معركة أولي البأس

لبنان

أزمة الدعوة لـ
12/03/2019

أزمة الدعوة لـ"بروكسيل-3" مستمرة.. وحماوة بعد فتح الترشيحات لانتخابات طرابلس

تناولت الصحف الصادرة صباح اليوم الأزمة المستمرة الناتجة عن عدم دعوة وزير شؤون النازحين صالح الغريب لحضور مؤتمر بروكسل-3.
كما اهتمت الصحف بالكشف عن مزيد من الفساد في القطاع العام، لا سيما ما أعلنه النائب جهاد الصمد أمس عن التوظيف في أوجيرو، كما أن المعركة الانتخابية الفرعية في الشمال بدأت تستعر، وسط تباينات داخل تيار "المستقبل" في الاتفاق على مرشح.


"الأخبار": أزمة «وفد بروكسيل» مستمرة

بدأت أزمة النازحين السوريين في لبنان تتبلور تباعاً، لتتحوّل إلى أحد الملفات الداخلية الأكثر جدلاً، على وهج الإنقسام اللبناني حولها. ففي ضوء الإستعدادات للمشاركة في مؤتمر بروكسل المخُصّص للبحث في شؤون النازحين، والذي سينعقد في 13 و14 من الشهر الجاري، لم يتأخر هذا الإنقسام في البروز بعدما سعت القوى السياسية الى القفز فوقه مرات عدّة.

وما إن دقت ساعة الإستحقاق، حتى بدأت المكونات المعادية للدولة السورية التستّر وراء عباءة شروط المجتمع الدولي الذي يربُط عودة النازحين بالحل السياسي وإعادة الإعمار والعودة الطوعية والآمنة، مقابل إصرار الفريق الآخر على تغليب المصلحة اللبنانية القائمة على التنسيق التقني مع الجانب السوري في هذا المجال.

وعشية إنتقال الوفد اللبناني الرسمي الى المؤتمر انفجر الخلاف حول الوفد المُشارك بعد أن عُلم بأنه سيتألف من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزيري الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان والتربية أكرم شهيب، في مقابل استبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب.

وبعدَ أن ابلغَ رئيس الحكومة الوزير جبران باسيل بأنه سيضم الغريب الى الوفد وسيبلغ الأخير بذلك، لم يبادر الحريري الى تنفيذ ما وعد به، ما دفع الغريب الى إطلاق تصريح اعتبر فيه أن «البعض لا يروق له ذلك، إما نزولاً عند رغبة بعض الأطراف الخارجية بشقّ الموقف الوطني الموحّد، وإمّا تغليباً لبعض المصالح المشبوهة الضيّقة أو الإثنين معاً».

وفي هذ ا الإطار علمت «الأخبار» أن الحريري مستاء جداً من هذا التصريح، وهو ما يُمكن أن يدفعه الى تغيير رأيه. ومن باب تبرير استبعاد الغريب قال النائب مروان حمادة أن الاتحاد الأوروبي هو الذي لم يوجه الدعوة لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى مؤتمر بروكسل»، مشيراً الى ان «ذهاب وزراء إلى المؤتمر للدفاع عن النظام السوري كإطلاق النار على أنفسنا»!


"الجمهورية": إشتباك حول النازحين
صحيفة "الجمهورية" رأت أن مشاركة لبنان ما زالت في دائرة الاخذ والرد لناحية تشكيلة الوفد التي اقتصرت الى جانب الحريري على وزير التربية اكرم شهيّب ووزير الشؤون الإجتماعية ريشار قيومجيان، والتي أثارت في الأجواء الداخلية تساؤلات حول مغزى استبعاد وزير شؤون النازحين صالح الغريب عن تشكيلة الوفد، في وقت أفيد عن اتصالات جرت على اكثر من صعيد رئاسي وسياسي بهدف اعادة استدراك هذا الامر.

وقالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية»: السؤال الذي يطرح حول هذه المسألة هو كيف تم تشكيل الوفد، وهل تم ذلك في مجلس الوزراء ام خارجه؟ واضح انّ هناك قطبة مخفية فمن المسؤول عنها؟ وفي اي حال دارت الاتصالات على اكثر من محور في الساعات الماضية.

وفيما اشارت المصادر الى انه ما يزال هناك مجال لحسم مشاركة الغريب ضمن الوفد اللبناني او عدمها، ابلغت مصادر موثوقة «الجمهورية» قولها: ان لا تغيير في تشكيلة الوفد اللبناني المرافق للحريري الذي عاد الى بيروت ليل امس، ويتوجّه مساء غد الاربعاء الى بروكسل.

وقالت مصادر مقربة من الغريب انّ استبعاده عن الوفد هو استبعاد سياسي، الهدف منه اتّباع سياسة مغايرة في معالجة ملف النازحين، معربة عن أسفها كيف انّ الشغل الشاغل للحكومة اصبح جني الأموال بدل مواجهة خطر هذا الملف وتناسيه.
وفي تعبير لافت جداً، رأت المصادر انّ ما حصل في موضوع مؤتمر بروكسل هو انقلاب على التفاهمات الحاصلة في هذا الملف منذ ما قبل الانتخابات.
وعما اذا كان الغريب يقاصص على زيارته الاخيرة لسوريا، قالت المصادر: غريب الحديث عن هذا الامر، اذ انّ الحريري نفسه يعلم انّ الوزير الغريب لم يتجاوزه.


"البناء": ملفات الفساد تهزّ التسوية الحكومية... وأوجيرو إلى الواجهة
على صعيد آخر، واصلت لجنة المال النيابية اجتماعاتها في ساحة النجمة، حيث ركزت أمس على التوظيف في وزارة الاتصالات وأوجيرو. وأكد رئيسها إبراهيم كنعان بعد الاجتماع انّ اللجنة تثبّتت من الـ 453 شخصاً الذين وردوا في تقرير التفتيش المركزي وحوالى 50 في وزارة الاتصالات، موضحاً أنّ رئيس اوجيرو أجاب في اللجنة أنّ العقد مع أحد المستشارين «الذي هو في الوقت نفسه مدير في إحدى الشركات» لم يُعمل به وقد أنهي.

وقال كنعان: «وردني أنّ هناك طلبات توظيف في وزارة ومؤسسة وسأخاطبهما وفق الأصول والإجراءات ستكون حاسمة والتوظيفات توقفت بأكثر من 80 بالمئة وأيّ حاجة تتحدّد بتقارير جدية ومسح شامل». وأعلن أنّ «الرئيس نبيه بري اتصل بي وقال لي إنه على رغم أنّ المجلس النيابي لا يخضع لمجلس الخدمة المدنية ولا للتفتيش المركزي، سيُخضع كلّ التعاقد والتوظيف في المجلس إلى لجنة المال والموازنة».

ونقل زوار بري عنه قوله لـ «البناء» ضرورة أن تخضع التعيينات الجديدة في مجلس الوزراء الى معايير الكفاءة لا التحاصص السياسي كما كان يحصل في السابق، كما أشار بري بحسب زواره إلى أنه يعتزم إعادة فتح النقاش حول موضوع قانون الانتخاب، إذ إنّ القانون الحالي لم يأتِ على قدر طموحات اللبنانيين، بل يجب استكمال ما أنجز في هذا القانون بإصلاحات جديدة نصّ عليها دستور الطائف عبر قانون يعتمد النسبة الكاملة ودوائر موسّعة تمهيداً لاعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة».


"اللواء": فتح باب الترشيحات لانتخابات طرابلس وسط حماوة ملحوظة
في هذا الوقت، بدا واضحاً ان معركة الانتخابات الفرعية في طرابلس، ستتم بسخونة لافتة، بدأت طلائعها تظهر عبر المواقف النارية السياسية، إضافة إلى وجود مرشحين لا هدف لهم سوى منع حصول تزكية تؤمن للمرشحة ديمة جمالي العودة ثانية إلى ساحة النجمة، وهذا يعني سياسياً ان المعركة ستكون ضد تيّار «المستقبل»، علماً ان اوساطه تدرك ذلك، وهي تتعامل مع الانتخابات الفرعية بجدية كبيرة، على اعتبار انها ستكون بمثابة امتحان من غير المسموح خسارته أو السقوط فيه.

وفيما أكّدت المرشحة جمالي استمرارها في خوض المعركة بدعم من «المستقبل» والرئيس الحريري، مشددة على ان تكون شريفة ونزيهة من دون إساءات وتضليل للرأي العام، حسم سامر كبارة، ابن شقيق النائب محمّد عبد اللطيف كبارة، موقفه بالنسبة للترشح، وأعلن انه سيعقد في السادسة من مساء غد الأربعاء مؤتمراً صحافياً في فندق «كواليتي إن» لاعلان ترشيحه انطلاقاً من رفضه التزكية، مؤكداً ان معركته حقوقية وليست سياسية، ومن أجل احترام خصوصية طرابلس.

لكن اللافت في مؤشرات تسخين المعركة، حتى قبل تحديد مهل قبول الترشيحات وسحبها، الهجوم الذي شنّه النائب فيصل كرامي على الرئيس الحريري شخصياً، من باب الرد على الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري الذي قال انه يريد ان يكسر «حزب الله» في طرابلس، فقال كرامي انه لا يريد الرد على الأمين العام، بل على الرئيس الحريري شخصياً، متهماً اياه بالتعامل مع «حزب الله»، وانه مغطى منه، وأصبح رئيساً للحكومة بفضله، وانه (أي الحريري) هو من غطى الجيش اللبناني في معركته في عرسال مع الجيش السوري، وعين سفيراً للبنان في سوريا، واستجرّ الكهرباء ودفع أموالاً للدولة السورية، ويجتمع بشكل دوري مع وزير الداخلية السابق والحالي مع امنيين من «حزب الله» كل اسبوع هو أنت وليس نحن.

ونفى كرامي ما وصفه «بهجوم الذباب الالكتروني التابع لتيار «المستقبل» وما تردد عن تحالف بينه وبين اللواء اشرف ريفي، في أعقاب زيارته له في منزله»، مؤكدا ان الزيارة مجرّد واجب اجتماعي ولا علاقة لها بالانتخابات، خاصة وان ريفي لم يعلن حتى الساعة ترشحه للانتخابات.

إلى ذلك، علمت «اللواء» ان وزيرة الداخلية ريّا الحسن ستصدر اليوم مجموعة قرارات بخصوص مهل قبول الترشيحات وسحبها، والشروط التي يجب ان تتوفر للمرشحين بموجب القانون، في حين نفت مصادر في الداخلية وجود إشكاليات تتعلق بهيئة الاشراف على الانتخابات، على اعتبار ان هذه الهيئة ما زالت قائمة، طالما ان القانون يفرض وجودها سواء في انتخابات عامة أو فرعية.

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل