لبنان
أبرز ما دار في اجتماع الرئيس عون باللقاء التشاوري
فاطمة سلامة
يحاول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قدر المستطاع الوصول الى حل للأزمة الحكومية. لا يعجبه مطلقاً المستوى الذي وصلت اليه الأوضاع خصوصاً الاقتصادية منها. وهو في هذا الصدد أوعز لوزير الخارجية جبران باسيل التحرك والقيام بمسعى اصطدم للأسف بعناد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وإصراره على عدم الاعتراف بحق اللقاء التشاوري التمثل بالحكومة. لم يتوقف الرئيس عون عند تعثر المسعى الباسيلي، فطرح جملة خيارات جديدة على رأسها تلويحه بإرسال رسالة الى مجلس النواب في حال ظلت الأزمة الحكومية قائمة. وبالتوازي أطلق مشاورات سياسية من بعبدا، افتتحها بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن بعدها الرئيس المكلف. وفي اليوم التالي التقى وفد حزب الله الذي تمنى على الرئيس عون التفاوض مع أعضاء اللقاء التشاوري على اعتبار أنهم "أهل القضية". لم يتأخّر رئيس الجمهورية في النزول عند رغبة الوفد الزائر. فما إن غادر المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد قصر بعبدا، حتى جرى الاتصال باللقاء التشاوري وتحديد موعد لهم في اليوم التالي، وذلك في سياق المحاولات الرئاسية لعدم ترك أي باب للحل بلا طرق، وفق ما تقول أوساط بعبدا لموقع "العهد الاخباري".
اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية بالنواب الستة، والذي استمر حوالى الـ 45 دقيقة، لم يجر فيه تقديم أي طرح أو مقترح للحل لا من قبل الرئيس عون ولا من قبل اعضاء اللقاء. جل ما جرى تداوله عرض لوجهات النظر، وشرح لواقع البلد الحرج، وتأكيد على ضرورة مد اليد للوصول الى حل، وفق ما تقول مصادر مطلعة على اللقاء لموقع العهد الإخباري. تلفت المصادر الى أن رئيس الجمهورية كان مستمعا جيدا لآراء النواب، ولوجهة نظرهم، وإصرارهم على التمثل في الحكومة، وكان متفهما لما يقولون، لكنه أشار الى أن الوضع الاقتصادي والاوضاع المزرية التي يمر بها البلد تتطلب منا جميعا تقديم التنازلات والتضحيات. وقد وعد الرئيس عون النواب بمزيد من المشاورات مع القيادات السياسية لفتح ثغرة في جدار الازمة الحكومية. وهنا تشير المصادر الى أن الرئيس عون يقوم بما يشبه عملية جس نبض لكافة الافرقاء عله يعثر على نقاط تسهم في وضع اليد على الجرح، وبالتالي تجري بلورة الطرح المناسب للحل.
وقد أفادت مصادر "اللقاء التشاوري" موقع "العهد الإخباري" أن اللقاء مع الرئيس عون كان وديا الى أبعد الحدود، ولم نجد من رئيس الجمهورية سوى الاحترام واللطف، موضحة أن الوفد قدم وجهة نظره المبنية على أساس تشكيل حكومة تبعا لنتائج الانتخابات النيابية. بالنسبة للوفد لا مبرر لاحتكار الطائفة السنية عبرممثل واحد، بينما الطوائف الأخرى من مسيحيين وشيعة ودروز تتمثل بأحزاب مختلفة ومتنوعة. تلفت المصادر الى أن الرئيس عون كان متفهما جدا لموقف النواب، لكنه كرر أمام مسامعهم الحديث عن وضع البلد الذي لا يحتمل المزيد من التأجيل في ملف تشكيل الحكومة سواء من الناحية الامنية أو الاقتصادية، وطلب من النواب الستة مساعدته قدر الامكان، انطلاقا من ضرورة التضحية لما فيه مصلحة البلد، فلفت النواب الى أن موقفنا واضح من قضية تمثيلنا، وقد وعد الرئيس في ختام اللقاء النواب بالاستمرار في مبادرته عسى ولعل يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود حكوميا.