لبنان
فيروزنيا بذكرى اختطاف الديبلوماسيين الإيرانيين: القضية لن تسقط بتقادم الزمن
أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية في إيران ذكرى اختطاف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة محسن الموسوي، أحمد متوسليان، كاظم إخوان، وتقي رستكار مقدم، في مركز الإمام الخميني الثقافي - طريق المطار.
وحضر الاحتفال الدكتور طلال حاطوم، ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، ممثلًا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والدكتور غازي قانص، ممثلًا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وسفير إيران محمد جلال فيروزنيا، والنائبان محمد رعد وأمين شري، ووزراء ونواب سابقون، والمقدم حيدر قبيسي، ممثلًا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والمقدم ابراهيم الشرقاوي ممثلًا المدير العام لجهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا، والعقيد ماهر رعد، ممثلًا مدير المخابرات في الجيش العميد الركن أنطوان قهوجي، ورئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبدالهادي محفوظ، ومدير الدراسات في وزارة الإعلام خضر ماجد، ورئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين الشيخ غازي حنينة، ونقيب محرري الصحافة جوزيف قصيفي ممثَّلًا بمصطفى خازم، وشخصيات حزبية وفاعليات اجتماعية ونقابية وديبلوماسية، وممثلو الأحزاب اللبنانية والإسلامية والفصائل الفلسطينية.
وقدّم الاحتفال الدكتور علي قصير الذي أكَّد أن "قضية الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة هي قضية حق وحرية، وستبقى وصمة عار على جبين مرتكبيها".
وكانت كلمة للسفير فيروزنيا الذي قال: "افتقدت سفارة الجمهورية الإسلامية في إيران منذ 40 عامًا أربعة رموز لها، سعادة القائم بالأعمال السيد محسن الموسوي، والسادة أحمد متوسليان، تقي رستكار مقدم، وكاظم إخوان - كانوا رسل محبة وصداقة وأخوة للشعب اللبناني، في مواجهة العدو الصهيوني، إبان غزوه واحتلاله عام 1982 لمدينة بيروت، أول عاصمة عربية بعد القدس، فارتكب العدو الصهيوني، جريمة اختطافهم من دون أن تردعه حصانتهم الدبلوماسية، خارقًا بذلك كل المواثيق الدولية التي ترعى حرمة وحصانة الهيئات والممثليات الدبلوماسية، وهو الذي لم يراعِ الحرمة الإنسانية، منذ نشوء كيانه الغاصب عام 1948، باحتلاله فلسطين وتشريد شعبها وارتكاب أفظع المجازر في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني، والشعوب العربية المجاورة لفلسطين، وما زال يمارس إرهابه قتلًا وتشريدًا وتهويدًا للقدس وفلسطين والمقدسات".
وأضاف: "لا شك في أن الكيان الصهيوني يتحمل مسؤولية اختطاف هؤلاء الديبلوماسيين الأربعة من أبناء الشعب الإيراني. إذ ان كل المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد أن الجهة المختطفة عند حاجز البربارة، سلمتهم إلى الكيان الصهيوني الغاصب الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن مصيرهم"، مؤكدًا أنَّ "هذه القضية ستبقى حية، ولن تسقط بتقادم الزمن، لأنها قضية حق وحرية، وستبقى وصمة عار على جبين مرتكبيها أفرادًا أكانوا أم أحزابًا والكيان الصهيوني".
وأشار فيروزنيا إلى أنَّ "حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذ تقدر الجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية من قبل الحكومة اللبنانية لمتابعة هذا الموضوع، مثل الكتاب الذي أرسل بتاريخ 13 أيلول 2008 من قبلها إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في ذلك الحين، والذي أكد أن الاختطاف قد جرى على الأراضي اللبنانية، تشدد على استمرارية جهودها المخلصة وإبقائها على سلم الأولويات. فالقضية تظل حية مستمرة وملف الاختطاف مفتوح على مصراعيه حتى خواتيمه المرجوة، سواء على الصعيد القانوني الجنائي الدولي، أو على الصعيد الإنساني".
كما جدَّد دعوة "مؤسسات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الإنسان للقيام بالواجبات الملقاة على عاتقها، من أجل كشف مصير إخوتنا الدبلوماسيين، وتشكيل لجنة دولية من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، وبقية اللجان الحقوقية لتقصي الحقائق، من أجل تبيان كل أبعاد هذه القضية. فسياسة اللامبالاة والتعامي وعدم الجدية في متابعة مثل هذه القضايا الإنسانية من شأنها تشجيع المعتدين على اعتداءاتهم والإيغال في ارتكاب جرائمهم".
ختم فيروزنيا شاكرًا "الحضور لما فيه من دعم لهذه القضية المحقة والعادلة، قضية حرية الإنسان واحترام الاعراف والمواثيق الدولية"، آملًا أن "نشهد في المستقبل القريب تحرير كل الأسرى والمعتقلين من سجون الكيان الصهيوني، لاسيما الأعزاء الذين نقف الى جانبهم في هذا اللقاء التضامني".
منصور: للكشف عن ملابسات الجريمة وملاحقة الجناة
بدوره، قال وزير الخارجية اللبناني الأسبق عدنان منصور: "أربعون عامًا مرت على جريمة نكراء ارتكبت في حق أربعة دبلوماسيين إيرانيين، هم جزء من الجسم الدبلوماسي للسفارة الإيرانية في بيروت. إنها جريمة بشعة نفذها حاجز ميليشيوي مسلح معروف في المكان والانتماء، لا زالت تتفاعل في الذاكرة، تاركة وراءها مأساة إنسانية وآلام نفسية وأوضاع ثقيلة على زوجات وأبناء وأهالي وأقرباء الدبلوماسيين المخطوفين الأربعة. بعد هذه السنوات الطويلة آن الأوان للكشف عن ملابسات هذه الجريمة، إذ لا يمكن التغاضي بأي شكل من الأشكال عن ملاحقة الجناة وكشف هويتهم ودورهم من أجل معرفة مصير الدبلوماسيين".
وأضاف: "إن عملية الخطف تمت على أرض لبنانية، ما جعل الدولة اللبنانية أمام مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية من أجل وضع حد لهذا الملف بكل شفافية وجرأة، وخصوصًا أن حماية الديبلوماسيين المخطوفين واجب يقع على الدولة المضيفة وأجهزتها الأمنية. لابد من تضافر الجهود اللبنانية والإيرانية بغية الوقوف على تفاصيل الخطف ومحرضيه ومنفذيه، لا سيما أن الحاجز الذي منه تم اختطاف الدبلوماسيين الأربعة معروف للجميع وهو موجود في نقطة جغرافية محددة ومعروفة. أيضًا لا ننسى لمن تنتمي ولمن يقودها ويوجهها، وبالتالي يعرف من خلالها إلى أين اقتيد المخطوفون".
ولفت منصور إلى أنَّه "لا يجوز التلكؤ والمماطلة في ملاحقة المجرمين وإبقاء الأمور على ما هي عليه، دون أي تقدم في مجال التحقيقات، وإلقاء القبض على الجناة المنفذين للجريمة والمشاركين والمحرضين عليها. من هذا المكان نؤكد مجددًا تضامننا الكبير مع أسر المخطوفين، وتحسسنا العميق تجاههم، رافعين الصوت عاليًا، ومطالبين السلطات اللبنانية المختصة بوضع حد نهائي لهذا الوضع الشاذ، وإلقاء القبض على المجرمين، وسوقهم إلى العدالة، حفاظًا على سمعة لبنان ومسؤوليته الأخلاقية والإنسانية، وأداء أجهزته الأمنية، وعلى العلاقات الطيبة التي تربط البلدين الشقيقين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية".