لبنان
مؤتمر علمي حول الكوليرا في مستشفى الشيخ راغب.. وزير الصحة: نقدّر الدور الايجابي الكبير للهيئة الصحية
افتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض المؤتمر العلمي الذي نظمته الهيئة الصحية الإسلامية/ مؤسسة الإستشفاء والعناية النفسية، في ظل انتشار وباء الكوليرا تحت عنوان cholera outbreak 2022- updates-response، في قاعة المؤتمرات في "مستشفى الشيخ راغب حرب الجامعي" في النبطية، في حضور النائب هاني قبيسي، المحامي محمد حجازي ممثلًا النائب ناصر جابر، المدير العام للهيئة الصحية الاسلامية عباس حب الله، المدير العام لمؤسسة الاستشفاء والعناية النفسية حسن عمار، رئيس مصلحة الصحة في النبطية الدكتور علي عجرم، وشخصيات وحشد من الأطباء من مختلف المناطق ومهتمين.
بعد آي من الذكر الحكيم للمقرئ حسين حايك، والنشيد الوطني ونشيد حزب الله، وكلمة ترحيب من الدكتور رفيق سلوم، ألقى عضو مجلس إدارة مؤسسة الاستشفاء والعناية النفسية المدير العام للمستشفى الدكتور محمد الدغلي كلمة أشار فيها إلى "أننا ومن جديد نكون على عتبة وباء يحيط بوطننا ويهدد حياة أهلنا الأعزاء، ومن جديد تكون الهيئة الصحية الاسلامية الأم وأبناؤها الدفاع المدني والرعاية الصحية ومؤسسة الاستشفاء والعناية النفسية، وبالتعاون مع مستشفيات "الرسول الأعظم (ص) والسان جورج - الحدث والشيخ راغب حرب" على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الوباء الخطر".
وأضاف الدغلي "لقد كانت لنا تجربة ناجحة مع وباء كورونا، ولقد أثبتت هذه المنظومة الشاملة والمتكاملة أنها بوتيرة الاستعداد والعمل نفسه لمنع تفشي الكوليرا، وأنّ تجربة كورونا التي واجهتها وزارة الصحة والمؤسسات المنضوية تحت لوائها، والمقاومة الصحية اللبنانية وآلاف المتطوعين، بهذا المثلث استطاع لبنان أن يتجاوز محنته الصحية ويعوّض الفقر في مقدراته، واستطاع لبنان أن يتغلب على تفشي كورونا على رغم أن هناك دولًا متطورة وذات مقدرات هائلة عانت أكثر من لبنان".
وأوضح الدغلي "هذا المثلث يجب أن يكون اليوم جاهزًا للحد من تفشي الكوليرا ومواجهتها، وأن نكرس هذا المثلث في مختلف الأزمات، وكما أعلن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أنّ كورونا حرب يجب التغلب عليها، فإننا نعلن استنفار الهيئة الصحية الاسلامية بكامل منظومتها من أفراد ومتطوعين وامكانات لمواجهة الكوليرا، ونقول للوزير فراس الأبيض، وزير الصحة الذي شرفنا اليوم برعاية هذا المؤتمر، أنّنا نضع منظومة حزب الله الصحيّة الشّاملة والمتكاملة والقوية ذات المسؤولية العالية وذات القلب العطوف في تصرّف وزارة الصحة اللبنانية لمواجهة وباء الكوليرا بعدما قرّر ذلك السيد نصرالله".
وألقى الوزير الأبيض كلمة قال فيها: "أودّ أن أعبر عن سروري لوجودي اليوم في "مستشفى الشيخ راغب حرب" وفي رعاية هذا المؤتمر. ولا بد أن أثني على الأدوار التي قامت بها المؤسسات الصحية الخاصة أمام هذا الشعب ودعم المجتمع، ولا سيما "مستشفى الشيخ راغب حرب" وخصوصًا خلال فترة كورونا والأزمات المتعاقبة".
ولفت وزير الصحة إلى أنّه "خلال أزمة كورونا فإنّ المشاركة لم تكن فقط على صعيد الاستشفاء، بل على صعيد الوقاية والتهيئة داخل المجتمع، ولعل النشاطات التي قامت بها الهيئة الصحية الاسلامية مع كل المتطوعين، بالاضافة إلى الجهات المحلية الأخرى كان لها دور ايجابي كبير. واليوم وجودي في هذا المستشفى فرصة لأقول من موقعي وزيرًا للصحة: "أقدّم التقدير إلى كل هذه المؤسسات الصحية التي هي حقيقة الآن في ظل الأزمات التي نمرّ بها تتحمل المسؤولية إلى جانب مؤسساتنا الحكومية".
وأضاف: "اليوم هناك عدو جديد أمامنا، بالإضافة إلى ما نذكره عن موضوع الدواء ومشاكل الاستشفاء، فجأة أمامنا وباء جديد يشكل تحديًا كبيرًا أمام النظام الصحي لدينا، ولأسباب عدة أولاها أنّ هذا الوباء لا يتعلق فقط بقدرات النظام الصحي لدينا، بل بقدرات الوزارات الأخرى والأوضاع الميدانية منها خدمات شبكات توزيع المياه والصرف الصحي، بالاضافة إلى الممارسات والفحوصات التي تتم في وزارة الزراعة والمدارس".
وبيّن الأبيض أنّ "هذا الأمر يتطلب أن نضع عيوننا على ما يحصل في الوزارات والإدارات الأخرى، كما أننا نعاني في نظامنا الصحي أزمة هجرة الطواقم الطبية والتمريضية إلى خارج البلاد بسبب الأوضاع الاقتصادية التي نعانيها".
وتابع "بالنسبة الى المعركة مع الكوليرا، نحن نعرف أنّ هناك خطة دائمة في أي حرب، وقد تعلمنا ذلك من المعارك التي جرت في الجنوب مع العدو، وهي الجهوزية أولًا والتحضير الجيد لأيّ معركة، والموضوع الآخر هو السرعة، أي المبادرة وعدم الانتظار، وخطة وزارة الصحة كانت قائمة على المبادرة وعدم انتظار تزايد أعداد المصابين".
وأردف "من هنا لاحظنا أنّ أعداد الوفيات بالكوليرا انحسرت واستطعنا تثبيت أعداد المرضى، ولكن لا يمكن هذا الأمر أن يدعونا إلى التراخي، بل الواضح، وبسبب الاهتراء في البنية التحنية لدينا في المجتمع، وبسبب البيئة الحاضنة للجراثيم ان نرى ارتفاعًا في الاصابات. ولذلك كان علينا أن نقوي اجراءات الوقاية. ومن هنا استطعنا توفير 600 ألف جرعة وصلت أمس (الاثنين) ليلًا"، آملًا أن "تبدأ الحملة السبت وستكون في المناطق الأكثر عرضة للاصابات وخصوصًا في الشمال أو بالبقاع الشمالي وصولاً إلى البقاع الأوسط، والهدف منها أن نقيم سدًا منيعًا وسط انتشار الوباء".
ثم قدم الدغلي إلى الأبيض درعًا تقديرية، وكانت جولة في أقسام المستشفى.