لبنان
الشيخ قاسم: البيطار ومن وراءه هم السبب المباشر وراء تعطيل المؤسسات الدستورية
أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن "4 أسباب أدَّت إلى هذا التدهور الاقتصادي والمالي والاجتماعي، هي: الحصار الأمريكي الظالم على لبنان، والفساد المستشري في داخل البلد، والسياسات الاقتصادية والمالية على مدى ثلاثين عامًا، وأداء حاكم مصرف لبنان في الموضوع المالي".
ولفت الشيخ قاسم في كلمة له خلال احتفال اقيم اليوم السبت بمناسبة ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) في مجمع المجتبى (ع)، إلى أن "هذه الأسباب المتظافرة مع بعضها بعضاً وأسباباً أخرى أوصلتنا إلى التدهور الجاري"، مضيفا أنه "لا يمكن البدء بأي معالجة إلَّا إذا عالجنا هذه الأسباب وحاولنا أن نواجه هذه التحديات، ومن ضمنها مواجهة الحصار الأمريكي بطرق مختلفة".
وأوضح أننا "استطعنا بحمد الله تعالى أن نواجه بالمازوت الإيراني حصار إمداد لبنان بالكهرباء عبر سوريا من الأردن ومصر، وقد خضعت أمريكا لأنها وجدت أن بدائل معينة يمكن أن نقوم بها، وهي لا تريد أن تعطي هذا الكسب لحزب الله فسارعت وأعطتنا المكسب"، وقال: "لقد اثبتت واشنطن للناس أنها هي التي تحاصر وأنها لا تستطيع أن تصمد في حصارها إذا كنا نتصرف بطريقة صحيحة".
وتوجه سماحته إلى عملاء السفارة الأمريكية وجماعات المنظمات غير الحكومية التي تأتمر بأوامر السفارة، قائلا إن "هذه العلاقة والأموال التي تقبض والمال الانتخابي لتغيِّر الوضع بما يناسب أمريكا، كل ذلك يساهم ويدعم الحصار الأمريكي على لبنان، في وقت يحتم عليكم أن تقفوا مع وطنكم وشعبكم لفك هذا الحصار، ولتقولوا لأمريكا إنها لا تستطيع أن تفعل ما تشاء في لبنان لأننا شعبٌ حرٌّ أبي مستقل حررنا الأرض وسنحرر الإنسان إن شاء الله تعالى".
الشيخ قاسم أضاف أنه "لا يصح القول إننا لا نستطيع أن نفعل شيئًا، يستطيع رئيس الحكومة مثلًا أن يضبط ويحاسب المنصات الالكترونية التي تتحكم بالمال وترفع سعر الدولار، عبر تكليف الأجهزة الأمنية والقضائية المعنية بمواجهة هؤلاء المفسدين الذين يؤثرون على واقع العملة اللبنانية وكيفية هبوطها بهذه الصورة"، مضيفا: "يستطيع الوزراء المعنيون سواء بالاقتصاد أو الصحة أو الداخلية أن يداهموا شركات ومؤسسات وسوبرماركات ومحلات لوقف اللعب بالأسعار واحتكار المواد ومنعها من النزول إلى السوق والختم بالشمع الأحمر ليتربى هؤلاء ويكونوا درسًا لغيرهم".
وقال إن "هذه من الأمور التي يمكن القيام بها ويجب القيام بها، وكان هناك تجارب لبعض الوزراء عندما داهموا بعض المستودعات وبعض الأماكن مما ساعد في الضبط".
من جهة اخرى، رأى الشيخ قاسم أن "المحقق العدلي طارق البيطار ومن وراءه هم السبب المباشر وراء تعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان، وذلك بمصادرة صلاحيات المجلس النيابي"، مشيرا إلى أن "أداء هذا المحقق أساء كثيرًا إلى القضاء الذي يتخبط ويعيش أسوأ أيامه"، وتساءل: "هل يعقل أن يبقى قاضٍ في منصبه وعليه 21 دعوى تنحية وأحدث هذه البلبلة في الجسم القضائي والبلد، ولا تقدُّم في التحقيق وإعاقة وردٍّ إلى درجة أننا أصبحنا أمام أزمة لتحقيق الحقيقة؟".
وحول تحقيق مبدأ فصل السلطات، قال الشيخ قاسم إن "السلطات منفصلة عن بعضها بعضا ولكل سلطة حق، السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية، لكل سلطة صلاحيات ولا يحق لأي سلطة أن تتدخل في صلاحيات السلطة الأخرى"، وتساءل: "ماذا نفعل إذا تغوَّلت السلطة القضائية على سلطة أخرى هي سلطة مجلس النواب وأخذت صلاحيات منه؟ وهل يجوز أن نبقى مكتوفي الأيدي ولا نتحرك لوضع حد لمصادرة السلطة القضائية حقوق وصلاحيات سلطة أخرى في البلد؟... تريدون الحل: الحل يبدأ بتفكيك الملفات، والبداية من القضاء الذي تجاوز صلاحياته، ويجب إعادة محاكمة الرؤساء والوزراء إلى المجلس النيابي عندها تحل العقد تباعًا ونتعاون جميعًا في هذا الاتجاه".
ولفت إلى أن "أخصامنا في الانتخابات أكثريتهم الساحقة هم من الأحزاب وقوى فاعلة شاركت في السياسات المالية والاقتصادية لـ30 سنة، والعدد الذي يمكن أن ينجح في الانتخابات النيابية ممن لم تكن له تجربة في السلطة من جماعة المنظمات غير الحكومية قد يُعد على الأصابع، وبالتالي سنكون أمام مجلس نيابي من هؤلاء الذين مروا على السلطة في لبنان في مراحل مختلفة، ووجه السحَّارة لهؤلاء الأخصام هم "القوات اللبنانية" الذين يحملون تاريخًا إجراميًا ومجازر بحق المسيحيين قبل غيرهم، لأنهم لا يقبلون الآخر ويريدون التسلط على كل المقدرات، ويريدون أن يكون لهم كل شيء في البلد، فهم لا يستطيعون العيش كمواطنين مع مواطنين آخرين إنما يريدون السلطة حتى ولو كلَّفت القتل والدماء والمجازر بين أبنائهم وإخوانهم في المنطقة الواحدة".
وختم الشيخ قاسم قائلا: "يجب أن يكون واضحًا، مهما كذبوا واتهمونا، فإن حزب الله مقاومة شريفة حرَّرت لبنان وهذا مسطَّرٌ في الحاضر والتاريخ ومع الأجيال، وله تجربة سياسية مجبولة بالنزاهة والأخلاق والوفاء والصدق، وقام بخدمات اجتماعية وتكافل اجتماعي، سكَّن الكثير من أوجاع الناس، ولديه التفاف شعبيٌ واسع في لبنان، ولا ينازعه أحد لأنه أقوى حزب سياسي على مستوى الشعبي والتأييد في لبنان، ولن تنفع الأكاذيب والبهتان في تشويه صورته، وأقول لكم: لاقونا في الانتخابات ولتقل الصناديق كلمتها.
إقرأ المزيد في: لبنان
27/11/2024