لبنان
أجواء حكومية إيجابية.. والمصارف في إضراب لثلاثة أيام
في ظل تفاقم الأزمات في البلاد برزت أجواء إيجابي بقرب التشكيل الحكومي بعد عودة الرئيس المكلف نجيب يقاتي من نيويورك ممثلًا لبنان في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، والوطن يعيش دون كهرباء وصرف الدولار يرتفع يوميَا آخذًا معه كل شي يمسّ الحياة اليومية للمواطن صعودًا بالأسعار.
وتسود صورة ضبابية مصير ملف ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الصهيوني، وسط مماطلة واضحة من مبعوث واشنطن ومن خلفه الكيان الصهيوني.
وكان لقيام بعض المودعين باسترداد أموالهم بالقوة خلال الأيام الماضية، هزات ارتدادية تجلّت اليوم بإضراب للمصارف لثلاثة أيام، ينذر بمزيد من تأزم الوضع النقدي في البلاد.
"الجمهورية": الحكومة مطلع تشرين إلاّ إذا..
فيما تشهد جبهة التأليف الحكومي مقداراً كبيراً من التفاؤل بولادة الحكومة بعد عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من لندن ونيويورك، أثار الاقتحام الجماعي للمصارف في يوم واحد قبل ايام المخاوف من خروج الوضع الاجتماعي عن السيطرة، لأنّ هذا المشهد في حال تكرّر في أكثر من مكان وعلى مستويات مختلفة يُنذر بارتدادات خطيرة، وهو تعبير عن مدى الاحتقان الذي وصلت إليه الناس التي لم تعد تأبه لأي شيء بعدما فقدت كل شيء، الأمر الذي يجب ان يشكل رسالة إلى جميع المعنيين بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، في اعتبار انّ الانفراج الشعبي والمعنوي يبدأ مع سلطة جديدة واعدة وليس مع حكومة قديمة آفلة. ولكن بمعزل عن الأجواء التي قلّلت من خطورة هذا الاقتحام الجماعي وحاولت وضعه في السياق المدبّر لإقرار مشروع قانون الموازنة او الضغط لتأليف حكومة، إلا انّه من الخطأ التعامل دوماً مع التحركات الاجتماعية وكأنها موجهة لحسابات سياسية، خصوصا ان الأزمة المالية تتطور فصولا في اتجاه الأسوأ، وأوضاع الناس تتراجع أكثر فأكثر. وبالتالي، فإن ما حصل ينمّ عن وقائع مجتمعية صعبة جداً وليس مختلقة، وهذه الأوضاع لا تعالج بحرف الأنظار الذي يمكن ان يقود إلى انفجار اجتماعي لا تحمد عقباه، والعلاج الوحيد لأوضاع من هذا القبيل يبدأ بالسياسة والمدخل الانتخابات الرئاسية.
أدّت النصائح التي ضغطت على خط القصر الجموري ـ السرايا الحكومية لتجنب الدخول في متاهات اجتهادات دستورية متناقضة قد تعرّض البلاد لفراغ شامل مدمر، الى تفاهم أنجز خلال الايام المنصرمة اقتنع فيه اطراف التأليف الحكومي بضرورة الاتفاق على تأليف حكومة جديدة تتسلّم الحكم عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بطريقة دستورية غير قابلة للطعن او الشلل، خصوصاً ان «التيار الوطني الحر» هدّد بالخروج من الحكومة الحالية اذا أصرّ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على إبقائها على ما هي عليه ما يجعل امكانية تسلّمها بالوكالة صلاحيات رئاسة الجمهورية صعباً جداً وسط «كباش» سيشتد ويأتي على الاخضر إن وجِد، وعلى اليابس وما اكثره…
وأكد مصدر سياسي رفيع لـ»الجمهورية» انّ «حكومة كاملة الصلاحيات ستبصر النور قريباً لا مجال فيها للفذلكة وإنما ستنقضي بتعديلات بسيطة على الحكومة الحالية تقتصر على ٤ حقائب على قاعدة ٦ و٦ مكرر اذا سيطاول التعديل الطوائف الاربعة: المسيحية السنية الشيعية والدرزية، أمّا المرشحون للتغيير فهم وزراء الاقتصاد والمال والمهجرين وأحد الحقائب التي يتولاها قريبون من «التيار الوطني الحر» على ان يتم التفاهم حول الاسماء البديلة بنحو سريع جداً وتبقي الحكومة الحالية ـ الجديدة على بيانها الوزاري مع تعديلات محددة تتعلق بخطة التعافي والوضع المالي والنقدي والنازحين السوريين، وتمثل امام مجلس النواب ويمنحها الثقة قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في 31 تشرين الاول المقبل.
الى ذلك توقعت مصادر مطلعة بنسبة كبيرة جدا تشكيل الحكومة بعد عودة ميقاتي من الخارج، بعدما استهلك المولجون بتشكيلها هامش المناورات التفاوضية.
وقالت هذه المصادر لـ»الجمهورية» انه «أصبح هناك اقتناع لدى المعنيين بأن وجود حكومة مكتملة الصلاحيات، هو ضروري لحصر خسائر الفراغ الرئاسي شبه المُحتّم»، معتبرة انه «لا بد في نهاية المطاف من مرونة متبادلة بين عون وميقاتي للوصول إلى صيغة مقبولة منهما، على قاعدة انّ اياً منهما لا يستطيع أن يحصل على كل ما يريد ولا يستطيع ان يتنازل عن كل ما يريد».
وكان ميقاتي قد سافر السبت الماضي الى لندن للمشاركة في وداع الملكة اليزابيت الثانية في لندن، قبل ان يتوجّه غدا او بعد غد الى نيويورك ليترأس وفد لبنان الى اعمال الدورة الـ 77 للجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث يمضي أياماً عدة ليعود بعدها الى بيروت نهاية الاسبوع الجاري، تمهيداً للمشاركة في جلسة مجلس النواب الاثنين المقبل في 26 الجاري لاستئناف البحث في مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2022.
وقد وصل ميقاتي الى بريطانيا وشارك وعقيلته السيدة مي، وعدد كبير من رؤساء الدول والحكومات في القاء نظرة الوداع على نعش الملكة بعد ظهر أمس في قاعة ويستمنستر.
ودوّن في سجل التعازي الكلمة الاتية: «باسمي وباسم الشعب اللبناني، ومع الملايين في كل أنحاء العالم ، نحيي ذكرى الملكة إليزابيث الثانية التي كانت رمزًا للإخلاص والالتزام الوطنيين للمملكة المتحدة. نعرب عن خالص تعازينا لجلالة الملك تشارلز الثالث ولعقيلته جلالة الملكة ولجميع أفراد العائلة المالكة». ثم شارك وعقيلته مساء في حفل الاستقبال الرسمي الذي اقامه الملك تشارلز الثالث في قصر باكنغهام.
الموازنة
وعلى صعيد مشروع قانون الموازنة أبلغت اوساط مواكبة لمخاض هذا المشروع الى «الجمهورية» ان «هناك ضرورة لإدخال تعديلات على بعض أرقام هذا المشروع في الفترة الفاصلة عن موعد الجلسة الجديدة التي حدّدها رئيس المجلس لمناقشة وإقرار الموازنة في 26 أيلول، بعد مبادرة بعض نواب المعارضة الى تطيير نصاب الجلسة السابقة».
وشددت هذه الاوساط على «وجوب تغطية النفقات الزائدة التي كانت قد أدرجت في الموازنة، بلا لحاظ الموارد اللازمة لتمويل الإنفاق الإضافي».
واشارت إلى «أن نفقات باهظة ستترتّب على مضاعفة رواتب موظفي القطاع العام والمتعاقدين والمتقاعدين ثلاث مرات، وتخصيص 550 مليار ليرة للجامعة اللبنانية وصندوق التعاضد الخاص بها، وتأمين التغطية الكاملة لأدوية بعض الأمراض. وبالتالي، ما لم يتم رفد هذا الإنفاق المستجد بموارد محددة وواضحة، فإنّ العجز سيتوسع وطبع الليرات سيزداد، مع ما سيعنيه ذلك من تفاقم التضخم وارتفاع سعر الدولار الى مستويات قياسية غير مسبوقة».
واعتبرت الاوساط نفسها «انّ الحسابات الموضوعية تُحتّم تحديد سعر دولار الموازنة على اساس منصة صيرفة، أما وانّ هذا الأمر يبدو متعذراً لأن أحداً لا يتجرأ على تحمّل تبعاته، فيجب على الاقل اعتماد رقم واقعي قدر الإمكان، يوفّق بين احتياجات الدولة ووضع الناس، بعيداً من الشعبوية والمزايدات».
الاستحقاق والفراغ
وفي غضون ذلك قالت اوساط المعارضة لـ»الجمهورية» انه «لا يبدو حتى اللحظة انّ الاستحقاق الرئاسي دخل مرحلة النضوج على رغم من الحراك على ضفة المعارضة والذي بدوره لم يصل إلى عتبة الترشيحات، والأنظار ستكون مركّزة إلى ما يمكن ان يحمله لقاء النواب السُنّة في دار الفتوى في 24 الجاري، علماً ان كل الترجيحات تشير الى انه سيبقى عند حدود الثوابت المتعلقة بـ»اتفاق الطائف» وانتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية ودعم مساعي رئيس الحكومة، ولكن من دون شك انّ هذا الإطار سيسهِّل التوافق على مرشّح معيّن، إلا ان التوافق بين معظم الكتل على مرشح واحد ما زال متعذراً، ومن هنا فإن الفراغ الرئاسي سيكون سيّد الموقف».
واضافت هذه الاوساط «ان أبرز أسباب الفراغ ثلاثة عوامل أساسية:
ـ العامل الأول، يتعلّق بفريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يُبدّي تأليف حكومة على انتخابات رئاسية كونه يدرك ان فرص النائب جبران باسيل معدومة اليوم، وبالتالي يريد شراء الوقت عن طريق تأليف حكومة، ولن يكون «حزب الله» في وارد الإقدام على اي خطوة رئاسية بمعزل عن حليفه «التيار الوطني الحر»، ما يعني انّ الفراغ سيراوح طويلاً.
ـ العامل الثاني، يرتبط بصعوبة وصول المعارضة والموالاة ضمن المهلة الدستورية الى مرشح توافقي كون سقوف الطرفين ما زالت مرتفعة، إذ في الوقت الذي لم يعلن فريق ٨ آذار مرشحه الرئاسي، فإنّ المواصفات السيادية والإصلاحية التي تضعها مكونات المعارضة لا تنسجم مع السقف الذي يضعه فريق الموالاة، ويستحيل تقريب المسافات المتباعدة بين الفريقين على البارد، ما يعني انّ الانتخابات الرئاسية لن تحصل سوى بعد فراغ طويل وتوترات قد تكون ذات طابع اجتماعي تقود إلى وضع الفريقين الماء في نبيذهما.
ـ العامل الثالث، يتصل بالمجتمع الدولي الذي ما زالت حركته على المستوى الرئاسي بطيئة جداً والمواقف التي تصدر عنه خجولة ولا يمارس الضغوط المعهودة على القوى السياسية للالتزام بموعد الاستحقاق الرئاسي، ويبدو انّ الضغوط الدولية ستبدأ بعد 31 تشرين الأول لا قبل هذا التاريخ.
وفي هذه الأثناء يبدو انّ مواقف عون المتكررة بالتلويح بخيارات بديلة في حال استمرت حكومة تصريف الأعمال فعلت فعلها، فوضع «حزب الله» كل ضغوطه لتأليف حكومة جديدة، وبالتالي محركات التأليف تحركت بقوة، ولكن هل هذا المسار سيوصِل إلى تأليف، ام ان الخلاف حول التفاصيل سيحول دون تأليف حكومة جديدة وستدخل البلاد في فصل جديد من التسخين؟
"اللواء": إقفال المصارف اليوم بين ضغوطات الدولار والشارع!
يختبر الأسبوع الطالع مسار الانقسام حول وضع المصارف ومصير الودائع، ليس من ناحية «أمنية» او ما شاكل، فالمخاوف على هذا المستوى، من نسج الخيال والأوهام، وإنما لجهة الدور الوظيفي للخدمات المصرفية بعد الانقسام الحاصل، وانهيار السلطة السياسية والقضائية لمصلحة توفير الحماية لأداء المصارف، مع العلم أن المودعين او سواهم من المواطنين، على أي مستوى كانوا يسلمون بضرورة حماية المصارف وفروعها والعاملين فيها حرصاً على الدورة الاقتصادية والانتظام العام.
وفي خطوة لإحكام الضغط على المواطن، تتجه المصارف لايقاف العمل بالتعميم 161 الذي يتيح سحب الدولار من المصارف عبر نوافذ الـATM مما يعني عملياً عدم التمكن من سحب الدولارات على منصة «صيرفة» او غيرها طوال ايام الاضراب الثلاثة بانتظار العودة إلى العمل بدءا من الخميس المقبل.
وبين اختبارات المصارف وبلادة الطبقة السياسية، دخل لبنان في اسبوع سياسي جامد، بإنتظار ما سيستجد على الصعيد الحكومي وموضوع ترسيم الحدود البحرية.واستكمال جلسة المجلس النيابي لمناقشة مشروع موازنة العام 2022. وسط معلومات عن ان احداث اقتحام المصارف بالجملة من قبل المودعين والتفلت الامني الحاصل في عدد من المناطق، يدفعان الى الاسراع في تشكيل الحكومة واقرار الموازنة للتخفيف من حدة الازمة الاقتصادية والمعيشية.
وقد وصل الرئيس نجيب ميقاتي ليل امس الى لندن لتمثيل لبنان في تشييع ملكة بريطانيا اليزابيت اليوم الاثنين، ثم ينتقل الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. وحسب بعض المعلومات سيعقد ميقاتي لقاءات مع عدد من كبار مسؤولي الدول قد يكون من بينهم وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن.
كما وصل صباح امس، وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الى نيويورك ليكون في عداد الوفد الرسمي المرافق لميقاتي. وستكون له ايضاً لقاءات مع بعض نظرائه من وزراء الخارجية العرب والاجانب.
وكشفت معلومات صحفية عن ان صورة الحكومة لم تكتمل نهائيّاً، ولكنّها ستقوم على تنازلٍ مشترك من الرئيس ميشال عون ومن الرئيس نجيب ميقاتي. فيتنازل الأول عن مطلب توسيع الحكومة الى ٣٠ وزيراً والثاني عن شرط الإطاحة ببعض الوزراء، من أبرزهم الطاقة والاقتصاد. كما توقعت المصادر ان يشمل التعديل الوزاري وزارة المال المرشّح لأن يتولاها النائب السابق ياسين جابر، بناءً على رغبة الوزير يوسف خليل بالخروج من الحكومة والتخلّص من عبئها. كما تجدر الإشارة الى أنّ وزراء آخرين يرغبون بالخروج من الحكومة، ولكنّهم قد يحجمون عن هذه الخطوة بناءً على رغبة من سمّاهم.
وتوقعت مصادر سياسية ان تعاود حركة الاتصالات والمشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة الى زخمها، بعد عودة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من سفره الى لندن ونيويورك يوم الخميس المقبل، لاسيما بعد بروز مؤشرات مؤاتية، توحي بامكانية التوصل الى اتفاق لاعادة تعويم الحكومة المستقيلة، مع تعديل يطال وزير أو اثنين على ابعد تقدير،بعدما سقط مطلب رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل بتوسيع التشكيلة الوزارية التي قدمها ميقاتي لعون والمكونة من ٢٤وزيرا، من خلال ضم ستة وزراء دولة من السياسيين اليها ،كما تم صرف النظر عن تشكيلة ميقاتي ايضا.
وكشفت المصادر عن رسالة اوصلها حزب الله الى رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، مفادها ان الحزب يتفهم مطلب تشكيل حكومة جديدة تتولى مهمات رئيس الجمهورية، في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية، وهو سيعمل ما في وسعه مع الحلفاء والاطراف السياسيين المعنيين لتحقيق ذلك،الا ان الحزب يرفض الدعوات الى الفوضى والتهديد بخيارات غير دستورية في هذا الظرف الصعب بالذات، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في الواحد والثلاثين من شهر تشرين الاول المقبل ،ولا بد من التزام الدستور بهذا الخصوص، لان الوضع العام وتفاعل الازمة الضاغطة، لا يحتمل مزيدا من التصعيد والتازم السياسي والامني.
واشارت المصادر إلى ان الاتصالات والمساعي التي بذلت نهاية الاسبوع الماضي، ادت الى تفاهم، ينتظر ان يتبلور مع عودة الرئيس المكلف من الخارج، والذي سينكب على الاجتماع مع رئيس الجمهورية للاتفاق على انجاز تشكيل الحكومةالجديدة، ولو استغرق الامر وقتا طويلا.
ولاحظت المصادر ان وفد من صندوق النقد الدولي يصل اليوم إلى بيروت، للاجتماع بكبار المسؤولين ووزير المال وحاكم المصرف المركزي، للإطلاع منهم على ما قامت به الحكومة من الإجراءات والتدابير، والقوانين الاصلاحية التي اوصى بها الصندوق كشرط اساسي لا بد منه لمساعدة لبنان ليتمكن من المباشرة بحل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها حاليا،والتي لم ينفذ منها الحد الادنى بفعل الخلافات القائمة بين المسؤولين، ما يدل على التهاون بمصلحة اللبنانيين وعدم الاكتراث بحل الازمة الضاغطة.
واشارت المصادر إلى ان وفد صندوق النقد، سيفاجأ بتأخير إنجاز الاصلاحات المطلوبة واقرار خطة التعافي الاقتصادي بالكامل، وسيبلغ المسؤولين، بأن تلكؤهم سيؤدي الى تقليص ثقة الصندوق بالحكومة والمسؤولين اللبنانيين عامة، وحتما الى تأخير تقديم المساعدات المالية المطلوبة الى لبنان لحل ازمته المنحدرة نحو الأسوأ.
تأكيد أميركي لتقدم «الترسيم»
وفي جديد موضوع ترسيم الحدود البحرية، قالت مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى السفيرة باربرا ليف في إيجاز صحافيّ عقدته عبر الهاتف، على اثر جولة في المنطقة قادتها إلى تونس وإسرائيل والضفة الغربية والأردن والعراق أخيرًا «أنّ هوّة الاختلافات تتقلّص في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، والأمور تسير على ما يرام حتى الآن، وأنّ الشعب اللبناني يجب أن يتحمّل مسؤولية ضمان انتخاب رئيس بشكل مناسب.
وتساءلت ردًّا على سؤال حول ما الذي ستقوم به الولايات المتحدة لإجراء الانتخابات الرئاسية وعدم مشاركتها في الاجتماع السعودي الفرنسي أخيراً: ما الذي يقوم به اللبنانيون لضمان إجراء الانتخابات؟ هذا أوّل سؤال. أكرر أنّ هذه مسألة تخصّ اللبنانيين وينبغي أن يتحمل الشعب اللبناني مسؤولية ضمان انتخاب رئيس بشكل مناسب.
واضافت: سنشجع القادة السياسيين اللبنانيين ونضغط عليهم لأداء واجبهم.
وقالت: نحن نشهد تقدّماً في المناقشات في موضوع الحدود البحرية، ويُظهر الجانبان مشاركة جيدة وبنّاءة. أتحدّث مع مبعوثنا الخاص آموس هوكشتاين بشكل منتظم، وهو ملتزم جدًّا بحلّ هذه المسألة إذا كان الجانبان يرغبان في ذلك والأمور تسير على ما يرام حتى الآن. تتقلص الهوة بين الاختلافات.
اضافت: لقد كان الاجتماع الفرنسي السعودي نقاشاً ثنائيّاً، ولكن لا شكّ في أنني سألتقي بزملاء سعوديين وفرنسيين في نيويورك الأسبوع المقبل، وسنواصل النقاش الذي نجريه منذ البداية .
وكانت معلومات اعلامية خاصة قد ذكرت ان لبنان انجز رده التقني والسياسي على الاقتراح الاسرائيلي بشأن خط الطفافات البحرية الذي حمله الوسيط الأميركي إموس هوكشتاين، والقاضي بدفع خط الحدود البحرية نحو ثلاثة كيلومترات شمالاً داخل الحدود البحرية، بحجة ضمان امن و سلامة منصة الحفر في حقل كاريش وعدم تعرضها لأي عملية عسكرية، ما يعني ان دفع الخط شمالا سيؤثر لاحقا على الحدود البرية عند النقطة b1 .
وارسل لبنان رده هذا الى هوكشتاين، وهو ينتظر ما سيقوم به الوسيط الاميركي لاحقأ لجهة استمرار مساعيه او توقفها ولو مؤقتا.
وكانت اللجنة التقنية اللبنانية التي تضم اختصاصيين بالقانون البحري وترسيم الحدود من الجيش وهيئة قطاع النفط، قد درست الاحداثيات التي ارسلها هوكشتاين حول خط الطفافات البحرية الاسرائيلية وانزلتها على الخرائط، فتبين انها قد تقضم لاحقا مساحات من الحدود البحرية والبرية فتمت عدم الموافقة عليها.
نصر الله: صواريخنا على «كاريش»
أكد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ان «لبنان أمام فرصة ذهبية وتاريخية قد لا تتكرّر ويجب استخراج الغاز والنفط لمعالجة الأزمات». وقال في مناسبة إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين من بعلبك: لن نسمح باستخراج النفط والغاز من «كاريش» وبعثنا رسالة قوية على هذا الصعيد بعيداً عن الإعلام، وأكدنا أنه في حال حصل ذلك فإن «المشكل» يكون قد وقع.
وتابع: في آخر خطاباتنا التزمنا الهدوء والسبب هو أننا أردنا إعطاء فرصة حقيقية للمفاوضات التي تجري على صعيد ملف الترسيم، ونحن «مش دايرين» على مشكل وهدفنا أن يستخرج لبنان الغاز والنفط.
وشدد نصرالله على ان «التهديدات الإسرائيلية لا تهزُّنا أبداً وعيننا وصواريخنا على حقل «كاريش»، ولفت إلى انه طالما المفاوضات مستمرة وطالما أن الاستخراج لم يبدأ من «كاريش» فإن الوقت مُتاحٌ جداً أمام المفاوضات. وأضاف: «اذا فُرضت علينا المواجهة فنحن مستعدون لها».
من جهة أخرى، رأى نصرالله ان القرار الأخير بشأن «اليونيفيل» هو اعتداء وتجاوز على السيادة اللبنانية ويعكس ترهل الدولة وغيابها.وتابع: «من فعل ذلك من اللبنانيّون إمّا جاهل أو متآمر لأنّ هذا القرار يفتح الباب أمام مخاطر كبيرة في منطقة جنوب الليطاني وليست من مصلحة لبنان على الإطلاق» .
ونصح نصر الله قيادة اليونيفيل بالعودة الى التنسيق مع الجيش في اي تحرك لها داخل قرى جنوب الليطاني، معتبراً ان بيانها بهذا الخصوص ايجابي ولكن المهم التقيد به.
وعن ملف الرئاسة، قال نصرالله: نؤيد الدعوات للاتفاق حول الرئيس، ويجب أن يحظى رئيس البلاد المقبل بأوسع قاعدة شعبية للقيام بدوره القانوني والدستوري».
إلى ذلك، اعتبر نصرالله ان «مجزرة صبرا وشاتيلا هي أكبر وأبشع مجزرة ارتكبت في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ومسؤولوها افلتوا من العقاب».
وقال: «من وحي ذكرى الشهادة والصّمود والمقاومة أستحضر ذكرى صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها 1900 شهيد لبناني و نحو 3500 شهيد فلسطينيّ»، مشيراً إلى ان الضمانات الأميركية لم تحمِ الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا وحتى في اتفاقية أوسلو.
وتوّجه نصرالله للشباب الفلسطيني وشباب الضفة الغربيّة بالقول: «نوجه لكم أسمى التحايا لتمسككم بالمبادئ وحضوركم في الميدان وإصراركم على الصمود والمقاومة».
وأكد نصرالله ان «منطقتنا بحاجة إلى توحّد جميع قوى محور المقاومة الذي يُشكل لنا الأمل الوحيد لاستعادة أراضينا ومقدساتنا ونفطنا وغازنا».
ورداً على كلام السيد نصر الله، حذّر مسؤول عسكري إسرائيلي حزب الله، «من أنه إذا قام بتنفيذ تهديداته بمهاجمة إسرائيل، فسيواجه ردًا قاسياً».
ونقل موقع «إيران إنترناشيونال» عن المسؤول العسكري الإسرائيلي الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه، قوله إن: إسرائيل تواصل في هذه الأيام، المحادثات لترسيم الحدود البحرية بينها وبين لبنان. وأن أولوية بلاده هو الحل الدبلوماسي وليس العسكري.
ووفقا للمسؤول الإسرائيلي، إن تهديدات حزب الله ستعود بالضرر أولاً على الشعب اللبناني واقتصاد واستقرار لبنان».
كما قال موقع «والا» العبري: إنه بعد تهديدات الأمين العام لحزب الله الأخيرة باستهداف منصة «كاريش» بالصواريخ، أرسلت إسرائيل بالفعل رسائل تأهب عملياتي واستعداد لأي سيناريو.
ولاحقاً، اعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: أن رئيس الأركان أفيف كوخافي سيتوجه الأحد (امس)، الى بولندا في زيارة رسمية تقوده أيضا إلى فرنسا.
وقال المتحدث الإسرائيلي في بيان: أن كوخافي سيبحث مع مسؤولي البلدين ما قال إنها التحديات الأمنية على الحدود الشمالية، بالإضافة للملف النووي الإيراني.
وأوضح أن «رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي سيعقد خلال الزيارة إلى بولندا اجتماعات مع كبار المسؤولين في الجيش البولندي، وسيقوم أيضا بجولة في معسكر الإبادة أوشفيتز - بيركيناو ويناقش مسألة المحرقة» .
كما يجري كوخافي مباحثات في فرنسا تتناول «التهديد الإيراني والفروع الإيرانية في الشرق الأوسط، وتسليح حزب الله والتحديات الأمنية على الحدود اللبنانية»، بحسب بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني أنّ «زيارة رئيس الأركان لفرنسا ستشهد اجتماعا مع نظيره الفرنسي بشأن حقل كاريش» .
"الأخبار": الحكومة قبل آخر الشهر
أجمعت المرجعيات السياسية على تغيّر ملموس في مقاربة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي للملف الحكومي، وسط توقعات بأنه في حال تذليل بعض العقبات، فإن الحكومة الجديدة سترى النور بعد نحو أسبوع، وذلك برغمَ تصاعُد المؤشرات السلبية المُتصلة بالأزمة وازدياد مخاطر التوترات السياسية والأمنية المُتنقلة بين المناطق.
وكشفت مصادر مطلعة لـ «الأخبار» أن «هناك تقدّماً جدياً هذه المرة، بعد خفض سقوف الشروط التي تحول دون تشكيلها»، معتبرة أن المهلة الفاصلة لإعلان التشكيل قد بدأت، وسطَ معلومات تتحدث عن أن «الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قد يعود إلى بيروت التي غادرها إلى لندن لتمثيل لبنان في تشييع الملكة إليزابيث الثانية، قبلَ أن ينتقِل إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة» من أجل الإعلان عن ولادة حكومته بين 24 و 25 من الشهر الجاري.
وقالت المصادر إن الإيجابية المستجدة كانت شديدة الوضوح في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أول من أمس، إذ أعرب عن «أمله في أن يتمكن عون وميقاتي من تشكيل الحكومة في وقت قريب، واليوم لدينا آمال كبيرة في هذا المجال، ويجب حُكْماً أن تتشكل حكومة إذ لا يجوز أن نصل إلى وقت لا سمح الله يكون هناك فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال وندخل في نوع من أنواع الفوضى»، وهو موقف استند إلى الجهود التي قامَ بها الحزب مع المعنيين، مؤكداً «وجوب تأليف حكومة بأسرع وقت، ليسَ من باب النصيحة إنما من باب التشديد على هذا الأمر»، وقادَ «وساطة بين الرئيسين عون وميقاتي للتقريب في وجهات النظر وإقناعهما بخفض شروطهما»، والتأكيد على أن «بقاء هذه الحكومة هو الحل الأنسب في هذه الفترة ولا بأس من إجراء بعض التعديلات على أن يجري التوافق على الأسماء واستبعاد الأسماء الاستفزازية».
عون: أنا أقرر ما يمثلني
وفي سياق الاتصالات التنفيذية لقرار تشكيل الحكومة، بات واضحاً أن التعديل الوزاري قائم من عدة جهات. والجديد هو قرار الرئيس نبيه بري تغيير وزير المال يوسف خليل واستبداله بالنائب السابق ياسين جابر.
وعلمت «الأخبار» أن خليل، بعد كلمته في جلسة مجلس النواب الأخيرة لمناقشة الموازنة، «عبّر عن انزعاجه وعدم رغبته في البقاء داخل الحكومة» بعدما أوقفه بري عن متابعة كلمته طالباً من رئيس الحكومة أن يكمل عنه، بينما قالت مصادر مطلعة إن «انزعاجه يعود إلى توتر بينه وبين وزير المال السابق علي حسن خليل الذي يتدخل في كل شاردة وواردة في الوزارة، إن كانَ لجهة الأمور الإدارية أو التواقيع».
عون يرفض أي تدخل في تسمية بديلين لشرف الدين وسلام
لكن العقدة الخاصة بالوزيرين عصام شرف الدين وأمين سلام كانت عالقة عند موقف حاسم لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي أكدت أوساط قريبة منه لـ«الأخبار» أنه هو من يختار أي اسم لبديل عن أي من الوزيرين في حال تقرر تغييرهما، وأن موقف عون لا يخضع لأي نوع من الحسابات الجانبية، بما في ذلك الوقوف على خاطر مرجعيات معنية، في إشارة إلى رغبة ميقاتي اختيار وزير درزي بموافقة النائب السابق وليد جنبلاط واختيار وزير سني من كتلة عكار التي سمته رئيساً للحكومة.
وبعدَ التداول في معلومات عن «توافق بينَ الرئيس عون والوزير السابق طلال إرسلان ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على عودة الوزير صالح الغريب»، نفت مصادر «الاشتراكي» الأمر، مؤكدة أنه «حتى لو تركَ جنبلاط الأمر للرئيسين عون وميقاتي، لكن عليهما أن يعرفا أن هناك سقفاً لا يمكن تخطيه، خصوصاً أن هناك أحداثاً كثيرة جرت». وقالت: «صحيح أن جنبلاط لن يسمي الوزير الدرزي، لكنه لن يقبلَ بالاستفزاز».
ولفتت المصادر إلى «وجود اتفاق بالدعوة إلى جلسة قريبة للتصويت على منح الثقة خلال عشرة أيام بعد الإعلان عن الحكومة»، مع الإشارة إلى «وجود معضلة تتعلّق بتأمين النصاب. فنصاب الجلسة يكون بنصف عدد النواب زائداً واحداً، أي 65 نائباً، بخاصة بعد ما شهده البرلمان يوم الجمعة لجهة تطيير نصاب جلسة إقرار مشروع موازنة 2022 من نواب «خصوم العهد» وقوى التغيير.
"النهار": بين كاريش والمصارف والاستحقاق... تنفيسة حكومية
43 يوما فقط لا تزال تفصل عن نهاية ولاية الرئيس #ميشال عون، ولا يزال المشهد السياسي الداخلي يفتقد بقوة الى أي مؤشرات عملية الى ان استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية المقبل سيحصل ضمن موعده في المهلة الدستورية بما يطلق العنان لكل السيناريوهات القاتمة التي ترجح احتمال الشغور الرئاسي على سائر الاحتمالات اقله حتى اللحظة السياسية الراهنة. ولكن مثار القلق لا يقف عند معالم الانسداد في افاق الاستحقاق الرئاسي، علما ان المؤشرات التي برزت أخيرا في شأن التوصل الى بت الملف الحكومي وإعلان تشكيلة حكومية معدلة جزئيا في نهاية الشهر الحالي كما بات متوقعا، تلقفتها الأوساط السياسية والشعبية على انها دليل تحسب حاسم لاحتمال الشغور الرئاسي. وتردد في هذا السياق ان ثمة حضا خارجيا من دول معنية برعاية الوضع في لبنان على "تنفيسة" حكومية سريعة لمواجهة كل الاحتمالات. اذ ان معالم القلق والخوف تزايدت عبر السباق القائم بين زحمة أولويات ملحة تداخلت فيها تداعيات ملفات استراتيجية مثل ملف #ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وضغط عامل الوقت فيه، بتداعيات ملفات حياتية – امنية داهمة مثل ملف اقتحامات المصارف التي ستقفل أبوابها من اليوم الى الخميس المقبل، وسط حالة شكوك عميقة في أي معالجات مقبلة ما لم تستند الى حلول مالية ومصرفية تفرج كرب الناس، وهو الامر الذي يبدو متعذرا للغاية في هذه الظروف.
تبعا لذلك يجري رصد مجريات الأسبوع الطالع بدقة وحذر بالغين خصوصا لجهة بلورة التطورات المتصلة بملف ترسيم الحدود البحرية بعد جولة التهديدات المتقابلة التي تبادلها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن #نصرالله ومسؤولين اسرائيليين في اليومين الأخيرين، كما ترصد طبيعة المشاورات الفرنسية – السعودية – الأميركية التي ستجرى في نيويورك على هامش اعمال الدورة العادية للأمم المتحدة وهي مشاورات تكتسب أهمية بارزة لكونها تجمع مسؤولين ملمين بالملف اللبناني في الدول الثلاث. وسيركز التشاور والبحث في ما بينهم على الاستحقاق الرئاسي في ظل السيناريوات المطروحة ومواقف كل من الدول الثلاث من هذا الاستحقاق. واما الملف المعيشي والمصرفي فينتظر بلورة الإجراءات التي سيتم اتخاذها امنيا وماليا ومصرفيا لاحتواء موجة الاقتحامات كما جرت الجمعة الماضي علما ان المخاوف من تكرارها ازدادت ولم تتراجع، الامر الذي قد يوجب إجراءات مالية ومصرفية جديدة وعدم الاكتفاء بتعزيز باجراءات الحماية في المصارف .
وتجتمع جمعية المصارف اليوم للبحث في المشكلة وسط رأيين فيها: الأول يقول بالاضراب ليوم واحد وتوجيه رسالة الى المسؤولين لتحمل مسؤولياتهم في حماية الموظفين والعاملين في المصارف. والثاني يدعو الى اضراب مفتوح بغية منع تكرار ما حصل ولكن ثمة حذر حيال الطرح الثاني خشية حصول تداعيات سلبية اوسع واخطر.
وفي الملف الحكومي بات شبه مؤكد ان التعديل سيقتصر من ضمن التركيبة الحكومية الحالية على استبدال وزير المهجرين عصام شرف الدين بدرزي اخر تردد اسم مرشح له هو رجل الاعمال غير المحسوب على أي طرف درزي رمزي سلمان. كما ان هناك توجها الى تبديل وزير المال يوسف الخليل بالنائب السابق ياسين جابر بعدما أشار الخليل الى استعداده لعدم متابعة مهماته الوزارية. ويجري التداول بامكان استبدال اسم مسيحي ايضا.
موقف واشنطن
وسط ترقب ترددات الجولة الأخيرة من التهديدات المتبادلة بين "حزب الله" وإسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحرية، أعلنت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى السفيرة باربرا ليف في ايجاز صحافي عقدته عبر الهاتف على اثر جولة في المنطقة اخيرا " ان هوة الاختلافات تتقلص في موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل والامور تسير على ما يرام حتى الان" وشددت في موضوع الاستحقاق الرئاسي على "ان الشعب اللبناني يجب ان يتحمل مسؤولية ضمان انتخاب رئيس بشكل مناسب. واضافت "نحن نشهد تقدما في المناقشات في موضوع الحدود البحرية، ويظهر الجانبان مشاركة جيدة وبناءة. أتحدث مع مبعوثنا الخاص آموس هوكشتاين بشكل منتظم، وهو ملتزم جدا بحل هذه المسألة إذا كان الجانبان يرغبان في ذلك والأمور تسير على ما يرام حتى الآن. تتقلص الهوة بين الاختلافات".
وقالت "لقد كان الاجتماع الفرنسي السعودي نقاشا ثنائيا، ولكن لا شك في أنني سألتقي بزملاء سعوديين وفرنسيين في نيويورك وسنواصل النقاش الذي نجريه منذ البداية " . واضافت " سنشجع القادة السياسيين اللبنانيين ونضغط عليهم لأداء واجبهم" .
نصرالله
وكان السيد حسن نصرالله اطلق مجموعة ملتبسة من المواقف المرنة والمتشددة حيال مختلف المواضيع التي تناولها في كلمته السبت الماضي . ففي الموضوع الحكومي امل في تشكيل حكومة جديدة في وقت قريب، وقال "اليوم لدينا امال كبيرة في هذا المجال، منعا للدخول في نوع من انواع الفوضى" . وفي الاستحقاق الرئاسي قال "نؤكد اهمية حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، هناك دعوات للاتفاق حول رئيس وندعو الى التوافق على اسم بعيدا من الفيتوات" داعيا الى انتخاب رئيس يحظى باوسع توافق حوله .
وفي ملف ترسيم الحدود البحرية، اعتبر "اننا امام فرصة ذهبية وتاريخية لاستخراج الغاز والنفط لمعالجة ازمته، والمهم ان لا يحصل الاستخراج من حقل #كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة وفق خط 23. الخط الاحمر لدينا هو بدء الاستخراج للنفط والغاز من كاريش". ومع انه قال "اننا نريد اكل العنب " لكنه هدد إسرائيل قائلا "عيننا على كاريش وصواريخنا كذلك. والاسرائيلي لديه من المعطيات الكافية على جدية موقف المقاومة. واذا فرضت المواجهة لا مفر منها على الاطلاق".
وفي ما يتصل بقرار مجلس الامن الأخير بالتمديد لـ"اليونيفيل"، قال: "هو علامة من علامات ترهل الدولة اللبنانية، وهو موضوع خطير وتداعياته اخطر وهذا فخ نصبه العدو للبنان. لم نستطع ان نعرف من هو المسؤول وفي كل الاحوال من فعل ذلك هو إما جاهل او متآمر، لانه يشكل خطرا داهما على منطقة جنوب البقاع".
واثر كلام نصرالله في موضوع الترسيم حذّر مسؤول عسكري إسرائيلي "حزب الله" من أنه "إذا قام بتنفيذ تهديداته بمهاجمة إسرائيل، فسيواجه ردًا قاسيًا."
وامس افاد موقع "والا" العبري إنه بعد تهديدات نصر الله الأخيرة باستهداف منصة "كاريش" بالصواريخ، "أرسلت إسرائيل بالفعل رسائل تأهب عملياتي واستعداد لأي سيناريو".
الراعي
اما في المواقف البارزة من المشهد الداخلي فاعتبر امس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لدى ترؤسه القداس السنوي عن أرواح "شهداء المقاومة اللبنانية" في سيدة إيليج :" نحن نواصل رفع الصوت من أجل قيام دولة لبنان على أسسها الدستوريّة والميثاقيّة، المؤهلة لتأمين خير جميع اللبنانيّين وكلّ لبنانّي. واليوم نرفع معكم ايها الحاضرون والمشاهدون والسامعون الصوت عاليًا مطالبين تشكيل حكومة جديدة قادرة، وبانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة قبل نهاية عهد فخامة الرئيس أي قبل الحادي والثلاثين من تشرين الأوّل المقبل، يكون رئيسًا متمكّنًا من كلّ المواصفات التي يجمع عليها كلّ اللبنانيّين.
المصارفالحكومة اللبنانيةترسيم حدود لبنان