لبنان
السيد أمين السيد: هناك دول إسلامية تطبّع وتطرح نفسها حليفة استراتيجية للكيان الصهيوني
ندد رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد، بالدول الإسلامية التي تطبّع علاقاتها مع العدو الصهيوني وتطرح نفسها حليفة استراتيجية للكيان المؤقت.
جاء ذلك في ندوة فكرية أقامها "مركز الإمام الخميني الثقافي" في بعلبك، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تحت عنوان: "قدوتنا تجمعنا"، بمشاركة المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية في لبنان السيد كميل باقر، ومفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي، بحضور حشد علمائي.
وقال السيد إبراهيم السيد: "الهدف الأساس والجوهري والعام والشامل والكامل للبعثة النبوية هو الرحمة للعالمين، والعنوان لبناء الحضارة البشرية من خلال القرآن، والذي هو الرحمة الكاملة والمتكاملة، ويندرج تحت عنوان الرحمة عنوانان: مشروع هداية البشر، ومشروع مواجهة الظالمين والمستكبرين وأدواتهم وحلفائهم".
واعتبر أن "المشروع الذي حماه الله، له عقيدته وتشريعاته وقيمه، ومن أهم عناصر بقائه الإمام الذي يقود هذا المشروع الحضاري القائم على الرحمة الإلهية، في مواجهة مشروع الظالمين الذي نجد فيه معممين ودولًا إسلامية تطبع مع "إسرائيل"، وتطرح نفسها حليفة استراتيجية للكيان الصهيوني، وتقدم نفسها للمسلمين على أنها قائدة مشروع إسلامي، وهذا يحتاج إلى انتباه".
وأضاف السيد: "ميزة صفقة القرن أنها كشفت الكثير من الدول العربية على حقيقتها، وصارت وسائل ضغط على الشعب الفلسطيني ليقبل بصفقة القرن، ولكن الآلة العسكرية الصهيونية لم تتمكن من منع إرادة المقاومة في فلسطين بمواجهة قوات الاحتلال".
ورأى أننا "في زمن تحقق فيه إنجاز عظيم على جبهتين: الأولى أننا أمام جيل وشعوب في هذه الأمة استطاعت أن تتحرر من الخوف، وأصبح لديها الجرأة الكافية في لمواجهة الظالمين وهزيمتهم، والثانية سقوط مصداقية المستكبرين. وحتى حلفاء أميركا باتوا لا يثقون بها، وهذا إنجاز عظيم".
باقر
بدوره، أكد السيد كميل باقر أن "ولادة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) هي أرقى ولادة للرحمة الإلهية للبشرية، لأنها رفعت عن المجتمع الكثير من الأعباء والأثقال والأغلال. وتكون الرحمة عندما يؤمن الناس بالرسالة، ويلتزمون عمليًّا بتعاليم النبي الأكرم (ص)، ويعملون بأوامره وينتهون عن نواهيه".
ولفت السيد باقر إلى أن من أهم التعاليم النبوية ركيزتين أساسيتين هما كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، "وإننا اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى هاتين الركيزتين، فالأمة بأمس الحاجة إلى وحدة الصف في مواجهة الأعداء والطواغيت وقوى الاستكبار، وتوحيد الكلمة هي الأساس لتحرير الشعوب من الأغلال والمصائب التي تعاني منها".
وأكد السيد باقر أن "الثورة الإسلامية منذ انطلاقتها في إيران، هي ثورة كل المستضعفين"، وقال: "نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منفتحون على جميع الأديان والطوائف والمذاهب، وبخاصة على إخوتنا المسلمين السنة الذين نمد لهم على الدوام يد الأُخوَّة والتعاون في كل المجالات".
الرفاعي
بدوره، رأى الشيخ الرفاعي أن "المؤمن الذي يريد السير إلى الله، عليه أن يسير بهدي خطى سيدنا النبي (ص) والطريق أمامه طويل وصعب وشاق، ويحتاج بين الفينة والفينة إلى محطات يرتاح فيها ويتزود ويتقوى، ليعود إلى الانطلاق من جديد، ومنها المناسبات الإسلامية التي تشكل المحطات التي تجدد وعينا ونشاطنا وحركتنا وانطلاقتنا".
وأضاف الرفاعي: أن "هذه الرسالة لا يمكن أبدًا أن تقوم على أساس عنصري أو عرقي أو مذهبي أو طائفي، ولا يمكن أن تكون جسرًا أو ممرًا للذين يريدون التقسيم والتفتيت والتجزئة. دعوتنا ورسالتنا عنوانها الضم والجمع، ولا يمكن أن تكون ذات يوم أداة للطرح أو للتقسيم أو للضرب".
وشدد الرفاعي على أن "القضية الفلسطينية وأخواتها، ستبقى حية، وسوف تتمدد وتتوسع، ويستحيل أن يقوى عليها محتل أو عدو، وهي لا تزال توجه الصفعة تلو الصفعة، ونحن متأكدون أن عدونا كلما طال الزمن تراجع، وهذه المقاومات تتقدم إلى الأمام".