لبنان
ميقاتي على مائدة ماكرون اليوم..محاولات لجمع أموال الدعم للبنان
ركزت الصحف اللبنانية اليوم على زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى باريس اليوم، حيث يلتقي الرئيس الفرنسي للبحث في استكمال المبادرة الفرنسية، فيما الأزمات تتراكم دون الوصول إلى حلول جدية تريح اللبنانيين، فيما لا تزال قضية نيترات البقاع تاخذ مساحة من النقاش والتحقيقات.
"الأخبار": الجيش يعيد التحقيقات في نيترات البقاع
وفي هذا السياق، رأت صحيفة "الأخبار" أن التحقيق في ملف نيترات البقاع بعد تسليمه إلى الجيش يثير أسئلة مشروعة، حول ما بعد انتهاء التحقيق وعمّا إذا كان الهدف هو اللفلفة أم الوصول إلى نتائج شفّافة، تُنهي الملف على بينة واضحة من دون تلفيق
وقالت إن قضية «نيترات تحمل وجهين: أمني - قضائي، وآخر تغلّفه أسئلة سياسية وأمنية مشروعة تطرحها أوساط سياسية. وفي هاتين النقطتين تتقاطع معلومات وتحليلات ومداولات مطروحة على الطاولة الأمنية، استناداً إلى الجو السياسي والأمني العام، بعدما تدرّجت القضية من المازوت إلى النيترات، لتنحصر في اسم واحد وجهة سياسية واحدة، رغم توقيف أكثر من شخص. وتخلص كذلك إلى أسئلة حول نقل الملف إلى عهدة الجيش وما إذا كانت الغاية منه اللفلفة أم الوصول إلى نتائج واضحة وشفّافة؟
بحسب المعلومات الأمنية التي تنقلها الصحيفة، فإن مديرية الاستخبارات في الجيش بدأت عملها في هذا الملف من الصفر، بعدما أصبح جميع الموقوفين الذين تربطهم علاقة تجارية مزمنة في عهدتها. أي أنها لم تأخذ بكل ما قيل وكُتب أمنياً وقضائياً حول هذه القضية، وبدأت تحقيقاتها على كل المستويات المطلوبة بهدوء، وقد قطعت شوطاً فيها، من دون أن تخلص بعد إلى نتائج يمكن البناء عليها، خصوصاً أن النقطة المحورية - نتائج المختبر حول نوعية النيترات ونسبة تركيز الآزوت فيها - تحتاج إلى 48 ساعة لصدورها، بدءاً من أمس، لأن الجيش لن يعتمد التقرير الاولي للشرطة القضائية الذي أنهى فحص العيّنات في ساعة واحدة، لمزيد من التدقيق واعتماد وسائل أكثر أماناً وصدقية في استخلاص النتائج المخبرية.
واشارت إلى أنه عدا عن الجانب التقني البحت في التحقيق، ورغم أن الانظار موجّهة إلى نتائجه واحتمال ربطه بنيترات المرفأ، والتحقيق حول كيفية الحصول على النيترات وتخزينها وبيعها واستخدامها كسماد أو لتفجير الصخور أو لغايات أخرى، فإن للخلاصات تبعات سياسية أكثر منها أمنية، وأكبر من حصرها في تحقيقات حول التهريب أو التخزين.
واضافت الصحيفة أنه ثمّة تحديات مطروحة أمام الجيش الذي أحال إليه مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الملف. وحتى الآن، تبرز معطيات وأسئلة سياسية أكثر منها أمنية، تتناول بداية الملف عندما كان محصوراً بقضية المازوت. وليس سراً أن ما جرى تداوله، حتى في الوسط الأمني، بأن القطبة المخفية في هذه القضية وتداعياتها لها صلة بالكباش السياسي بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية. إذ إن أسئلة طُرحت حول توقيت كشف الخزانات، ومن كشفها، وكيف تطوّر الملف تدريجاً، وصولاً إلى انفجار قضية النيترات وهوية من وشى بالشاحنة واحتمال ارتباطه بأجهزة أمنية. لكنّ القضية أخذت بعداً آخر يتعدّى استعراض دهم المستودعات وسحب المازوت والحملات الإعلامية التي ترافقت معها، لتأخذ مع قضية النيترات منحى سياسياً أكثر حساسية. فكلمة نيترات في الأساس مادة «إعلامية دسمة» بمجرد ذكرها، ربطاً بانفجار المرفأ.
"الأخبار" قالت إنه إذا كان انتظار الأطراف السياسيين نتائج التحقيق لربطه بهذا الانفجار مع ما يمكن أن يخلقه من حملات سياسية، فإن التحدي أمام الجيش يكمن في مكان آخر وسط أسئلة: لماذا لم يبق الملف في عهدة فرع المعلومات؟ ومن له مصلحة في رمي «قنبلة» النيترات عند الجيش، وسحبها من فرع المعلومات المشهود له كذلك بشفافيته وحسن إدارته للملفات الأمنية وتحقيقاته غير المشكوك فيها، ومن الصعب أن يكون متورطاً في تجاذب سياسي بين الحريري وجعجع، وأن يضحي بصدقيته لغايات سياسية. ولماذا يميز القضاة بين أجهزة أمنية فيفضلون جهازاً على آخر ولا يعاملونها سواسية بل بحسب الانتماءات؟
الصحيفة أضافت أن التحدي الأول هو أن هذا التحقيق سيكون مرتبطاً باسم قيادة الجيش وليس مديرية المخابرات التي أوكل إليها التحقيق. والسبب يتعدّى التراتبية الإدارية، ليصبح متعلقاً بدور الجيش في مرحلة تُصوَّب إليه العيون محلياً ودولياً. فأي خطأ في هذا الملف يُفهم منها تسييسه، سيحمل تبعات على قيادة الجيش من القوى المحلية والخارجية، خصوصاً أن الطرف الأساسي المعني بالاتهامات التي طاولت عائلة الصقر أي القوات اللبنانية، لا يزال حريصاً على ترك الموضوع يُعالج في الأطر القانونية. كذلك فإن ما من طرف عاقل قد يحول هذه القضية مادة خلاف بين الجيش والقوات، أو اعتبار أن الجيش يهادن أي قوة سياسية لأي سبب، وأي خطأ في تسييس التحقيق سيكون مدعاة بلبلة سياسية، لن يكون الجيش طرفاً فيها.
لفتت الصحيفة إلى أنه يصرّ الجيش على أن يكون التحقيق بعيداً عن أي تجاذبات سياسية، وحصره بالموضوع التقني، علماً أن إحالة الملف إليه لها بعد قانوني بحت، لأنها من صلب مهامه وفق قانون الأسلحة الذي يحدد اعتبار نيترات الأمونيوم المحتوي على نسبة آزوت تتعدّى 33.5 في المئة من المواد المُعدّة لصنع المتفجّرات.
وتبقى الخلاصة بحسب الصحيفة أن الجيش يأخذ القضية المحوّلة إليه بجدية، وحريص على إعلان نتائج التحقيق والمختبر بكل شفافية أمام الرأي العام. لكنّه في الوقت نفسه حريص على التذكير بضرورة إبعاد هذا الملف عن المزايدات، قبل جلاء الحقائق كاملة. فماذا لو انتهى الملف مثلاً إلى حقائق حول عمليات تجارية مزمنة كأسمدة أو متفجرات صخور، في حين أن الخلاف حولها بات فتيل تفجير سياسي. أما في حال انتهى إلى حقائق دامغة حول نوعيّتها وأسباب وجودها، فحينها يصبح للكلام معنى جديّ آخر من الناحية القضائية والأمنية.
"البناء": ميقاتي وماكرون نحو مؤتمر للمانحين و3 مليارات دولار
صحيفة "البناء" بدأت افتتاحيتها بالتطرق إلى زيارة ميقاتي لباريس، وقالت إنه من بوابة المشهد الدولي والإقليمي سيطل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من باريس بعد لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليعلن حصيلة المحادثات الهادفة للتحضير لمؤتمر للمانحين، تتوقع باريس أن يوفر ثلاثة مليارات دولار تشكل نقطة الانطلاق في خطة النهوض من بوابة حل أزمة الكهرباء، التي تتقدم الأولويات ومعها إعادة مرفأ بيروت، من دون أن تخفي باريس تطلعها لنيل الحصة الرئيسية من المشاريع لشركاتها، بينما في بيروت يتابع رئيس الجمهورية التحضيرات لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية، بعدما كشفت واشنطن عن رغبتها بإطلاق المفاوضات مجدداً، في ظل معطيات وصلت للجانب اللبناني تشير إلى وجود تبدل أميركي لجهة الاستعداد لإعطاء الأولوية لإنجاح المفاوضات على حساب الأولوية السابقة المتمثلة بترجيح كفة المطالب الإسرائيلية، ووفقاً للمعلومات فإن تسريب خبر عقد شركة هاليبرتون كان بهدف فتح باب البحث باستئناف المفاوضات في ضوء الاستعداد الأميركي لمغادرة المنطقة خلال سنة، وحرصها على تحقيق تبريد في الملفات الساخنة يسبق رحيل قواتها من سورية والعراق، وفي الطليعة ملف الحدود البحرية للبنان، الذي ينظر إليه الأميركيون كنقطة ساخنة قابلة للاشتعال في ظل ما يصفونه بفائض قوة متراكم لدى المقاومة مقابل تراجع قدرة الردع الإسرائيلية كما أظهرتها معركة سيف القدس أخيراً.
ولفتت الصحيفة إلى أن المناخات الجديدة في المنطقة عبرت عنها التصريحات الإيرانية والسعودية عن تفاؤل بتقدم في المحادثات لإعادة العلاقات الدبلوماسية، وإنجاز تفاهمات حول الملفات الأمنية كما قال بيان وزارة الخارجية الإيرانية، بينما كان لافتاً كلام الملك سلمان بن عبد العزيز الموجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتضمينه إشارة إيجابية لفرص تقدم العلاقات مع إيران، والأمل بتحقيق نتائج ملموسة للمحادثات الإيجابية بين البلدين. ويتزامن التحسن الإيراني- السعودي مع التقدم النوعي الذي حققه أنصار الله في جبهات القتال في مأرب وشبوة قالت مصادر عسكرية إنه الأهم منذ بدء معركة مأرب، وتوقعت مصادر أممية أن ينتج من ذلك تنشيط المساعي السياسية لتسريع الحلول التي بات معلوماً أنها مشروطة بموافقة سعودية على فتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفقاً لمعادلة، «فك الحصار ووقف العدوان شرطان لوقف النار».
وقالت إنه في المناخات الجديدة تبدو سورية في صدارة الأحداث، سواء من بوابة رفع الحظر الأميركي الجزئي الذي بدأ مع فتح الباب لحصول سورية على الغاز المصري والكهرباء الأردنية ضمن صفقة الاستجرار لحساب لبنان، تعويضاً عن بعض خسائر سرقة الثروات النفطية السورية في المنطقة الشرقية، من قبل الأميركيين والجماعات المسلحة العاملة تحت عباءتهم، فيما تتسارع الخطوات التحضيرية السورية والروسية وبمشاركة من قوى المقاومة لمعارك إدلب التي تتقدم تدريجياً نحو المواجهة المباشرة الواسعة، بينما تتصاعد حال المقاومة الشعبية في شرق سورية بوجه القوات الأميركية في ظل موقف سوري- روسي موحد عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتبار القوات الأجنبية عقبة أمام وحدة سورية، فيما الحديث يدور في واشنطن عن التمهيد للانسحاب من سورية ضمن تفاهم مع روسيا من دون توقع تنازلات موازية من الجانب الإيراني، كما كانت التوقعات الأميركية السابقة، في ظل إزالة الحظر الأميركي عن العلاقات العربية مع سورية، كما عبرت الدعوة الأردنية لوزير الدفاع السوري التي توجت بزيارته الرسمية لعمان، وعودة الحديث عن تسارع المساعي العربية لإنهاء القطيعة التي رافقت الانخراط العربي الرسمي في الخطة الأميركية لإضعاف سورية وحصارها بوهم القدرة على إسقاطها، وعودة سورية إلى الجامعة العربية كانت موضوع المحادثات التي أجراها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد في نيويورك، حيث يشاركان في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما شهدت نيويورك اجتماعاً موسعاً لوزراء خارجية دول المنطقة تصدرت عودة العلاقات مع سورية مواضيع البحث فيه.
واشارت الصحيفة إلى أن الأنظار تتجه إلى باريس التي وصل إليها أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث من المرتقب أن يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الغداء في قصر الإليزيه. ويناقش ماكرون وميقاتي رؤية الحكومة وبرنامج عملها انطلاقاً من بيانها الوزاري وحزمة الإصلاحات التي تنوي إنجازها بالتوازي مع استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي على أن يدليان في ختام المباحثات بإعلان مشترك من باحة قصر الإليزيه. وبحسب معلومات «البناء» فإن فرنسا تشترط تنفيذ إصلاحات سريعة تطال قطاع الكهرباء والقضاء ومكافحة الفساد والتهريب لتواصل جهودها لاقناع المجتمع الدولي لدعم لبنان في إطار مؤتمر سيدر. وتشكل زيارة ميقاتي ونتائجها الاختبار الأول لمدى التعامل الدولي والأوروبي تحديداً تجاه الحكومة، فإيفاء فرنسا بوعودها لجهة الدعم الفرنسي المباشر يعد فاتحة لحذو دول أخرى حذوها وتخصيص مبالغ مالية للبنان إضافة إلى استثمارات في قطاعات عدة.
وعكست مصادر سياسية مطلعة لـ"البناء" ارتياحاً لدى رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي للمسار الذي سلكته الأمور، لا سيما على صعيد تأليف الحكومة، لكن يجب انتظار كيفية تعامل هذه الحكومة الجديدة ومقاربتها للملفات الحساسة خصوصاً التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومدى الانسجام والتوافق بين مكونات الحكومة»، ولفتت إلى أن «تأليف الحكومة هو المدخل الأساسي لمعالجة الأزمات وإعادة النهوض الاقتصادي وطلب المساعدة الخارجية إضافة إلى وجود سلطة تعيد الانتظام العام إلى عمل المؤسسات والاستقرار، لكن لا يمكن الحكم على نجاح الحكومة منذ الآن لذلك نحن الآن في حالة ترقب وانتظار»، متوقعة أن يتمكن ميقاتي من الحصول على وعود حاسمة بدعم لبنان بمليارات الدولارات على شكل قروض واستثمارات في قطاعات حيوية كالكهرباء والاتصالات والمرفأ والمياه».
ولفتت مصادر وزارية لـ"البناء" إلى أن «التوجه العام للحكومة هو دعم التفاوض مع صندوق النقد الدولي لكن هذا لا يعني الموافقة والسير بكل الشروط التي سيفرضها، لا سيما الاستدانة وترتيب أعباء جديدة على الخزينة وعلى المواطنين».
"البناء" لفتت ايضاً إلى أنه في غضون ذلك، بقيت الأزمات الحياتية في صدارة المشهد الداخلي مع تفاقم الأزمات أكثر، لا سيما أزمتي المحروقات والكهرباء وسعر صرف الدولار الذي بلغ 16 ألف ليرة أمس، ما انعكس ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية. وغرقت مختلف المناطق اللبنانية أمس بالعتمة الشاملة مع نفاد مادة الفيول على رغم وصول بواخر الفيول العراقي، حيث أفادت «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيان عن مخاطر عالية من الوصول إلى الانقطاع العام والشامل في الكهرباء أواخر شهر أيلول الجاري بعد نفاد كامل خزين المحروقات لديها أو عدم التمكن من تأمين استقرار وثبات الشبكة الكهربائية، في ظل إنتاج لا يتعدى الـ /500/ ميغاواط، مع الإشارة إلى أنه لا يزال يتعذر على مؤسسة كهرباء لبنان، منذ عدة أشهر».
وأشارت مصادر مطلعة لـ"البناء" إلى أن «الفيول الذي حصلت عليه مؤسسة كهرباء لبنان بموجب قانون سلفة الكهرباء الذي أقر في مجلس النواب في حزيران الماضي بقيمة 200 مليون دولار نفد إلى الصفر، وهذا ما أدى إلى شبه العتمة الشاملة، أما الفيول العراقي فجاء لكي يغطي العجز الجديد الذي نتج من انتهاء فيول السلفة وبالتالي لن يرفع ساعات التغذية».
إلا أن المصادر كشفت عن حلول سريعة للأزمة بعد عودة ميقاتي من فرنسا، إذ أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب أمين شري، إلى أن «النفط العراقي هو المصدر الوحيد للتغذية للشعب اللبناني»، لفت إلى أن «مخزون استيراد الفيول بقيمة السلفة ينتهي في 25 أيلول الجاري، بالتالي النفط العراقي أتى ليكون بديلاً عن المخزون من السلفة الذي توزّع بين معملي دير عمار والزهراني، وهذا الفيول يغذي 4 ساعات يومياً لحدود 15 أو 16 يوماً في المعملين، وإذا أرادوا العمل بكل طاقتهم، يمكنهم أن يعملوا لـ 8 أيام بمعدل 8 ساعات، لذلك كهرباء لبنان تعمل بشكل تقنين مشدد».
ولفتت الصحيفة إلى أنه على صعيد أزمة المحروقات لم يسجل أي انفراج مع استمرار مشهد طوابير السيارات على رغم ارتفاع سعر صفيحة البنزين إلى 209000 ليرة وتسليم شركات عدة للبنزين وفتح الكثير من المحطات التي كانت مغلقة، وأكّد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ «وزير الطاقة والمياه وليد فياض طلب من موزعي المحروقات والشركات المستوردة للنفط أن تضخّ البنزين في الأسواق». وأوضح أنّ «البواخر التي كانت راسية في البحر حصل معظمها على موافقة استيراد، وبدءاً من اليوم (أمس) سنشهد حلحلة نسبية في الأسواق بعد توزيع البنزين». وأكّد أنّ «بواخر إضافية محملة بالمحروقات ستأتي إلى لبنان في الأيّام المقبلة، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الحلحلة في الأسواق». وتابع أنّه «كان للموزعين طلب من وزير الطاقة والمياه بحلّ موضوع سعر الصرف والجعالات على المازوت، وحصلنا من الوزارة على وعود بحلّ الأمر».
وشكّل رفع أسعار المحروقات ذريعة جديدة تحجج بها بعض التجار لتبرير رفع الأسعار. في الإطار، أكد نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن الشركات المستوردة التزمت تسعيرة وزارة الاقتصاد للسلع على دولار 15000. وأوضح أن «عناصر كثيرة تؤثر في سعر الكلفة أهمها كلفة المازوت التي تختلف بين مورد وآخر». متوقعاً أن «يبدأ المواطنون بتلمس انخفاض الأسعار على كل السلع خلال أيام».
واوضحت الصحيفة أن شركة الأمانة للمحروقات واصلت توزيع مادة المازوت على الفئات الأكثر أولوية كما بدأ توزيع المادة على بلديات عدد من القرى والبلدات لتغذية المولدات الخاصة، لكن لم يبدأ التحسن في ساعات التغذية، إلا أن مصادر مطلعة على عملية التوزيع أفادت لـ»البناء» بأن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحاً خلال خطاباته الأخيرة حول بواخر النفط، بأن البواخر لن تسد كل حاجات السوق ولن تكون بديلة عن وزارات الدولة وشركات الاستيراد بل تهدف إلى تخفيف الأعباء على المواطنين وتوفير المادة قدر الإمكان»، وأوضحت أن «البواخر تأتي على دفعات بشكل تدريجي وتسلم إلى السوق وفق سلم الأولويات من المستشفيات والمؤسسات الصحية والرعائية على أن يبدأ التوزيع الأسبوع المقبل على المؤسسات والمصانع والمعامل والمولدات التي تطلب المادة»، متوقعة أن يبدأ السوق بالتحسن خلال الأسبوعين المقبلين». وأوضحت المصادر أن «عملية استيراد النفط الإيراني يتم في البر من بانياس إلى البقاع ثم إلى مراكز التوزيع ثم إلى المؤسسات ما يرتب كلفة نقل مرتفعة تفوق أضعاف كلفتها في البحر». ولفتت المصادر إلى أن «شركة الأمانة للمحروقات تلعب دوراً أساسياً على أكثر من صعيد: كسر الحصار الخارجي على لبنان، كسر احتكار الشركات والكارتيلات وتوفير المنافسة وتأمين الانتظام والثبات والوفرة في مادتي المازوت والبنزين في الأسواق وفتح الباب أمام المؤسسات الصناعية لاستيراد المادة بشكل مباشر من دون الشركات المحتكرة».
"النهار": ماكرون وميقاتي اليوم: إحياء الخريطة الإصلاحية
أما صحيفة "النهار" فقالت "ظهر اليوم سيكون لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اللقاء الخارجي الأول بعد نيل حكومته الثقة، في غداء عمل مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، عكس تحديد موعده بهذه السرعة تمسك فرنسا بمبادرتها الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية في لبنان على نحو تكاد تتفرد معه برعاية الوضع الدراماتيكي الكارثي الذي يجتازه لبنان".
واضافت الصحيفة مع ان الظروف الموضوعية التي تحوط المحطة الخارجية الأولى لميقاتي لا تسمح بتضخيم الطموحات والتقديرات حيال ما يمكن فرنسا أن تقدمه من وجوه إضافية من المساعدات والدعم للبنان، فان الثابت في التوقعات ان اللقاء الذي سيصدر عنه بيان مشترك للجانبين الفرنسي واللبناني سيتطرق إلى بنود بارزة ومهمة في إعادة احياء رسم خريطة الطريق لخطة التعافي الحكومية التي تلحظ اتجاهات تعول عليها فرنسا الكثير مثل إصلاحات الطاقة والكهرباء والاتصالات، فضلا عن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لافتةً إلى أن هذه البنود ستكون الممر الالزامي لحصول لبنان على الحد الأدنى من دعم لن يتجاوز في مراحله الأولى سقف الجرعات الأساسية لمنع مزيد من الانهيارات او الحد منها بما يستبعد معه في المرحلة الحالية احياء مقررات "سيدر" قبل ان يعاين الفرنسيون ومعهم المجتمع الدولي جدية وصدقية الحكومة اللبنانية الجديدة في التزام تعهداتها في الشفافية والإصلاحات.
وأفادت "النهار" ان اللقاء الاول بين الرئيس الفرنسي وميقاتي سيكون لمزيد من التعارف واستكشاف ما يمكن ان تقوم به باريس في المرحلة المقبلة لمساعدة لبنان، ومع ان هذه الحكومة هي حكومة انتقالية سيطالب الرئيس ماكرون من جهة اخرى بحث خطة التعافي الاقتصادي التي تنوي الحكومة الاعلان عنها بمعزل عن البيان الوزاري الذي رسم سياسة الحكومة اقتصاديا وماليا وسياسيا للأشهر المقبلة. وعكس اختيار الرئيس ميقاتي ان تكون وجهته الاولى باريس دلالات مهمة اذ يبرز استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان. فتخصيص الرئيس ماكرون غداء عمل لرئيس الحكومة فور حصوله على ثقة المجلس رغم المشاكل التي يواجهها داخليا وخارجيا دليل على اهمية الملف اللبناني بالنسبة للرئاسة الفرنسية التي تطمح بعد أكثر من عام على قيام مبادرتها إلى تسجيل نتائج ايجابية في هذا الملف على عتبة فتح معركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وقد استرجعت بعض الخسائر المعنوية التي منيت بها بعد ان ضاعت الآمال بتنفيذ مبادرتها وتشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين. ويعتبر الرئيس ماكرون ان تشكيل الحكومة كان خطوة ايجابية لا غنى عنها ودعا السياسيين في ترحيبه بتشكيلها إلى الامتثال للالتزامات التي قطعوها لتنفيذ الاصلاحات اللازمة التي ستمكن المجتمع الدولي من تقديم المساعدات من خلال مؤتمر دولي او من خلال اعادة احياء مؤتمر "سيدر" بعد اجراء الاصلاحات التي تضمنتها خارطة الطريق التي وضعها اصدقاء لبنان خلال اجتماعهم في ١١ كانون الاول ٢٠١٩ في باريس بعد الانتفاضة الشعبية في ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩. وسيحدد الاجتماع الاول بين ماكرون وميقاتي ما تنوي باريس القيام به على صعيد دعم لبنان.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الصعيد الخارجي أيضا، يلقي رئيس الجمهورية ميشال عون بعد ظهر اليوم الجمعة عبر تقنية "الفيديو" كلمة لبنان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، ويتناول فيها "موقف لبنان من التطورات المحلية والإقليمية، إضافة إلى الثوابت اللبنانية حيال القضايا المطروحة". وسيتناول ملف الثروة النفطية البحرية والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية جنوبا. ورأس رئيس الجمهورية أمس اجتماعا للوفد اللبناني في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية وتسلم منه تقريرا يتضمن مراحل المفاوضات منذ انطلاقتها وحتى تاريخه واستراتيجية متكاملة للمرحلة المقبلة.
إقرأ المزيد في: لبنان
27/11/2024