لبنان
الشيخ دعموش: لن نسترضي أحدًا على حساب حقوق بلدنا وثرواته ومصالحه الوطنية
أكّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أنّ "الانتصارات والانجازات التي حققتها المقاومة والشهداء والقادة الشهداء على امتداد كل المراحل الماضية كانت قاعدتها الأساسية تكمن في الروحية الإيمانية والجهادية التي امتلكوها وليس في معادلة السلاح الذي نملكه ولا في العدة والعدد"، مضيفًا أن "هذه الروحية هي التي كانت تدفع بالمجاهدين لاقتحام القلاع والحصون الصهيونية بكل عزم وشجاعة".
وخلال احتفال حاشد أقامه حزب الله في مجمع الإمام المهدي (عج) في الغازية بذكرى انتصار الثورة الإسلامية وولادة الامام علي (ع) والقادة الشهداء، قال الشيخ دعموش :"إنّ قاعدة الانتصار الأكبر هي أن الذين يعشقون الموت هزموا الذين يهابون الموت، وأن الذين يرون في الموت والشهادة طريقًا الى الحياة الخالدة هزموا الذين يرون في الموت فناءً وضياعًا، وهذه هي المعادلة الأساسية التي استندت إليها تجربة المقاومة ومجاهديها وشهدائها وقادتها الشهداء".
ورأى أن "الاستهداف الأميركي والسعودي والإماراتي المتواصل للمقاومة والعقوبات التي تواصل واشنطن فرضها على لبنان، تكشف عن عدوانية أميركية سعودية تجاه بلدنا ودول وشعوب المنطقة، وجنوح نحو الهيمنة والسيطرة والاستفراد والابتزاز وفرض الإملاءات".
وأشار سماحته الى أنّ "الإدارة الأميركية تسطو على أموال الشعوب وتحاول سرقة الثروات والمقدرات للدول، وقد سلبت قبل أيام بقرار من رئيسها أموال الشعب الأفغاني التي أودعها البنك المركزي الأفغاني في نيويورك بعد انهيار الحكومة السابقة"، لافتًا إلى أن ذلك "حدث في وقت يبيع فيه الآباء الأفغان أعضاءهم لإطعام أبنائهم، ويعاني 98% من الشعب الأفغاني نقصًا في الطعام".
واعتبر أن "هذه السرقة هي سرقة علنية موصوفة وهي ليست الوحيدة، ففي لبنان أيضًا تحاول الإدارة الأميركية سلب بعض حقوقنا النفطية لمصلحة "إسرائيل" من خلال تقديم بعض المقترحات التي لا تصب في مصلحة لبنان، ومن خلال سياسة الابتزاز التي تمارسها في مسألة ترسيم الحدود البحرية، بعد أن ساهمت خلال رعايتها للفساد وحمايتها للفاسدين وللمصارف في لبنان بالاستيلاء على أموال المودعين وإفقار الشعب اللبناني".
الشيخ دعموش لفت إلى أن "أميركا تواصل محاولات فرض هيمنتها على لبنان من خلال تدخلها بشكل مباشر في الانتخابات النيابية، إذ تفرض التحالفات والترشيحات وتضخ المال الانتخابي لتغيير المعادلات وتحقيق أهداف سياسية لها علاقة بالمقاومة وثروات لبنان وأمن الكيان الصهيوني"، وشدد على أن كل ذلك "لن يتحقق لأن نتائج الانتخابات أيًا كانت، لا يمكنها أن تغير التوازنات القائمة في البلد، فلبنان محكوم بالتوافق بين أبنائه وبمجموعة من الثوابت الوطنية التي لا يحيد عنها، لأنها تشكل عناصر قوته ومنعته".
وأوضح أننا "عندما نعارض فرض رسوم جديدة في الموازنة ونرفض أن تتضمن أي بنود تطال جيوب المواطنين وتزيد من فقرهم، لا ننطلق في ذلك من موقف شعبوي كما يظن البعض، وإنما من موقف مبدئي يراعي حقوق الناس ومصالحهم وأوضاعهم والضائقة المعيشية التي يعانون منها".
وقال الشيخ دعموش إن "البعض يتهمنا بالشعبوية وأننا نعترض على الموازنة لأننا نخشى من نقمة الناس علينا على أبواب الانتخابات النيابية وهذا ليس صحيحًا، نحن لا ننطلق في مواقفنا من هذا الموقع بل من موقع الإحساس والشعور بمعاناة الناس، فلا نريد أن نحملهم المزيد من الأعباء بعد أن أرهقتهم أعباء الازمة الاقتصادية"، مؤكدًا أن "لدينا ملاحظات وتعديلات على بعض بنود الموازنة لأنها تتضمن فرض رسوم جديدة، وسجلنا اعتراضنا على الطريقة التي تم فيها إقرار الموازنة في مجلس الوزراء لأنها طريقة غير مقبولة".
وأضاف: "نستند في موقفنا من الموازنة على هذه الخلفية وليس على خلفية شعبوية أو انتخابية، لأننا لسنا خائفين على شعبيتنا ولا على وضعنا الانتخابي، ولأننا نعرف أن شعبنا الوفي والصادق الذي وقف معنا في أحلك الظروف وتبنى خيار المقاومة وقدم أغلى التضحيات، لن يبخل بصوته للمقاومة في الانتخابات وفي غير الانتخابات"، وقال: "نحن على ثقة بأن شعبنا الذي قدم الدماء وصبر وثبت وصمد في مواجهة التحديات والضغوط والحروب والحصار والعقوبات، لن ينساق الى الأهداف التي تريدها أميركا وحلفاؤها وأدواتها في الداخل، وهو بمواقفه الداعمة للمقاومة وخياراتها في كل المراحل السابقة خيب آمال الأميركيين ومن معهم، وفي هذا الاستحقاق سيخيب آمالهم مجددًا".
وتابع: "مطمئنون الى خيارات شعبنا، خصوصًا أنهم واعون تمامًا لما يخطط له الأميركي لهذا البلد، ويعرفون تمامًا أن الإدارة الأميركية التي تحاصر لبنان، وتفرض عقوبات على لبنانيين، وتحاول تحقيق الأطماع "الاسرائيلية" في مسألة ترسيم الحدود البحرية والاستيلاء على حقوق لبنان النفطية، وتعرقل وصول الكهرباء الى لبنان، وتمنع المساعدات عنه، لا تريد الخير لهذا البلد مهما حاولت بعض وسائل الاعلام تلميع صورتها، بل تريد تحقيق أهدافها في لبنان لمصلحة "اسرائيل" وليس لمصلحة الشعب"، وشدد على أن "شعبنا لا يمكن أن يقبل بتحقيق ما تريده "اسرائيل"، كما لا يمكن أن يخضع لابتزاز أحد أو أن يسترضي أحدًا على حساب حقوقه وثرواته ومصالحه الوطنية".
وختم الشيخ دعموش قائلًا :"إن محاولات استرضاء بعض دول الخليج على حساب الحريات والكرامات يضر بسمعة لبنان وموقعه وتاريخه، ويجعل بلدنا عرضة للمزيد من الابتزاز وفرض الاملاءات، وهذا أمر مرفوض ولا يمكن أن نقبل به إطلاقا".
إقرأ المزيد في: لبنان
27/11/2024