معركة أولي البأس

لبنان

وزير الثقافة من جبل الريحان: نحن في أوج معركة تستهدف وجودنا وعلينا الاحتياط لها بقوة الوحدة والإرادة
20/08/2022

وزير الثقافة من جبل الريحان: نحن في أوج معركة تستهدف وجودنا وعلينا الاحتياط لها بقوة الوحدة والإرادة

شدّد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى على "أننا في أوج معركة تستهدف وجودنا وكرامتنا، وعلينا الاحتياط لها بقوة الوعي وقوة الوحدة وقوة الإرادة"، ولفت إلى أنّ "الشعب الذي يمتلك الوعي والوحدة، لن يكون له إلاّ النصر حليفًا".
 
كلام الوزير المرتضى جاء خلال إفتتاحه، اليوم السبت، مركزًا للأم والطفل ومكتبة عامة في جبل الريحان، بحضور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور هكتور حجار وحشد من الفاعليات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية.
 
بدأ وزير الثقافة كلامه بتحية إلى "من ضحّى من أبناء جبل الريحان ورفاق لهم لاستعادة ما سلب منهم"، وقال: "معالي الوزير الدكتور هكتور حجار، أيها الحفل الكريم لا يمكنك، وأنت الصاعد من بيروت في إتجاه هذا الجبل الأشم، إلاّ أن تتأمل في ثابتة مفادها أنّ هذه الأرض كانت في وقت من الأوقات مسلوبة منا، وأنها لم تستعد إلاّ بفعل تضحية من أبرار ميامين، هنا دمهم ضارب في الرياحين، أجسادهم تنهض من شهادتها باكرًا في الصباح، تتأمل كيف تحررت الأرض، ذكراهم تتوضأ بحكايات البطولة، وشجر الصنوبر يلوح لهم بأكواز الوفاء، لأنّ كلّ واحد منهم ولد من أمّ حرة ليكون ولدًا لأمة حرة. هنا على جبل الريحان كانت ترتفع قامات الأشجار لتعانق الضوء الطالع من أهداب الساهرين على الزناد، وكانت النسائم الجنوبية توقظ الخوف في مفاصل أعداء الإنسانية، وكان اليوم يروي لليوم الذي بعده أخبار الانتصارات، حتى أصبح الزمن الذي نحن مجتمعون فيه الآن، حقًا صريحًا لنا، ولأمهاتنا وأطفالنا، لمغتربينا والمقيمين، للبنانيين أجمعين، فلن يسلب منا بعد اليوم".
 
وأضاف: "كان لا بد، أيها الأحبة، من هذه الوقفة الوجدانية أمام ذكريات البسالة والوطنية، التي حفظتها الأرض الجنوبية منذ نشوء الكيان المغتصب وتنامي حركة المقاومة لعدوانه. ذلك أنه من أبسط عناوين الوفاء أن نستذكر من ضحوا لنبقى، خصوصًا ونحن في معرض مناسبة تتعلق بالأم رمز التضحية والطفل رمز الوفاء، من غير أن ننسى أنّ الأم عادة تضحي بكل شيء من أجل أولادها، أمّا الأم الجنوبية بخاصة فلم تتردد في التضحية بأولادها من أجل الوطن".
 
وإذ أشار المرتضى إلى التعاون بين القطاعين الرسمي والخاص وتقدّم الثاني في بعض الأحيان: "لن أكرر المقولات  التي تعرفونها عن أهمية العناية بالأم والطفل من أجل بناء المجتمع السليم. فلولا اعتقادكم الركين بهذا المبدأ الإنساني، لما كان من ضرورة على الأغلب لما نحن في صدده اليوم من نشاط. إنني أرغب فقط في أن ألقي بعضًا من ضوء على صفة نتميز بها في لبنان، هي الانخراط المباشر لهيئات المجتمع المدني، بدعم سخي من المغتربين، في أعمال التنمية الاجتماعية بوجوهها كافة، بحيث دأب الأهلون على سد ثغرات العجز أو التقصير الرسميين في إدارة أوضاعهم وتطويرها. ذلك مرده إلى أصالة انتماء اللبنانيين إلى أرضهم وتراثهم ومستقبلهم، انتماء لا يتزعزع، وسعيهم إلى توطيده بكل ما يتاح لهم من قدرات. هكذا يتكامل الجهدان الرسمي والشعبي، وفي أحيان كثيرة يتقدم الثاني على الأول، من أجل حفظ سلامة المجتمع. ما ينقص هذه الجهود المباركة شيء من التنسيق الضروري، على الصعيد المحلي كما على الصعيد الوطني، لتكون ثمار العمل أوفر وتعم التنمية جميع المناطق والمجالات".
 
واستطرد: "لكننا في مقابل هذا، نرى بعضًا من الهيئات والجمعيات، وبالأخص منها ما يسمى المنظمات غير الحكومية (NGO)، التي يتم تمويلها من جهات ودول أجنبية، هذا البعض يتلطى خلف قناع النشاطات الاجتماعية والثقافية والحقوقية من أجل تنفيذ أجندة خارجية لا تمت إلى مصلحة الوطن والمواطنين بصلة".
 
وأضاف: "هذا ينبغي التنبه له والحذر منه، لأننا في أوج معركة تستهدف وجودنا وكرامتنا، وعلينا الاحتياط لها بقوة الوعي وقوة الوحدة وقوة الإرادة. والشعب الذي يمتلك الوعي والوحدة والإرادة، لن يكون له إلا النصر حليفًا".
 
ولفت المرتضى إلى أنّ "ثمة انتصار في قاموس أهل الجنوب لم يقتصر على دحر الاحتلال وعلى اللبنانيين أن يستهدوا به: قلت في مناسبة سابقة أن الانتصار لدينا نحن أهل الجنوب لم يقتصر على دحر الاحتلال الإسرائيلي فإنّ ثمة إنتصارًا أهم في قاموسنا وفي سجلنا يقتضي على اللبنانيين أينما كانوا أن يستهدوا به، هو الإنتصار على كل عوامل التفرقة والانقسام في مجتمع متمايز متعدد يضم مواطنين من أديان ومذاهب مختلفة، ومن طبقات اجتماعية متفاوتة، وانتماءات حزبية وعائلية متنوعة. إنه المثال الصالح والأنموذج الحي والصورة البهية عن الوطنية الحقة، وعن التنوع ضمن الوحدة، وعن ثقافة التمسك بالآخر والحرص عليه."
 
وأردف: "هذا المجتمع، بل هذا المصهر الإنساني، أعطى الانتصار بعدًا آخر، لأنه شكل النقيض الواضح للمفاهيم التي قام عليها الكيان المغتصب".
 
وختم  وزير الثقافة بالدعوة إلى "تمتين العيش الواحد ونحن المسيحيون والمسلمون واحد نتبع منهجًا واحدًا هو منهج الرحمة والحق والعدل والإنفتاح على كل ما هو انساني والإنبراء لمواجهة كل ما هو شيطاني، وهذا ما يفرض علينا حفظ أسباب الصمود والتنوع والفرح فيه وتمتين العيش الواحد، وهذا بالنسبة لنا واجب ديني وواجب أخلاقي وضرورة وطنية وهو المفتاح الذهبي لبوابة الانتصار ولصون هذا الإنتصار وعلى هذا المنهج سوف نظل ثابتين كثنائي وطني في وحدة كالبنيان المرصوص ولن نبدل تبديلا".

عدوان تموز 2006

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل