لبنان
كلمة السيد نصرالله وضم الجولان وقمة عودة النازحين في موسكو
مواضيع عدة شملتها اهتمامات الصحف اللبنانية لهذا اليوم من كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بالأمس والتعليق على زيارة وزير الخارجية الاميركي مايكل بومبيو، ولقاء القمة بين الرئيسين فلاديميير بوتين وميشال عون والتركيز على ضرورة عودة النازحين، وتداعيات توقيع الرئيس الاميركي على ضم الجولان العربي السوري المحتل للسيادة الصهيونية ـ وكسر هيبة العدو في غزة وتداعيات الصواريخ والحشود على حدود القطاع.
محلياً تصدرت الموازنة والشأن المعيشي العناوين، سيما مع الحديث عن توقف معمل دير عمار الكهربائي عن العمل بسبب نفص الغاز أويل.
نبدأ من صحيفة الأخبار التي ركزت على الشأن المالي وكتبت تحت عنوان:
الحكومة تستمر في تجاهل الموازنة
بري: خفض العجز… أو مشكلة كبيرة
"يمرّ أسبوع جديد من دون أي تقدم على مستوى معالجة الوضع المالي. الحكومة لا تزال غائبة عن الملف، في ظل عدم البدء بمناقشة الموازنة، فيما وزارة المالية لم تحسم قرارها بشأن الوجهة المتوقّعة لخفض العجز. وعلى الخط نفسه، يتفق تكتل لبنان القوي مع الرئيس نبيه بري على أولوية إقرار الموازنة ومخاطر تأخيرها.
أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيد أولوية إقرار الموازنة، معلناً تأجيل جلسة مساءلة الحكومة، التي كانت مقررة اليوم إلى الجمعة. كما تردد احتمال أن يُؤجّل الموعد مجدداً، بسبب خضوع الرئيس سعد الحريري لعملية قسطرة في القلب. وهو ما أدى أيضاً إلى تأجيل جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم غد.
في هذا الوقت، كان الوضع المالي يستحوذ على الاهتمام الرسمي، من بوابة ضرورة الإسراع بإقرار الموازنة، متضمنة خَفضاً للنفقات بقيمة تعادل واحداً في المئة من الناتج المحلي، في حد أدنى. وبالرغم من أن التأخير في إقرار الموازنة مرتبط بتحديد أي من البنود سيطاوله الخفض، إلا أن ثمة من يؤكد أن الإجراء الذي لجأ إليه وزير المالية، أي وقف كل المصاريف باستثناء الرواتب، سيُسهم في ضبط العجز، ولو ورقياً، إلى حين إقرار الموازنة، متضمنةً الإجراءات المطلوبة. إلا أن هذا الإجراء يتطلب في المقابل الإسراع في البت بالموازنة، خاصة أنه يشمل نفقات قد لا يكون بالإمكان تأجيلها لفترة طويلة، أضف إلى أن تأخير إقرارها سيلغي مفعول أي إصلاحات تتضمنها، لأن الاعتمادات ستكون قد صرفت في معظمها على أساس القاعدة الاثني عشرية.
وفيما بدأت أكثر من جهة تسعى إلى أن لا يطاول الخَفض مكتسباتها، كان الرئيس بري يؤكد لـ«الأخبار» ضرورة إنجاز الموازنة في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن الحل الأمثل هو في خفض العجز، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى مشكلة كبيرة.
وفي هذا السياق، كان النائب حسن فضل الله قد قدم اقتراح قانون يُسهم بخَفض العجز ما يقارب 400 مليار ليرة، عبر خَفض 50 في المئة من البنود المتعلقة بالمساهمات لغير القطاع العام (أبرزها يتعلق بالجمعيات التي لا تتوخى الربح والتي تكبّد الدولة 318 مليار ليرة سنوياً)، وبنود التمثيل والأعياد، السفر والمؤتمرات، الأثاث والمفروشات، إضافة إلى بند «النفقات المتعددة».
في المقابل، أكد تكتل لبنان القوي، الذي عُقد برئاسة النائب إبراهيم كنعان، ضرورة «إحالة موازنة عام ٢٠١٩ مع قطع الحساب على المجلس النيابي». ورأى كنعان بعد الاجتماع أن «أي حل يكون بالعودة إلى المؤسسات الدستورية، فلا أحد يختصر المؤسسات، وأي خروج عن هذا المنطق يعرّض البلد لمشكلة ثقة جديدة ولمشكلة مالية اقتصادية بغنى عنها». ودعا إلى «تحريك الملف المالي بسرعة والانتظام تحت سقف الدستور والقانون بأيّ قرار يصدر عن الحكومة أو الوزراء».
وقد جاء هذا الموقف ليؤكد رفض التكتل لخطوة خليل، انطلاقاً من أنها خطوة غير قانونية، تخالف قانون الصرف على القاعدة الاثني عشرية الذي أقره مجلس النواب أخيراً، وتتخطى صلاحية منوطة بمجلس الوزراء مجتمعاً.
وهذا الأمر كان محل نقاش في الاجتماع الوزاري المخصص للكهرباء، من بوابة مخالفة قرار الوزير للمادة 118 من قانون المحاسبة العمومية، التي تنص على أن «لوزير المالية، إذا وجد ضرورة لذلك، أن يقترح على مجلس الوزراء وقف استعمال بعض الاعتمادات المرصودة في الموازنة. ولمجلس الوزراء أن يقرر الموافقة على الاقتراح إذا كانت الظروف الراهنة تبرر اتخاذ مثل هذا التدبير».
واستغربت مصادر التكتل عدم عقد الحكومة لأي جلسة متعلقة بالموازنة أو بالوضع المالي حتى اليوم، محذّرة من مغبّة الاستمرار بهذه السياسة التي لا تتناسب مع الظرف الدقيق الذي يمرّ به لبنان.
أما بشأن الخَفض في الموازنة، فقد دعت إلى درس هذه الخطوة، ومن ثم الرقابة على الإنفاق كي لا تتكرر تجربة إقرار موازنة عام 2018، حيث خفَضت نفقات الوزارات 20 في المئة، قبل انعقاد مؤتمر سيدر، لكن بعد ذلك جرت زيادة اعتمادات كهرباء لبنان ووزارة الصحة لتتمكن من تأمين أدوية الأمراض المزمنة، فتحول الخفض إلى خفض وهمي.
الجمهورية
تحت عنوان "قرار ترامب يوتِّر المنطقة... وعون وبوتين لتســريع عودة النازحين" كتبت "الجمهورية" تقول:
"بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، يسود توتر شديد وقلق كبير من تداعيات هذا القرار على الأمن والسلام في المنطقة، بفعل موجة الغضب العارمة الدولية والعربية. وفي وقت تحدّث وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو عن خوض الولايات المتحدة الاميركية محادثات مع دول الخليج وتركيا وكندا حول القرار الاميركي، دعا الرئيس الايراني حسن روحاني الى تعاون إقليمي ضده. فيما اعتبر الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله انّ أبسط ردّ سياسي على ترامب هو أن تسحب القمة العربية المقررة في تونس المبادرة العربية للسلام من طاولة البحث، مؤكداً أنّ الخيار الوحيد أمام السوريين واللبنانيين والفلسطينيين لاستعادة أرضهم وحقوقهم هو المقاومة. وتكثر التساؤلات في لبنان عن طبيعة المرحلة المقبلة، خصوصاً انّ ترددات مواقف بومبيو ورسائله اللبنانية والايرانية لا تزال مستمرة، وذلك بالتزامن مع إعلان إعلام اسرائيل أنّ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ركّز خلال محادثاته في واشنطن على قضية انسحاب ايران من سوريا، وكذلك مع ارتفاع وتيرة التصعيد الاميركي - الاسرائيلي ضد ايران المصحوب بعقوبات اميركية جديدة عليها، وبعد الهدنة الهشّة في غزة، وتأكيد اسرائيل استعدادها لتوسيع العمليات العسكرية فيها، وتوعّدها حركة «حماس» بدخول القطاع برياً.
توزّع الاهتمام الداخلي أمس بين بيروت وموسكو، ففي بيروت تم تأجيل جلسة الاسئلة والاجوبة النيابية التي كانت مقررة اليوم الى بعد غد الجمعة، فيما لم تجتمع اللجنة الوزارية الفرعية المكلفة درس خطة الكهرباء في السراي الحكومي كما كان مقرّراً امس، وسط توقعات بأن ينسحب التأجيل ايضاً على جلسة مجلس الوزراء في انتظار عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من نقاهته في باريس بعد خضوعه لعملية قسطرة في القلب تكللت بالنجاح، وقد اتصل به مطمئناً كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
عون ـ بوتين
امّا في موسكو، فكانت قمة لبنانية ـ روسية انعقدت في الكرملين حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عون لتنعقد قمة ثنائية بينهما دامت نصف ساعة، قبل ان تنعقد جلسة محادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والروسي.
وأكد بوتين خلالها «انّ لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي قديم». وقال: «نحن نقيم علاقات مع كافة ممثلي دولتكم، وكافة القوى السياسية والفئات الدينية». ورأى في قرار ترامب الاعتراف بسيادة الاحتلال الاسرائيلي على الجولان «خرقاً للقوانين الدولية»، وقال: «لا بد من انتظار ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة، وموقف روسيا معروف ولا يتغير».
امّا عون فاعتبر انّ قرار ترامب «يتعارض مع كل قوانين ومبادىء الامم المتحدة منذ تأسيسها حتى اليوم». وشكر لبوتين «دفاعه الدائم» عن الاقليات المسيحية في الشرق، وتحدث عن واقع النازحين السوريين في لبنان، وما سبّبه من تداعيات على القطاعات كافة، لافتاً الى الكثافة السكانية التي ارتفعت نسبتها نتيجة انتشار النازحين، وقال: «انّ لبنان لم يعد قادراً على التحمل نتيجة اوضاعه الاقتصادية الصعبة».
وشدد على انه «لا يمكن انتظار الحل السياسي لتحقيق عودة النازحين»، مُستذكراً القضية الفلسطينية التي لا تزال بلا حل منذ 71 عاماً ولا يزال الفلسطينيون ينتظرون العودة الى اراضيهم. وقال: «اننا نعلّق أهمية كبرى على دوركم للمساعدة في تأمين عودة النازحين».
بيان مشترك
وفيما عاد عون الى بيروت في نهاية قمته وبوتين، أفاد بيان مشترك صدر عنهما مساء في موسكو، انّ الرئيسين أكدا العزم على «تكثيف الحوار السياسي بين روسيا ولبنان، بما في ذلك على المستوى البرلماني، وتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية في التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة والثقافة والمضمار الانساني والتربية والرياضة والسياحة وغيرها من مجالات التعاون».
وأعربا عن اقتناعهما «أن لا بديل عن الحل السلمي للقضية السورية»، مشددين على «ضرورة حل هذا النزاع من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، استناداً الى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ومقررات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي».
كذلك أكد البيان أنّ عون وبوتين «يدعمان بقوّة الجهود التي تضطلع بها سلطات الجمهورية العربية السورية وحلفاؤها لمحاربة الارهاب المتمثّل بتنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» والمجموعات المتفرعة عنهما».
وأعربا «عن تأييدهما الجهود الرامية الى تطبيق مبادرة روسيا لتأمين عودة اللاجئين السوريين والمهجّرين داخلياً»، معتبرَين «أن حلّ هذه المشكلة يعتمد مباشرة على تهيئة الظروف المؤاتية في سوريا، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، من خلال اعادة الاعمار ما بعد النزاع».
كذلك طلبا من المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات الانسانية تأمين كل المساعدة الممكنة لهذه العملية.
وفي مجال آخر، دعا عون بوتين «الى إيجاد حلّ عادل للمسألة النووية الايرانية، مع الأخذ في الاعتبار حق الجمهورية الاسلامية الايرانية المشروع بالاستعمال السلمي للطاقة الذرية وفقاً لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية».
تسريع عودة النازحين
وكانت مصادر الوفد اللبناني الى موسكو كشفت لـ«الجمهورية» أنّ القمة بين عون وبوتين أرسَت اتفاقاً لتفعيل العمل الثلاثي لتسريع عودة النازحين السوريين في إطار المبادرة الروسية التي وفّرت الغطاء السياسي للعودة، وتضمّن الاتفاق تحقيق إجراءات ملموسة برز منها امس، في وضوح وتنسيق، التعميم الصادر عن وزارة الداخلية السورية، وستصدر قرارات أُخرى تباعاً بما يشكّل إجراء ملموساً للعودة.
وكانت وزارة الداخلية السورية أصدرت أمس تعميماً دعت فيه قادة الوحدات ورؤساء المراكز الحدودية إلى حسن استقبال المواطنين الذين غادروا سوريا عبر منافذ غير رسمية.
البناء
بالانتقال إلى الشأن الأقليمي كتبت صحيفة البناء:
" الإجماع العالمي والإقليمي على استنكار القرار الأميركي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة على الجولان، لم ينفصل عن حال الاستغراب لموقف واشنطن الذي يقفل باب التسويات والمفاوضات، ويفتح الطريق للمزيد من التوتر والتصعيد وربما الحروب، حيث لا مصداقية إلا لمن ربطوا مصيرهم ومصير خياراتهم منذ البداية بمشروع المقاومة، فكل الكلام الأوروبي والأممي والعربي عن القرار الأميركي، كان ضمناً رداً على أصحابه الذين رفعوا شعار الرهان على واشنطن، بصفتها الجهة التي تضمن فرصاً للتسوية والحلول التفاوضية، بينما كان الرد الأمثل تقوله غزة، ولو أنّها لم توجه رسائلها للجولان السوري المحتل، فما قالته غزة عملياً إنها جلبت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من ذورة الاحتفالية التي أقامتها واشنطن بمناسبة تهويد الجولان، بعدما صارت «إسرائيل» رسمياً دولة يهوديّة، وعلى عجل وصل نتنياهو مغادراً عيد واشنطن ليلحق عيد تل أبيب التي فاجأها صاروخ «طائش» من غزة، فلم يلحق العيد، ولم يفلح بالتوقيع على قرار التهدئة ولا وقع قرار الحرب.
في مصادفة رمزية بالغة المعاني، كان نتنياهو الذاهب إلى واشنطن يغادر على عجل رغم الاحتفال التاريخي الذي جرى إعداده، بينما الرئيس اللبناني ميشال عون يصل بهدوء إلى موسكو ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإعلان بدء تعاون شامل ومتنوّع، في زمن تتقدّم فيه أولوية ترسيخ معايير القانون الدولي في العلاقات الدولية، وتتقدّم في المنطقة قضية الأمن على سواها بعد حروب ضارية مع الإرهاب، والتلاقي الروسي اللبناني المنشغل بمصير مسيحيي الشرق في جزء منه، كانت قضية عودة النازحين السوريين أولويته، وتفرّعت مباحثاته نحو النفط والغاز والسياحة والكهرباء.
مصادر متابعة لزيارة رئيس الجمهورية إلى موسكو قالت إن موسكو تريد الدخول السياسي والاقتصادي إلى المنطقة من البوابة اللبنانية بعدما ضمنت الدخول العسكري وأسست له من البوابة السورية، وإن لبنان بخصوصيّته المسيحيّة وتعدديّته الدينيّة يناسب روسيا كمدخل سياسيّ، بينما يناسبها بمصارفه ومشاريعه في مجالات النفط والغاز والكهرباء وسكك الحديد والسياحة، على المستوى الاقتصاديّ كثيراً. وتوقعت المصادر أن يعقب حضور لبنان لقاءات مسار أستانة كمراقب دوراً إقليمياً في إعمار سورية تضعه موسكو على الطاولة من بوابة التشارك مع أوروبا في ملف عودة النازحين، وكان لافتاً مقترح رئيس مجلس الدوما الروسي الدعوة لمؤتمر برلماني تستضيفه بيروت حول النازحين، يضمّ تركيا وأوروبا وسورية وإيران وروسيا والأردن إضافة للبنان.
بينما كانت المنصة السياسية للتأسيس مع روسيا لرئيس الجمهورية، كانت المنصة النوعية لمواجهة السياسات الأميركية، للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وضع القرار الأميركي حول الجولان في كفّة لا يوازيها إلا إعلان العرب في قمة تونس لسحب المبادرة العربية للسلام. وفنّد بالنقاط كلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مثبتاً باللغة الجدلية السجالية جهله بالملفات التي تناولها، مظهراً ما قدّمته المقاومة من حماية وضمانات للاستقرار في لبنان، مقابل سياسات التهديد والحصار التي يخاطب الأميركي عبرها لبنان.
السيد نصرالله
الى ذلك، لا شك في أن وقع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس، جرياً على العادة كان كبيراً في الداخل والخارج. فإطلالة السيد نصر الله التي تناولت نقطتين فقط مرتبطتين بالسياسة الأميركية لجهة اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة «إسرائيل» على الجولان السوري المحتل، وزيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو التحريضية الى لبنان، حيث تضمّن حديث السيد نصرالله تحليلاً علمياً ومنطقياً سلساً لأحداث الاسبوع الفائت ورداً مدروساً بدقة عرّى خلاله السيد نصر الله الولايات المتحدة الأميركية ومواقفها المزيفة.
وبحسب مصادر متابعة لـ"البناء" فقد فضح السيد نصر الله الدعم الأميركي لـ"إسرائيل"، الأمر الذي يفقد واشنطن حق القيام بوساطة أو برعاية تسوية في المنطقة او في العالم، فضلاً عن انه حمّل العرب مسؤولية ما يجري بسبب تفريطهم بالقضية الفلسطينية وتحديداً بالقدس الأمر الذي دفع ترامب الى اعلان اعترافه بسيادة «إسرائيل» على الجولان، وبالتالي فإن السيد توجه الى العرب بضرورة التنبه وعدم الارتهان الى السياسة الأميركية تجاه الجولان، لأن من شأن ذلك ان يدفع الى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. ولفتت المصادر الى اشارة السيد نصر الله الى الموقف الدولي الجامع الرافض للإعلان الأميركي رغم أنه أكد ان هذا الرفض الكلامي يستدعي تحشيداً بالفعل وليس بالقول. ليبقى الأكيد بحسب المصادر أن السيد نصر الله خلص الى القول إن حقوقنا لا تحميها قوانين إنما المقاومة، وإن المقاومة هي طريق استعادة الحقوق.
ورأت المصادر في هذا السياق، أن القرار الأميركي نسف كل المبادرات والمؤتمرات التي لطالما دعت الإدارات الأميركية السابقة في ما خص السلام الشامل والعادل، مشددة على أن إسقاط ادارة ترامب لأسس ما تسمّيه «مبادرات السلام» لن يُبقي أمام سورية وحلفائها الا خيار المقاومة لاسترجاع الحقوق المشروعة.
وبالنسبة الى بومبيو، فكان لافتاً، بحسب المصادر، تفنيد الامين العام لحزب الله زيارة بومبيو الى بيروت وما تخللها من تحريض، وشددت المصادر على ان السيد نصر الله فضح المسؤول الأميركي في خطته ومؤامرته، وأبرز أن المحاولة الأميركية لإثارة الفتنة في لبنان دفنت قبل أن تولد بفضل تعاون جميع الفئات اللبنانية التي لم تستجب للمطالب الأميركية.
وكان الأمين العام لحزب الله أكد أن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل وجّه ضربة قاضية لما يُسمّى «عملية السلام» في المنطقة، معتبراً أن صمت العالم العربي على مصادرة ترامب للقدس جعله يتجرأ على موقفه بشأن الجولان المحتل، ولم يستبعد أن يعترف ترامب بالسيادة «الإسرائيلية» على الضفة الغربية بعد قراره بشأن الجولان المحتل.
ورأى أنه إذا بقي بعض الحياء والشهامة العربية فإن أبسط الأمور يكون بالردّ عبر سحب ما يُسمّى بـ «المبادرة العربية للسلام» خلال القمة العربية المقبلة في تونس، مشدّداً على أن ما تعرّضت له القدس والجولان دليل إضافي على أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لاسترجاع الحقوق والأرض المحتلة.
وحول زيارة وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو الأخيرة إلى لبنان، بيّن السيد نصر الله أن في الشكل شاهدنا وزير خارجية أقوى دولة في العالم يقرأ نصاً مكتوباً بعد لقاءاته وزيارته إلى وزارة الخارجية اللبنانية وقد ذكر اسم حزب الله 18 مرة و»إيران» 19 مرة في دقائق معدودة، مشيراً إلى أن بومبيو أتى وكأنه يريد أن يُعطي بلاغاً ويمشي وهو ضعف في المنطق ويبرهن عن استعلاء واستكبار.
وجزم أنه «يُسعدنا ولا يُخيفنا أن يذكر وزير خارجية أقوى دولة مستكبرة في العالم اسم حزب الله وأن تكون إدارة ترامب غاضبة من حزب الله الى هذا الحد، لأن الإدارة الأميركية هي الشيطان الأكبر، وهذا يعني أننا أقرب الى الله»، موضحاً أن غضب الولايات المتحدة منا يجعلنا نطمئن ونزداد يقيناً بسلامة موقعنا وخياراتنا.
وأوضح السيد نصر الله أن بومبيو جاهل بما يجري في لبنان وما ذكره في كلمته من معطيات قُدّمت له من خونة، منوّها السيد نصر الله إلى أن الشعب اللبناني يحلم بسلامه الداخلي واستقراره وأن لا تكون هناك دولة فيها نهب وهدر مالي، لافتاً إلى أن من يقف عائقاً أمام تحقيق اللبنانيين لأحلامهم هو «إسرائيل» ومَن يدعمها.
وأكد أن حزب الله جزء أساسي من صنع معادلة الاستقرار والسلام الداخلي والازدهار في لبنان، وأن لبنان ينعم بالأمن ببركة صواريخ المقاومة التي تمنع أميركا الجيش اللبناني من الحصول على مثلها، مبيّناً أننا في حزب الله أشدّ الناس حرصاً على الاستقرار والسلام الداخلي والازدهار في لبنان وإيران معنا في هذا الأمر.
وحذّر السيد نصر الله من أن العين الأميركية على إثارة فتنة وحرب اهلية في لبنان لمصلحة «الإسرائيلي»، ورأى أنه لولا وجود حزب الله لما اعترف بومبيو بلبنان ولا أتى لزيارته، وأن مشكلة بومبيو وأميركا مع إيران وحزب الله أننا عقبة في وجه صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية. ولفت السيد نصر الله إلى أن بومبيو كذب حين تحدث عن استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في عودة النازحين السوريين، مشيراً إلى أن السوريين في مخيم الركبان يريدون العودة إلى قراهم والدولة والسورية وافقت على ذلك، لكنّ الأميركيين يعرقلون عودتهم.
اللواء
اما صحيفة اللواء فقد تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت "الملفات هي هي: عودة النازحين السوريين محور محادثات الرئيس ميشال عون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.. خطة الكهرباء، ليست مدرجة على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس، إذ من المستبعد ان تعقد الجلسة بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري، الذي أجرى في باريس عملية «قسطرة في القلب»، هذه العملية أدت أيضاً إلى ارجاء جلسة الأسئلة والأجوبة التي كانت مقررة اليوم.. بالتزامن أيضاً مع سفر الوفد النيابي إلى الولايات المتحدة الأميركية لمناقشة العقوبات الأميركية المالية ضد لبنان، وابلاغ السلطات المالية الأميركية بالاجراءات التي اتخذها لبنان، على مستوى التشريعات القانونية، والإجراءات المالية..
ولا يُخفي رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع مخاوفه من الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، من الناحية المالية والاستثمارية، معرباً امام زواره عن معارضته لخطة الكهرباء الحالية المطروحة من وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني، والتي تقوم على دمج بين مرحلة دائمة ومرحلة مؤقتة، من دون معرفة متى يعاد النظر بالتقنين لجهة الزيادة، مع معلومات تحتاج إلى تأكيد من مصادر الوزارة أن التقنين سيتراجع كلياً بدءاً من العام 2020. وينقل عن الدكتور جعجع ان لدى حزبه خطة بديلة لتوفير الكهرباء، بكلفة أقل، وبوقت أقل أيضاً، وستطرح في جلسة مجلس الوزراء المقبلة.
وليلاً، عاد الرئيس عون مع الوفد المرافق إلى بيروت، على ان يصار بدءاً من اليوم إلى تقييم مفاعيل القمة، حيث احتلت عودة النازحين السوريين محوراً واسعاً، بالاتفاق على متابعة ما اتفق عليه، فيما بقي الرئيس الحريري في فرنسا للخلود إلى الراحة، بعد عملية القسطرة..
خطة الكهرباء
وعن خطة الكهرباء كتبت اللواء: "في غضون ذلك، ادخلت الجراحة التي خضع لها الرئيس سعد الحريري في باريس، مما اضطره للبقاء في العاصمة الفرنسية للتعافي من العارض الصحي، الحركة السياسية الرسمية في شبه إجازة قسرية، إذ رجحت مصادر وزارية عدم انعقاد جلسة لمجلس الوزراء غداً، فيما ارجأ الرئيس برّي جلسة الأسئلة والأجوبة التي كانت مقررة اليوم إلى يوم الجمعة المقبل في الثالثة بعد الظهر، ولم تنعقد اللجنة الوزارية المكلفة للبحث في خطة الكهرباء التي قدمتها وزيرة الطاقة ندى البستاني لهذا السبب، لكن يبدو ان وجهات النظر المتباينة من الخطة بدأت بالظهور بعد موقف «القوات اللبنانية» الذي عبر عنه رئيسها سمير جعجع وعضو اللجنة الوزارية نائب رئيس الوزراء غسان حاصباني، واللذان حددا اولويات مختلفة عن اولويات الوزيرة بستاني لا سيما لجهة وقف الهدر التقني والفني وتعزيز الجباية وتقوية شبكات النقل، ومن ثم البحث في الوسائل المتاحة لزيادة انتاجية الطاقة ووقف التقنين سواء عبر الخطة المؤقتة بالاستجرار من البواخر او مصدر اخر او البدء بتأهيل المعامل الحالية وبناء معامل جديدة.وهناك قواسم مشتركة في الملاحظات والاولويات بين «القوات» وبين الحزب التقدمي و»حركة امل وحزب الله». بينما يقف وزراء «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» موقفا موحدا بإقرار الخطة كما هي، والبدء بالحل المؤقت الذي يقوم على اعتماد البواخر وربما استقدام باخرة ثالثة وهو ما يرفضه الفريق الاخر، ويصر على ترابط الحلول.
وهذا يعني ضرورة الاتفاق على كيفية ادارة المرحلة الانتقالية و تأمين الكهرباء في الفترة الفاصلة عن بدء المعامل اللبنانية إنتاجها. وكيفية الربط بين الخطة المؤقتة والخطة الدائمة للنهوض بقطاع الكهرباء، وتلزيم تنفيذهما في وقت واحد وعبر هيئة المناقصات لا وزارة الطاقة او مؤسة الكهرباء، على أن تتولى اللجنة الوزارية وضع دفتر شروط التلزيم؛ تمهيداً لإجراء مناقصة دولية لتلزيمهما. هذا عدا المطالبة بتشكيل مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان والهيئة الناظمة للطاقة.
وقال عضو في اللجنة الوزارية لـ«اللواء»: يجب ان نصل الى حلول سريعة فلا يجوز ان يبقى وضع الكهرباء على ما هوعليه.خاصة ان المشكلة باتت معروفة وجرى تشخيصها والمهم أن تتخذ اللجنة والحكومة القرار بالحل المفروض اعتماده، والاولوية هي لزيادة التغذية، والاتفاق على المرحلة الانتقالية والنهائية بعدما تم دمجهما بحيث يجب ان تقدم العروض للمرحلتين سويا.
اما الموازنة، فقالت مصادر وزارية ان هناك احتمالاً لأن تبادر الحكومة إلى عقد جلسات لمناقشة مشروع الموازنة قبيل عيد الفصح المجيد".
ا