معركة أولي البأس

لبنان

مناطق الشمال تغرق في العتمة بعد توقف معمل دير عمار عن العمل 
28/03/2019

مناطق الشمال تغرق في العتمة بعد توقف معمل دير عمار عن العمل 

طرابلس ـ محمد ملص

لليوم الثالث على التوالي تعيش مناطق الشمال وعكار موجة من التقنين القاسي في الكهرباء، إذ ومن دون سابق انذار بدأت ساعات التقنين ترتفع منذ حوالي الأسبوعين الى أن وصلت منذ يومين الى أربع ساعات تغذية مقابل عشرين ساعة تقنين، بينما غاب المسؤولون وكل الأطراف السياسية عن إصدار أي توضيح لما يجري، أو حتى السعي الجدي لحل المشكلة.

يشكل معمل دير عمار الرافد الأساسي لتغذية مناطق الشمال وعكار بالكهرباء، بالإضافة الى كهرباء قاديشا في طرابلس، ومعمل مائي عند سد نهر البارد. وفي الوقت نفسه يتخوف الأهالي من المعمل الرابع والمعروف بمعمل دير عمار 2 والذي تنوي الدولة انشاءه في وقت قريب، وبالرغم من كل تلك المعامل، الا أن ذلك لم يشفع لأبناء هذه المناطق بالكهرباء 24 على 24 . بل إن معدل ساعات التغذية التي يستفيد منها أبناء الشمال لا تتجاوز 12 ساعة تغذية باستثناء مناطق دير عمار والمنية، التي تحسنت التغذية فيها بعد اعتصام دام لأيام، واستطاع الأهالي فرض اتفاق مع مؤسسة كهرباء لبنان لتغذية مناطق المنية  بـ20 ساعة من أصل 24 ساعة. واستمر هذا الاتفاق لحوالي سنة ونصف الى أن اتت موجة التقنين الأخيرة وأعادت خفض ساعات التغذية الى أقل من 8 ساعات يومياً.

تكشف المعلومات لموقع "العهد" أن أسباب التقنين، وبحسب أحد المهندسين العاملين في معمل دير عمار، نفاد الفيول اويل من المعمل، وهي المرة الأولى التي تضطر فيها ادارة المعمل الى اطفاء المحركات بشكل نهائي وتوقف المعمل عن انتاج الطاقة الكهربائية. وتشير المعلومات الى أنه من المتوقع أن يبقى المعمل متوقفاً حتى نهاية الأسبوع.

وتكشف مصادر لموقع "العهد" أن معمل الزهراني سيكون على خطى سلفه دير عمار،  إذ ان هناك مجموعة واحدة تعمل في الزهراني، وهذه المجموعة، في حال عدم إفراغ المازوت، ستتوقف أيضاً عن العمل خلال اليومين المقبلين، في حين ستتخطى عملية إعادة التشغيل أياماً عديدة لحين توقيع الاعتمادات اللازمة لإفراغ البواخر. وبعد ذلك، سنكون بحاجة الى يومين لأخذ عينات من مادة المازوت التي تحملها السفن والتي يجب أن تخضع للتحاليل قبل إفراغها للتأكد من مطابقتها للمواصفات.

وكانت وزارة الطاقة والمياه قد أوضحت في وقت لاحق، أن "عملية توقيع الاعتمادات من قبل وزير المال علي حسن خليل تمت بعد ظهر أمس ومن المتوقع أن تصل اليوم الى مصرف لبنان لصرفها وبالتالي تأخرت عملية ربط السفينتين المجهزتين بالـ"Gaz oil"، مما اضطر مؤسسة كهرباء لبنان الى إطفاء معمل دير عمار عند الساعة الرابعة فجرا بسبب نفاد كميات المازوت.
 
مصادر في  مؤسسة كهرباء لبنان أكدت أن الاعتمادات باتت جاهزة وهي سلمت للشركة صاحبة البواخر، لكن سوء الأحوال الجوية أمس هو الذي منع بواخر "الفيول اويل" من تفريغ حمولتها في معمل دير عمار أو الزهراني، وكون "حال البحر لم تكن جيدة، فلم يسمح للسفن بالربط وبالتالي هذا أدى الى تأخير افراغ الحمولة وتوقف معمل دير عمار وتوقع توقف معمل الزهراني".
 

إقرأ المزيد في: لبنان