لبنان
السيد نصر الله في آخر ليلة من عاشوراء: شهداؤنا وجرحانا شاهدون على وفاء البيعة للإمام الحسين (ع)
أكَّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنَّ شهداء المقاومة، وجرحاها، وأسراها، وعوائلها المضحية، ومجاهديها الذين ملؤوا الساحات، الصابرين، والثابتين في مواجهة كل فتنة هم الشاهدون على وفاء البيعة للإمام الحسين (عليه السلام).
وفي كلمته خلال الليلة الأخيرة من المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، جدَّد سماحته البيعة لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قائلًا: "في العام الهجري الجديد، وعلى بعد مسافة الزمن، لكن كل أيامنا هي يومك، وكل أرضنا هي كربلاء. في الحصار والجوع والعطش، في القتل والحرب النفسية، في التهديد والاغتيال، والله يا أبا عبد الله، نحن وعلى مدى أربعين سنة، كنا نعاهدك والليلة نعاهدك "ما تركناك يا حسين"".
وتوجه السيد نصر الله، بالشكر إلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية على الإجراءات الأمنية، وكل ما بذلوه لحفظ أمن للمجالس العاشورائية التي أقامها حزب الله في ليالي عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت وبقية المناطق.
السيد نصر الله، وفي كلمته خلال الليلة الأخيرة من المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، توجه إلى "كل العائلات الكريمة من جيران المجلس الذين أزعجناهم خلال هذه الأيام والليالي"، وقال "نحن نعتذر منهم ونسأل الله أن يجعلهم شركاء في إحياء هذه الليالي".
كما توجه سماحته "بالشكر للجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظهم الأمن وقيامهم بالإجراءات الأمنية"، كما شكر "الإخوة والأخوات الذين قاموا بمهمات التنظيم والحماية الأمنية لهذه المجالس في مختلف المناطق".
الأمين العام لحزب الله توجه بالشكر أيضًا "للإخوة والأخوات القائمين على المجالس الذين نظموا وأداروا وأحسنوا التدبير وإلى كل المساهمين وخطباء المنبر الحسيني والمعرفين والرواديد والمعزين وإلى كل من نظموا مسيرات ومواكب في بعض البلدات".
كما شكر سماحته الذين أقاموا المضائف الحسينية بشكل متقدم هذا العام، وقال لهم "سترون بركة إنفاقكم في أموالكم وبيوتكم وأرزاقكم إن شاء الله".
ولم يتحدث سماحته بالشؤون السياسية في هذه الليلة، على أن يكون هناك مواقف سياسية غدًا الثلاثاء في ختام المسيرة العاشورائية المركزية في الضاحية الجنوبية.
وقدم السيد نصرالله مشهدية حوارية بين رسول الله صلى الله عليه وآله وأبي عبد الله الحسين (ع) تروي قصة كربلاء هنا نصها:
كأن الرسول(ص) كان يقول للحسين(ع) يا حبيبي يا حسين يا أبا عبد الله ستحصل تحولات في المستقبل القريب في امتي، سيُفتَنون بعدي، وسيأتي عام 60 من هجرتي وسيأتي حاكم اسمه يزيد يتسلط ومعه فئة باغية من بني أميّة وبين يديه شرار أمتي، وهذا رجل دعي ابن دعي طاغ ابن طاغ يثلم الدين ويكفر بالله أنصاره أشرار هذه الأمة، يا حبيبي يا حسين(ع) عندما يأتي زمانه ستكون على قيد الحياة وأنت مسؤول هذه الأمة سيعملون لفرض بيعته عليك مهمتك يا أبا عبد الله وتكليفك الذي عليك أن تؤديه بإرادتك واخيتارك أن ترفض هذه البيعة والطاعة مهما كان الثمن، وأن تشرح للناس من هو هذا اليزيد وخطره على الدين وصفاته الخطيرة على الاسلام والمسلمين وأن تخرج لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو للاصلاح في حال الأمة وتدعوهم للعودة الى سيرتي وحكومتي العادلة.
يا حسين(ع) اخرج من المدينة لأداء هذه المهمة واذهب الى حيث يأتيك الأنصار. يا حسين(ع) سيأتي اليك آلاف الرسائل من الكوفة دون غيرها وستكون مسؤوليتك أن تلبي هذه الرسائل وتذهب الى العراق، عندما تخرج يا حسين(ع) من المدينة في الطريقة الى حيث يجب أن تكون وتواجه لا يكفي أن تخرج وحدك لأنك ذاهب الى المعركة، يجب أن تخرج معك كل أبنائك وأخوانك، لا يكفي أن تخرج أنت وأبناؤك وأخوانك يجب أن تخرج أيضا أختك زينب(ع) وزوجاتك وبناتك وأموالك المنقولة.
عندما تصل الى مقربة من الكوفة سيخذلونك ويتركونك ويذهبون بك الى كربلاء وهناك سيحاصرونك ويمنعون عنك الماء حتى عن النساء والأطفال وفي الحصار سيخيرونك بين البيعة ليزيد أو القـتال والشـهادة ومسؤولية أن تصر على رفض البيعة لمن سيثلم الدين وأن تقـاتل حتى آخر رمق.
يا حبيبي يا حسين سيُقتل أخوتك وأبناؤك وعباسك وحتى طفلك الرضيع واصحابك الكبير والصغير.. وكأني بالحسين(ع) يقول قبل وسلمت ورضيت..
ويقول الرسول(ع) سيمتلئ جسدك بالجراحات وتذبح مظلوما عطشانا ويحتز رأسك وتدوسك الخيل وسيحمل رأسك من بلد الى بلد.. كذلك يا حسين(ع) ستُسبى زينب وأخواتك ونساؤك وبناتك من بلد الى بلد ومن طاغية الى طاغية.. يا حسين(ع) لعظيم مصيبتك سيبكيك أهل السماوات والأرض وسيجعل الله لك في قلب كل مؤمن حرارة لهن تبرد أبدا.. يا حسين(ع) دماؤك ستحفظ ديني وتوقظ أمتي وسينهض الناس ويثورون ويسقط الطاغية سريعا ويبقى الاسلام وستغدو كربلاؤك مدرسة عظيمة للبشرية في رفض الظلم واباء الضيم والقيام للـجهاد وعشق الشــهادة وسيبقى صوتك قويا يدخل كل الآذان والعقول والقلوب وباسمك يا حسين(ع) سيملأ حفيدك المهدي(عج) الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا.. يا حسين(ع) في الآخرة وفي الدنيا بهذه التضحية العظيمة ستكون سيد الشهـداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة وستصبح باب رحمة الله الواسعة تشفع لأحبائك وزوارك والذاكرين لك والسائرين في دربك وسيجعل الله لك في أصلاب الرجال وأرحام النساء الى يوم القيامة أحبة وأنصارا وعشاقا يحملون رايتك ويصرخون بكلماتك ويفدون ديني بدمائهم وأموالهم ويلبون صرختك: لبيك يا حسين