لبنان
ازمة التأليف الحكومي .. حلٌ لا يُدركه أحد
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على التأليف الحكومي، مشيرةً انه لا حل يُدركه أحد. وسألت الصحف عن سبب الإيحاء بالإيجابية من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف طالما أن العقدة لا تزال نفسها وطالما أن الحل لا يزال مرفوضاً؟.
هل يتخلى عن الثلث المعطل؟
بدايةً مع صحيفة "الاخبار" التي كتبت أن "الكل يُدرك الحل لكن أحداً لا يقربه. حتى الآن لم يُعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام أي ممن التقاهم، في إطار جولته الجديدة من المحادثات، عن استعداده لتمثيل السنة المستقلين من حصته، حتى لو تلميحاً. كما لم يُقدّم أي اقتراح آخر. فيما كان الوزير جبران باسيل يؤكد أن الحل لا يزال بعيداً عبر إصراره على الثلث زائداً واحداً، لكن ليس بصفته ثلثاً معطلاً بل لأنه حق لتكتله، كما قال من لندن. أما الرئيس سعد الحريري فلم يُغيّر من موقفه الرافض لتمثيل «اللقاء التشاوري» في الحكومة، وإن أكد أمس أن «الحكومة ستشكّل قريباً، لأن الجميع يعلم أن الاستقرار الاقتصادي أهم من أي أجندة سياسية»".
وسألت الصحيفة "لماذا الإيحاء بالإيجابية من رئيس الجمهورية أولاً ثم من الحريري ثانياً، طالما أن العقدة لا تزال نفسها وطالما أن الحل لا يزال مرفوضاً؟".
وتابعت "لا يمكن عزل مبادرة الحل المتمثلة بجولة المفاوضات الجديد عما سبقها من توتر ارتبط بما نُقل عن رغبة عون في سحب التكليف من الحريري، من خلال رسالة إلى المجلس النيابي. حتى توضيح رئاسة الجمهورية لم يخرج كثيراً عن هذا السياق، حيث أكد مكتب الإعلام في بعبدا، حينها، أن رئيس الجمهورية «يعتبر أن حق تسمية دولة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة منحه الدستور إلى النواب من خلال الاستشارات النيابية الملزمة. وبالتالي، فإذا ما استمر تعثر تشكيل هذه الحكومة، من الطبيعي أن يضع فخامة الرئيس هذا الأمر في عهدة مجلس النواب ليبنى على الشيء مقتضاه»".
تراجع التفاؤل لإنعدام التنازلات
الى ذلك، ذكرت صحيفة "الاخبار" أنه "شاعت في الأوساط السياسية، أمس، مناخات حيال الاستحقاق الحكومي راوحت بين تفاؤل حذر بدرجة دنيا، وتشاؤم بمقدار كبير. وبدا لكثيرين ان الحكومة اذا لم تولد قبل نهاية الشهر الجاري، فإن ملفها سيرحل حتمًا الى السنة المقبلة، من دون التكهن بموعد محدد لوالدتها، اذ ان الفلسفة التي قامت عليها المبادرة الرئاسية لحل الأزمة الحكومية، تقضي بأن يقدم الجميع تنازلات، في الوقت الذي يؤكد كثيرون ان هذه التنازالت مطلوبة فقط من أولياء الشأن، دون سواهم".
وعلمت "الجمهورية" ان محيطين ببعض المراجع الكبيرة لا يستسيغون أن تبادر هذه المراجع الى تنازلات، يدرك الجميع أن من شأنها ان تؤمن والدة الحكومة، وبعض هؤلاء يمنع عملياً حصول هذه التنازالت.
فيما قالت مصادر واسعة الاطالع لـ "الجمهورية" إنّ القوى السياسية والرأي العام توقّع ان ينتج تسلسل اللقاءات في قصر بعبدا والدة حكومية أكيدة، من اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن ثم اللقاء بين عون والرئيس المكلف، واللقاء بين الاول وكل من وفد "حزب الله" و"اللقاء التشاوري السني"، وصولاً الى اللقاء بين الحريري والوزير جبران باسيل في لندن امس الاول.
لكنّ الرأي العام أصيب بصدمة عندما لاحظ تناقضاً بين ما صدر من مواقف في الداخل والخارج، عن مرجعيات وقوى معنية مباشرة بالاستحقاق الحكومي، وكانت النتيجة انّ ايّ حلحلة في الازمة لم تحصل، وان اي اختراق في أفقها المسدود لم يتحقق، الى درجة انّ البعض اكد انّ اللقاء بين عون ووفد "حزب الله" لم ينته الى نتيجة عملية، لأنّ "الحزب" ليس في وارد ممارسة دور المُقنع في اقتراح حل ما، وإنما يرى انّ لـ "اللقاء التشاوري" حقاً في التمثيل الوزاري وأنه يقبل ما يقبل به أعضاؤه، ونقطة على السطر.
جنبلاط يتموضع على خط التهدئة... وأرسلان ووهّاب لحلف يُعيد التوازن
بدورها، اشارت صحيفة "البناء" الى انه "حيث ينتظر الوضع الحكومي عودة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري من لندن، كان الجبل محور السياسة المحلية، حيث كانت مواقف للنائب السابق وليد جنبلاط تؤكد تموضعه في خط التهدئة والابتعاد عن التصعيد، وسعيه لتفادي خطاب مواجهة مع رئيس الجمهورية وحزب الله، كما حملت تغريداته التي سبقت حادثة الجاهلية، بينما كان لقاء الوزير طلال إرسلان والوزير السابق وئام وهاب الأول منذ سنوات قد جاء بعد مواقف لإرسلان من حادثة الجاهلية قال وهاب إنها تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات مع أرسلان ودين كبير لا يُنسى، وجاء كلام أرسلان ووهاب بعد اللقاء في منزل أرسلان في خلدة، إعلاناً عملياً عن السعي للقاء القيادات الدرزية المؤمنة بخيار المقاومة والعلاقة بسورية لإقامة توازن يبحث في كل قضايا الطائفة ويؤكد مكانته كمرجعية موازية لجنبلاط".
واضافت "لا يزال التفاؤل الحذر بولادة وشيكة للحكومة يُخيم على المشهد الداخلي، فرحلة التأليف الحكومية لا يبدو أنها ستنتهي في وقت قريب رغم جرعات الأمل المُنبعثة من قصر بعبدا والآتية من العاصمة البريطانية، حيث أصبحنا في المئة متر الأخيرة من الوصول الى الحكومة بحسب «المقياس الحريري» الذي ثبُت عدم دقته القياسية. فالرئيس ميشال عون الذي يسعى لإبقاء مبادرته على قيد الحياة والتي لا بديل عنها غير الكارثة، بحسب رئيس الجمهورية الذي أكد أمس، أنه يسعى جاهداً لوضع حد للاختلافات بين الأطراف السياسية عبر اللقاءات مع المعنيين، على أن يتخذ بعدها القرار المناسب".