل المحطات التي ستبيع البنزين الإيراني إلى مواقع إضافية للزحمة، في ظل الأزمة الخانقة التي تعانيها السوق اللبنانية. وسيكون الحزب معنياً بتقديم تجربة مختلفة عن تلك التي قدّمتها الدولة ومصرف لبنان والمحتكرون، والتي أدّت إلى إذلال سكان لبنان في الطوابير وفي حجب المحروقات عنهم وإجبار جزء منهم على اللجوء إلى السوق السوداء المزدهرة.
وصول النفط العراقي
واشارت الصحيفة إلى أنه بالتوازي، بدأ لبنان يقطف ثمار الاتفاق مع العراق. إذ أفرغت أمس شحنة الديزل أويل (31 ألف طن) في دير عمار، على أن يُفرّغ نصفها الآخر غداً في الزهراني. وفي إطار المناقصة الأولى، ستصل أيضاً الأسبوع المقبل شحنة فيول Grade B لزوم معملَي الزوق والجية الجديدين والباخرتين التركيتين. وبحسب الاتفاق الذي أبرم مع الجانب العراقي، يُتوقّع أن تصل شحنتان كل شهر إلى لبنان (بعد استبدال شحنة واحدة من الفيول العراقي)، بما يؤدي عملياً إلى ضمان زيادة التغذية بالكهرباء أربع ساعات يومياً.
وبينت أنه في إطار تحسين التغذية بالتيار، وتأكيداً على استمرار الزخم المتعلق باستجرار الغاز من مصر، زار السفير المصري ياسر علوي وزير الطاقة وليد فياض. وتناول البحث آلية استقدام الغاز المصري الى لبنان عبر الأردن وسوريا، وذلك بعد الاجتماع الذي عقد في هذا الإطار الأسبوع الماضي في عمان، بين الوزراء المعنيين لكل من مصر والأردن ولبنان. كما تم التطرق الى اجتماع سيعقد في وقت قريب بين وزير البترول والثروة المعدنية المصري وفياض، للإسراع في الإجراءات المطلوبة، لإرساء الاتفاقية التي «تعد بزيادة ساعات التغذية بالكهرباء، كما تخدم المصلحة الوطنية لكلي الطرفين وتعزِز التعاون بين مصر ولبنان».
رفع الدعم
وقالت الصحيفة إنه في المقابل، ستكون باكورة «إنجازات» الحكومة الجديدة رفع الدعم عن المحروقات. وبالرغم من أن وزير الإعلام أعلن أنه لم يتم اتخاذ أي قرار برفع الدعم عن الوقود، وبالرغم من أن المعلومات تحدثت عن رفع جزئي للدعم، إلا أن الوقائع التي تلت جلسة مجلس الوزراء أمس تؤكد أن مساعي تلطيف القرار أو تخفيف وقع الصدمة لا تلغي حقيقة أن قرار رفع الدعم قد اتخذ فعلاً. إذ يتوقع أن يصار اليوم إلى إصدار جدول أسعار يتضمن زيادة سعر صفيحة البنزين من 130 ألف ليرة إلى 180 ألفاً، بما يعني احتساب الدولار على سعر منصة صيرفة، أي نحو 12800 ليرة بدلاً من 8000 ليرة. مع ذلك، لا تزال مديرية النفط تجزم بأن الدعم لم يُرفع، بل جرى تخفيفه. وهو ما وصفته مصادر معنية خطوة أولى على طريق «تحرير السعر» بالكامل، بما يعنيه ذلك من ترك للسوق تتحكم بالسعر، بحيث لا يعود مصرف لبنان مسؤولاً عن تأمين الدولارات، على أن تترك عملية تحديد السعر للمنافسة في السوق. أما بشأن المازوت، فقد علمت «الأخبار» بأن الجدول لن يتضمن سعراً للمازوت المدعوم، والاكتفاء بتحديد سعر طن المازوت غير المدعوم على (549 دولاراً نقداً). وبعدما كانت المديرة العامة للنفط أورور فغالي قد طلبت من الشركات، منذ أيام، عدم توزيع المحروقات، سيتم السماح بتوزيع البنزين وفق الأسعار الجديدة، بخلاف المازوت، الذي لا يزال قرار عدم توزيعه سارياً. وبحسب المصادر، فإن «وجود مازوت مدعوم وغير مدعوم في السوق أدى إلى فوضى عارمة، حيث كان يُباع المازوت المدعوم على أنه غير مدعوم». وهذا يعني أن أزمة المازوت ستشتد، إذ لا مازوت للأفراد، بحجة «انتظار المعلومات المطلوبة من قبل وزير الطاقة تمهيداً لاتخاذ قرار نهائي»، إلا إذا عمد التجار إلى البيع حسب سعر الدولار في السوق، ومن دون أي رقيب ناظم سوى المنافسة.
وأكدت المصادر أنه في حال تخلّي مصرف لبنان عن تأمين الدولارات الخاصة باستيراد المحروقات، قد تتوقف المديرية العامة للنفط عن إصدار جدول أسعار بالليرة، بل تكتفي بتحديد سعر المشتقات النفطية بالدولار! وإذا تحقق ذلك، فستكون سابقة بأن تسعّر الدولة سلعة أساسية بالدولار، على أن يترك أمر تحديد الأسعار للأفراد للتنافس بين التجار، علماً بأن ذلك قد تحقق فعلاً بتسعير المازوت بالدولار حصراً!
من جهته، لعب مصرف لبنان لعبة مزدوجة، من خلال تخفيض سعر صرف الدولار إلى ما دون 14 ألفاً، فهو بذلك أراد التخفيف من تداعيات رفع الدعم عن المحروقات، وثانياً أراد لمّ الدولارات من السوق على سعر منخفض، أجبر فيه الناس على سحب مدخراتهم، خوفاً من المزيد من الانخفاض في سعر الدولار، علماً بأن حركة الصرف تأثرت أيضاً بتجفيف مصرف لبنان السوق من العملة الوطنية، ما سمح بالحد من الطلب على الدولار، استغلّه هو لتعزيز موجوداته بالدولار.
"البناء": الحكومة إلى الثقة… والبيان الوزاري بالإجماع… وانكفاء من أمام الملفات بالانتظار
من جهتها، صحيفة "البناء" قالت إنه مع تواصل انخفاض سعر صرف الدولار تواصلت مؤشرات الإنفراجات الحياتية في قطاع الكهرباء، حيث سفن المازوت الإيراني التي نقلتها شركة الأمانة من سورية إلى لبنان وستبدأ بتوزيعها الأسبوع المقبل بعدما تثبت رفع الدعم عن المازوت، تقاطعت مع وصول الفيول العراقي الناتج من استبدال النفط الثقيل بالفيول المناسب لكهرباء لبنان، لتتاح فرصة تقنين أقل بأربع ساعات يومياً، ستخفف من الحاجة للمولدات بذات النسبة، فيما سيخفف الاعتماد على المازوت الإيراني من كلفة نسبة لا يستهان بها من المولدات التي توزع اشتراكات الكهرباء على المنازل، والتي قدرتها مصادر متابعة لملف المازوت بأكثر من النصف، بحيث توقعت المصادر أن تنخفض بالحصيلة كلفة المولدات على المشتركين إلى النصف.
واشارت إلى أنه الحال في مجال البنزين ليست مشابهة، حيث تمديد العمل بالدعم لن يوفر البنزين للمواطنين الذين يقفون ساعات في الطوابير من دون أن ينالوا نصيباً منه، فالبنزين المدعوم يذهب لتجار السوق السوداء والتهريب ولا ينال منه الناس إلا الذل في الطوابير، ويستخدمون كذريعة لتبرير الدعم، ثم يضطرون لشرائه من السوق السوداء بأضعاف سعره من دون دعم.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة أقرت بالإجماع بيانها الوزاري بعد حسم قضيتين خلافيتين، واحدة تتصل بالاختيار بين هيكلة القطاع المصرفي أو إصلاحه فتم الاتفاق على الهيكلة والإصلاح، والثانية تتصل بالتمييز بين مبدأ التوجه لصندوق النقد الدولي وقبول شروطه، وكانت التسوية بإضافة جملة وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية، ومطلع الأسبوع ستكون على موعد الذهاب إلى المجلس النيابي لنيل الثقة، وحتى ذلك التاريخ تبدو الحكومة مجتمعة والوزراء منفردين في حال انكفاء عن مواجهة مواضيع حساسة وساخنة، مثل ملف الدعم وما يثيره من أسئلة حول كيفية تأمين البنزين قبل البحث بالسعر، والبطاقة التمويلية التي تم تأجيل فتح منصة الانتساب إليها، ومثل قضية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وموقف وزارة العدل والنيابات العامة من التعامل مع حدود صلاحيات المحقق العدلي تجاه الرؤساء والوزراء، بعدما قام المدعي العام غسان خوري بإصدار مذكرة توقيف بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس بطلب من المحقق العدلي طارق بيطار، في ظل كلام عن نوايا المحقق العدلي استثمار فترة انتهاء العقد الاستثنائي لمجلس النواب واستباق بدء العقد العادي التشريعي لإصدار مذكرات توقيف مشابهة بحق الوزراء السابقين الملاحقين من النواب الذين طلب رفع الحصانة عنهم.
واوضحت الصحيفة أن الأسبوع المقبل لن يتأخر بوضع الحكومة أمام تحديات الملفات الساخنة العديدة، التي ستكشف مدى تماسك التركيبة الحكومية وقدرتها على الصمود بوجه الاستحقاقات المماثلة، في ظل ظهور تباينات غير خافية بين مكوناتها، حول هذه الملفات كقضية التحقيق في انفجار المرفأ وصلاحيات المحقق العدلي والمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وفي ظل مواقف سياسية توحي باستمرار التأزم والتوتر بين مكونات الحكومة لم تنته بمجرد ولادة الحكومة.
ولفتت إلى أن مجلس الوزراء أقر البيان الوزاري للحكومة بالإجماع بعد إدخال تعديلات طفيفة عليه، وتقرر بناء على اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي أن يكون شعار الحكومة: «معاً للإنقاذ».
وكان مجلس الوزراء انعقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون.
وعلى الأثر، تلي نص مشروع البيان الوزاري، وأبدى الوزراء ملاحظاتهم وتعديلاتهم.
ونوه رئيس الجمهورية بـعمل اللجنة الوزارية التي أنجزت مهمتها بسرعة، وتمنى على «جميع الوزراء الاستمرار في العمل والإنتاجية والتعاون، لأن ذلك من أبرز أسباب نجاح الحكومة». وشدد على «ضرورة الإسراع في إيجاد الحلول لقضايا الناس المعيشية وإيلاء هذا الموضوع الأفضلية المطلقة وأقصى درجات الاهتمام، لرفع المعاناة عن المواطنين من دون تأخير».
وتحدث الرئيس ميقاتي الذي شدد على «الحاجة الدائمة إلى التضامن لتحقيق الإنتاجية المطلوبة للحكومة، وشكر أعضاء اللجنة والوزراء الذين شاركوا، على التعاون الذي أبدوه وتمنى أن تسود هذه الروح دائماً من أجل مصلحة لبنان».
وأشارت مصادر مطلعة لـ"لبناء" أن الجلسة كانت إيجابية وسادت أجواء توافقية وتشاورية للتوصل إلى صيغة موحدة لبعض البنود التي كانت محل خلاف لا سيما بما يتعلق بعبارة إعادة هيكلة القطاع المصرفي حيث تم الاتفاق على صيغة إصلاح القطاع المصرفي وإجراء إعادة هيكلة حيث يلزم، كما تم الاتفاق على بند إصلاح قطاع الكهرباء وبناء معامل توليد الطاقة، كما تم تثبيت بند حق لبنان بالدفاع عن أرضه وسيادته وثرواته، وحسمت البنود التي تتضمن الإصلاحات الاقتصادية والمالية والتدقيق الجنائي وتصحيح الرواتب والأجور. ولم يتم بحث مسألة رفع الدعم ولا أي ملف سياسي كموضوع بواخر النفط الإيرانية.
وقالت إنه من المتوقع أن تتقدم الحكومة ببيانها الوزاري إلى المجلس النيابي لنيل الثقة على اساسه حيث علمت البناء أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيدعو المجلس إلى جلسة الاثنين أو الثلاثاء لمناقشة البيان والتصويت عليه. وتوقعت المصادر أن تنال الحكومة ثقة كبيرة تصل إلى 95 صوتاً، ما يعد نسبة عالية ما يمنح الحكومة قوة دفع واسعة للعمل وتغطية وازنة لقراراتها التي ستكون قاسية وموجعة، لا سيما رفع الدعم عن المحروقات الذي سيصبح أمراً واقعاً بدءاً من الأيام القليلة المقبلة بحسب المعلومات التي أكدت أن «وزير الطاقة والمياه وليد فياض وافق على تسعير طن المازوت بـ540 دولاراً، واعتباراً من اليوم ستسلم المديرية العامة للنفط المادة بحسب التسعيرة الجديدة لمن يريد، والدفع بالدولار بعدما كان يُسَلم بالليرة”.
وأشارت إلى أن “قرار رفع الدعم عن المازوت ربما قد اتخذ”، وأوضحت أن “جدول أسعار البنزين اليوم سيشهد ارتفاعاً، والآن يتم درسه، ورفع الدعم عنه سيكون تدريجياً”.
وعكست أجواء عين التينة لـ”البناء” آمالاً كبيرة على انطلاقة عمل الحكومة لجهة التوافق والتعاون بين الوزراء والعمل والبيان الوزاري الذي شمل مختلف القضايا، لا سيما الإصلاحية ومعالجة الأزمات الحياتية والتخفيف عن كاهل المواطنين، وأكدت أن المجلس النيابي سيكون على أتم الجاهزية والاستعداد لمواكبة الحكومة في العمل التشريعي. في المقابل أشارت مصادر التيار الوطني الحر لـ”البناء” إلى أن تكتل لبنان القوي سيمنح الحكومة الثقة وسيدعمها ولمن سيراقب مدى قدرتها على تنفيذ بنود البيان الوزاري لا سيما الإصلاحات الأساسية.
وقالت "البناء" إنه في غضون ذلك دخلت ظهر أمس أولى طلائع قوافل كسر الحصار الأميركي محملة بالمازوت الإيراني إلى الأراضي اللبنانية من جهة البقاع الشمالي، قادمة من سورية، ونُقل المازوت إلى داخل لبنان عبر قوافل من الصهاريج بلغت 4 قوافل أمس، ضمت عشرات الصهاريج يحمل كل منها 50 ألف ليتر من مادة المازوت. وعبرت ملايين الليترات من المازوت بلدة العين البقاعية وشقت طريقها إلى مدينة بعلبك، حيث تم تخزينها في خزانات ومستودعات تابعة لشركة الأمانة للمحروقات، ليبدأ نقلها وتوزيعها على المؤسسات والجهات الراغبة بالحصول على المادة، والتي عليها التواصل مع الشركة والتقدم بطلب الحصول على حصة تكفي حاجتها الاستهلاكية.
وأكد مدير شركة الأمانة للمحروقات، أسامة عليق، إتمام كل الإجراءات للبدء بعملية توزيع المازوت الإيراني التي ستكون محصورة حالياً ضمن الفئات التي حددها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير.
وعلق وزير الأشغال علي حمية على دخول الصهاريج في تصريح لقناة “المنار” بأن “الحصار الأميركي على لبنان كسر وبات وراءنا”. وأضاف: “قرار استيراد المازوت سيادي مبنيّ على الحرص على المواطن وعلى كل لبنان”.
ولفتت الى انه شكل دخول قوافل المازوت الإيراني كسراً للعقوبات والقيود المفروضة على لبنان، وكذلك العقوبات على سورية وإيران، ما دفع بالولايات المتحدة الأميركية للإفراج عن خط الغاز المصري عبر الأردن وسورية التي سبق للإدارة الأميركية أن وضعتها تحت عقوبات قانون قيصر.
وأوضحت فيما توقع خبراء اقتصاديون تراجع حدة أزمة المازوت وتقلص الحاجة إلى السوق السوداء بسبب دخول كميات كبيرة من النفط الايراني التي ستلبي ثلث حاجة السوق لمدة شهر، بقيت أزمة البنزين على حالها وسط استمرار أزمة طوابير السيارات فيما رفع أغلب المحطات خراطيمها بعدما طلبت وزارة الطاقة من الشركات عدم تسليم البنزين إلى المحطات لأسباب غير معروفة.
وأفادت مصادر نفطية بأن قرار المديرية العامة للنفط أول من أمس بفرض عدم تسليم السوق المحلية أي كمية من المشتقات النفطية، هو من أجل إحصاء كمية المخزون المتبقي المدعوم وفق آلية الـ8000 لدى الشركات المستوردة والموزعة، وتحويل هذه الكمية إلى غير مدعومة كلياً، بالتالي وبحسب المصادر، قد يرفع الدعم عن المشتقات النفطية هذا الأسبوع. وكشفت المصادر أن منشآت النفط في طرابلس والزهراني بدأت صباح أمس بتسليم المازوت غير المدعوم للشركات الموزعة.
وأفادت الصحيفة أنه سجلت حلحلة على هذا الصعيد تمثلت بإبلاغ المديرية العامة للنفط الشركات المستوردة للنفط أنه “سيُسمح لها اعتباراً من الغد بتسليم البنزين إلى المحطات بناءً على جدول الأسعار الجديد الذي سيصدر صباح الجمعة، علماً أن أسعار البنزين ستبقى مدعومة فيما لا يزال سعر المازوت قيد الدراسة في انتظار المعلومات المطلوبة من قبل وزير الطاقة تمهيداً لاتخاذ قرار نهائي”.
وأعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فيّاض أن “الشركات أوقفت تسليم المحروقات بطلب من المديرية العامة للنفط، ومعظم المحطّات مقفلة”، وكشف أن “تأجيل رفع الدعم إلى ما بعد تأليف الحكومة، جاء تجنّباً للبلبلة”. من جهته، أعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج براكس أن “الاتصالات تشير إلى أن البواخر باقية على السعر المدعوم، وجدول تركيب الأسعار على حاله وسيبقى على 8000”.
وقالت الصحيفة أما على صعيد أزمة الكهرباء فقد وصلت الشحنة الأولى من الفيول العراقي (غاز أويل حمولتها 31 الف طن) الأربعاء الماضي إلى لبنان بحسب المعلومات، التي لفتت إلى أن الاختبار لمطابقة مواصفات الفيول تم وأتت النتيجة إيجابية، وتم التفريغ أمس على أن تصل الشحنة الثانية من الفيول grade B الأسبوع المقبل كما كان مقرراً في السابق.
واشارت إلى أنه في سياق متصل استقبل وزير الطاقة والمياه وليد فياض سفير مصر في لبنان ياسر علوي في زيارة بروتوكولية للتهنئة والتعارف، في حضور المديرة العامة للنفط أورور الفغالي. وتناول البحث آلية استقدام الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسورية، وذلك بعد الاجتماع الذي عقد في هذا الإطار الأسبوع الماضي في عمان، بين الوزراء المعنيين لكل من مصر والأردن ولبنان. كما تم التطرق إلى اجتماع سيعقد في وقت قريب بين وزير البترول والثروة المعدنية المصري والوزير فياض، للإسراع في الإجراءات المطلوبة، لإرساء الاتفاقية التي “تعد بزيادة ساعات التغذية بالكهرباء، كما تخدم المصلحة الوطنية لكلا الطرفين وتعزِز التعاون بين مصر ولبنان”.
وفي ضوء استمرار المناخ السياسي والحكومي الإيجابي واصل سعر صرف الدولار انخفاضه إلى ما دون الـ14 ألف ليرة، لكن مصادر اقتصادية حذرت لـ”البناء” من محاولات جهات مالية مصرفية سياسية نافذة بخفض سعر الصرف للم الدولار من السوق والمخزنة في منازل المواطنين على أن يعود بالارتفاع بعد أيام بالتوازي مع رفع الدعم.
وقالت الصحيفة إنه على رغم انخفاض سعر الصرف إلا أن أسعار السلع والمواد الغذائية لم تتغير بتغير سعر الصرف، ما لاقى حملة اعتراض لدى المواطنين وأصحاب المؤسسات التجارية، إلا أن وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام أكد أن “الوزارة وضعت موضع التنفيذ آلية لخفض أسعار السلع الأساسية”، وخلال مؤتمر صحافي عقده سلام في حضور رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي، ونقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد، والمدير العام للوزارة محمد أبو حيدر، أعلن خلاله آلية تنفيذ خفض أسعار السلع الأساسية. وأكد سلام أن “نقابتي أصحاب السوبرماركت ومستوردي المواد الغذائية في لبنان التزمتا بدء خفض أسعار هذه السلع”، ومشيراً إلى أن “الوزارة لن تتهاون في هذه المسألة وستتشدد في مراقبة الأسعار”.
وتابعت الصحيفة من ناحية أخرى أنه على صعيد تحقيقات مرفأ بيروت أصدر المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، مذكرة توقيف غيابية بحق وزير الأشغال العامة السابق يوسف فنيانوس، وذلك بعد امتناع فنيانوس عن المثول أمامه لاستجوابه أمس على رغم تبلغه موعد الجلسة وفق الأصول. وكان لافتاً أن قرار الخوري جاء بعد تحركات تصعيدية لأهالي ضحايا المرفأ ودعوتهم لتنحية القاضي الخوري، ما يشير إلى الضغوط السياسية التي تؤثر في تحرك قاضي التحقيق بحسب ما تقول مصادر سياسية لـ”البناء”.
وفي سياق متصل أفاد وكيل فنيانوس القانوني، المحامي نزيه الخوري، في حديث تلفزيوني بأنه “بعد المخالفات القانونية التي رصدناها، في قرار المحقق العدلي، ندرس الخيارات القانونية المتاحة التي يمكننا اتخاذها”.
"اللواء": معاً للإنقاذ: مفاوضات مع الصندوق وتصحيح الرواتب ومعامل كهرباء
أما صحيفة "اللواء" فقالت "أسبوع من تهاوي سعر صرف الدولار، أدى إليه أسبوع من السير بالاتجاه الصحيح بتأليف حكومة، لجنة بيان وزاري، ثلاث جلسات عقدت برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، ووفقا ما أشارت إليه «اللواء» فإن مجلس الوزراء أقرّ في جلسته أمس التي عقدت في بعبدا بعد الظهر، برئاسة الرئيس ميشال عون والوزراء، مع الاستجابة لطلب رئيسها بأن يكون شعارها: «معاً للإنقاذ»، ضمن عناوين واضحة، تستجيب لمتطلبات الخطوات الممكنة للإنقاذ، مع تسريع وتيرة الاستجابة للمطالب الحياتية، وبخاصة الموطنين، ان لجهة تلبيتها، أو ان يلمس المواطنون الانتاجية، لرفع المعاناة عن المواطنين، في ظل سباق مع الوقت، والنفط الوافد من الخارج، ضمن إعادة خلط الأوراق، مع الحرص على عدم أخذ الساحة مجددا إلى تجاذبات تؤثر على الاندفاعة القوية باتجاه الانقاذ، أو السير في مسار الانفراجات، بدءاً من المحروقات التي تسجل أوّل اختباراتها اليوم في المحطات".
وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن البيان الوزاري لحكومة الرئيس ميقاتي أقر بالإجماع مع إدخال تعديلات عليه، وأشارت الى انه فور تعديل بعض العبارات والصياغات يحال إلى مجلس النواب.
وقالت المصادر إن هناك ضوابط تم التأكيد علبها لا سيما في موضوع التفاوض مع صندوق النقد الدولي حيث كان التشديد على التفاوض بما تقتضيه الأولويات والمصلحة الوطنية . ولفتت إلى أن موضوع التفاوض مرتبط بالندية والمصالح الندية ولذلك كان التأكيد على موضوع المصلحة الوطنية.
وذكرت المصادر نفسها أن معظم الوزراء ادلوا بدلوهم وسط إيقاع مضبوط وسليم وكان لاتخاذ الحكومة تسمية معا للأنقاذ وقعها حيث اعتبر الرئيس ميقاتي أن هذه التسمية اقوى. وعلم أن التعديلات طاولت بنودا معينة وهي القطاع المصرفي حيث تم التأكيد على إصلاح القطاع المصرفي واعادة هيكلته حيث يلزم.
وفي موضوع الكهرباء لم تنم وفق المصادر الإشارة إلى أسماء معامل محددة للكهرباء إنما برز التأكيد على خطة الكهرباء بما تتضمن استجرار الطاقة والطاقة البديلة وغير ذلك من بناء المعامل.
ولفتت إلى انه بالنسبة إلى موضوع الحصانات في قضية مرفأ بيروت فأن تشديدا برز على قانونية الموضوع وهذا يتطلب تعاونا بين مجلس النواب والحكومة بكل ما يتطلبه موضوع الوصول إلى الحقيقة. وقال وزير العمل مصطفى بيرم لـ«اللواء» في هذا المجال أن الموضوع قانوني وأن الانفجار أصابنا جميعا.
إلى ذلك أشار وزير الاقتصاد والتجارة امين سلام إلى متابعة موضوع الأسعار بدقة بعد لقائه نقابتي مستوردي المواد الغذائية والسوبرماركت.
وأوضح أن هناك مشكلة تتصل بموضوع المندوبين العاملين في الوزارة وسيصار إلى التنسيق مع وزارة الداخلية والاستعانة بالبلديات من أجل تحقيق المراقبة الفعالة.
وقالت "اللواء" إنه في مجال آخر لم يحضر إلا موضوع إقرار البيان الوزاري في جلسة المجلس أي ان موضوع دخول الصهاريج المحملة بالنفط الإيراني إلى الأراضي اللبنانية لم يبحث ابدا.
واشارت إلى أنه من المتوقع ان يعلن الرئيس نبيه برّي موعد جلسة مجلس النواب لمنح الحكومة الثقة خلال الساعات المقبلة، بعدما أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، مساء أمس، انها انجزت الصيغة النهائية للبيان الوزاري كما اقره مجلس الوزراء، وارسلته إلى الأمانة العامة لمجلس النواب، وفق الأصول.
وتوقع مصدر نيابي ان تعقد الجلسة الاثنين أو الثلاثاء على أبعد تقدير.
وكان الرئيس نبيه برّي تلقى اتصالا من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، تمّ خلاله التأكيد على ضرورة تطبيق القانون والدستور حفاظاً على الوحدة الوطنية.
إلى ذلك، وتوقعت مصادر وزارية ان يعقد مجلس الوزراء، جلسات متواصلة، واجتماعات وزارية مصغرة، بعد نيل الحكومة الثقة، لاعادة تحريك عمل الوزارات والادارات والمؤسسات العامة الى طبيعتها، بعد حالة الانكفاء والشلل التي اصابتها، جراء تدهور الحالة العامة، ولمناقشة وبحث الأوضاع والملفات الحياتية الملحة، لاتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة لمعالجتها، ولا سيما زيادة التغذية بالتيار الكهربائي لمختلف المناطق، والوسائل المتاحة لذلك،وتامين الدواء،و حاجة اللبنانيين من المحروقات، والبنزين خصوصا وإنهاء عملية الاحتكار والسوق السوداء، بأسرع ما يمكن، لان الوضع العام، لم يعد يحتمل تأخير اتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة لمعالجتها.
واشارت المصادر الى ان رئيس الحكومة سيباشر سلسلة اتصالات مع الدول العربية الشقيقة والصديقة، للقيام بسلسلة زيارات، لحشد التأييد والدعم لخطط الحكومة الجديدة، لحل الازمة المالية والاقتصادية، وتوفير المساعدات المالية اللازمة لتمكين لبنان من تجاوز ازمته، ومباشرة خطة التعافي الاقتصادي.
وتوقعت المصادر ان يبدأ ميقاتي سلسلة زيارات للخارج، تشمل مصر وعدداً من الدول العربية الاخرى. كما يزور فرنسا، لتوجيه الشكر الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والحكومة الفرنسية، لمساعدتهم لبنان بعد التفجير الكارثي، الذي استهدف مرفأ بيروت منذ ما يقارب العام والجهود التي بذلها ماكرون لتشكيل الحكومة الجديدة شخصيا، على أن تشمل زياراته بعد ذلك، اكثر من عاصمة اوروبية، وفي مقدمتها لندن وروما وبرلين، لبحث افاق التعاون وسبل مساعدة لبنان.
بالمقابل، لاحظت مصادر سياسية أن وصول اول دفعة من شحنة المازوت الايراني الى لبنان عبر معبر غير شرعي، وبمعزل عن التدابير القانونية المعمول بها بين الدول، شكل اول التفاف سلبي من حزب الله على انطلاقة الحكومة الجديدة، واعطى انطباعا وصورة سوداوية للخارج، وبدد ما يعلنه حزب الله، بدعم مسيرة الحكومة الجديدة. وتوقعت المصادر ان ينعكس ماحصل سلبا على مهمات الحكومة لمعالجة الازمات والمشاكل الضاغطة، ويؤثر على مساعي اعادة انفتاح لبنان مع الخارج، ومع الدول العربية الشقيقة تحديدا.
واعتبرت المصادر ان تذرع الحزب، بمساعدة اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم،من النقص الحاصل بالمحروقات،لا يبرر اطلاقا، تجاهل الدولة اللبنانية وخرق قوانينها وسيادتها، بقوة وهيمنة السلاح غير الشرعي، وكان الدولة غير موجودة، بل يزيد من حدة الاحتقان الداخلي ويباعد بين اللبنانيين، ويهدد بمخاطر غير محسوبة على البلد كله.
فقد أقر مجلس الوزراء في جلسة سريعة امس استمرت قرابة الساعتين، البيان الوزاري للحكومة الجديدة التي جرى استبدال اسمها من «حكومة العزم والعمل» الى حكومة «معاً للإنقاذ»، بعد تعديلات في صياغة اربعة بنود علقتها اللجنة الوازرية التي صاغت البيان لحين البت بها في مجلس الوزراء مجتمعاً. وقد تعهدت في بيانها باجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية.
واشارت "اللواء" إلى أنه تمحورت العديلات على بند القطاع المصرفي، حيث كان الخلاف على مصطلح إصلاح او إعادة هيكلة القطاع، فتم الاتفاق على عبارة إصلاح وإعادة هيكلة القطاع حيث يلزم. وقالت كذلك تعديل البند المتعلق بموضوع رفع الحصانات في تحقيقات إنفجار مرفأ بيروت، بحيث تم الاتفاق على عبارة التعاون بين مجلس النواب والحكومة بما يقتضيه الوصول الى الحقيقة. وأكد البيان على أن رفع الحصانات مرتبط بنصوص قانونية.
واضافت اما في بند التفاوض مع البنك الدولي الذي كان مدار نقاش طويل في البلاد لجهة خضوع لبنان لشروط البنك، فقد تم استخدام عبارة «التفاوض مع البنك الدولي وفق ما تقتضيه الاولويات ومصلحة البلاد»، وهذه العبارة تراعي مسألة سيادة لبنان.
كذلك تم تعديل النص المتعلق بقطاع الكهرباء وإنشاء معامل جديدة، فتم استخدام عبارة: اصلاح القطاع وفق ما يقتضيه ذلك من إنشاء معامل واستخدام الطاقة المتجددة. وتم بهذا تلافي تحديد المناطق التي ستنشا فيها المعامل وما اذا كان من ضرورة لمعمل في سلعاتا.
ولفتت إلى أنه جرى نقاش في موضوعي عدم توزيع المحروقات وغلاء الاسعار، حيث اكد وزير الاقتصاد امين سلام بعد الجلسة انه اعتباراً من اليوم ستقوم دوريات وزارة الاقتصاد ومصلحةحماية المستهلك بالكشف في الاسواق على دقة التزام المؤسسات التجارية بخفض الاسعار بعد انخفاض سعر الدولار الى ما دون 14 الف ليرة. وسيتم توزيع البيان صباح اليوم على النواب ليصبح بالامكان تحديد جلسة بعد 24 ساعة لطرح الثقة بالحكومة، حيث اكدت المعلومات ان الرئيس نبيه بري سيدعو المجلس الى جلسة الثقة يوم الاثنين المقبل..
الإفراج عن المحروقات
وقالت الصحيفة إنه على صعيد عمل وزارة الطاقة، أبلغت المديرية العامة للنفط الشركات المستوردة انه سيسمح لها اعتبارا من الغد بتسليم البنزين إلى المحطات بناء على جدول الأسعار الجديد الذي سيصدر صباح الجمعة علما ان أسعار البنزين ستبقى مدعومة فيما لا يزال سعر المازوت قيد الدراسة انتظار المعلومات المطلوبة من قبل وزارة الطاقة تمهيدا لاتخاذ القرار النهائي.
وكشف وزير الإعلام جورج قرداحي ان مجلس الوزراء لم يتخذ قرارا برفع الدعم عن المحروقات والوقود.. كاشفا انه لم يجر التطرق إلى الموضوع لأن الجلسة كانت مخصصة لإقرار البيان الوزاري.
واشارت إلى أنه في سياق الانفراجات، وصلت الشحنة الأولى من الفيول العراقي (غاز أويل) إلى لبنان، وتبلغ حمولتها 32 الف طن. وقد أُجري اختبار مطابقتها مواصفات الفيول، وأتت النتيجة إيجابية. ومن المتوقع أن يتم التفريغ اليوم لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، على أن تصل الشحنة الثانية من الفيول grade B الأسبوع المقبل، كما كان مقرراً في السابق.
وحسب مصدر في شركة كهرباء لبنان، فإن هذه الشحنة هي الأولى ولن تكون الأخيرة. وهي ستُحدث فارقاً لجهة التغذية الكهربائية. إذ من المتوقع أن تتمكن مؤسسة كهرباء لبنان من زيادة ساعات التغذية بنحو 4 ساعات.
والجدير بالذكر، أنه وفق الاتفاق والعقد الذي وقعه الوزير السابق، ريمون غجر، مع وزير المال العراقي، وبمواكبة اللواء عباس ابراهيم، ستحصل كل شهر مناقصة لاستبدال الفيول العراقي بفيول لزوم معامل كهرباء لبنان، على أن تجرى المناقصة الثانية في الأسبوع الأول من تشرين الاول.
وقد أكد مدير معمل الزهراني، أحمد عباس، في حديث له أن الباخرة العراقية المحملة بـ32 ألف طن من الغاز أويل، ستوزع بالتساوي بين معمل دير عمار في الضنية ومعمل الزهراني في الجنوب، أي 16 ألف طن لكل جهة.
وعلى خطٍ موازٍ، وصلت صهاريج الوقود الإيراني الى منطقة البقاع امس،وعددها 80 صهريجا هي الدفعة الاولى من حملة الناقلة الايرانية التي رست في مرفأ بانياس السوري.وتم توزيعها في اربع مناطق بقاعية للتخزين بين بعلبك والهرمل، ليصار من هناك الى توزيعها حسب البرنامج الذي وضعه حزب الله.
ولفتت إلى أنه كانت الدفعة الاولى من الصهاريج قد دخلت صباحاً، الى الاراضي اللبنانية عبر طريق خاص في حوش السيد علي في الهرمل، وسلكت الطريق من جهة البقاع الشمالي من جهة القصر-الشواغير سالكة الطريق الدوليّة حمص-بعلبك.
وتعقيبا على الحدث، قال وزير الأشغال الجديد علي حمية لـ «المنار»: الحصار الاميركي على لبنان كُسِر وبات وراءنا. و قرار استيراد المازوت سيادي مبنيّ على الحرص على المواطن وعلى كل لبنان.
من جهته، أعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج براكس ان «الاتصالات تشير الى ان البواخر باقية على السعر المدعوم، وجدول تركيب الاسعار على حاله وسيبقى على 8000».
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024