لبنان
الشيخ دعموش: الولايات المتحدة لا تعرف صديقًا ولا حليفًا
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن "ما يجري اليوم في اوكرانيا يؤكد أن أميركا تدفع بحلفائها وادواتها نحو نزاعات وحروب، ثم تخذلهم وتتخلى عنهم في وسط المعركة ولا تمنحهم سوى الكلام والوعود".
وقال الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: "لقد حرضوا اوكرانيا وورطوها بحرب خاسرة مع روسيا، ثم خرج الرئيس الأمريكي في اليوم الاول من المعركة ليعلن انه لا يريد الدخول في الحرب، كما أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية اليوم أن لا احد في اوروبا ولا الولايات المتحدة يريد الدخول في حرب مع روسيا".
وأضاف: "كل التجارب السابقة والحالية تؤكد أن أميركا تدفع بأدواتها نحو المواجهة وتضعهم في الخطوط الأمامية لتحقيق أهدافها وللدفاع عن مصالحها، فإذا نجحوا تستثمر انجازاتهم وإذا عجزوا وفشلوا تتخلى عنهم وتتركهم وحدهم في ساحة الصراع يواجهون مصيرهم بانفسهم"، لافتا إلى أن "هذا ما حصل في أفغانستان وفي لبنان وفي غيره، حيث تركت أمريكا أصدقاءها في افغانستان، وتركت ادواتها في لبنان في مراحل عديدة وخانتهم وخذلتهم، وها هي اليوم تترك اصدقاءها في اوكرانيا يواجهون مصيرهم وحدهم، وهنا يجب أخذ العبرة من هذه التجربة، وعدم الرهان على الأمريكيين".
ودعا سماحته اللبنانيين الذين لا يزالون يراهنون على الولايات المتحدة الى أن ياخذوا الدروس والعبر من التجارب السابقة ومما يجري في اوكرانيا وقبلها في افغانستان، وأضاف: "من يريد من اللبنانيين المراهنة على الوعود والضمانات الأمريكية لحماية لبنان فليضع امامه ما يجري في اوكرانيا وليستمع جيدا لما يقوله الرئيس الاوكراني صباح اليوم ان الغرب ترك اوكرانيا وحدها ويتحدث فقط عن دعمها بالكلام، ويقول نواجه هذه المعركة وحدنا وفي الحقيقة لا احد يريد ان يحارب معنا"، وشدد على أن "اميركا لا تعرف صديقًا ولا حليفًا والشيء الوحيد الذي تعرفه هو مصالحها".
ورأى أن "اللبنانيين قادرون على حماية بلدهم بالشعب والمقاومة والجيش والقوى الامنية، ولسنا بحاجة لاميركا لتحمي بلدنا، وهذا ما اثبتته كل التجارب الماضية وتثبته الوقائع الحالية"، منوها أنه "بجهود الأجهزة الامنية وفرع المعلومات الذي كشف شبكة العملاء والمجموعات الارهابية التي كانت تخطط للتفجير في الضاحية وفي غيرها من المناطق اللبنانية".
واعتبر أن "موقف الخارجية اللبنانية من الصراع في اوكرانيا لافت ويطرح اكثر من علامة استفهام حول خلفياته"، متسائلا: "ما هي مصلحة لبنان من الانحياز للموقف الامريكي في الصراع الدائر بين روسيا والغرب في اوكرانيا؟".
كما قال إن "السياسة الخارجية للبنان يجب ان تراعي مصلحة لبنان لا المصالح الامريكية، ولا يصح ان تكون السياسة الخارجية سياسة انتقائية بحيث انه عندما يتعلق الأمر بخصوم اميركا نصدر بيانات الادانة ولا يعود هناك سياسة نأي بالنفس، اما عندما يتعلق الامر باميركا وحلفائها مثل العدوان الامريكي السعودي على اليمن ننأى بانفسنا ونعتبر ان الامر لا يستحق الادانة".
وختم قائلا إن "هذه ليست سياسة خارجية بل تبعية للخارج تضر بسمعة لبنان والمصلحة اللبنانية".