لبنان
حادثة "اليونفيل" في العاقبية عرَضيّة.. وحزب الله يعزي بالجندي الإيرلندي
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم من بيروت على الحادث المأساوي الذي تعرضت له الكتيبة الإيرلندية العاملة مع قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، بعد مقتل أحد جنودها وإصابة ثلاثة بجروح حال أحدهم خطرة.
وتناولت الصحف الجلسة العاشرة التي عقدت أمس لإنتخاب رئيس للجمهورية، واعتبرتها نسخة مكررة عن سابقاتها، ويبدو أنه لا توجد مبادرات خارجية جدية، رغم كثرة الكلام عن مبادرة فرنسية وقطرية، وعن تحولات في الموقف السعودي أو الأميركي.
الأخبار: اليونيفيل وحزب الله: حادثة العاقبية غير مدبرة وكل الأطراف تجري تحقيقاتها لكشف الملابسات
فيما نفى حزب الله أي علاقة له بحادثة مقتل جندي إيرلندي في جنوب صيدا، تميل قوات اليونيفيل إلى الاقتناع بأن الحادثة غير مدبّرة، والتحقيق الرسمي يبدأ اليوم
انتهى ليل أول من أمس مأساوياً على الكتيبة الإيرلندية العاملة في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، بعد مقتل أحد جنودها وإصابة ثلاثة بجروح، لا تزال حال أحدهم خطرة.
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن أحد من الجهات المعنية قد وصل إلى رواية كاملة، أو حتى رواية أوليّة متماسكة، حول ما حصل عند الساعة 9:15 من ليل الأربعاء في منطقة العاقبية التابعة لبلدة البيسارية على الساحل الجنوبي، لا سيّما استخبارات الجيش اللبناني التي تولّت مهمة التحقيق بعد أن نقل مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الملفّ إليها من الشرطة العسكرية بعد ظهر أمس، أو الشرطة العسكرية التابعة لليونيفيل التي فتحت تحقيقاً بدورها. فيما تقوم المقاومة من جانبها بتدقيق لمعرفة ما الذي جرى بالضبط.
إلا أن ما ظهر جليّاً هو القناعة المشتركة بين قيادة اليونيفيل والجيش اللبناني وحزب الله بأن ما حصل هو نتيجة حادث غير مدبّر. ووصف مصدر عسكري غربي تشارك قوات بلاده في اليونيفيل لـ«الأخبار» بأن ما حصل، بناءً على ما توافر من معلومات، هو «نتيجة سلسلة من الأخطاء غير المقصودة من الجميع». وظهرت أيضاً رغبة لدى اليونيفيل وحزب الله على حدٍّ سواء للملمة ذيول الحادثة وعدم إعطائها أبعاداً سياسية. فسارعت اليونيفيل إلى إصدار بيان هادئ يشرح ما حصل من دون أي اتهام واصفةً الأمر بالحادثة، فيما قدّم مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا تعازي الحزب للقوات الدوليّة، مؤكّداً أن لا علاقة لحزب الله بالموضوع لا من قريب أو من بعيد.
وكذلك، أبدت السفارات الغربية اهتماماً كبيراً بالمسألة، فأجرت سفارات كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وغيرها عدداً من الاتصالات، محاولةً استطلاع موقف حزب الله الحقيقي من أكثر من جهة، وتأكدت أن الحزب يصف الأمر أيضاً بالحادثة. فيما تولّت استخبارات الجيش اللبناني سلسلة اتصالات مع قيادة اليونيفيل لتوضيح الموقف بين جميع الأطراف.
وبما توافر من معطيات أوليّة لـ«الأخبار» من مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى، ومن مصدر أمني غربي تشارك بلاده في القوّة الدولية، ومن مصدر داخل قوات الطوارئ الدولية، يمكن تكوين صورة أوليّة تلخّص بالآتي:
لسبب مجهول، وأثناء انتقال عربتين مصفحتين لليونيفيل (بناءً على بيان وزارة الدفاع الإيرلندية) من منطقة عمليات القوة جنوب الليطاني إلى مطار بيروت الدولي بهدف إيصال جنود لمغادرة البلاد ضمن عمليات التبديل الدورية، انحرفت السيارتان عن مسارهما المعتاد على الطريق الدولي إلى الطريق الفرعية داخل بلدة العاقبية، التي تقع خارج نطاق عمليات القوة الدوليّة. وبعدما لاحظ الأهالي مرور الآليتين اعترضوهما وطلبوا منهما التراجع والعودة إلى الطريق الدولية. حاولت السيارات العبور من بين الأهالي والعودة باتجاه معاكس وسط حالة هرجٍ ومرجٍ، فصدمت أحد المواطنين وعدداً من السيارات، قبل أن تتعرض أثناء فرارها لإطلاق نار، قالت وزارة الدفاع الإيرلندية في بيانها إنه من «أسلحة خفيفة»، من دون أن تذكر تسلسلاً زمنيّاً للأحداث. وبعد إطلاق النار، اصطدمت الآلية بأحد الأبنية وانقلبت.
ورغم التكهنات التي سارع العديد من المعلّقين إلى إصدارها، إلّا أنه لم يحسم حتى الآن سبب وفاة الجندي السائق، إن كان من إطلاق النار أو بسبب اصطدام المركبة. المصدر العسكري الغربي يؤكّد أن «الإمكانية الوحيدة لإصابة السائق بإطلاق النيران هو الشباك الخلفي الذي يظهر من خلال الصور وأشرطة الفيديو بأنه كان مفتوحاً، لكن لا شيء مؤكّداً حتى اللحظة، قد يكون سبب الوفاة هو الاصطدام». أما المصدر الأمني اللبناني، فيؤكّد بأن «استخبارات الجيش لم تحصل حتى الآن على تقرير الطبيب الشرعي لحسم سبب وفاة الجندي».
ويقرّ المصدر الأمني الغربي بأن «الدورية عبرت في منطقة غير مخصصة للعبور، وهذا الأمر يثير الحساسيات في الجنوب دائماً، ومن المؤكّد أن هناك خطأ حصل في خط سيرها».
أمّا مصادر القوات الدولية، فتستنتج أوليّاً بأن «المركبة ضلّت طريقها وسائقها لا يتعدّى من العمر 23 عاماً، ومن المؤكّد أنه والجنود أصيبوا بالهلع من تجمهر الأهالي وعندما حاولوا الفرار صدموا أحد الأشخاص ما أصاب المتجمهرين بالغضب فعمدوا إلى إطلاق النار على المركبة».
ويؤكّد المصدر أن «لم يتسنّ بعد لنا حسم سبب وفاة الجندي، ولم يتم إجراء تحقيق مع الجرحى بعد بسبب إصاباتهم، وننتظر التحقيق الكامل لنفهم سبب خروج الآلية عن خط سيرها المرسوم». بينما يشير المصدر الأمني اللبناني إلى أن «الجيش سيحقّق مع الجنود الدوليين حال تحسن أوضاعهم الصحيّة، ويعمل على تحديد مشتبه فيهم بإطلاق النار».
وحول فوضى السّلاح، يؤكّد المصدر العسكري الغربي، بأن «هناك عدة أحداث تحصل في لبنان وهذه الأيام يتم إطلاق النار سريعاً في أي إشكال فردي، لذلك لا نستطيع أن نتهم جهة بالحادث أو القول بأن الحادث مدبر، ونميل إلى الاقتناع بأن ما حصل رد فعل عفوي طالما أن الجميع يحمل السلاح هذه الأيام ومستعد للقتل لأسباب تافهة، وننتظر نتائج التحقيق قبل القيام باستنتاجات رسمية».
المواقف المتسرّعة ومحاولات الاستثمار
في مقابل المواقف العقلانية للمعنيين بالأمر، ظهرت مواقف متسرّعة لوزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب اللذين سارعا إلى إدانة الحادثة قبل فهم ما حصل. كذلك حاول أخصام المقاومة في الداخل الاستفادة من الحادثة للهجوم على حزب الله وتبنّي رواية كمين أو اعتداء على اليونيفيل. كما جاء تصريح رئيس الوزراء الإيرلندي ميشال مارتين، عن أن قواته تعمل في بيئة معادية، مغايراً للواقع، إذ إن القوات الدولية والكتيبة الإيرلندية نفسها تشيد بالأجواء الهادئة في الجنوب، خصوصاً بعد التقرير الإيجابي الذي أعلن عنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بداية الشهر الحالي، حيث أشاد بالهدوء في الجنوب وبالتعاون بين القوات الدولية والأهالي والقوات المسلحة اللبنانية، واعترف بأن العوائق أمام القوات الدولية للوصول إلى كل النقاط على الخط الأزرق تمت إزالتها.
التوتر مسؤولية أميركية - إسرائيلية
أجواء التهدئة، لا تعفي إسرائيل والولايات المتحدة من محاولة زرع الفتن بين اليونيفيل والأهالي في الجنوب، عند كل استحقاق في مجلس الأمن والأمم المتحدة، لا سيّما في المشاورات حول التجديد لمهمة القوات الدولية في أيلول الماضي. إذ شُنت حملة شعواء للتأكيد على حرية حركة اليونيفيل من دون الجيش اللبناني، ونجحت الولايات المتحدة في الإضاءة على ثغرة في الـ 1701 على حساب العرف المنطقي القائل بضرورة تنسيق ومواكبة الجيش لتحركات القوة الدولية.
وليس خافياً، أن العديد من الصدامات التي وقعت بين أهالي الجنوب والقوات الدولية، كانت غالبيتها بسبب خروج القوات الدولية عن الطرقات المسموح لها التنقّل عبرها وبغياب الجيش الذي سرعان ما يعالج المشكلة عندما تحضر قواته للفضّ بين الأهالي والقوات الدولية. كما لا يمكن إنكار أن منطقة الساحل الجنوبي، مرصودة ومستخدمة من قبل العدو الإسرائيلي في أكثر من محطّة تاريخية، ما يترك دائماً مجالاً للشكّ عند أهالي المنطقة في أي تحرك عسكري غير معتاد.
وبانتظار صدور التحقيقات وجلاء الحقيقة، تؤكّد وقائع حادثة العاقبية ضرورة التنسيق بين القوات الدولية والجيش اللبناني في أي خطوة تقدم عليها اليونيفيل، بما يخفّف من التوتّر ويحدّ من إساءة الفهم والوصول إلى حوادث غير مقصودة.
"البناء": حادث الدورية الإيرلندية من اليونيفيل إلى التحقيق... وصفا: لعدم إقحام حزب الله
يراوح المشهد السياسي في قلب الاستعصاء الذي يسجله الاستحقاق الرئاسي جلسة بعد جلسة، حيث سجلت الجلسة العاشرة التي عقدت أمس، نسخة مكررة عن سابقاتها وانتهت إلى النتيجة ذاتها مثلها، فيما تؤكد مصادر نيابية غياب أي أفق في المدى المنظور لتحريك الركود، حيث لا توجد مبادرات خارجية يمكن الحديث عنها بدرجة من الجدية، رغم كثرة الكلام عن مبادرة فرنسية وأخرى قطرية، وعن تحولات في الموقف السعودي، أو الأميركي، تقول المصادر النيابية إن هذا كله أقرب إلى التمنيات والتحليلات التي لا يوجد ما يؤيدها في الوقائع. وهو ما أشار إليه المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل بقوله إن هناك “مبالغة كبيرة بالحديث الإعلامي وفي بعض الدوائر السياسيّة عن مشاريع وخططٍ خارجيّة. وهذا الأمر غير مبنيّ على معطيات حقيقيّة”. بالتوازي مع جمود داخلي على صعيد المبادرات مع سقوط مبادرة رئيس مجلس النواب الحوارية التي تعطلت بسبب رفض كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وحول الموقف من الحوار قالت كتلة الوفاء للمقاومة إن رفض الحوار يفتح الباب عن قصد أو غير قصد للتدخلات الخارجية على حساب المصالح الوطنية العليا للبنان واللبنانيين.
أمنياً، خرق الحادث الذي شهدته منطقة العاقبية جنوب صيدا، بين الأهالي ودورية ايرلندية من قوات اليونيفيل دخلت في طريق فرعي في منطقة خارج منطقة عملها، وهي في الطريق إلى بيروت، الأجواء السياسية والإعلامية والأمنية، وكان محور تعليقات ومواقف للتعزية بقتيل من الوحدة الإيرلندية، وتأكيد التمسك بدور اليونيفيل، والدعوة للتحقيق بالحادث، بينما دعا رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، إلى عدم إقحام الحزب في القضية وترك الأجهزة الأمنية تقوم بتحقيقاتها لجلاء حقيقة ما جرى.
وفيما أخفق مجلس النواب في الجلسة الحادية عشرة في انتخاب رئيس للجمهورية، كما كان متوقعاً، خطف الجنوب الأضواء من ساحة النجمة، بعد مقتل جنديّ إيرلنديّ وإصابة 3 بإطلاق نار على قافلة لقوّات «اليونيفيل»، في العاقبية منتصف ليل الأربعاء الخميس.
وإذ لم توضح ملابسات الحادث، كشف مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس»، أنّ «سبع طلقات من رشّاش حربي، اخترقت آليّةً تابعةً للكتيبة الإيرلنديّة العاملة في قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في جنوب لبنان، وأصابت إحداها السّائق في رأسه من الخلف»، وذكر أنّ «السّائق توفّي على الفور، فيما ارتطمت العربة بعمود حديدي وانقلبت، ما أدّى إلى إصابة العناصر الثّلاثة الآخرين»، موضحًا أنّ «القضاء العسكري وضع يده على التّحقيق».
وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي أن «حتى الآن، التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط».
ووضعت مصادر مطلعة علامات استفهام حول الحادث، وتفاصيله، وإذ أدانت تعرّض قوات اليونيفيل لأي اعتداء لكنها تساءلت: ماذا كانت تفعل دورية اليونيفيل في هذه المنطقة؟ فهل ضلت طريقها فعلاً كما قِيل أم جاءت لتنفيذ مهمة معينة؟ لا سيما أن المنطقة التي وقع فيها الحادث تبعد كثيراً عن منطقة العمليات المحددة لليونيفيل وفق مندرجات القرار 1701 أي منطقة جنوب الليطاني. وأشارت المصادر لـ»البناء» الى أن الحادث قد يكون له علاقة بتهريب بعد التعديلات على قواعد وصلاحيات اليونيفيل في آب الماضي في اجتماع مجلس الأمن الدولي في إطار التجديد للقوات الدولية بموافقة ضمنية من الحكومة اللبنانية التي أعلنت حينها عدم علمها بالتعديلات، وبالتالي قد يكون دخول دورية اليونيفيل الى هذه المنطقة اختباراً ميدانياً عملياتياً للصلاحيات الجديدة الممنوحة لها في الجنوب.
وقبيل صدور أي بيان أو رواية أمنية رسمية توضح ما حصل، سارعت جهات سياسية وإعلامية للتوظيف السياسي في الحادث من خلال اتهام حزب الله بتنفيذ الاعتداء على اليونيفيل، علمت «البناء» أن الحادث وقع بين الأهالي ودورية اليونيفيل وليس بين الأخيرة وعناصر حزب الله.
النهار: رسالة دامية من "البيئة الحاضنة" إلى اليونيفيل!
هل هي رسالة من داخل الحدود ام عابرة لها ذات اتصال باهداف إقليمية وتحديدا ببريد عابر لتصفية الحسابات الإيرانية – الأوروبية ؟ وما لم تكتسب الرسالة الدامية التي أودت بجندي ايرلندي وجرحت ثلاثة اخرين هذا الطابع، فأي دلالات لاعتداء متعمد عن سابق تصور وتصميم أوقع بالية للوحدة الايرلندية بزعم انها ضلت الطريق المعتادة الى بيروت في منطقة الصرفند واستهدفت بزخة رشاش بسبع رصاصات؟ تبرأ “حزب الله” صاحب النفوذ الساحق غير المتنازع عليه في المنطقة من الاعتداء الدامي، ولكن ماذا عن “سرايا” أهالي المنطقة الذين يختبئ الحزب دوما وراءهم كلما حصلت إشكالات وصدامات مع “اليونيفيل” ؟ سواء كانت “سرايا” الأهالي وراء الاعتداء ام لا، ماذا عن “البيئة الحاضنة للمقاومة” الشديدة العدائية تجاه اليونيفيل خصوصا بعد الخضة التي اثارها تعديل في مهامها اقام “حزب الله” الدنيا ولم يقعدها ضده ؟
مجمل هذه التساؤلات أثيرت دفعة واحدة بإزاء اعتداء هو الأخطر على آلية تابعة للوحدة الايرلندية العاملة ضمن قوة اليونيفيل في جنوب لبنان في منطقة خارج بقعة عمليات اليونيفيل، الامر الذي رسم معالم رسالة دموية متعمدة اما لرسم خطوط حمر جديدة امام تحركات اليونيفيل، واما لاهداف ابعد ما دام يصعب تصور أي طابع فوري “عفوي” في الملابسات التي أحاطت بالاعتداء ليل الأربعاء. ورسمت في المقابل فورة واسعة من ردود الفعل اللبنانية الرسمية والسياسية المنددة بالاعتداء قلقا من تداعيات هذه “الرسالة” التي وان لم تذهب الاصداء حيالها الى التخوف بعد من سحب ايرلندا كتيبتها من اليونيفيل او أي دولة أوروبية أخرى، فان ذلك لا يعني انتفاء الاحتمالات السلبية المتصلة بما قد يتوصل اليه التحقيق المفتوح في الاعتداء. ومع ان المسؤول الأمني الأبرز في “حزب الله” برأ حزبه من الاعتداء فان كتلة الحزب تجاهلت الحادث تماما ولم تات على ذكره في بيانها مساء امس ولا دانته وكأنه لم يكن.
وقد قتل جنديّ إيرلنديّ وإصيب 3 بإطلاق نار على قافلة لقوّات “اليونيفيل” منتصف ليل الاربعاء الخميس اثناء مرور قوات اليونيفيل في منطقة العاقبية متجهة الى بيروت، حيث تم اعتراض الدورية وقيل ان من اعترضها هم “من قبل أهالي المنطقة” واطلقوا النار عليها، “لاعتمادها مساراً غير مسارها العادي”. وكشف مصدر قضائي لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” أنّ “سبع طلقات من رشّاش حربي، اخترقت آليّةً تابعةً للكتيبة الإيرلنديّة العاملة في قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في جنوب لبنان، وأصابت إحداها السّائق في رأسه من الخلف”. وذكر أنّ “السّائق توفّي على الفور، فيما ارتطمت العربة بعمود حديد وانقلبت، ما أدّى إلى إصابة العناصر الثّلاثة الآخرين”، موضحًا أنّ “القضاء العسكري وضع يده على التّحقيق”. وأعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، أنَّ “جنديًّا في حفظ السلام قُتل الليلة الماضية وأصيب ثلاثة آخرون في حادث وقع في العاقبية وقريبًا من الصرفند، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان” مضيفا “حتى الآن، التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط”.
واحدث الاعتداء صدمة واسعة عكستها ردود الفعل الرسمية والسياسية حيال مقتل الجندي الايرلندي وجرح ثلاثة من رفاقه . وأجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً بقائد قوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان اللواء أرولدو لازارو قدم فيه التعزية. من جانبه، أبدى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “أسفه العميق للحادث الاليم”. وشدد على “ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلا” ، مناشدا “جميع الأطراف التحلّي بالحكمة وسعة الصدر في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن”. وأجرى رئيس الحكومة اتصالين بقائد الجيش العماد جوزف عون والقائد العام لليونيفيل الجنرال آرولدو لازارو واطلع منهما على ملابسات الحادث.
"الجمهورية": الرئيس الى 2023 وتشاورية السرايا بين مراعاة الهواجس وعدم التعطيل
الجلسة الانتخابة العاشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية كانت مسك ختام الجلسات هذه السنة ولم يكن ختامها انتخاب رئيس، ودخل بعدها الجميع في عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة على ان توجّه الدعوة الى جلسة جديدة مطلع السنة الجديدة على امل ان يحصل في العطلة ما يغيّر ما في نفوس القوم بما يمكن أن يجعل تلك الجلسة مسك ختام الاستحقاق الرئاسي فيكون للبلاد رئيس تبدأ معه سنة انفراج وخلاص.
ويعوّل المعنيون بالاستحقاق الرئاسي، وكذلك الاوساط السياسية، على مبادرة فرنسية تشجّع على الاسراع في الاتفاق على رئيس جمهورية جديد، وذلك في حال زار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة لتفقد كتيبة بلاده العاملة ضمن قوات اليونيفل في الجنوب، لأنه اذا حصلت هذه الزيارة ستكون له لقاءات على هامش مع بعض المسؤولين والقيادات السياسية، وربما يكون له لقاء في «قصر الصنوبر» على غرار اللقاءين اللذين عقدهما في خلال زيارتَيه السابقتين للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت صيف العام 2020. الا انه لم يصدر حتى الآن اي اشارة فرنسية رسمية حول احتمال زيارة ماكرون للبنان قبل نهاية السنة الجارية.
وكانت الجلسة الانتخابية العاشرة قد انتهت امس الى فشل في انتخاب رئيس جديد كسابقاتها، وبدأ التعويل على ان تشهد عطلة الاعياد مشاورات وحوارات في غير اتجاه لتدوير زوايا المواقف حول الاستحقاق الرئاسي، منها حوارات ثنائية يمكن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يبادر اليها بعد عدم تلبية دعوتَيه الكتل النيابية الى الحوار في شأن هذا الاستحقاق، ومنها ايضا ما يمكن ان تبادر اليه البطريركية المارونية لمناسبة زيارة القيادات السياسية لا سيما منها المسيحية للصرح البطريركي للمُعايدة، في الوقت الذي لم يتّضح بعد ما اذا كان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيبادر الى الدعوة الى حوار مسيحي ـ مسيحي استناداً الى اقتراح رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، او بناء على مبادرة بطريركية لإجراء حوار مع كل من القيادات المسيحية على حدة، حتى إذا تجمّعت لديه معطيات مشجعة يمكن عندها أن يدعوها الى حوار برعايته تحدّد خلاله خياراتها ازاء الاستحقاق الرئاسي.
والى ذلك، وصف مصدر سياسي رفيع لـ»الجمهورية» ما يحصل من تحرك خارجي تقوده فرنسا بمشاركة قطرية لحل الازمة الرئاسية بأنه «جَعجعة دولية لا تُنتج خبزاً بلدياً». وقال: «انّ التقاطعات لا تزال مقفلة ما يجعل الاتفاق غير متاح». وكشف ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي بَدا للمرة الاولى على هذا المستوى من الاستياء في جلسة الامس «لن يُعاود طرح مبادرة حوارية في ظل هذا الانسداد. وعلى هذا المشهد انتهَت عاشِرة جلسات الانتخاب، اما الجلسة المقبلة فستتم الدعوة اليها مطلع السنة الجديدة ولن تكون قبل الثامن من كانون المقبل».
وكان فرز الاوراق في نهاية الاقتراع في جلسة أمس قد أظهَر انّ عدد المقترعين بلغ 109 نواب من اصل 128 الذين يتكوّن منهم المجلس النيابي، وجاءت نتائج الاقتراع التي اعلنها بري كالآتي: ميشال معوّض 38 صوتاً ، 37 ورقة بيضاء، عصام خليفة (8)، «لبنان الجديد» (6)، زياد بارود (2)، «الميثاق» (9)، صلاح حنين (2)، «التوافق» (2) و3 أوراق ملغاة.
بعدها، فُقد النصاب القانوني للجلسة، ورُفع بها وتُلي المحضر فصدّق.
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024